أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ئالا علي - دراسة تحليل النزاع في محافظة الانبار - العراق















المزيد.....


دراسة تحليل النزاع في محافظة الانبار - العراق


ئالا علي
(Aala Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5002 - 2015 / 12 / 1 - 10:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دراسة تحليل النزاع في الانبار  
   ئالا علي
 
مرت إحدى عشرة سنة تقريبا منذ ان  أطاحت الولايات المتحدة بنظام صدام حسين، والصراع مازال مستمرا في العراق. في كانون ثاني عام 2013، اقتحمت قوات الأمن الوطني العراقي المسكن الخاص بوزير المالية العراقي وقامت باعتقال عدد من موظفيه بتهمة دعم الإرهاب. كان هذا الحادث بمثابة الفتيل الذي اشعل العنف الطائفي في جميع أنحاء المثلث السني في - محافظة الانبار . والتي هي واحدة من المناطق التي قامت بمظاهرات سلمية في شباط 2011، ولكن بعد ذلك شهدت أكبر قدر من العنف الطائفي، بما في ذلك هجمات قامت بها قوات الأمن الحكومية على المدنيين.
ان التقدم الأخير لقوات الدولة الإسلامية في العراق وسوريا أو داعش في الموصل ومناطق أخرى من العراق يبعث على القلق الشديد بشأن فرص السلام. ان صناع القرار يتسارعون من اجل التوصل الى  استراتيجية مناسبة للحد من مزيد من التقدم ومنع المزيد من الانهيار الأمني. وسط هذا الغموض، هناك شيء واضح: ان وقف المزيد من الانهيار في الدولة العراقية ووقف نمو التطرف العنيف هو هدف للأطراف الدولية والإقليمية، وكذلك للسلطات العراقية. ولكن تقدم داعش في الموصل ليس  بظاهرة جديدة. حيث تمكنت داعش من احتلال مناطق أخرى داخل سوريا والعراق من قبل. ان دراسة الأنماط في هذه المناطق قد تساعد في تحديد استراتيجيات حول كيفية المضي قدما في بناء سلام دائم في العراق وفي المنطقة.
وفيما يلي ملخصا لدراسة الصراع في محافظة الانبار 1. وقد تقدم هذه النتائج فكرة بخصوص التطورات الأخيرة في العراق، بما في ذلك تفسيرات لتقدم داعش . وقد تم تحديد عدد من القضايا الرئيسية التي تسهم في في استمرار الصراع من خلال هذا البحث، وكذلك نقاط الوصول لبناء السلام الذي يمكن الاستفادة منه لتخفيف حدة التوتر. وقد تم تحديد الخطوط العريضة للمواضيع الرئيسية أدناه.
 

حول محافظة الانبار- العراق


الجغرافيا: محافظة غربية تشكل ثلث حجم العراق.
الاقتصاد: الزراعة والبناء والتصنيع؛ 12.5٪ تحت خط الفقر (2011) - أعلى من المتوسط ​​الوطني.
عدد السكان: 1.5 مليون. الغالبية من العرب السنة. وأقلية مسيحية.
السياسة: الازمات السياسية في الانبار هي نتيجة لتضارب المصالح والاحتياجات بين أكبر الجماعات السياسية السنية في الأنبار (متحدون) والكتل الشيعية (حكومة المالكي) (استناداً الى مقابلة مع محلل سياسي مستقل). حيث يتهم السنة المالكي باتباع أجندة الحكومة الايرانية , وعلى العكس، فان المالكي وأتباعه يتهمون الكتل السنية باتباع الأجندة العربية القطرية والسعودية.ويتم استغلال الدين والعرق والقومية والقبلية كأداة سياسية لصالح أو تعبئة مجموعة ضد الأخرى. الأحزاب السياسية الرئيسية هي الحزب الاسلامي العراقي السياسي، الصحوة، والحركة الوطنية للإصلاح والتنمية (الحل). ولغاية الآن، يتمتع حزب البعث بدعم شعبي واسع في محافظة الأنبار بالإضافة إلى الدعم الإقليمي من سوريا والأردن ومصر,  ومن إقليم كردستان، الا ان  الحزب غير قانوني وغير مسجل.


