أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي أبو خطاب - الرياضة والفن الرخيص














المزيد.....

الرياضة والفن الرخيص


علي أبو خطاب

الحوار المتمدن-العدد: 1305 - 2005 / 9 / 2 - 12:04
المحور: الادب والفن
    


لا أقصد بالرياضة هنا ما نمارسه عادة من تمارين صباحية مهمة للجسم الانساني ،بل ما أقصده الرياضة كضد للثقافة ،أي الرياضة التي يقيمون لها دورات وأولمبيات وكأس عالم وخلافه مما ينفق عليه الملايين دون أي عائد حقيقي للشعوب بل ونجد أن دول نامية تقوم بدورات مكلفة في حين أن اقتصادها في أمس الحاجة لهذه الأموال المهدورة ، إن الرياضة فريضة على كل انسان على النطاق الفردي وعلى أساس مبدأ "العقل السليم في الجسم السليم " وهذه الرياضة يمكن ممارستها في النوادي ،لكن المبالغة في تشييد النوادي والانفاق المكلف على تكوين الفرق الرياضية الخ هو الكفر بعينه ، اما الفن الرخيص فهو معروف للجميع من غناء هابط وأفلام مقاولات أو تجارية كما يقولون ومسرحيات الرقص الشعبي إذا جاز التعبير ،والتي يطرق عليها أموال طائلة لو استغلت في الاقتصاد الوطني لقضت على نسبة كبيرة من البطالة ولساهمت ولو بشكل بسيط في انتعاش اقتصادي .
لكن ما يؤسف له هو جو الهوس الجماهيري بالرياضة والفن الرخيص وهو ما يطالعنا دوماً على شاشات التلفاز في حفلات فنية أو ملاعب رياضية ،مما يذكرني بمقال لجواد الاسدي عن المسرح الفلسطيـــــني - ا لكرمل عدد 31 - قال فيه " ما نشهده اليوم من عروض واستعراضات ماجنة ولافتات مزوقة مبرهجة ودعايات سوقية ، وما نراه من التفاف على الفن عبر المسلسلات المتبلدة وما نشهده من لهاث متفرجي كرة القدم ،ومع أن فن كرة القدم يتقدم بمهارة وسرعة أكبر مما يتقدم فن المسرح فان ذلك الالتحام الوجداني والهستيريا المجنونة في العلاقة بين جمهور كرة القدم واللاعبين قد غدت حلماً بالنسبة لفناني المسرح وممثليه " ، والعجب ان كثير من الرياضيين يدعون أن الرياضة تربي فينا الروح الرياضية ، في حين نرى دوماً حوادث مخزية ودموية على المدرجات الرياضية وخارجها، كله بسبب التعصب الرياضي ،كأنه لم يكفينا التعصب القومي والديني وغيره حتى يظهر هذا الداء الجديد ، أما الفن الرخيص فيدعى بعض ممثلوه او بالأحرى راقصاته بأنهم يحملون رسالة فنية في حين أن رسالتهم الوحيدة ورسالتهم أيضاً العري ومشاهد الجنس العنيف .
والنقطة الأشد أهمية هو الدور الذي تلعبه السياسة - وأقصد السياسة القذرة- في هذا المجال ، حيث الاهتمام والتشجيع الذي تلقاه الرياضة والفن الرخيص في العالم السياسي خاصة والعالم كله عامة هو شئ مقصود والهدف منه هو تلهية الشعوب عما يحدث في بلدانها من انتهاكات لحقوق الانسان وكبت سياسي واعتقالات ومصادرة حريات وغيرها والهدف أيضاً هو عملية تغطية وتمرير اتفاقيات سياسية محرمة شعبياً ،وانا لا أبالغ فمقارنة بسيطة بين عدد رواد أماكن الرياضة والفن الرخيص ورواد المنتديات الثقافية والسياسية يثبت ذلك ، وأحد الأمثلة الواضحة سياسياً هي تلك المظاهرة التي خرجت احتجاجاً في أحد الدول العربية بسبب كرة القدم متزامنةً مع مجازر صبرا وشاتيلا، ولا أدين السياسة فقط فالسياسة تهيئ الجو اعلاميا وتشجعه لكن الجمهور عليه وزر اللهاث وراء هذا المجال بسبب النقص الثقافي عنده وعدم كفاية الوعي أيضاً لديه ، وهنا يأتي دور المثقفين ومنتدياتهم ودور أولياء الأمور والمدارس وكل من يهمه الامر، والغريب أن المجتمع يدعى اسلاميته لكنه بدل أن يطبق " مقوله الحديث " العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة واستعمل العلم هنا قاصداً بها الثقافة نراه يحرفه الى "الرياضة والفن الرخيص فريضة على كل مسلم ومسلمة" ، فالمجتمع يدعى المقولة الاولى قولا بينما يقوم بالأخرى فعلاً .
لماذا نعطي أجور عالية لفنانين وفنانات رسالتهم الفنية الحقيقية ليس الفكر والثقافة (كما عند الفنانيين الجادين ) بل عرض الافخاذ وخلع الثياب؟ ولماذا يعطي اللاعب كرة قدم وتنس وغيرهم من رياضيين لا يخدمون الفكر بشئ أجور عالية وبل خيالية احياناً ؟ لماذا تضيع هذه الأجور هدراً في حين تعاني أغلب الدول من الضعف الاقتصادي والامية ونقص الامكانيات الثقافية ، ويعاني اغلب الكتاب من العجز المالي واضطرارهم للعمل على حساب ابداعهم في سبيل لقمة العيش ؟ واخيراً أتساءل بجدية لماذا لا تسن قوانين تعاقب مروجي هذه السوق السوداء "الرياضة والفن الرخيص " .



#علي_أبو_خطاب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغناء بين الثقافة والسياسة
- عن السياسة والأدب والفكر
- المرأة بين مطرقة تأويل الدين و سندان المجتمع
- يا عمال / عاملات العالم التحموا


المزيد.....




- مصر.. أسرة أم كلثوم تحذر بعد انتشار فيديو بالذكاء الاصطناعي ...
- تراث متجذر وهوية لا تغيب.. معرض الدوحة للكتاب يحتفي بفلسطين ...
- -سيارتك غرزت-..كاريكاتير سفارة أميركا في اليمن يثير التكهنات ...
- -السياسة والحكم في النُّظم التسلطية- لسفوليك.. مقاربة لفهم آ ...
- كيف تحوّلت الممثلة المصرية ياسمين صبري إلى أيقونة موضة في أق ...
- تفكيك مشهد السلطة في الجزيرة السورية
- تفاصيل حوار بوتين ولوكاشينكو باللغة الإنجليزية في الكرملين ( ...
- الخارجية الألمانية تنشر بيانا باللغة الروسية في الذكرى السنو ...
- الجيش الباكستاني ينتقد تصريحات نيودلهي: متى ستنتقل الهند من ...
- انطلاق فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين لمعرض الدوحة الدولي ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي أبو خطاب - الرياضة والفن الرخيص