أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الدين محسن - أم كلثوم القرن الواحد والعشرين أين هي ؟!















المزيد.....

أم كلثوم القرن الواحد والعشرين أين هي ؟!


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 1370 - 2005 / 11 / 6 - 10:51
المحور: الادب والفن
    


عندما ظهرت المطربة الشابة " آمال ماهر " ، واقترن ظهورها بحملة دعائية كبيرة مؤذنة بميلاد " أم كلثوم جديدة " للقرن الواحد والعشرين .. لم أشك في بداية الأمر في أحقية منحها ذاك اللقب بعدما سمعتها وشاهدتها بالتليفزيون المصري .. فالصوت قوي يذكرنا بقوة صوت سيدة الغناء العربي كوكب الشرق " أم كلثوم " ، الآداء رائع ، ولها حضور فيه شموخ الفلاحة المصرية ، اذ كانت تقف علي المسرح وكأنها الفلاحة المصرية التي تستنهض " أبو الهول " في تمثال " نهضة مصر " الرابض بين جامعة القاهرة ومدخل حديقة الحيوان بمدينة الجيزة .. هذا بالاضافة الي التمكن والاقتدار الكبير صوتا وغناء ، باستثناء هنات هينات .. كانت قد حملتها معها من العفوية القروية لأهل الريف الذي جاءت منه والذي سبق أن أتحفنا بكوكب الشؤق - ويقال أنها ابنة لنفس القرية التي خرجت منها أم كلثوم .. وتلك الهنات هي شيء صغير كفيل بأن يعالجه الملحن ، أو تصححه هي بنفسها بعد اندماحها في مجتمع المدينة بالقاهرة التي تختلف طريقة نطق أهلها لبعض الكلمات عن نطق أهل القري ..
ولكنني سرعان ما توقفت عند أمرين أولهما : تكرار فخر التليفزيون المصري بأنه هو الذي اكتشف وقدم " آمال ماهر " ، وأنه يتبناها ، وأن الموسيقار الكبير " عمار الشريعي " قد تعهد هو بها وبمسيرتها في طريق الغناء .. مما جعلني أشم رائحة احتكار .. والاحتكار قفص يحبس فيه الفنان .. والفنان كالبلبل لا يطلق أجمل ألحانه الا مع حرية التنقل بين الأشجار والأزهار ، وليس داخل قفص .. ولو كان من ذهب ..
و" أم كلثوم " القرن الماضي ، نعرف جميعا أنها لم تترك نفسها لاحتكار ملحن معين بالذات مهما كان وزنه .. اذ كانت تتنقل بين الأشجار والأغصان لشدو بألحان " الشيخ أبو العلا محمد " الذي أعجبت به أيما اعجاب ، ولكنها لم تحبس نفسها في ألحانه ، وانما راحت تتنقل وتشدو علي ألحان طبيب الأسنان الفنان الموسيقار " أحمد صبري النجريدي " تارة ، ومنها الي شجرة ألحان القصبجي .. تارة أخري ، فالشيخ زكريا أحمد ، فالسنباطي – العبقري – كما كانت تطلق عليه ..
ونحن لا نود المقارنة بين هؤلاء الأساتذة الكبار وبين الموسيقار عمار الشريعي - فهؤلاء الذين صعدت معهم " أم كلثوم " الي قمة الغناء العربي وتربعت علي عرشه هم رواد ، والفنان عمار الشريعي هو بلا شك أعظم شارح ومعلق موسيقي غنائي بالاضافة الي كونه ملحنا ممتازا .... ولكن من أين نأتي للفنانة الشابة بمثل هؤلاء الرواد الآن ؟!
صحيح أن مصر لم تعقم ، ولكنني أظن أن في الاحتكار نصف العقم ..
وربما لو دعي جميع الملحنين الكبار الموجودين علي الساحة الآن والشبان النوابغ أيضا لتقديم ما عندهم من ألحان تليق بمطربة واعدة جدا ، وكذلك لو أن الشعراء الكبار الكبار الموجودين الآن ومعهم نوابغ الشعراء الشبان التفوا حولها وأخذوا بيدها ، مثلما فعل الشاعر " أحمد رامي " مع " أم كلثوم " ..حيث راح يثقفها شعريا ويحمل اليها الكتب لكي تقرأ ..ككتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني وغيره .. ، ولو أن وجهاء مصر من متذوقي الغناء حاليا التفوا حول تلك الجوهرة الغنائية ليزداد بريقها وتوهجها ، بحضورهم حولها كما فعل وجهاء القرن الماضي – في مطلعه – من أمثال " مصطفي باشا عبد الرازق " مع أم كلثوم ..
لو حدث ذلك مع المطربة الشابة " آمال ماهر " فربما مكنها هذا الزخم من الفنية والحميمية من أن تكون بالفعل : أم كلثوم القرن الواحد والعشرين ..
ولكن .. أين " آمال ماهر " الآن؟!
انني أخشي أن تكون في طريقها للاختفاء بعد أن غنت لنا عددا من روائع كوكب الشرق أم كلثوم وغنت أغنية ناجحة هي " عربية يا أرض فلسطين " ، وأغنية وطنية ، ويبدو أنها تظهر للغناء في المناسبات .. ونرجو ألا يؤول مصيرها الي ما آل اليه الطفل المعجزة الفنان " طاهر مصطفي " ذاك الضرير الصغير الذي ظهر في الثمانينيات من القرن الماضي ، وغني أروع روائع أم كلثوم باقتدار لم يدانيه فيه أحد ، ولم نعد نسمع عنه شيئا – أو نكاد – وبعد أن ظل صوته يلعلع في كل مكان شاديا بأغاني كوكب الشرق ..