الأمن: يستمر الوضع الأمني ​​في التدهور. ان الاحتجاجات المطالبة بوضع حد لتهميش السنة كانت ذات نطاق محدود حتى كانون الاول 2013 عندما بدأ العنف الطائفي في الرمادي والفلوجة. ان موقع الأنبار هي نقطة عبور للقاعدة و داعش. فالمحافظة تعتبر استراتيجية لكل من القاعدة  والجماعات السنية، كما انها مسقط رأس كل من أبو بكر البغدادي ورجال الدين السنة من ذوي النفوذ. انتقلت العائلات السنية الى الانبار بسبب العنف الطائفي، وحوالي 51.000 من نازحي الداخل هم من محافظات الأنبار والفلوجة والرمادي.
لا بد من تسليط الضوء على الدور الحاسم لحزب البعث وتحالفاته داخل وخارج المحافظة. ويرى كثير من سكان الانبار دور حزب البعث بشكل إيجابي - في الأنبار وتحديدا في المناطق السنية - ويرجع ذلك جزئيا إلى التراث السني المشترك والسياسات البناءة السابقة لحزب البعث. يقول أحد السكان: "أنا شخصيا يمكن أن افهم  وجهه نظر[أعضاء وانصار حزب البعث] ، على الرغم من أنني امرأة كردية , من الأمة التي عانت طويلا من سياسات البعث، و على الرغم من تجربتهم  تبدو مختلفة تماما عن تجربتي وتجربة الكرد ".


 
التوترات السياسية والطائفية: ان الهوية هي العامل الرئيسي والقوة الدافعة للأفراد والمجموعات في تكوين السلوكيات والمواقف  في الصراع، والتي تؤثر بشكل قوي في الصراع 2، بما في ذلك استعداد الفرد للموت في سبيل مجموعتهم - العرق أو الدين أو العشيرة أو الأمة. وخلص هذا البحث إلى أن الاعتبارات السياسية والطائفية تلعب دورا كبيرا في تفاقم الصراع بما ان السكان يتمتعون بتوجه سياسيي طائفي قوي وعقيدة دينية قوية- السنة العرب-  في حالة الأنبار.



ان تسييس الهويات والمؤسسات الدينية هو سبب التوتر بين القادة الدينيين و المذاهب3. بعض ممن تم اجراء  المقابلات معهم في هذا البحث يرون بأن القيادات الدينية ورجال الدين هم مجموعة معتدلة تدعم عملية السلام وقادرة على إصلاح العلاقات المقطوعة في المجتمع. ومع ذلك، يؤكد البحث أن معظم المذكورين ادناه – بالنسبة للمجموعة الاخرى – فان رجال الدين يؤججون  الصراع من خلال الانتماء الى الإرهابيين، ويعملون على تشجيع الشباب والرجال على أعمال العنف، تحت مبررات المبادئ الإسلامية والمباديء الوهابية المعادية للشيعة.  ان المجاميع السنية الدينية تتبع رجال الدين بشكل اعمى في كثير من المناطق ز4  على سبيل المثال، حارث الضاري، وهو رجل دين بارز من العرب السنة من محافظة الانبار ورئيس هيئة العلماء المسلمين  ، يصدر رسائل متطرفة لتشجيع السنة للقتال ضد التدخل الأمريكي والجيش الوطني.



الشعور بالمواطنة: من المهم  لمن يكون في خضم النزاع المسلح ان يسعى للأمن من خلال الانتماء لمجموعة او مجموعات يحس بتأثيره عليهم من خلال رابطة عرق او دم او دين او غيرها 5. في الانبار بدلا من المواطنة الوطنية، هناك الشعور بالمواطنة المحلية باعتبارها محافظة سنية، وبشكل عام، كمثلث سني في العراق. ساهم هذا التوجه إلى انهيار السلطة المركزية وعلى المدى الطويل سوف يسهم في زيادة عدم الثقة، والخوف، وانعدام الحس الوطني، مما يؤدي إلى انعدام الثقة بين المواطنين والمسؤولين الحكوميين. ان الحكومة الشيعية في بغداد غير مرحب بها من قبل  العرب السنة في محافظة الانبار بسبب التمييز الطائفي. ان انحياز رئيس الوزراء المالكي ضد السنة يؤجج التوتر الطائفي 6.



وعلاوة على ذلك، فأن  اراء المجتمع في الانبار تتباين  تجاه الجيش الوطني. البعض ينظر الى الجيش الوطني على أنه ينتمي إلى إيران ومكرس لخدمة المصالح الشيعية تحت قيادة حكومة المالكي. آخرون، ومعظمهم من النساء، يدعم وجود الجيش الوطني لأنه الوسيلة الوحيدة لحماية السكان المدنيين من الميليشيات العشائرية والإرهابيين. من ناحية أخرى، تتهم حكومة المالكي البعض في الأنبار بايواء الارهابيين وتوفير الدعم اللوجستي لداعش.


