أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مجدي جورج - نجح 36 قبطيا فهل تغير مزاج الناخب المصري ؟















المزيد.....

نجح 36 قبطيا فهل تغير مزاج الناخب المصري ؟


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 4 - 02:40
المحور: المجتمع المدني
    


التفاؤل سمه جميلة في الانسان ولكن الاغراق فيه هو بعد عن الواقع ودفنا للروؤس في الرمال وهذا ليس الطريق الافضل لعلاج أمراض المجتمع والناس ، أقول هذا بمناسبة تهليل البعض لوصول 36 نائبا قبطيا الي مقاعد البرلمان في سابقة تاريخية لم تحدث ربما من قبل ، وياليت المهللين هللوا للعدد فقط ، لا ولكنهم أضافوا ان هذه النتيجة تدل علي ان مجتمعنا تخلي عن طائفيته وان مصر بتتغير علي حد قولهم وان مزاج الشارع المصري تغير .
فهل صحيح ان مصر بتتغير ؟
وهل اصبح مجتمعنا اقل طائفية عن ذي قبل ؟
ام لازالنا نسبح في ماء الطائفية الآسن ؟
وللإجابة علي كل هذا نقول :-
اولا ان وصول هذا العدد من الاقباط 36 نائبا للبرلمان في ظل مجلس نواب سيصل تعداده الي 568 نائب منتخب هي نتيجة لا تستحق كل هذا التهليل لان نسبة الاقباط في المجلس بهذه النتيجة لن تتعدي 6٪-;-‏ وهي وان كانت افضل من السابق الا انها ليست هي النتيجة المأمولة والمرتجاة والتي تدل علي انتهاء الطائفية في مجتمعنا فنسبة الاقباط لإخوانهم المسلمين لا يمكن ان تتدني لمثل هذا الرقم .
ثانيا ان جل هذا العدد (36) تم انتخابهم بنظام القوائم حيث تم انتخاب 24 نائبا قبطياً علي قائمة في حب مصر وهذا النجاح للنواب الاقباط في نظام القائمة لا يعود الفضل فيه إطلاقا لمزاج الناخب واختياره ، بل الفضل يعود فيه علي المشرع الذي الزم كل قائمة بضرورة احتوائها علي عدد محدد من الاقباط (12) .
ثالثا يتبقي 12 نائبا تم انتخابهم بالنظام الفردي فإذا نظرنا للنسبة والتناسب ايضا لخذلتنا النتائج ، فالنظام الفردي هو المهيمن الان حيث ان القوائم لا تمثل الا 120 نائب ، والباقي بالنظام الفردي الذي يستحوذ علي 448 نائب ووصول 12 قبطيا منهم للبرلمان يعني نسبة 2،6٪-;-‏ وهي نسبة لا تبعد قليلا عن النسب التي كان يمثل بها الاقباط ايام المخلوع مبارك وهي نتيجة لا تستحق التهليل ولا القول اننا نتجه الي مجتمع لا طائفي .
رابعا اذا نظرنا الي محافظات المرحلة الاولي والتي أظن انها ذات كثافة قبطية معقولة الي الي حد ما كألمنيا وأسيوط وسوهاج والإسكندرية والبحيرة وبني سويف والفيوم والجيزة ، فإذا تأملنا النتائج هنا لخذلتنا النتائج بشدة ايضا لان هذه المحافظات ممثلة بعدد 226 مقعد وفوز 3 اقباط منهم يعني نسبة 1،3٪-;-‏ وهي لاتدل باي حال من الأحوال علي اننا تخطينا الطائفية قيد انملة .
خامسا لو نظرنا بتفصيل اكثر للمرحلة الاولي ونتائجها سنجد ان عدد المرشحين بها كان 2549 مرشحا تنافسوا علي 226 مقعدا حسمت منها 4 مقاعد من الجولة الاولي ودخل جولة الإعادة 444 مرشحا للتنافس علي 222 مقعدا . كان من بينهم 24 مرشحا قبطيا وسبب نجاحهم في الوصول للإعادة هو كثافة عدد المرشحين (2549) وبالتالي تفتت الأصوات مما أوصل هذا العدد من الاقباط وقد استبشر البعض خيرا بهذا العدد وتوقعوا فوز العديد منهم، ولكن لم يفز منهم الا ثلاثة فقط إحد هؤلاء الاقباط كان ينافس قبطي اخر ( دائرة ملوي) والآخر لواء بمحافظة أسيوط وثالثهم فاز في العمرانية لان المرشحة التي كانت أمامه هي زوجة القيادي الاخواني عصام العربان ، فرغم ان اغلب المرشحين الاقباط الذين وصلوا للإعادة كانوا في مناطق ذلت كثافة قبطية ولكن الدعاية الطائفية المضادة كانت سببا في فشل اغلبهم في الوصول للبرلمان .
سادسا اذا وصلنا للمرحلة الثانية فإننا نجد ان الكثيرين قد هللوا لفوز د. سمير غطاس من الجولة الاولي في مدينة نصر وقالوا انه اول قبطي يتمكن من تحقيق هذا الإنجاز وباصوات المسلمين في هذه الدائرة التي لا توجد بها كثافة قبطية ، وهنا فإننا وان كنا لا نستطيع ان نقلل من حجم هذا الإنجاز الا ان هذا الإنجاز مرتبط بالشخص الذي حققه وبالدائرة التي فاز بها ، فسمير غطاس (واسمه الحركي محمد حمزة منذ انضمامه لإحدي جماعات المقاومة الفلسطينية) شخصية إعلامية شهيرة جدا ويرأس منتدي الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية ، ومعادي بشكل كبير جدا لحماس ولكل الجماعات الجهادية ولذا فان ترشحه في مدينة نصر جاء موفقا جدا فهذه الدائرة اغلب سكانها من الطبقة المتوسطة المتعلمة تعليما جيدا وسكانها هم الذين عانوا اكثر من غيرهم من عنف الاخوان والسلفيين في اعتصام رابعة ولذا فانه من المتوقع ان يختار ناخبيها شخص مثله لا يخفي عدائه للاخوان ولكل من سلك سلوكهم . وأي قبطي اخر كان سيرشح نفسه في هذه الدائرة ماكان سيلاقي نفس هذا النجاح .
سابعا يتبقي لنا 8 نواب اقباط فازوا في جولة الإعادة في المرحلة الثانية فإذا تأملنا أسمائهم ودرائرهم لأدركنا اسباب نجاحهم ومنها :-
ان جميعهم نجحوا في القاهرة وهي تمثل قمة الحضر ومن المعروف ان الحضر نسبة عزوف الناخبين فيه كانت اعلي بكثير عن الريف خصوصا في هذه الانتخابات مما ابطل الدعاية الطائفية المضادة او خفف كثيراً من حدتها .
ومنها ان اغلب من نجحوا نجحوا في دوائر ذات كثافة قبطية سواء في شبرًا ام في عين شمس او في الجمالية ومنشية ناصر وهذا سهل نجاحهم .
ومنها ايضا انهم اسماء معروفة في دوائرهم عدلي الاقل بالنسبة للكتل القبطية التي تسكن هذه الدوائر، كما ان اغلبهم له ظهور إعلامي بطريقة او باخري في الميديا عموما وفي الميديا المسيحية خصوصا، كايليا باسيلي ابن د . ثروت باسيلي ، المحامي والناشط الحقوقي ثروت بخيت ، الشاب جون طلعت .
ان نجاح 12 قبطي في الوصول للبرلمان بالنظام الفردي ليست النتيجة التي نهلل لها لكل ماسبق بالاضافة الي ان جلهم من القاهرة (9نواب) والباقي واحد من أسيوط والثاني من المنيا والثالث من الجيزة وهذا في حد ذاته خلل رهيب جدا حيث ان هناك 23 محافظة اخري لم يستطع اي قبطي فيها من الفوز بمقعد برلماني .
ياسادة ان نجاح 36 قبطيا في الوصول للبرلمان قد يعطي بارقة أمل بان التغيير ليس ببعيد ولكنه لا يعني إطلاقا ان التغيير قد حدث وان مزاج الناخب والشارع المصري قد تغير ، فعملية التغيير تلك والقضاء علي الطائفية تحتاج اولا للإدراك اننا نعاني من هذا المرض حتي نستطيع ان نصف روشته لعلاجه وهذا العلاج يتطلب عمل جبار في الاعلام والتعليم والثقافة والخطاب الديني والي ان نتمكن من تغيير كل هذا فإننا لن نضكك علي انفسنا بل سنظل نقول ان مجتمعنا لازال يعاني من المرض .
مجدي جورج
[email protected]



