طوني سماحة
الحوار المتمدن-العدد: 5034 - 2016 / 1 / 4 - 01:26
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كافر أنا. هكذا قالوا.
كان كافرا أبي وابني سوف يولد كافرا. هكذا قالوا.
ولدت كافرا وسوف أموت كافرا،
فالكفر كما يقولون، مثل العبودية يتوارثها الكفار،
مثل الجينات نتوارثها من الاجداد.
سألت عن أسباب تكفيري،
قالوا لأني لا أؤمن بما يؤمنون،
و لا أصلّي كما يصلون،
و لا أتكلم كما يتكلمون،
و لا أصوم كما يصومون،
و لا أعبد كم يعبدون،
ولأن إلهي مختلف عن الإله الذي به يؤمنون.
كافر أنا لأن كتابي يقول: أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا الى مبغضيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم.
إن كان حبي لكم كفرا، فأنا أول الكفار.
لو أنتم كرهتموني فلسوف أصلّي لاجلكم ولأباركنكم.
كافر أنا لأني أفكر وأقرأ وأكتب،
لَإن كانت الكتابة والقراءة كفرا، فأنا أختار الكفر على الجهل.
كافر أنا لأني أرفض قتل الابرياء على الطرقات
وأرفض رجم الفتيات في الساحات
وأرفض نحر السكارى في الحانات،
وأرفض قطع الاعناق،
وأرفض قطع أيادي السارقين،
وأرفض إعلان الحرب على الذين لا يشاركونني الرأي.
كافر أنا لأني أرى فيّ وفيك إنسانا.
أرى فيك أخا وأختا، حتى وإن اختلفنا في الدين، أو العرق، أو اللغة، أو اللون، أو الجنس.
أنت أخي حتى لو لوّحت بالسيف في وجهي.
أنت أخي حتى لو جعلتني أنبش قبري بيدي كيما تدفنني فيه،
أنت أخي حتى لو قتلتني وسبيت ابنتي وسرقت منزلي،
أنت أخي حتى عندما تنتزع وجهك الانساني وتواجهني بأسنان مثل أنياب الذئاب،
وعندما تنهشني مثلما ينهش الأسد حملا،
وعندما تغرز مخالبك في جسدي،
وعندما تقطعني إربا،
وعندما تدوسني وترحل.
كافر أنا، لكن ثق،
لَإن رأيتك مصابا مريضا، سوف أطببك،
وإن رأيتك جائعا، سوف أطعمك، أو عطشانا سوف أسقيك،
إن رأيتك عريانا، سوف أكسوك
أو متروكا سوف أؤنسك.
كافر أنا وكفري فخر لي،
وضلالي هدايتي،
ونجاستي نظافتي،
وجحيمي جنتي.
كافر أنا، بل ليتك يا من تكفرني كنت كافرا مثلي.
#طوني_سماحة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