ثقافة الحوار: ان عدم وجود أي ثقافة حوار بين الجماعات العرقية والدينية المختلفة ¬ نتيجة عقود من الدكتاتورية - في العراق هي قضية كبيرة، وليس فقط في الانبار. واقترح أحد المشاركين في مجموعة التركيز، "إذا كنا ندعو لبناء السلام، فيجب علينا إعادة بناء العلاقات مع المشاركة الفعالة للشباب والنساء - وخاصة النساء – بما انهم حاليا أكثر نشاطا في خلق فرص للسلام  7 . ان التركيز على المشاركة المحلية في عملية السلام يضمن الشعور بالانتماء الى العملية – وهو شرط حاسم لمجتمع الانبار. وفقا للمشاركين في جلسات مجموعات التركيز, فانه يجب ان  يكون للشباب المشاركة الفعالة في العملية بالاشتراك مع قادة المجتمع المعتدلين والمثقفين والكتاب والمنظمات غير الحكومية المحلية، بالإضافة إلى عدد محدود من السياسيين الموثوق بهم. "

منظمات المجتمع المدني المحلية: منظمات المجتمع المدني ليست فعالة بشكل كبير ، الا انه لديهم مبادرات كبيرة من اجل  السلام ، بما في ذلك البيان عن انتهاكات حقوق الإنسان في الانبار في اذار 2011. ومع ذلك، ليست هناك  حماية كافية للنشطاء ؛ فقد نددت المنظمات غير الحكومية بشدة اغتيال بعض الناشطين في نيسان 2013.
8
كذلك قامت المنظمات غير الحكومية المحلية بالوساطة بين المتظاهرين وحكومة بغداد بعد زيارة الاعتصامات في الرمادي والفلوجة (شباط 2013). وقامت المنظمات غير الحكومية بكتابة رسالة تضامن موجهة إلى بغداد تحدد المطالب المشروعة والمعقولة للمحتجين. ونتيجة لذلك، زار وفد من الدائرة السياسية لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (UNAMI) الاعتصامات، والتقى مع رجال الدين وزعماء القبائل، وأعلن أن المظاهرات هي مظاهرات سلمية 9. الا ان  المنظمات غير الحكومية المحلية في الأنبار لم تكن مدعوة من قبل وفد UNAMI للانضمام اليهم، ولم يجري  هناك أي تنسيق أو تشاور 10.

المجتمع الدولي: للدول المجاورة دور في قيادة الصراع من خلال توفير الدعم المالي واللوجستي للجماعات المسلحة، بما في ذلك القاعدة و تنظيم داعش. "تدخلات من أطراف ثالثة ... في محافظة الأنبار تشعل الصراع وتختلق الأزمات." 11 . ووفقا لمجموعات التركيز في الأنبار , فأن قطر والمملكة العربية السعودية هما القوتان السنية الأكثر نفوذا , وإيران هي أكبر داعم ومؤثر على حكومة بغداد. وتشير اراء عدة مجموعات تركيز ومقابلات ان المالكي ليس عراقي بل انه في الواقع ممثل الحكومة الإيرانية.

ان  تدخل UNAMI يقتصر على المساعدات الإنسانية والمادية. في نفس الوقت، فانه  ليس لـ UNAMI خطة طويلة المدى للمساعدة في الانبار، وتصر على أن طلبات الدعم التقني في الأنبار يجب أن تقدم من قبل الحكومة في بغداد وذلك من خلال بيانها الصحفي الرسمي الصحافة ومنشوراتها، UNAMI دفعت زعماء السنة لبدء محادثات سلام مع بغداد الا ان ستراتيجياتهم لم تتحقق بعد 12. ووفقا لعدة مقابلات مع ممثل بعثة الأمم المتحدة السياسية الى الانبار , فان الأمم المتحدة استجابت  لقرار الحكومة بانهاء الاعتصامات لان القلق من تهديد الأمن القومي هو امر مبرر، على الرغم من الطابع السلمي للتظاهرات.
 
 
 
سيادة القانون والعنف الهيكلي: العنف الهيكلي يشمل نقص الخدمات والبنية الأساسية؛ عدم وجود التعليم المناسب، وخاصة في المناطق الريفية حيث التعليم غائب تقريبا؛ البطالة بين الشباب والنساء؛ الفقر بسبب الفساد والتوزيع الغير عادل للثروات. التمييز ضد الأقليات العرقية والدينية؛ الاعتقال العشوائي. وحرية التعبير محدودة. المواطنين يرون أن الحكومة تستخدم هذه الاساليب ، متخذةً قرارات بتفضيل التحالفات مع بعض زعماء القبائل.