لقد شاهدت " آمال ماهر" تغني بالتليفزيون المصري ، تقريبا بعد زواجها – المبكر .. بعكس أم كلثوم .. –
كانت تغني أغنية " جددت حبك ليه ؟ " ، وجدتها أشبه ببطارية السيارة التي أوشكت علي الانتهاء .. الآداء بلا حرارة ، ربما كانت مريضة أو مجهدة .. ، وظهرت بتسريحة جديدة لشعرها غيرت شكلها – السابق وصفه - ، وأعطتها نعومة - فضلا علي النعومة التي لاحظت أنها قد طرأت علي صوتها .. وربما خيل لي ذلك - مما أحسسني أنني أمام مطربة أخري غير تلك التي تحمست لترشيحها لتكون : " أم كلثوم القرن الواحد والعشرين " .
أما السؤال الذي توقفت عنده عند ظهور " آمال ماهر " واعجابنا بها فهو :
هل يجب أن تكون " أم كلثوم القرن الواحد والعشرين " نسخة مكررة من أم كلثوم القرن السابق له .. (!)
لا أظن ذلك.. ولكننا نحب أم كلثوم كمعجزة غنائية لم يعرف لها القرن العشرين مثيلا في الغناء العربي ، لذا فنحن نحب أن تكون لدينا نسخة من تلك الجوهرة النادرة نراها حية أمامنا ..
أما القرن الجديد.. فيجب أن يحمل جديدا أيضا ، فعندما ظهرت سلطانة الطرب " منيرة المهدية " التي كان مجلس
الوزراء المصري يجتمع في بيتها .. اختفت مطربة زمانها " ألمظ " – ولو من علي عرش قلوب المستمعين -..
وعندما سطعت شمس " أم كلثوم " .. توارت سلطانة الطرب " منيرة المهدية " وبدأ عصر جديد من الغناء .. وان كانت " أم كلثوم "
ونحن الآن في بداية قرن جديد – مائة عام جديدة غير تلك المائة التي مضت ..- فما هو ما يجب توافره فيمن تستحق لقب " أم كلثوم القرن الواحد والعشرين " ؟ وما هو الذي يجب أن تحمله من الراحلة العظيمة ، والجديد الذي تأتينا به ..؟
في البداية نقول : ان المطربة التي سوف يهيمن صوتها علي أذان المستمعين طوال معظم – أو كل – سنوات هذا القرن الذي نعيشه .. هي التي سوف يطلق عليها هذا اللقب ولا يمكن معرفة ذلك قبل عام 2075 علي الأقل .. فربما تظهر مطربة جديدة أخري .. وربما تبقي أم كلثوم لتحمل لقب مطربة القرنين العشرين والواحد والعشرين !
ثم نعود لنجيب علي السؤال السابق :
فنقول لعل ما يجب أن تحمله مطربة القرن الواحد والعشرين من أم كلثوم هو : قوة الصوت ، قوة الاحتمال علي الوقوف علي خشبة المسرح لأكثر من ساعة لتغني أغنية واحدة – مثلا ..- كما كانت تفعل أم كلثوم – اعجاز - .. وربما جاءت من تقلب هذا الميزان بأن تعطينا متعة وابهارا أكبر في أقل وقت ..!
كذلك يجب أن تحمل من أم كلثوم ، شموخ الحضور علي المسرح ، والشخصية المهابة والموقرة في الوسط الفني
وأمام الجمهور ..بالاضافة الي الصفة التي حددها الفنان " عمار الشريعي في " أم كلثوم " واصفا اياها بأنها : " صوت لا يخطيء " ....!
