أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راضي العراقي - الاديان الابراهيمية .. رسالة سماوية ام حاجة انسانية ؟













المزيد.....

الاديان الابراهيمية .. رسالة سماوية ام حاجة انسانية ؟


راضي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 5007 - 2015 / 12 / 8 - 08:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تختلف الاديان الابراهيمية الثلاثة في طريقة ومبررات ظهورها ولكنها تتوحد تحت راية واحدة اسمها الدجل وتلبس ثوب واحد اسمه الخرافة المقدسة .. وهذه القداسة المزعومة هي التي ادامت الاديان بل انها يجب ان تكون اهم متركزاتها .. وكل منها انطلق بمبررات معينة تختلف جزئيا عن الاخر .. فالديانة اليهودية والتي هي امتداد لدعوة ابرام بن تارح حسب التوراة وابراهيم ابن ازر حسب الرواية القرآنية والذي خرج مهاجراً من ارض اور الكلدانية في العراق الى بلاد الكنعانيين طلباً لموطن اكثر خصوبة و يلبي طموحه وطموح عائلته التي هاجرت معه والتي كانت تضم زوجته سارة وابن اخيه هاران بن لوط وابيه كما تقول الرواية التوراتية ومن هذا الطموح وهو امتلاك ارض وموطن ، خرجت خرافة شعب الله المختار الذي كرمه ( الاله ) ليعطيه ارض كنعان حلالاً زلالاً له ولذريته من بعده وهكذا بدأت الديانة اليهودية على اساس الافضلية التي منحت لهم من هذا الاله فأستوطنت عائلة ابراهيم ومن بعده ذريته ارض فلسطين ومن ثم اضطرتهم الظروف ليستقروا في مصر اثر وصول يوسف بن يعقوب بن اسحق ابن ابراهيم الخليل . كما جاء في قصة يوسف المعروفة ومن ثم خروج موسى بهم من مصر بعد ان استوطنوا فيها ما يقرب من اربعمائة سنة وجملة الخرافات والاساطير التي حيكت عن معجزات موسى بعصاه التي تتحول الى افاعي وكيف شق البحر بها ليؤمن خروج جماعته من مصر ثم ضياعهم في صحراء سيناء وسعيهم للوصول الى ارضهم التي استوطنها جدهم ابراهيم القادم من العراق .. اي ان الديانة اليهودية ما كان لها ان تظهر لولا حلم الارض الجديدة التي راودت مخيلة ( النبي ) ابراهيم .. والتي اسفرت عن ميلاد ديانة جديدة اضاف عليها احفاد ابراهيم الكثير والكثير من الخرافات والاساطير لتصل الينا الان بهذه الصيغة والتي كانت نهايتها قيام دولة اسرائيل في منتصف القرن الماضي استكمالاً لذلك الحلم القديم . والذي تحقق على يد الحركة الصهيونية العالمية ..
ثم ظهرت الديانة المسيحية والتي كانت تبدو محاولة تصحيحية لمفاهيم يهودية كانت سائدة .. فظهور المسيح في ارض فلسطين حيث تبدو الطبيعة اكثر رحمة و جمالاً من ارض اور الكلدانية موطنهم الاصلي ومن مصر وصحراء سيناء التي تاهوا فيها اربعين سنة كما تذكر الخرافات اليهودية والاسلامية المنقولة عنها .. اي ان طبيعة البيئة جعل مباديء المسيحية اكثر تسامحاً واقل عنفاً .. فحياة المسيح القصيرة نسبياً لم تكن تحمل الكثير من العنف والكراهية .. فكانت تطلعاته في بدايتها تدعوا الى السلام والمحبة او تهذيب العقائد اليهودية المنحرفة والتي تمييز اليهود عن باقي البشر على انهم شعب الله المختار ..لكن حلم المسيح انتهى بصلبه بوحشية .. ومن ثم بدأ تلامذته في صياغة تلك المباديء لتضاف اليها الكثير والكثير جداً من الخرافات والاساطير وتحولت المسيحية الى اداة بيد من يريد السلطة فكان انتشارها في اوربا في القرن الثالث الميلادي على يد الامبراطور الروماني قسطنطين الاول والذي جعل الديانة المسيحية ديانة الدولة ونقل العاصمة من روما في الغرب الى القسطنطينية والتي هي اسطنبول التركية حاليا . وبذلك تحولت الديانة المسيحية الى ديانة حكومة وسياسة ومطامع ومكاسب .. اي ان الديانة المسيحية انتقلت من وجهها المتسامح الذي قامت عليه بغض النظر عما اضيف اليها من خرافات واساطير الى اداة قتل ودمار بيد اهل السياسة وتجار الحروب .
