أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سفيان ميمون - أهمية العلوم الاجتماعية في التنمية – علم الإنسان نموذجا –














المزيد.....

أهمية العلوم الاجتماعية في التنمية – علم الإنسان نموذجا –


سفيان ميمون
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 5011 - 2015 / 12 / 12 - 03:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إذا كان دور العلوم الطبيعية محسوما في مساهمتها بشكل مباشر في تنمية المجتمع اقتصاديا واجتماعيا فإن للعلوم الاجتماعية دورها الواضح والخطير أيضا في هذا الشأن ، فإليها يوكل الأمر في تفسير وفهم الواقع الاجتماعي والسياسي والأخلاقي ...، كما أنها تساهم في تحديد الجوانب الطبيعية والصناعية أيضا ، فلا يمكن فهم مجال الصناعة مثلا بالاعتماد على الجانب التقني وحده والذي تمثله العلوم الطبيعية ، بل لا بد من الرجوع أيضا إلى مختلف التفسيرات الأخلاقية والقيمية والتي تنتجها العلوم الاجتماعية ليكتمل فهم الواقع الصناعي .
من هذا يبدو واضحا أن العلوم الاجتماعية تقف جنبا إلى جنب مع العلوم الطبيعية في فهم الواقع وتفسيره وتقديم الحلول لمختلف المشاكل التي تواجه الانسان ، لكن العلوم الاجتماعية واجهت منذ نشأتها مشكلة أخرى تتصل بعلاقتها مع العلوم الطبيعية ومناهجها ، فالعلوم الاجتماعية اتخذت موقفين مختلفين في هذا الشأن ، أما الموقف الأول فهو موقف ينزع نحو الطبيعة أي يؤسس تفسيراته على الموضوع بعيدا عن الذات ،أي إبعاد الجوانب الذاتية في الفهم ، فكل معرفة إنما تقوم على السبب الذي يوصل إلى حقيقة الظاهرة وهو منهج اساسي في العلوم الطبيعية ، وقد كان ستوارت مل وأوغست كونت من رواد هذا الاتجاه حيث كان سعيهما واضحا لبناء فزياء اجتماعية ، أي لبناء علم اجتماعي لا يختلف في بنائه ومنهجه عن العلم الطبيعي ،وأما الموقف الثاني فقد جاء لإثبات الجانب الانساني الذي ألغاه اصحاب الموقف الأول الذين نزعوا أكثر نحو الطبيعة وأهملوا الإنسان ، فالإنسان لدى أصحاب هذا الموقف عامل أساسي في فهم واقع الإنسان نفسه ، فالخبرات الانسانية والتوقعات والميول وغيرها عوامل أساسية في الفهم ، يقول" ديلتي" في هذا الصدد :" إنه لمن الضروري بمكان تأسيس هذه العلوم على نظرية معرفية وإكساب استقلالية وظيفتها مشروعية وقوة ، بالإضافة إلى التخلي نهائيا عن إخضاعها من حيث مبادؤها ومناهجها لمبادئ العلوم الطبيعية ومناهجها " .
وتشكل العلوم الاجتماعية مجتمعة إطارا عاما تتعدد جوانبه ،فإلى جانب علم الاجتماع وعلم الاقتصاد وعلم السياسة كعلوم اجتماعية صرفة ، نجد علم الانسان ( الأنثروبولوجيا ) يجمع بين الرؤية الاجتماعية والرؤية الطبيعية ،فعلم الانسان هو ذلك العلم الذي يصف ويقارن ويحلل الخصائص والصفات الطبيعية البيولوجية والثقافية الاجتماعية ، وإذا ركزنا على علم الانسان في جانبه الاجتماعي الثقافي فإننا نجد أن لهذا العلم فوائد جمة في الإحاطة بالواقع الاجتماعي والثقافي للإنسان بغرض توظيف ما تسفر عنه الدراسات في هذا الجانب العلمي لفائدة الانسان نفسه ، ومثال هذا استحداث فرع " الأنثروبولوجيا التطبيقية " التي تبحث في كيفية توظيف ما توصلت إليه الأنثروبولوجيا في الحياة الاجتماعية .
لقد نشأت الأنثروبولوجيا في خضم التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي حصلت في أوروبا أواسط القرن التاسع عشر ، ولئن كان علم الاجتماع قد وجه لفهم هذه التغيرات وحل المشكلات الناتجة عنها فإن الأنثروبولوجيا وجهت لفهم مجتمعات أخرى خارج أوروبا بغية فهمها وتقديم معلومات عنها ، لذلك نشأت الأنثروبولوجيا وترعرعت في سياق النزعة الاستعمارية الغربية للسيطرة على المجتمعات الواقعة وراء البحر.
إن استخدام علم الانسان في إنتاج نظريات حول العرق والثقافة لتبرير الوجود الاستعماري يجعل الاعتقاد يترسخ أكثر بالطابع الاستعماري للأنثروبولوجيا ، لذلك فإن هذا العلم قد انتهى مفعوله بانتهاء فترة الاستعمار لان الهدف الذي أنشئ من أجله هذا العلم قد زال ، لكن الواقع يبين أن علم الانسان كعلم اجتماعي مازال دوره قائما الى الآن خاصة وأنه يرتبط بجملة من الموضوعات الثقافية والاجتماعية التي تفرض نفسها بقوة اليوم على غرار
" الثقافة "،" النظم الاجتماعية "، "الهوية الثقافية " ،"الاندماج الاجتماعي والثقافي " ،"العولمة الثقافية " ، " دور الأسرة " .....،وهي موضوعات شائكة تتطلب الفهم ، كما أننا بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الاعتماد على أنثروبولوجيا موسعة تشمل جميع المجالات من خلال إعادة الاعتبار لمختلف الابعاد الاجتماعية والثقافية في مختلف مؤسساتنا ، فتسيير هذه المؤسسات لا بد أن يرتكز إضافة إلى الجوانب التقنية على الجوانب الروحية والأخلاقية لأن تسيير أي مؤسسة هو قبل كل شيء تسيير للمورد البشري الذي يشكلها .



#سفيان_ميمون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقدة المثقف


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سفيان ميمون - أهمية العلوم الاجتماعية في التنمية – علم الإنسان نموذجا –