أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم الزيني - الأوكسيتوس والأديان














المزيد.....

الأوكسيتوس والأديان


ابراهيم الزيني

الحوار المتمدن-العدد: 5019 - 2015 / 12 / 20 - 23:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ألأوكسيتوس , و الأديان
الأوكسيتوس هو هرمون التعاطف والرحمة .. منذ بدء الحياة علي كوكب الأرض ونشأة الحيوانات والطيور ومعها نشأة الانسان كحيوان ثديي .. كانت العلاقات بين كل هذه المخلوقات تقوم علي العنف كسلوك مسيطر علي كل تصرفاتها .. ولم يكن لهذا الهرمون أي وجود في الجينات لكل هذه المخلوقات .. فقط كان موجودا عند الأنثي ولا تستخدمه الا مع أبنائها فقط لتحافظ عليهم لكنها متوحشة مع الاخرين مثل البقية ...
وتطورت الحياة منذ ملايين السنين وتطور الأنسان شيئا فشيئا وبدا يسيطر علي باقي المخلوقات لكن الأكسيتوس لم يدخل في جيناته بعد سوي في انثاه مع أبنائها .. وظهرت القري والمدن والأديان البشرية والحال هو الحال
... قامت الحروب بين الجماعات وبين القبائل وكان العنف والقتل والكراهية هو الهرمون المسيطر علي الأنسان كما الحيوانات فهو حيوان فعلي بكل جيناته ..
بدأت الأديان البشرية في الظهور في مصر وسومر والهند والصين وباقي البلدان وبدأ معها ظهور هرمون وليد تشبه نشاته ما حدت للمخلوقات من تطور وهو هنا في مراحله الأولي تزيد أو تقل حسب جغرافية المكان , ففي المجتمعات الزراعية كمصر والعراق وأحواض الأنهار كانت درجات الهرمون أعلي عند البشر من أمثالهم في المجتمعات الجبلية والصحراوية أو في الغابات .. هذا كان حال الأكسيتوس في بداياته الأولي عند الذكور
ثم جاءت الأديان السماوية
للاسف أنطلقت هذه الأديان في مجتمعات كلها بدوية وكما قال ابن خلدون في مقدمته الرائعة ان اهل البداوة هم الأقسي بين البشر وصنفهم حسب الجغرافيا والحرفة بين بدو الجبال رعاة الأغنام والبقر وبدو الصحراء رعاة الابل وذكر انه رغم قسوة النوعين الا أن رعاة الابل هم الأقسي بين الاثنين ...
بدأت الأديان بدايات أخلاقية ناعمة هذا علي المستوي المكتوب والمقروء .. لكن التنفيذ لنقل أفكارها تم بالعنف والقتل والترويع وشهد التاريخ المئات من الحروب الدينية بين هذه الأديان الثلاثة لا داعي لتكرار ذكرها فهي معروفة ومسجلة في كتب التاريخ
المشكلة أن هذا العنف الديني أنتقل الي الحروب المدنية فرأينا حروب الأسكندر الأكبر واحتلاله نصف الشرق وكذا المغول والتتار الذين سيطروا علي اسيا ونصف أوروبا ورأينا حرب طرواده وغزو العثمانيين للشرق والغرب .. واستمرت الحروب حتي جاءت الحرب العالمية الأولي ... ثم تحول العنف البشري الي الأستعمار والأستيلاء علي دول وشعوب مكتملة جضاريا .. من دول أكثر تقدم مادي تقني مثل بريطانيا وفرنسا واسبانيا وغيرها علي شعوب اسيا وافريقيا

وفي كل هذا لم يكن هرمون الأوكسيتوس لم يكتمل بعد عند البشر
حتي جاءت الحرب العالمية الثانية ومعها السلاح النووي .. هنا فقط وقف العالم علي رأسه ويبدو أن هذه الوقفة قد فجرت الهرمون في رؤوس البشر , فالكل خشي علي نفسه , ومع انتشار التطور العلمي بدا البشر أنفسهم في التفكير الجدي في انسانية جديدة تليق بكونهم بشر .. لم يات هذا التغيير من الأديان أبدا فقد وقف رجال الدين ممثلين في كل المجامع الدينية في الأديان الثلاثة ضد تطور الفكر الفلسفي الأخلاقي وتمت اعاقته بل أقاموا المذابح في الأديان الثلاثة للفلاسفة والعلماء ولن ننسي لافوازيه ابوالكيمياء وقطع رأسه بأمر الكنيسة أو قتل سقراط وما فعلوه في سبينوزا وحرق كتب ابن رشد وتقطيع اوصال ابن المقفع وغيرهم المئات
انتبه الانسان بعد أن اكتمل عنده هرمون النعاطف والرحمة في بناء اخلاقيات رفيعة بعيدة عن العنف والظلم والقهر .. وبدأ الانسان في تكريم نفسه وبدا ظهور المطالبات بحقوق الأنسان , حتي اصبحت ما يشبه الدين الجديد أختراع انساني بحت ليس للأديان دخل فيه ......
وما يحدث الأن من داعش الاسلامية والقتل العشوائي الذي نراه من البعض في امريكا وغيرها من العالم علي الأبرياء ماهو الا حنين بشري لبشر لم يكتمل عندهم هرمون الأكسيتوس لحياتهم الهمجية القديمة
وبعد هذا نستطيع أن نسأل : لماذا فشلت الأديان في خلق انسان أخلاقي ..؟ وهل أصبح الأنسان هو الاله الجديد بعد أن كرم نفسه وهذبها ؟ لا أدري وهذه دعوة للتفكير........!!!!!

ابراهيم الزيني



#ابراهيم_الزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجال الدين زرعوا الكراهية وحصدت مصر الألم والحسرة
- عندما يكون الوطن أحمق!..
- لسنا كفار قريش
- اسرائيل ترحب بصعود التيار الديني في مصر
- مصر بين نزار قباني.. وابن خلدون


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم الزيني - الأوكسيتوس والأديان