أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - الطيب عبد السلام - علمنة الفعل الاجتماعي














المزيد.....

علمنة الفعل الاجتماعي


الطيب عبد السلام
باحث و إعلامي

(Altaib Abdsalam)


الحوار المتمدن-العدد: 5087 - 2016 / 2 / 27 - 12:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بداء ذي بدء يلزمنا الاشارة الى مفهوم مستتر حول مفهوم العقل التجريبي لأن التجريب هو التعريف اللاحق لمفهوم العقل البحثي الشكي دائم الاختبار لمقولاته و دائم التجاوز لها،بمعنى ادق فأن العقل التجريبي هو العقل الظني البحثي المرن المتعاطي مع الواقع عبر الية التشكيك المستمر و عدم الركون لنظرة تحليلية مسبقة تجعل من الواقع غيتوها مغلقا وفقا للغيتوهات العقلية المغلقة مسبقا.

بعكس العقل التجريبي يكون العقل الدوغمائي الديني او الايديولوجي و هو عقل مرتهن لنظرة عاطفية بحت تجاه الموضوع جاعلة الموضوع مرتهنا ارتهانا مطلقا للنظرة العاطفية المبالغ في امرها و هي نظرة دفاعية وليدة الخوف في المقام الاول،الخوف الذي يديم الفكر المتحفز باستمرار للمواجهة و المنغلق على حماية نفسه انطلاقا من تصورات عاطفية لا شك انها تهول الموضوع.

بهذين المفهوميين سنمضي للتحدث و بثقة حول انعكاس العقل العلمي على الحياة الاجتماعية و ادماج التجربه العلمية البحثية مع الحياة الاجتماعية و العلاقات الانسانية غرض تحقيق اقوى توثيق بين المنجز العلمي و الفعل الاجتماعي حتى يكون للمعرفة العلمية دورها الاعمق في الرقي بالسلوك الاجتماعي و تغلغلها في الممارس البشري اليومي و عدم عزلها في المعادلات الهندسية و تحت المايكروسكوبات و الفعل الاداتي الهامد غير الواعي لاهمية انسحاب الفعل العلمي على الفعل الاجتماعي.
من هنا نفهم ان مراحل اتخاذ القرار و الوصول الى حكم بعينه لا شك مخضعة لمراحل التجربة العلمية غير المرتهنة لحدس مسبق او حكم مطلق.
هذا الامر اذا تم سحبه على السلوك الاجتماعي و التمثل به لنجحنا ايما نجاح في ادارة علاقاتنا الاجتماعية شرط توفر ذات النظرة في الاطراف المقابلة.

ان تغليب الا يقين على سلوكنا الاجتماعي سيفتح افاقنا النفسية لتقبل قرارات الاخرين بل و يجعل من مفهوم العلاقة مفهوم دينميكي غير مخضع لازلية او سرمدية بعينها.
كما ان تغليب النظرة العلمية سيجعل من الانسان حكيما في اتخاذ قراراته الاجتماعية عبر اجرائيه لمجموعة من التحليلات السيكلوجية لشخصيات من هم حوله أخذين في الاعتبار أن من تغلب النظرة المزاجية لديهم هم بطبيعة الحال اشخاص غير خاضعين او مخضعين انفسهم للمران العلمي الاجتماعي و بالتالي فأن تصرفاتهم و سلوكياتهم غير مسؤؤلة بطبيعة الحال مع الاحتفاظ بأمكانية تقديم مساءلات لاؤلئك الاشخاص ليفسروا تصرفاتهم المزاجية هدف موضعتها في منطق علمي ربما هو اعقد من منطقنا الذي نستخدمه.

في الفقرة الثانية من هذه المقالة سنتحدث عن تأثير العلم في السمو بالمشكل و توجيه طاقات العقل لمناقشة اشكالات اكثر تعقيدا و اكثر جدوى.
ذكرنا فيما سبق بأن موضعة التصرفات موضعة علمية ربما يؤدي الى نتائج مثمرة في حياتنا الاجتماعية و جعلها على تلك الدرجة من الرقي و التحضر من دون ان ننفي وجود الصراع و المغايرة و في هذه الفقرة سنتحدث عن كيفية جعل فعل المغايرة و الصراع فعلا بناء و ايجابيا مستنديين في ذلك الى المنهج العلمي ذاته.