وتستكمل حلقة الديانات الابراهيمية بظهور الاسلام في القرن السابع الميلادي في صحراء الجزيرة العربية حيث قساوة الحياة وصعوبة الحصول على ما يديمها . فجاءت احكام هذا الدين متطرفة وقاسية ومنسجمة مع قساوة الحياة وصعوبة العيش في اجواء لا تخلو من الوحشية والعنف والصراع من اجل البقاء . فاحلام البدوي في الماء والخضراء والوجه الحسن لايمكن ان تتحقق الا بالخروج من هذه الطبيعة القاسية نحو مناطق اكثر خضرة ومياه ونساء جميلات فكانت غزوات الفتح الاسلامي في البلدان المجاورة لجزيرة العرب في بلاد فارس وبلاد الروم او بلاد الاصفر كما سماها ( النبي ) محمد عندما اغرى مقاتليه ببنات الاصفر عندما قال ( إغزوا بنو الاصفر تغنموا نسائهم ) .. فأصبحت حملات الفتح تتسابق لنيل هذه الجوائز المغرية حتى اوصلتهم تلك الغزوات الى بلاد فارس والهند وحدود الصين في الشرق والى بلاد الاندلس في الغرب .. فكانت الغنائم بأنواعها تنهال على المقاتلين في دنياهم وستنتظرهم ايضاً في اخرتهم ان استشهدوا او ماتوا في القتال . فجنان الخلد بانهارها وخمورها ونسائها ستكون بانتظارهم في جنة عرضها كعرض السموات والارض .. فمن لم يضمن الغنائم في الدنيا فانه سيجدها في الاخرة . وعلى هذا الاساس قامت مباديء الجهاد الاسلامي ، في تلك البيئة البائسة والفقيرة ، فلم يكن بالامكان الحديث عن الجنة وحدائقها في بيئة اخرى تحتوي على الماء والخضرة والوجه الحسن التي اشرنا اليها .. وعلى هذا الاساس يمكن ان نفسر افتقار اوربا والمناطق ذات الطبيعة الجميلة والموارد الوفيرة الى ظهور الاديان والانبياء .. فلم نشهد نبياً يظهر في اوربا او في امريكا او اي منطقة اخرى من العالم وهو يتحدث عن المغريات مثلما ظهر الانبياء هنا في هذه البقاع القاحلة .. وهكذا يتضح ان الاديان تعكس حاجة البشر في المناطق التي يسكنونها اكثر من كونها رسائل الهية موجهة اليهم .



#راضي_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق .. والصراع القديم الجديد بين ايران والسعودية / الجزء ...
- جنوب العراق .. طقوس بلا تنمية
- العراق .. والصراع القديم الجديد بين ايران والسعودية / الجزء ...
- العراق .. والصراع القديم الجديد بين ايران والسعودية /الجزء ا ...
- العراق .. والصراع القديم الجديد بين ايران والسعودية . الجزء ...
- عدّة المرأة المسلمة .. بين التشريع ومتطلبات المنطق والعصر
- من حكايات حجي راضي ح2
- من حكايات حجي راضي
- احمد الجلبي في ذمة التاريخ .. شخصية الجلبي في الميزان
- ابراهيم الجعفري في الميزان
- أميّة بن ابي الصلت .. النبوة الضائعة .
- كربلاء .. المأتم الذي لا ينتهي
- على هامش التاريخ


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راضي العراقي - الاديان الابراهيمية .. رسالة سماوية ام حاجة انسانية ؟