أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مرتضى العبيدي - حوار مع الأستاذ عبد الحميد الطبابي حول كتابه الجديد -دراسات حول قضايا الثورة التونسية-















المزيد.....

حوار مع الأستاذ عبد الحميد الطبابي حول كتابه الجديد -دراسات حول قضايا الثورة التونسية-


مرتضى العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 6 - 23:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


عبد الحميد الطبابي او "حميدة" كما كان يحلو لرفاقه مناداته سنوات الجمر والعمل السرّي، مناضل سياسي وحقوقي منذ سنوات خلت برز بعد ثورة 17 ديسمبر ـ 14 جانفي كمحلّل سياسي ساهم في مجمل النقاشات الدائرة على الساحة الوطنية، ونشر مقالاته في عديد المنابرالورقية كالمغرب والفكرية وصوت الشعب وفي بعض المواقع الالكترونية. ينشر اليوم البعض من هذه المساهمات في كتاب صدر مؤخّرا عن الدار التونسية للكتاب، تناول فيه بعضا من "قضايا الثورة التونسية"، إذ هو تطرّق بشكل معمّق لنتائج انتخابات 23 أكتوبر، وللعقد الجمهوري، وللخصائص الفاشية للسلفية الجهادية، وللعلمانية والدين، وللمساواة بين المرأة والرجل ولعلاقة النقابي بالسياسي ولظاهرة العروشية وللبنوك الإسلامية. حول هذا الكتاب وحول تطوّر الأوضاع في تونس، كان لنا معه الحديث التالي:

السؤال الأول: أنت تؤكّد في مقدّمة كتابك بأنّ الثورة التونسية لم تسبقها نهضة فكريّة وعلميّة، فما تأثير ذلك على مجمل المسار الثوري، حسب رأيك؟
الجواب: تعاني تونس من أزمة شاملة منذ أمد بعيد، فقد أخفق النظام في جميع تجاربه التنموية التي هي في الغالب، بإملاءات من الدوائر الماليّة المتحكّمة باقتصاد الرأسمال العالمي. هذا إلى جانب الفساد السياسي والمالي والإداري الذي استشرى في البلاد، والذي تعمّق خاصة في العشريّة الأخيرة لحكم بن علي. ممّا جعل الوضع الاجتماعي مهيّأ للتغيير، بل ويستدعي ذلك بقوّة. هذا من الناحية الموضوعيّة. أمّا فيما يتعلّق بالعامل الذاتي، الشرط الثاني لاكتمال النضج لحدوث القفزة النوعية التاريخيّة، فإنّه ظلّ مشلولا وعاجزا بشكل ملفت، حتّى يؤدّي دوره الفاعل في عمليّة التغيير. إذ الثورات لا تنبثق من العفويّة، فلابدّ لها من تمهيدات قيميّة، فكريّة، ثقافيّة، علميّة، كأسس معرفيّة تقوم عليها. وهو السند شبه الغائب في الثورات العربية الأخيرة، بسبب تظافر عدّة عوامل محبطة، تاريخيّة، سوسيوثقافية وسياسية. فلم نشهد تاريخيا، في الوطن العربي، قفزة فكريّة فلسفيّة تحسم مع الموروث الماضوي المعطّل. كما أنّ الكبت الاجتماعي والقمع السياسي ودولة الاستبداد كانت تحول دون كلّ ما هو تحرّري متنوّر وتغتصب الحقيقة بمسميات عدّة: دينيّة، قوميّة، أحقيّة تاريخيّة إلخ.. وقد مثّلت في أغلب الأحيان، الشريحة المثقّفة والمتعلّمة في الوطن العربي، طوابير داعمة لهذا الشقّ من الأنظمة أو ذاك في اقتتالها وصراعها المميت وتبرير خياناتها للقضايا الوطنية والقوميّة وقبلت بأن تكون مأجورة لتكرّس القيم والمفاهيم السائدة. وظلّت كافة المحاولات التي أفلتت من الرقابة أو توفّر لها مناخ خارجي ملائم للتعبير، محدودة في تأثيرها ومحاصرة في دوائر أكاديميّة ونخبويّة فكريّة وسياسيّة، فلم تشمل المجتمع وتعمّم داخله، إذا استثنينا بعض المحاولات المتقطّعة من بعض التيارات التقدميّة في مستوى الوطن العربي إجمالا، التي اخترقت الحصار، لنشر الوعي السياسي والفكري، خاصة بالجامعات، وكان لها بعض التأثير في قطاعات محدودة من المجتمع. ممّا جعل الثورات العربية الأخيرة تقودها العفويّة، وتكون فاقدة للتأطير والقيادة والمشروع السياسي المكتمل. وعند الانتخابات، انحاز شقّ كبير من المجتمع إلى الخيار الماضوي في غفلة تامة عن نوايا أصحاب المشروع ومقاصد الردّة لديهم.
رغم هذا الوهن، تظلّ في كافة الوطن العربي وخاصة بتونس، شريحة متنوّرة ونخبة سياسية ومدنية تقدميّة (نساء ورجال) متمسكة بالمشروع الحداثي ومستميتة في الدفاع عنه، وهي بصدد تسجيل انتصارات هامة على الرجعيّة الظلاميّة، ما كنّا نعتقد بأنّها ستتحقّق بهذه السرعة منذ سنتين خلت.
السؤال الثاني: وأنت المتابع للشأن الوطني، فما هو تقييمك لحصيلة مختلف المعارك التي دارت وتدور حاليا، بين قوى التقدّم وقوى الرّدة، والتي شملت مختلف قضايا الانتقال الديمقراطي؟
الجواب: من المتّفق حوله أنّ قوى الحداثة والتقدّم خسرت معركتها الانتخابية في 23 أكتوبر 2011، أمام قوى الردّة وأصحاب المشروع المجتمعي الماضوي. وقد اجتمعت عدّة عوامل موضوعيّة وذاتيّة لتقود إلى تلك النتيجة. فعلاوة على المال الفاسد واعتماد نفس أساليب التجّمع المنحل بشراء الضمائر وتوظيف الآلة الانتخابية السالفة ورموزها الذين انحازوا للقوى الدينيّة وآزروها كعقاب للأطراف الأخرى إلخ.. ففي تقديري يظلّ العامل الذاتي هو الاعتبار الأهم، حيث أنّ المكوّنات السياسية الحداثيّة عموما، قد طغى عليها حينها، في سلوكياتها السياسية والانتخابيّة، كلّ ما ورثته من علل الماضي: نرجسيّة، إقصائيّة، تخوينيّة، انكفاء على الذات، طغيان الروح الحزبيّة، الاستغراق في السياسي، التقدير الخاطئ واستعجال النصر مع انعدام النظرة الشموليّة للحقيقة الوطنيّة. قادها هذا كما هو معلوم إلى هزيمة انتخابية مدويّة.
لكن الأهم من كلّ هذا، أنّ الشقّ الحداثي أو على الأقل الأطراف الهامة فيه، بدأت تصحو من غفوتها وشرعت في معالجة انحرافاتها التاريخيّة ومنهجيتها في الممارسة والخطاب.
فمنذ سبتمبر 2012، باهتدائها إلى جدوى العمل الجبهوي، لاحظنا تقويما مهمّا في أنشطة التيّارات الحداثيّّة الفاعلة. ممّا جعلها تحقّق انتصارات هامّة على تيّار الرّدة والمتحالفين معه وتفرض عليه عديد التراجعات، سواء في محتوى وثيقة الدستور، أو بافتكاك الحريات وحماية المكاسب، وبصدّها بكفاءة متميّزة، للهجوم الممنهج الذي اعتمدته قوى الردّة لفرض نمطها السلوكي واعتباراتها القيميّة المتخلّفة على المجتمع وتفنيد مقولاتها وكشف أغراضها.
ولعلّ أهمّ ما بلغته الممارسة السياسية في المكوّن الحداثي بتونس، هو تأسيس الجبهة الشعبيّة في أكتوبر 2012 وجبهة الإنقاذ في أوت 2013، اللتين شكّلتا أرقى شكل لتجمّع سياسي تعرفه البلاد عبر تاريخ نضالها السياسي. وهي رؤية حصيفة تتلاءم تماما مع متطلبات المرحلة وتنسجم بفاعليّة جيّدة مع تكتيكاتها. وقد استطاع هذا التحالف أن يقلب الموازنة السياسية في البلاد ويحقّق تفوقا على خصومه السياسيين، من خلال خوضه نضالات وتحركات عديدة، سياسية مدنية سلمية جماهيرية واسعة بوتيرة ملائمة، حتى توّجت مؤخرا بإسقاط حكومة الإخوان. وما كان ذلك ليتحقّق، لولا النضج السياسي الذي أدركته النخبة السياسية والمدنية الحداثية عموما.
وإنّ اليسار خاصة، إذا حافظ قياديوه ونخبته على نفس الروح الوفاقية التي يتحلّون بها في الفترة الراهنة رغم بعض العراقيل والصعوبات، لا يمكن إلاّ أن يكون المستفيد الأكبر من العمل الجبهوي الواسع. لأنّ تحصين المجتمع من الردّة وتأصيل الحداثة فيه، هو الأساس الذي يرتكز عليه المشروع التقدّمي للمستقبل.
السؤال الثالث: هل أنت متفائل بمستقبل البلاد؟
الجواب: التفاؤل ضرورة معنويّة، لكن يجب أن ينبني على المعطى العقلاني. وإن كان في المرحلة السابقة للثورة دافعا حسيّا بالأساس، يمثّل أحد المكوّنات النفسيّة للمناضلين، لتقوية عزيمتهم وشدّ أزرهم لمواصلة المشوار والصمود في فترات المحن واشتداد آلة القمع، فبالنسبة لي، تغيّرت دوافعه الآن، لتصبح عوامله ما تتوفّر للقوى الحداثيّة التقدميّة من طاقة فكريّة وإرادة سياسية حقيقيّة لفهم متطلبات المرحلة والتخلّص من هنات الماضي ومكبّلاته، لبناء أوسع تحالف حداثي ممكن لمواجهة مشروع الردّة. وتفاؤلي يبقى محكوما بتحقيق هذه الغاية، لأنّ العدوّ شرس ومتمرّس ومدعوم بقوّة عالمية كبيرة. ولعلّ ما شهدناه خلال الأشهر الأخيرة، من نضج سياسي في الصف الحداثي رغم بعض العثرات، يجعل أملنا واقعا.