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة البابا تاوضدروس للقدس مالها وماعليها
- هجمات باريس الدامية فهل يستفيق العالم ؟
- الانقسام القادم في لبنان وخطورته
- الطائرة الروسية وبرجي نيويورك ( الكيل بمكيالين )
- قراءة سريعة في نتائج الجولة الاولي من المرحلة الاولي في انتخ ...
- خواطر حول الانتخابات البرلمانية القادمة
- سوريا من أزمة دولة تتجزأ الي أزمة لاجئين
- فلنشكر الله علي صفر مريم
- تعليق حول حديث الشيخة موزة ل-فاينانشال تابمز
- المجاهدين الأفغان والمجاهدين السوريين ما أشبه الليلة بالبارح ...
- داعش منا ونحن منها شئنا ام ابينا
- حول نية العلمانيين تأسيس حزب بمصر
- أوباما يعطي الارهاب قبلة الحياة
- يسوع يصلب من جديد في ليبيا
- قتل الاقباط في ليبيا علي يد داعش
- الأسلاموفوبيا واللي علي رأسه بطحه
- في احتجاز رهائن بأستراليا ( ضربني وبكي وسبقني واشتكي )
- انطباعات حول الحكم ببراءة مبارك
- مسجد المسيح بالأردن ومسجد العذراء بمصر الفعل والهدف
- حكامنا كلهم دواعش


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مجدي جورج - نجح 36 قبطيا فهل تغير مزاج الناخب المصري ؟