أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي أبو خطاب - عن الإرهاب والعنف المقدس وعقدة الانتحاري














المزيد.....

عن الإرهاب والعنف المقدس وعقدة الانتحاري


علي أبو خطاب

الحوار المتمدن-العدد: 1376 - 2005 / 11 / 12 - 11:54
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


نبدأ أولاً وبشكل جريء أن نحدد معنىً للإرهاب الذي تختلف على تعريفه دول العالم في الأمم المتحدة، وهذا مما يؤسف له ومما يدل على أن كل طرف يريد أن يفرض مصالحه الخاصة على هذا التعريف البسيط، أنا أتفق أولاً مع تعريف القاموس لكلمة الإرهابي على أنه الشخص الذي يحاول فرض آرائه بالقوة على الآخرين لكني أود الإضافة أيضاً تعريفاً جديداً هو: الشخص الذي يقوم بقتل المدنيين سواء رجال أو نساء أو أطفال أو حتى -وأتجرأ هنا لأقول- عسكريين ليس لهم ذنب، أي ليس لهم صراع مباشر معه، وهذا التعريف توّلد عندي في السنوات الآخيرة حتى قبل أحداث سبتمبر المروعة والمجازر ضد المدنيين الفلسطينيين والعمليات الانتحارية في تل أبيب..الخ.
إن السبب الرئيسي وربما الوحيد في الخلاف على تعريف الإرهاب هو أن أحد الأطراف – وهم إسرائيل وأمريكا طبعاً ومن حالفهم- يريدون أن يجعلوا من قتلى جنودهم في العراق أو فلسطين -الذين يعتدون على أمن الناس- شهداء وضحايا أبرياء وبالتالي فإن المقاومة المشروعة هي إرهاب! وهذا ما لا يقبله منطق. أما المشكلة أو السلبية في الطرف الآخر -وهم المقاومة في العراق أو فلسطين أو أي مكان- أنه يريد استباحة قتل المدنيين من العدو وهذا أيضاً لا يقبله منطق أو حتى دين، فالإسلام مثلاً لا يقبل قتل الأسرى والمدنيين من رجال ونساء وأطفال. إذن هذا التباين في وجهتي النظر (المغلوطتين) هو ما يجعل من تعريف الإرهاب عملية فاشلة.
الكثير منا ربما قرأ كتاب رينيه جيرار الشهير عن العنف المقدس الذي يؤرخ فيه لتاريخ الإرهاب المبكر منذ الحضارات الوثنية الأسطورية وصولاً إلى مظاهر مشابهة في مجتمعنا الحالي، فقد درج الإنسان على تقديم القرابين من حيوانات وحتى بشر لإرضاء آلهته المتعطشة للدماء والمفارقة أنهم كانوا يفعلون ذلك استجلاباً لحب آلهتهم وعطفها، فأي إله دموي هذا؟ إنه يذكرنا بـ يهوه الإله التوراتي الذي أمر أتباعه بقتل كل نسمة –وحتى الشيخ والطفل والمرأة- من أهالي كنعان وذلك عند دخولهم أرض الميعاد كما يزعمون. دعونا نعترف بأن الموت سواء بقتل الآخرين (حتى المدنيين) أو بقتل النفس من أجل المبادئ الدينية أو الدنيوية (حتى اليسار يفعل ذلك أحياناً) ما زال سارياً حتى في الألفية الثالثة ومن يفعل ذلك يعتبرها تضحية وجهاداً أكبر ينال بعده الجنة أو يشبع حاجاته المعنوية إن لم يكن يؤمن بجنة أو بنار. وهنا أود أن أسمي هذا العنف المقدس عند جيرار بالعنف التابوي لأن كلمة تابو تشمل المقدس والمدنس (المحرم) معاً، وهذا ما ينطبق على هذا العنف أيضاً، فأنا أرى –وأتمنى أن تتفقوا معي- أن قتل الآخرين (الأبرياء) في سبيل الله هو أمر محرم.
ولكن لنسأل أنفسنا لماذا لم تبزغ عقدة الانتحاري -كما أسميها على المستوى النفسي- من قبل عقود أو قرون خلت؟ في رأيي أن للأمر علاقة باللاوعي الفردي والجمعي للشعوب العربية والإسلامية، فالمواطن العربي أو المسلم يحس في ذات نفسه بالكبت الاقتصادي والاجتماعي والسياسي أمام الآخر الأجنبي والقوي سواء تركي خلال القرون الأربعة المظلمة من حكم العثمانيين، أو سواء غربي (إنجليزي وفرنسي وأمريكي وخلافه) في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى حتى الآن. إن تفجر عقدة الانتحاري حالياً في السنوات الأخيرة هو تعبير عن مخزون نفسي (فردي وجمعي) تراكم عبر السنين في سنوات القهر والاستعمار قد بلغ ذروته الآن لأن المواطن العربي المسلم ظن أنه بعد نضاله للاستقلال في خمسينات القرن الماضي، سيشهد تطوراً نوعياً وتبوءاً لمكان مرموق بين الأمم، لكنه وجد نفسه وعبر عقود ألعوبة في يد أنظمة هزيلة أو عميلة أو منتفعة ساعدت على احتلالنا اقتصادياً من قبل الغرب، بل ما زاد الطين بلة عودة الاحتلال العسكري إلى أفغانستان والعراق والتلويح لغيرها بالأمر ذاته، فكان من الطبيعي في ظل هذه الظروف أن تولد مثل ردة الفعل هذه، والقانون الفيزيائي يقول لكل فعل ردة فعل مساوية له في المقدار ومعاكسة له في الاتجاه. هذه الفيزياء السياسية.
حتى يكتمل المشهد أذكر أني منذ بداية مقالي وحتى نهايته كنت أكتبه على صوت الغارات الإسرائيلية الوهمية أو الحقيقية التي يروج لها الإرهابي شارون بأنها دفاعاً عن النفس.



#علي_أبو_خطاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب والإرهاب المضاد
- أنا وأدونيس والمجهول
- دور الأدب
- دور الفن في الحياة الانسانية
- الرياضة والفن الرخيص
- الغناء بين الثقافة والسياسة
- عن السياسة والأدب والفكر
- المرأة بين مطرقة تأويل الدين و سندان المجتمع
- يا عمال / عاملات العالم التحموا


المزيد.....




- ما هي الامتيازات التي حصلت عليها السلطة الفلسطينية بعد قرار ...
- بقيمة 400 مليون دولار.. واشنطن تعتزم الإعلان عن حزمة مساعدات ...
- البنتاغون يوعز إلى جميع الأفراد العسكريين الأمريكيين بمغادرة ...
- مصر.. نجيب ساويرس يرد على تدوينة أكاديمي إماراتي حول مطار دب ...
- الإمارات.. تأجيل جلسة الحكم في قضية -تنظيم العدالة والكرامة ...
- وسائل إعلام: فرنسا زودت أوكرانيا بصواريخ -SCALP- هي في نهاية ...
- مدفيديف يصف كاميرون بالبريطاني -الموحل ذي الوجهين-
- ناشطتان بيئيتان تهاجمان تحاولان إتلاف نسخة من -ماغنا كارتا- ...
- -لعنة الهجرة-.. مهاجرون عائدون إلى كوت ديفوار بين الخيبة وال ...
- معجم الانتخابات الأوروبية ومصطلحاتها الأكثر شيوعا


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي أبو خطاب - عن الإرهاب والعنف المقدس وعقدة الانتحاري