وفقا للعديد من المشاركين في البحث، فانه يمكن تعزيز سيادة القانون عن طريق تعزيز السلطة التنفيذية. إلا أنهم اختلفوا حول ما إذا كانت سيادة القانون أداة لحل النزاعات، على اعتبار ان السبيل الوحيد لحل المشاكل في المجتمع القبلي يتم من خلال المفاوضات بين شيوخ القبائل. تطبيق القانون والقوة هو الملاذ الأخير. وأثيرت العديد من المخاوف حول القوانين العراقية، وتحديدا قانون مكافحة الإرهاب (2005) , بالاضافة الى استغلال القانون بشكل متحيز ضد المجموعات السنية, على سبيل المثال القاء القبض على المحتجين بتهمة الارهاب , على الرغم من تأكيدUNAMI  بان الاحتجاجات كانت سلمية . 
 

الجماعات المسلحة: هناك وجهات نظر متباينة تجاه تنظيم القاعدة وداعش ، فليس هناك رفض واضح أو قبول لتنظيم القاعدة. وفقا لأحد النشطاء، فأن 10-15٪ من المجتمع في الانبار يدعم تنظيم القاعدة، الذين غيروا من سياساتهم العدائية لكسب تأييد الرأي العام  ولكن النتظيم  لا يزال يفتقر إلى ثقة المرأة بسبب الخوف من التفسيرات المتشددة للشريعة. هناك أيضا وجهات نظر متباينة تجاه الميليشيات المسلحة، فالبعض 13 يقول  بإنها وسيلة للدفاع عن المدنيين ضد انتهاكات الشيعة، بما في ذلك الجيش الوطني. من ناحية أخرى، فان بعض الأكاديميين والنساء على وجه الخصوص - يتهم الميليشيات القبلية بكونهم إرهابيين غير معنيين بمصالح المجتمع ويعرضون البلد الى إمكانية حرب أهلية عراقية. ومع ذلك، فإن الأغلبية في الانبار يرتاب في الجيش الوطني، ويرى أنه متوافق بشكل وثيق مع مصالح السكان الشيعة وإيران، على حساب المصالح الوطنية وتحديدا مصالح السكان السنة. ورأى العديد من المشاركين أن الجيش الوطني كان السبب الرئيسي للصراع.



الشباب : الفرص الضائعة للتعليم والعمل وبعد أحد عشر عاما من انعدام الأمن ادى الى خلق جيل ضائع. شباب الانبار ذو اهتمام محدود بالسياسة ، إذ أن "10-20٪ فقط من الشباب ناشطين. [بدلا من ذلك،] فهم مهتمون  أكثر بتحسين حياتهم اليومية والفرص الوظيفية 14 . ومع ذلك، فإن جامعة الانبار شجعت الوعي السياسي والتعبير المفتوح بين طلابها الذين نظموا الاعتصامات 15 , التي كانت بمثابة مراكز ومنابر للتعبير السلمي الثقافي. لم يسمح للنساء والفتيات بالمشاركة الا انهن قمن بانشطة في الحملات المحلية لتعزيز حقوق الإنسان.



النوع الااجتماعي و حقوق المراة : ان  النساء هن دائما من بين أول من يشعر بتأثير الصراع. والنسبة العالية من الأرامل ووضحايا الزواج القسري / المبكر هي بعض من أكبر المشاكل، بالإضافة إلى الطلاق، وفرص العمل غير المتساوية، والمشاركة المحدودة في السياسة. الجماعات المسلحة تحد من الحريات في الحياة اليومية للمرأة، وتقييد اللباس والتعليم والعمل. على سبيل المثال، ارتداء الحجاب بدأ فقط بعد انتشار عمليات تنظيم القاعدة في الأنبار في 2005-2006 16. وبالتالي، فإن النساء عادة يفضلون حماية الجيش الوطني بدلا من المجموعات المسلحة، في حين أن الرجال يقولون أن الجماعات الدينية هي التي تحد من حريات المرأة. ومع ذلك، أشار أحد النشطاء إلى أنه في الواقع الميليشيات هي التي تحد من وصول النساء إلى المجال العام وليس الجماعات الدينية: "لا توجد بيانات من الزعماء الدينيين السنة أو رجال الدين ... تحث على جرائم الشرف ... حتى الآن نحن لم نستلم أي من حالات جرائم الشرف في الأنبار تحت مبررات دينية، على الرغم من أنه مجتمع إسلامي. 17