أجرى الحوار : مرتضى العبيدي



#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يحصل في تركيا بعد فوز حزب العدالة والتنمية في انتخابات ...
- لا لسياسة الحرب والإرهاب والبؤس! من أجل جبهة مشتركة لنضال ال ...
- العمليات الإرهابية في باريس ترسم مجددا خط الفرز بين القوى ال ...
- حوار مع الأستاذ مصطفى القلعي حول كتابه الجديد -التيار الإخوا ...
- اليونان من الاستفتاء إلى قبول المذكّرة الجديدة
- أمام هجمة رأس المال، الطبقة العاملة العالمية تتجنّد للدفاع ع ...


المزيد.....




- أمام المحكمة.. ستورمي دانيلز تروي تفاصيل اللحظات قبل اللقاء ...
- سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. هذا ما قاله ...
- زاخاروفا: الأسلحة التي يزود الغرب بها أوكرانيا انتشرت بالفعل ...
- النيابة العامة الروسية تعلن أنشطة منظمة -فريدوم هاوس- الداعي ...
- -لإرسال رسالة سياسية لتل أبيب-.. إدارة بايدن تتخذ إجراءات لت ...
- أغنية -الأب العظيم- لزعيم كوريا الشمالية تجتاح تيك توك وتحدث ...
- نتنياهو: إسرائيل لن تسمح لحماس باستعادة الحكم في قطاع غزة
- قاض فرنسي يرد شكويين رفعهما حوثيون على بن سلمان وبن زايد
- بيسكوف: الشعب الروسي هو من يختار رئيسه ولا نسمح بتدخل دول أخ ...
- أوكرانيا تعلن إحباط مخطط لاغتيال زيلينسكي أشرفت عليه روسيا


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مرتضى العبيدي - حوار مع الأستاذ عبد الحميد الطبابي حول كتابه الجديد -دراسات حول قضايا الثورة التونسية-