أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طوني سماحة - مرحبا أيها الحب!














المزيد.....

مرحبا أيها الحب!


طوني سماحة

الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 13 - 18:56
المحور: الادب والفن
    


مرحبا أيها الحب!
باسمك نحن اليوم نحتفل،
نقطف الورد الأحمر،
نشعل الشموع،
نشتري الهدايا،
ننظم الشعر،
نطبع القبل،
نطلق الأحلام لعنانها ونرسمها لوحات من الخيال،
نرتدي أجمل الثياب،
ونرتاد المطاعم ودور السينما.

مرحبا أيها الحب،
على اسمك يجتمع العشاق والأحباب،
بك يتوحد الغني والفقير،
الجاهل والعالم،
الرجل والمرأة،
الطفل والشيخ الجليل،
الصديق والعدو،
كلهم يغنون لاسمك اليوم!

لكن أيها الحب،
أخشى عليك أن تكون مثل الزوج المخدوع، أي آخر من يعلم:
سمعت ابن حارتنا الأمس يعقد صفقة تجارية ويقول لشريكه بعد أن ضمن الأموال في جيبه
"أحبك يا صاح، أحبك حبي لأخي ابن أمي وأبي"
وكلنا في الحي يعلم أنه خاصم أخاه وهو لا يكلمه منذ عشرات السنين.
سمعت صديقي يقول لصديقته "أحبكِ"، وما أن حصل منها على حاجته حتى رماها لدموعها وخيبتها.
سمعت الفقير يقول للغني "أحبكَ" حتى يحصل منه على قرض أو عمل.
سمعت رجلا يقول لطفل "أحبك" وما أن وثق الطفل به حتى اعتدى عليه.

هل تعلم أيها الحب كم أشعلنا أوطانا باسم الحب؟
هل تعلم كم من الشباب دفعنا للذبح باسم حب الوطن؟ أي وطن؟
هل تعلم كم بيتا دمرنا باسم الحب، وكم عائلة مزقنا، وكم طفلا يتّمنا، وكم امرأة رمّلنا، وكم قلب أم حرقنا من أجل حب الوطن؟

هل تعلم أيها الحب أننا باسم الله وغيرتنا وحبنا له قتلنا الناس؟
لأجل حبنا لله قتل واحدنا الآخر،
ولأجل حبنا لله ذبحنا بعضنا البعض،
وباسم حبنا لله سبينا النساء،
ولأجل الله بعنا الأطفال،
وباسم الله صنفنا الناس طبقات؟
ولكي نرضي الله كفّرنا كل من يخالفنا العقيدة؟

مرحبا أيها الحب،
بالأمس أدركت أن كلمة "مرحبا" أتتنا من السريانية وتعني "مار حبا" أي "الرب محبة"
أريد أن أعترف لك أيها الحب أني كثيرا ما قلت "مرحبا" لجاري قبل أن أكذب عليه،
وكثيرا ما ألقيت التحية على الناس "مرحبا" وأنا لا أعني ما أقول،
وكثيرا ما لبست قناع الكذب قبل أن أقول "مرحبا"
وكثيرا ما قلت لله مرحبا خوفا منه وليس حبا به،
وكثيرا ما خدعت وجاملت وبررت أخطائي بقناع "المرحبا".


سامحنا أيها الحب،
فنحن أضعنا البوصلة في حياتنا،
ظننا أن الحب هو الأخذ وليس العطاء،
ظننا أن الحب هو أن نمتع أنفسنا وليس أن نهتم باحتياج من نحب،
خيّل إلينا أن الحب هو فقط ما يملأ مشاعرنا دون التفكير باحتياج الحبيب،
افتكرنا أن الحب هو النار التي نشعلها لندفأ أنفسنا بها وإن بقي شيء من حرارتها نتصدق بها على من نحب،
قرأنا في قاموسنا أن الحب هو حب الذات، في الذات وللذات.

أيها الحب، الله محبة،
شمس الله تشتعل فتدفأ الناس وليس ذاتها،
العصافير تغني للوجود وليس لذاتها،
الينابيع تترقرق عذوبة للناس والحيوان والنبات وليس لذاتها،
الهواء العليل يفرح قلوب الناس وليس قلبه،
الورود تنبت لتسبغ على الحياة جمالا ليس لها،
وأخيرا حب الله لنا يريدنا أن يحب الرجل امرأته أكثر من ذاته وأن تحب المرأة رجلها أكثر من ذاتها.

سلام عليكم يا من تحبون وسلام لكم،
سلام الحب وطيبته،
سلام الحب وأطيابه،
سلام الحب وعفته،
سلام الحب وروعته،
سلام الحب ولطفه،
سلام الحب وصدقه،
سلام الحب واخلاصه،
سلام الحب وكرمه.

سلام عليكم يا من تحبون، فالله محبة،
اغرفوا من نبعه كيما تحبون،
وكلوا من خبزه،
وافرحوا بخيره،
وتمتعوا بسلامه.

سلام عيلكم يا من تحبون،
في عالم الحرب كونوا أداة السلام،
وفي عالم الأقنعة كونوا الحقيقة،
وفي عالم الكذب كونوا الصدق،
وفي عالم الكراهية كونوا الحب،
وفي عالم الجوع والعطش كونوا كسرة خبز وكأس ماء،
وفي عالم الحزن كونوا الفرح.

سلام عليكم يا من تحبون، مرحبا وألف مرحبا، الرب محبة، الله محبة.



#طوني_سماحة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عهد قديم وعهد جديد-8- قراءة في البوذية
- كافر أنا
- عهد قديم وعهد جديد -7-جولةعلى آلهة حوض البحر الابيض المتوسط
- رأيت يسوع- قصة خيالية
- منطق آلهة سادية أم بشاعة وسادية القدماء؟ رد على مقال الاستاذ ...
- عهد قديم وعهد جديد -6-الحرب على كنعان، إبادة جماعية أم دينون ...
- حسناء باريس... وردة ذبلت أم أشواك دامية؟
- عندما يكون الدم ثمن الحرية
- إنسان يموت وكلب يعيش
- عهد قديم وعهد جديد -5- إسمع ما يقوله إيل الثور الإله، سيّدك
- عهد قديم وعهد جديد -4- وسمع الإله دعائي وباركني
- إنها الحياة-6- ومن الحب ما قتل
- عهد قديم وعهد جديد -3- مبروك للعروسين
- عهد قديم وعهد جديد -2- بين الطائرة والمدرسة
- عهد قديم وعهد جديد -1- البداية
- يسوع الثائر 10 - الخاتمة
- إنها الحياة-6- كلب على لائحة الشرف
- يسوع الثائر-9- يسوع والانسان
- يسوع الثائر-8- الرياء وازدواجية المعايير
- يسوع الثائر-7- نقد للتقاليد


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طوني سماحة - مرحبا أيها الحب!