الحركات النسائية ضعيفة، غير منظمة وغير متحدة في الانبار بسبب الأعراف والثقافة
- التي ليست لها علاقة بالعقيدة الدينية - التي تقيد حرية الحركة بالنسبة للمرأة. النساء، بخلاف عدد محدود ممن  ينتمين إلى مجموعات طائفية، نادرا ما تشارك في الأحداث الدولية أو الوطنية. وفقا لأحد النشطاء، تتجنب هؤلاء النساء أيضا التفاعل مع المجموعات النسائية الشيعية. المرأة ليست نشطة في مجلس المحافظة، و حتى لا يسمح لها بالمشاركة  في المظاهرات العامة. وهناك مسألة مهمة أخرى وهي الإكراه على الزواج من أعضاء تنظيم القاعدة، التي لا يمكن أن تكون مسجلة قانونيا في المحاكم بما ان  الرجال يعتبرون من الإرهابيين. ونتيجة لذلك، يتم حرمان النساء والأطفال من حقوقهم، مما يترك الأطفال دون خيارات أخرى غير ان يتم تجنيدهم من قبل الإرهابيين.
ان الشعور بالكرامة بين الرجال هي قضية عامة  تتعلق بالمجتمع بأكمله؛ بالنسبة للنساء، فان الكرامة ترتبط بالحرية الشخصية. أظهرت الأبحاث أيضا أن النساء هن أكثر تركيزا على السلام والحرية، في حين أن الرجال لديهم صعوبة في رؤية ما وراء الانقسامات الطائفية. مثل هذه المشاعر الراسخة تؤثر بشكل كبير على الطريقة التي يتعاطون بها  مع عمليات السلام وفي كثير من الحالات، فان الرجال في الأنبار يعانون من المهانة بسبب السياسات التمييزية. "نحن لا نريد رجال الأمن الشيعة لحماية مجتمعنا السني. فمن الأفضل بالنسبة لنا أن يقوم تنظيم القاعدة بذلك لأنهم من السنة، ونحن لا نشعر بالإهانة 18 . هذه الكلمات تعزز فكرة أن الرجولة والذكورة هي مرتبطة بالأمن.


التوصيات

إلى الحكومة العراقية:
·        تطوير الإطار القانوني لحماية حقوق الإنسان وحقوق الأقليات، بما في ذلك آلية لمحاربة الفساد والتمييز.
·        تطوير رؤية واضحة لوضع حد للنزاع، بما في ذلك إشراك زعماء القبائل المتشددون و
رجال الدين وأعضاء حزب البعث، وذلك بالتنسيق مع المنظمات غير الحكومية المحلية وبعثة الأمم المتحدة و UNAMI
·        تنفيذ برامج التنمية الاقتصادية بالتعاون مع القطاع الخاص، وتحديدا لخلق فرص للشباب والنساء.
·        تأمين الحدود وتقوية الأمن الداخلي. شمل شباب الانبار والشباب السني في قوات الأمن الوطنية.
·        تنفيذ برامج إعادة التأهيل لضحايا  العنف، ولا سيما النساء والأطفال.
·        المبادرة بشراكات مع المنظمات غير الحكومية المحلية وقادة المجتمع لبناء الثقة .
·        توفير  الامن لنشطاء السلام وبخاصة للمدافعين عن حقوق للمرأة وعن حقوق الإنسان.
·         اكتشاف الخبرات وبناء القدرات والدعم التقني لـ UNAMI ، ولا سيما فيما يتعلق
بالحوار، التعليم السلام، وإدارة الأزمات، وتحويل الصراع.
·        أنهاء اجتثاث البعث، الامر الذي يسيء الى التماسك الوطني.
·        حل جميع الميليشيات, الحفاظ على الجيش الوطني الذي يشمل جميع فئات المجتمع.
 


إلى المنظمات غير الحكومية العراقية والمجتمع المدني:
·        القيام بالأبحاث عن تحليل / منع الصراع لتعزيز استراتيجية بناء السلام الوطنية.
·        دعم الحكومة العراقية لبدء عملية العدالة الانتقالية.
·        تقوية العلاقات مع زعماء القبائل ورجال الدينو إشراكهم في برامج بناء السلام.
·        توفير الفرص للنساء والشباب للمشاركة في واداء أنشطة بناء السلام.


