أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - أدهم مسعود القاق - وفاة الأستاذ منذر الشمعة، في غربته القسرية














المزيد.....

وفاة الأستاذ منذر الشمعة، في غربته القسرية


أدهم مسعود القاق

الحوار المتمدن-العدد: 5002 - 2015 / 12 / 1 - 08:21
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


وفاة الأستاذ منذر الشمعة، في غربته القسرية
وفي الليلة الظلماء يُفتَقَد البدر
هو ابن مدينة دمشق، ولد عام 1932م في حي مئذنة الشحم الدمشقي، نشأ في أحيائها، ,اختار درب الكفاح السياسي في صفوف الحزب الشيوعي السوري، وكان أحد أهمّ القياديين الذين تجرأوا وجابهوا سياسة الحزب الشيوعي السوفييتي البائسة منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، مسقطين ممثل السوفييت في سورية خالد بكداش.
منذ المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوري عام 1979م شغل الأستاذ منذر الشمعة منصب عضو المكتب السياسي للحزب، جناح المكتب السياسي، وقد لعب دورًا بارزًا بتشكيل التجمع الوطني الديمقراطي بالإشتراك مع الناصريين وبعض القوى القومية لمواجهة سلطة القهر والفساد إبان الإنتفاضة الأولى للسوريين التي انطلقت في عام 1979م
وعلى أثر مشاركته في تنظيم صفوف الثوار، وتشكيل التجمع الوطني الديمقراطي، اعتقلته المخابرات السورية في دمشق برفقة صديقه رياض الترك عام 1980م، وقد نشر وأذاع رفاقه الكثير عن صلابته بالسجن، وعن مواجهته الأسطورية لأجهزة المخابرات المجرمة، ولكنه عندما سئل بعد أكثر من إحدى عشرة سنة اعتقال عن مواجهاته ذائعة الصيت أجاب بكلّ تواضع:
- "قيل الكثير عن اعتقالي وعن صمودي، ولكني لا أذكر إلاّ أني امتنعت عن الكلام، ولم يتعد التحقيق معي سؤالهم عن اسمي، لأني لم أعترف لهم من أنا".
وقد انهوا التحقيق معه بعد أن حملوه حملًا، لعدم قدرته الوقوف والمشي من شدّة التعذيب، إلى مكتب رئيس فرع المخابرات، وبقيّ محضر التحقيق خاليًّا من أي إفادة.
تخرّج من قسم الرياضيات في خمسينيات القرن الماضي، وعيّن مدرّسًا في حلب، واستمرّ في دار معلمات حلب أستاذًا لمادة الرياضيات، ولاشكّ أن الأثر الطيّب الذي تركه في دار المعلمات هو مثار إعجاب من طالباته اللواتي طالما افتخرن به أستاذًا ناجحًا، ومربيًّا عظيمًا.
بعد خروجه من المعتقل في بداية تسعينيات القرن الماضي، حاول السعيّ على درب إصلاح الواقع السياسي المتردّي، لاسيما في الحزب الشيوعي، ولكن حجم الكارثة التي أصابت المجتمع السوري كانت فظيعة بعد مجازر نظام حافظ الأسد بحقّ معارضيه، بالأخصّ اغتياله لمدينة حماه عام 1982م، فالتفت الأستاذ منذر الشمعة إلى تدريس مادة الرياضيات في المعاهد الخاصّة، بعيدًا عن المدارس التي احبّها، والتي منعته السلطات الأمنية من التدريس فيها أيضًا.
أخيرًا، في أواخر تسعينيات القرن الماضي تمكّن بالتعاون مع أبنائه الثلاث سمير وسلام ونبال من شراء شقّة في قدسيا، أقاموا فيها جميعًا.
شارك في ربيع دمشق، وكانت لديه ملاحظات على سلوك بعض الفاعلين بصفوفه، لاسيما الإنفصام بين الأقوال والأفعال، مما جعله منزويًّا عن مركز القرار، ولكنه بقيّ وفيًّا لرفاق النضال في حزبه الذي أضحى اسمه حزب الشعب الديمقراطي.
ومع بدء أحداث ثورة آذار 2011م أعلن وأسرته الانحياز، بل انضمامهم إلى صفوف الثورة بمواجهة سلطة الموت والفساد، وبعد أن اشتدّت المضايقات والملاحقات الأمنية له ولكلّ أفراد أسرته المشاركين بثورة شعب سورية العظيم، خرج أبناؤه ووالدتهم تباعًا، قسرًا إلى الأردن، وأبى هو الخروج، وتوارى عن أنظار المخابرات في أماكن متعددة في ريف دمشق لأكثر من ثلاث سنوات، إلى أن ضاقت الأحوال به، وتعرَض لأمراض جعلته يذعن لطلب أبنائه الملحاح بالخروج من سوريا لضرورة العلاج، خرج مقهورًا وبدأ يذوي في غربته، وبظلّ أحزانه على سورية وشبابها إلى أن وافته المنيّة.
لا شكّ أنّ الشعب السوري يفتقد بغيابك رجلًا وطنيًّا مقدامًا، وأستاذًا مربيًّا، الرحمة للفقيد الكبير الأستاذ منذر الشمعة، والسلام إلى روحه الطهورة، والصبر لأسرته وأبنائه، ولكلّ محبيه.



#أدهم_مسعود_القاق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنوخيون الدروز وسط التنوع الجغرافي والمجتمعي في بلاد الشام
- اقتراب ثوّار سوريا من الوثبة الأخيرة
- التناص والمناص، قراءة تطبيقية جبران، مريم المجدلية، ودرويش، ...
- شهيدة ميادين الحرية شيماء الصباغ في القاهرة
- المذهب الرومانسي، جبران خليل جبران لايزال حيّاً
- عن الثورة السورية، بيان معاذ الخطيب، وكيلو وكيلة وعبد العزيز ...
- طالبات وطلاب الدراسات العليا والتعليم المفتوح السوريون المسج ...
- لسلفيون هم الأكثر جهلاً بالتراث
- كلمة ألقيت في كلمة أقيت في جلسة المراجعة الدورية لسوريا في م ...
- ملامح في نظرية جماليات التلقي
- إخضاع الفتاوى الدينية والنصوص الطائفية الفاعلة في مجريات الث ...
- أهمية تحديد التخوم بين المصطلحات النقدية الحديثة - بحث تطبيق ...
- تيمة الفساد في رواية الرجل المحطم وفقاً للنقد الموضوعاتي
- ثورة شعب سورية العظيم، رؤية قدمت لمؤتمر -التجمع الوطني السور ...
- بعض ملامح التناص في رواية -الرجل المحطّم- لطاهر بن جلون
- المواطنة والنظام الديمقراطي


المزيد.....




- رفح.. العدو على أبواب مصر
- “أمن الدولة” تجدد حبس معتقلي “بانر التضامن مع فلسطين” 15 يوم ...
- طلاب العالم اتحدوا ضد الصهيونية وداعميها الرأسماليين
- غزة: السابع من أكتوبر في المنظور التاريخي
- بحجة “اللاساميّة” تترافق إبادة شعب فلسطين مع محاولة إبادة قض ...
- الشرطة تعتقل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة في ج ...
- العدد 555 من جريدة النهج الديمقراطي
- الجيش التركي -يحيد- 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى الاستنف ...
- اتحاد النقابات العالمي (WFTU – FSM)”، يُدين استمرار المحاكما ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - أدهم مسعود القاق - وفاة الأستاذ منذر الشمعة، في غربته القسرية