أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - طه معروف - فتوى جلال طالباني ضد المتشردين الكرد في كركوك














المزيد.....

فتوى جلال طالباني ضد المتشردين الكرد في كركوك


طه معروف

الحوار المتمدن-العدد: 1377 - 2005 / 11 / 13 - 11:19
المحور: القضية الكردية
    


"الخيانة" هي من اكثر العبارات المتوحشة واللانسانية التي ترددها وتروج لها الطبقات المستغلة لإتهام و معاقبة من تسول له نفسه خرق دائرة وحدود جملة من مقدساتها المصطنعة والمزورة المرتبطة بمصالحها. اسس وجذور هذه العبارة هي التملك وما ينتج عنها من افكار واديان ونظم اخلاقية وتستخدم للحفاظ على الملكية الخاصة والدولة القمعية وسلطة الطبقات المالكة والحاكمة في المجتمع و التي ظهرت مع ظهور اول مجتع طبقي قائم على الملكية الخاصة والاستغلال .
ابان حكم الكنيسة لصقت الخيانة ب(غاليلو) لإنه خرق وتجاوز خرافات ومقدسات الكنيسة البالية . وعندما اندلعت حروب الطبقات الراسمالية في البلدان المختلفة " في العالم المتمدن" لتقسيم العالم وتوزيع ثرواتها او اعادة توزيعها، نعتوا بالخيانة كل من وقف ضد جرائمهم او اعلن عن طبيعة حربهم الاجرامية وكان هتلر سباقا في هذا المجال حيث اتهم بالخيانة العظمى كل من تردد في تنفيذ جرائمه البشعة بحق الانسانية و لم يشارك في حملات الابادة الجماعية التي عرف بها نظامه .و خلال تسلط النظام البعثي الدموي في العراق كانت الخيانة جريمة كل من وقف بوجه السياسات التعسفية للنظام واصبحت عبارة "الخونة" نصيب الاكثرية الساحقة من المجتمع لكونها تعارض سياسات النظام وحروبه الرجعية. وحسب الشريعة الاسلامية يصبح الفرد "كافرا" من يحاول تكذيب الخرافات الاسلامية او لايطيع الضوابط وا لالتزامات الدينية وحتى العلاقات الجنسية تعتبر خرقا كبيرا لتلك الشريعة الرجعية والمغلقة. ان استخدام عبارة الخيانة في هذا العصرمن قبل اية جهة كانت هي اضفاء شرعية على الجرائم والقتل تجاه من يتجاوز ويخترق جملة من المقدسات الكاذبة البرجوازية حول الملكية الخاصة والوطن والدستور والدين ما شابه ذلك.
اتهم جلال طالباني مجموعة من الاكراد المتشردين الذين يبحثون عن مأوى آمن لهم ولعائلاتهم لتجنب الصراعات والحروب الطائفية والقومية ،بالخونة، لإنهم لم يرضخوا للسياسات الشوفينية القومية الكردية وهاجروا من مدينة كركوك"قدس كردستان"التي تحولت الى بؤرة سياسية متوترة وخطيرة جراء ممارسات الشوفينية الكردية والعربية و التركمانية واصبحت هذه المدينة بفعل هذه الاعمال الشوفينية على حافة الحرب الاهلية . ان الطالباني وتياره القومي الشوفيني الذين ساهما الى حد كبير في خلق هذا الوحل العرقي والطائفي ،لا يترددون حتى لو ادت سياستهم الرجعية الى ابادة قطاعات واسعة من الجماهير وبالفعل فقد اشعلوا في مدينة كركوك نار حرب عرقية وطائفية حل فيها الحقد والكراهية بين الناس محل المحبة والسلام والانسانية وبات تصنيف القاطنين في هذه المدينة حسب الهوية العرقية يتخطى حدود العيش والحياة الآمنة وتحولت الجماهير الى فريسة سهلة لهذه السياسات الخطيرة دون رغبتها وارادتها واصبح الشوفينيين في مدينة كركوك وريث فعلي للنظام الدموي البعثي ولا يختلفون عنه إلا في بعض المسائل التكنيكية .
ان الانسان يبحث دائما عن حياة افضل وان الحواجز والادعائات القومية الكردية في قدسية الجبال والمياه والسهول والمدن عجزت عن منع آلاف الاكراد عن ترك هذه "المقدسات" البالية والزحف نحو اوروبا والخارج الاكثر أمنا ولا يزال هناك العشرات ينتظرون الفرصة المناسبة للهروب من هذا الجحيم الذي ساهم الطالباني وتياره الشوفيني في إقامته . لعل الطالباني يريد بهذا التهديد والاتهام الذي اطلقه ضد هؤلاء الابرياء الذين قضوا معظم حياتهم مع اطفالهم في المخيمات او الابنية المهجورة في ظل سلطته الفاسدة ، ان يضفي الشرعية على الصراع القومي والطائفي لزج الجماهير فيها ويقول بان من لايلتزم بسياساته الشوفينية او اختار طريق آخر خارج التفاهات القومية يجب ان يعاقب كخائن .ان هذا التهديد اللانساني لايشمل فقط مجموعة من العوائل البائسين الذين يسكنون الخيام في كركوك منذ سقوط النظام والذين هربوا من الجحيم القومي والطائفي بعد ان يئسوا من الحصول على ملاذ امن ، بل هو تلويح وانذار لجماهير كردستان للأستعداد لهذه الحرب القومية الرجعية و اعلانا لقمع المعارضين لحربهم الشوفينية ونداء لإدامة السياسات الشوفينية في المدينة كما فعل صدام، بغية انتزاع الهوية الانسانية منها والتي طالما عاشت الجماهير فيها بمنأى عن الحقد والكراهية و في ظل اجواء المحبة والسلام والانسانية دون الاحساس بالانتماء القومي والطائفي.
ان التنقل واختيار المكان المناسب للعيش هي، على الصعيد القانوني والحقوقي من اولويات حقوق الانسان، وان انكاره، هو خرق فاضح لأبسط حقوق الانسان ،ولذا فان الطالباني متهم في هذا المجال بكونه ينكر علنا هذا الحق وفي سياق سياسة قومية انعزالية بغية تسخين الصراعات تمهيدا لحرب قومية .ان المتشردين الكرد هم ضحايا سياسة شوفينية عربية وصراع قومي في العراق وفي ظل سلطة الاحزاب القومية تعرضوا لإبشع انواع الاستغلال وجوبهت مطالبهم دائما حول المسكن والمقومات المعيشية الاساسية الاخرى اما بالرفض والقمع او بالوعود الكاذبة و ان اراضي كردستان "المقدسة" تحولت بالنسبة للاغلبية الساحقة من جماهير كردستان و بفضل سلطة الاحزاب القومية الكردية الهمجية الى مخيمات بائسة وممزقة او ابنية مهجورة ومدمرة في حين ينعم الساسة الشوفينون بكل الثروات الطائلة والقصور المتبقية من عهد النظام البائد ومن تلك القصور وعلى تلك الثروات الطائلة ومن اجل الحفاظ عليها يوجه هؤلاء مثل هذه الفتاوى والانذارات القومية والطائفية .