أما الجديد الذي يجب أن تحمله من تستحق لقب " أم كلثوم القرن الواحد والعشرين " فهو :كلمات جديدة في أغانيها تحمل معان مختلفة .. وقد يكون هذا الجديد عند شاعر شاب في مستوي عبقريتها ، عمره عشرون عاما ، وقد يكون ذالك الجديد عند شاعر مات من ألف سنة .. – وعلي سبيل المثال ، فكر وومعاني شعر " أبو العلاء المعري " الذي رحل عنا منذ ما يقرب من ألف عام هو أكثر حداثة وأكثر عمقا و أعلي وثبا وأوسع خطوة – في فكره وفلسفته - من أحدث شعراء العرب المعاصرين –
وكذلك بالنسبة للموسيقي قد تغني ألحانا جديدة لعبقري موسيقي شاب تحمل موسيقاه ألحانا تليق بقرن جديد فنحن في عصر نعجز فيه عن ملاحقة الجديد كل لحظة من الاختراعات والابتكارات في كافة فروع العلم والفن والمعرفة.. وهذا يلزمه مواكبة من كل ما هو جديد أيضا من الغناء والموسيقي والكلمات – الأشعار - قبلا منهما..
أكاد عندما أسنمع وأشاهد الفنانة " ماجدة الرومي " وهي تشدو بصوت أتخيله يسري بسرعة الضؤ ، وبحضورها الذي يجمع بين الرقة والرقي ، وحسن اختيارها لكلمات أغانيها ، أكاد أنطق وأقول انها : أم كلثوم القرن الواحد والعشرين ، ولكن كما سبق وأن قلنا لا يمكن تحديد من هي تلك التي ستحمل هذا اللقب الا عندما يقترب هذا القرن من نهايته ..
فتري من ستكون مطربة القرن الواحد والعشرين ؟
لعل الاجابة الصحيحة لن يعرفها سوي الأطفال الرضع الآن الذين هم – بالمهد - ، ولكن بعد أن يصلوا لسن الشيخوخة.. حيث يحاج الأمر الي 70 سنة علي الأقل ..
متعتم بالصحة وبطول العمر .. فربما عرفتموها ... ...!



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام مصرية بعدالتحرر من الديكتاتورية
- رسالة الي الاخوان المسلمين -5
- رسالة الي الاخوان المسلمين -4 -
- -رسالة الي الاخوان المسلمين - 3
- رسالة الي الاخوان المسلمين -2-
- رسالة الي الاخوان المسلمين
- المرأة وعدالة السماء
- من حديقة البشر - مصطفي أفندي الشهابي -
- من حديقة البشر - أديب وأيمن -
- احذروا الفتنة بين المعارضة المصرية بالخارج والداخل
- عن البرنامج الانتخابي للاخوان المسلمين
- الطفل المعجزة - من حديقة البشر -
- حول ذبح الأراضي الزراعية في مصر
- الولد الصعلوك العكروت مع الوزير بالتليفزيون (!)
- أيها العلمانيون اتحدوا..
- - شلضم - التلميذ الذهبي يبيع الخضار بالطريق !
- - مصر والعرب - عربية ؟ أم مصرية ؟
- الي زرقاء الندامة
- - مها - زهرة الياسمين البيضاء
- مؤتمر دولي لرعاية الأديان وحمايتها


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الدين محسن - أم كلثوم القرن الواحد والعشرين أين هي ؟!