إلى المجتمع الدولي:
·        العمل مع الحكومة والمجتمع المدني لضمان فعالية سيادة القانون، بما في ذلك التقارير و
آليات المساءلة.
·        اشراك جميع الفئات في حوارات السلام، بما في ذلك رجال الدين المتشددين وأعضاء حزب البعث.
·        الالتزام بالدعم المستمر والتقارير لرصد الجرائم ضد المدنيين في الانبار.


إلى السلطات المحلية في الأنبار:
·        بناء قدرة المسؤولين المحليين على الانخراط في إدارة الصراع وتحويل الصراع.
·        تأسيس وسائل آمنة للنساء للسفر والمشاركة في المجالات العامة، بما في ذلك السياسة.
·         زيادة الوعي عمليات السلام بين نشطاء وزعماء القبائل ورجال الدين والمدارس ووسائل الإعلام.
·        العمل بشكل مستقل لخدمة مصالح المجتمع واحتياجاته دون أي تمييز.


إلى قادة المجتمع  في الانبار:
·        الترويج للمسؤولية الفردية والمواطنة الفعالة والوطنية.
·        حث جميع الجماعات المسلحة والأحزاب السياسية والجيش الوطني على الامتناع عن مهاجمة المدارس , البنية التحتية، ومراكز الرعاية الصحية والأسر.
·        الدعوة للحوار بين المتطرفين والقيام بدور الوسيط بين الاطراف المعنية .
·        التعاون مع الحكومة الوطنية بحل جميع الميليشيات.
 


الهوامش:

1         أجرى ما مجموعه 18 مقابلات و 8 جلسات مجموعة التركيز (10-13 شخص في كل منهما). بسبب المخاوف الأمنية المستمرة في الأنبار، هويات المشاركين سرية. أنا استخدمت مزيجا من أساليب جمع البيانات، بما في ذلك مجموعات التركيز، والمقابلات الفردية، والبحوث الثانوية، وجلسة التحقق؛ وتعمل مع مختلف أصحاب المصلحة، بما في ذلك الحكومة والمجتمع المدني والمجتمع الدولي والجماعات المسلحة والزعماء الدينيين والنساء والشباب. على الرغم من أن التركيز كان الغالب على الانبار ، الا انني ايضا دمجت الآراء من أطراف خارجية، من مواطنين من بغداد  و التحليل السياسي الدولي (العراقية الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية).
2          Demmers، Jole. نظريات الصراع العنيف. روتليدج، 2012.
3          اشارت عدة مقابلات الى حكم صدام عندما كان هناك احتمال نشوب صراع طائفي بين السنة والشيعة كانت تمنع بخلق مليشيلت طائفية كما تفعل حكومة بغداد الان  
4          مقابلة مع ناشط.
5          Ledreach، John Paul. بناء السلام: استدامة المصالحة في المجتمعات المنقسمة. معهد الولايات المتحدة للسلام، 1998. الصفحة 13. 6
6          ووفقا لجلسات مجموعات التركيز في مدينة القائم.
7          جلسات مجموعة تركيز القائم .
8         "اغتيال احد النشطاء في مدينة الفلوجة “ أبريل 2014. متاح في http://www.sunnti.com/vb/showthread.php?t=3590.
9         محضر اجتماع المبادرة المدنية (تعميم داخلي بين أعضاء المبادرة).
10       رسالة من مبادرة سلمية للمنظمات غير الحكومية في مواقع  الاعتصام الى جمعية الأمل العراقية
11       مقابلة في القائم.
12       مقابلة مع ناشطين من المنظمات غير الحكومية الدولية.
13       جلسة مجموعة التركيز من الرجال والقبائل والجماعات الدينية.
14       مقابلة مع أحد الشباب من الأنبار.
15       مقابلة مع طالب جامعي وأستاذ من جامعة الانبار.
16       مقابلة مع عضو هيئة تدريس جامعة للنساء.
17       مقابلة مع هناء ادور، الناشطة العراقية.
18       مقابلة مع ناشط وطالب من جامعة الانبار



#ئالا_علي (هاشتاغ)       Aala_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمن والدين والنوع الاجتماعي في محافظة نينوى، العراق
- ضمان حقوق المواطنة بدون هوية
- الى متى سنعامل ك - ناقصات عقل - ؟ المرأة و الرياضة !!
- الى متى سنعامل ك – ناقصات عقل!- ؟؟ المرأة العراقية و حرية ال ...


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ئالا علي - دراسة تحليل النزاع في محافظة الانبار - العراق