#طه_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احمدي نجاد يهدد بإزالة اسرائيل ،خوفا من إزالة نظامه
- محاكمة صدام من فضائح العصر
- الامين العام للجامعة الدول العربية يتحدى حقوق الجماهير الكرد ...
- امريكا واستراتيجية الخروج ما بين القتال و السلام الطائفي
- اجابة على اسئلة الحوار المتمدن حول - الديمقراطية والاصلاح ال ...
- بصدد إختلافات الطالباني والجعفري الطائفية
- جريدة صباح العراقية في مهزلة -ميثاق الشرف-
- بؤس الجماهير العراقية في ظل الارهاب المزدوج
- عندما يتحكم اصحاب العمائم بعقول الناس
- مسودة الدستور اولوية امريكية وليست جماهيرية
- السجن مدى الحياة لكاتب باكستاني جراء نقده الليبرالي للدين ال ...
- الأحتجاجات الجماهيرية في كردستان ايران في ظل ا للعبة الامريك ...
- مسودة الدستور حلقة اخرى للتآمر على جماهيرالعراق
- نيجرفان بارزاني يبرئ الاسلام السياسي من الارهاب
- الارهاب الاسلامى، هذه المرة، في لندن
- انتخاب دون انتخابات
- هوامش على دعوة الحوار المتمدن للتحالف قوى اليسار
- ازمةجديدة للحركة القومية فى كردستان العراق


المزيد.....




- محمود عباس يرحب بمشروع قرار الأمم المتحدة بمنح فلسطين عضويته ...
- الخارجية الفلسطينية: تصويت الأمم المتحدة رسالة تأكيد على حق ...
- رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة: الشرق الأوسط على شفا كارث ...
- أبو مازن: تصويت الدول لصالح فلسطين في الأمم المتحدة انحياز ل ...
- أول تعليق أمريكي على تصويت الأمم المتحدة لصالح عضوية كاملة ل ...
- اعتماد قرار يدعم طلب عضوية السلطة الفلسطينية في الأمم المتحد ...
- لحظة اعتماد الجمعية العامة قرارا يدعم منح السلطة الفلسطينية ...
- طلاب جامعات باكستان يتظاهرون في اسلام اباد دعما لفلسطين
- تصويت رمزي في الأمم المتحدة تأييدا لعضوية فلسطينية كاملة
- السعودية.. بيان من الداخلية بشأن إعدام أجنبي والكشف عن جريمت ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - طه معروف - فتوى جلال طالباني ضد المتشردين الكرد في كركوك