و يبدو انه من الواضح الجلي ان العلماء في كافة المجالات التطبيقية قد ينحون منحى الاختلاف و التعارض في نظرياتهم مصحوبين في ذلك بادلة تجريبية جمة تثبت برهانهم.
و الجميع هنا مصيب غير ان ما يختلف بينهم هو مقدار الصحة و ليس جسامة الخطاء !!!
هذا الاختلاف نظن انه يصب في صالح المعرفة العلمية و في سيرورة فعاليتها و قبولها للتجديد و السيررة بما يعظم من تراكميتها و قدرتها على الانتاج و الاضافة.
ذات الامر اذا سحب على الحياة الاجتماعية ربما ادى لانتاج فضاء حواري بناء و تقديم نقد عملي للتصرفات و السلوكيات الاجتماعية و جعل فكرة التنازل عن موقف بعينه قضية اكثر من عادية خالية كلو الخلو من التصلبات الذاتيه غرض الايضاح بأن صوابية الموقف من عدمها لا يشين الذات او يهدرها في عيون الاخرين بقدر ما يعكس مرونة تلك الذات و موضوعية التواصل معها.

ان الشغف بالمعرفة العلمية لربما انعكس في الرقي بالحوارات الاجتماعية و جعلها اكثر احتشادا و جدوى،فالمعرفة فعل دينميكي مضطرد و ربطها بالحياة سيجعل من فكرة الوجود الحياتي نفسها مضطردة و شغوفة بالغد و شغوفة بنقاش اسئلة متسامية فوق روتين العادي و يوميته بما يبدد غول اليومي في اليوم و يجعل من حركته جزء من حركة التجربة البشرية العلمية فاعلة فيها و ماخرة معها عباب المشاركه.

في ختام هذه المقالة اشير الى انها لم تقدم اي شئ بخلاف انها اثارت افكاراً و عكست فكرتي بجعل العقل العلمي التجريبي عقلاً علميا اجتماعياً مفاوضا و مرنا مدركا للظروف المحيطة به و انسب السبل للاستمرار فيها و الازدهار براغماتيا متى ما اضطرته الظروف لتلك البراغماتيه.
و ما ورد هنا لا شك ان علماء الاجتماع و علماء النفس قد ساروا فيه طريقهم الطويل موصياً ان يضمن علم النفس كمنهج ثابت في المدارس و الثانويات و دور التأهيل الاجتماعي لأنه العلم التجريبي الرائد في فكرة علمنة الحياة الاجتماعية و ربطها بالمعرفة العلمية التجريبية.



#الطيب_عبد_السلام (هاشتاغ)       Altaib_Abdsalam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرات في العواقب
- تأمُلات في المعنى...سبعة مقالات قصيرة في الفلسفة
- الفضاء الليبرالي
- الاسلام و افلام الرعب
- المغرب و أمتحان الليبرالية
- مُثُل افلاطون و مُثُل اليوم
- مقاربة بين الله و الصفر
- خطوات بأتجاهِ ما بعد الحداثة
- لماذا ارتد الأتراك ؟؟
- نظرات جديدة في الميتافيزيقيا
- لاهوت العقل التجريبي
- لا بد ان تبقى و لا بد ان تتمدد
- خمس دقائق في عالم الواقع...مقال في العزلة الجديدة
- الهوية القلقلة
- تثوير الليبرالية
- المرأة و عبودية المنزل
- ليبرالية العقل و ليبرالية النقل
- الاطروحة الحضارية للتقنية
- عيد العمال و ليس عيد الشيوعين
- هتلر الصحراء


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - الطيب عبد السلام - علمنة الفعل الاجتماعي