أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الدنيا مثل حبة الخيار















المزيد.....

الدنيا مثل حبة الخيار


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4997 - 2015 / 11 / 26 - 08:27
المحور: كتابات ساخرة
    


الدنيا من يوم ما الله خلقها أو على أقل تقدير من يوم ما وعيت عليها وأنا أشوفها مثل حبة الخيار.
يعني الدنيا مثل الخياره.
هيك الناس عندنا بحكوا وهيك أنا شايفها.
شايفها مثل الخياره: يوم بإيدي و1عشره....طبعا ما بديش أحكي وين بتكون الخياره, باقي القصه عندكوا.
بس اللي بدي أحكيه.
أو اللي بدي أقوله.
إنه أنا كل يوم حالتي شكل.
الدنيا بتلطّش بي يوم بتوديني على القمر ويوم على المريخ وثاني يوم بتخليني بالحضيض,بالدرك الاسفل...يوم بأعلى درجات السُلّم ويوم على أوطى درجه.
إمبارح كنت في وضع مختلف عن وضعي اليوم.
إمبارح كان خلاف شكل.
غمبارح كنت مميز...كنت باشا...كنت بيك...كنت بيه..واليوم لا باشا ولا بيك ولا بيه ,اليوم مثلي مثل أي انسان مُعدم.

قبل مده اتغديت منسف لحم بلدي وثاني يوم اتغديت زيت وزعتر, شايفين كيف الوضع؟ يعني يوم زيت وزعتر ويوم منسف ويومد بندوره مقليه..ويوم قلاية بطاطه...هظاك اليوم اتعشيت في أفخم مطعم بعمان وثاني يوم الصبح افطرت في أرخص مطعم مش في عمان وغنما بالأردن كله, مش قلتلكوا الدنيا مثل حبة الخيار, يوم بإيدي وعشره إنتوا عارفينها وين بتكون.
وقلت الحمدلله في ناس ما عندهاش زيت زيتون, بس برضه هاظا معناه إشي واحد, معناه إنه الدنيا قلابه,كلشي فيها قلّاب: التجارة وحركتها, المناصب الحكومية, يعني أنا بعرف واحد كان وزير والآن كل يوم بقعد بدكانه عند واحد صاحبه والكرسي اللي بقعد عليه مصنوع من إطباق البيض, يعني وين كان ووين صار!!! كان يستقبل وفود من شرق وغرب أوروبا وهسع ما بستقبل حدى ولا حدى كمان بستقبله, وواحد ثاني كان قائد فرقة عسكرية مجولقه الآن فاتح دكانه في إحدى ضواحي عمان, الدنيا غداره, الدنيا بتغدر بكل الناس اللي فيها, مش بس أنا الدنيا معي هيك حتى رؤساء الجمهوريات هيك, يعني امبارح كان حسني مبارك زعيم دولة عربية عظمى وبيوم وليله صار سجين وبعدين مريض.. يوم الواحد بكون مثل الباشا وثاني يوم مثل الشحاد.
يعني امبارح بالتحديد اتغديت بالميرديان من خلال عزومة.
واليوم وانا في عمان اتغديت حمص وفول بمطعم هاشم.
امبارح كانت تكلفة الغداء 80 دينار واليوم تكلفة الغداء 70 قرش, يعني أقل من دينار.
والأسبوع الفات كان معي 500 دينار, باتن معي تحت المخده.
والصبح راحن لأصحابهن.
والظهر ما كانش معي منهن إلا 10 دنانير والعصر ولا تعريفه ولا دينار ولا قرش كان معي منهن, والمغرب كنت على الحديده..على البلاطه....على الجنط. والعشاء بالتحديد كنت مديون ب100دينار, دنيا بنت 60 كلب.
حالتي كل يوم شكل.
والله يرحمه جدي لما كان يقول: ما بظله(يبقى) على ما هو إلا هو.
أول البارح كنت لابس بدله زرقاء وواقف على باب الدار وبانتظار سيارة مرسيدس بنز أن تنقلني إلى عمان,وكل الناس كانت تمر من جنبي وتلقي عليّ التحية والسلام والدهشة تغمر وجوههم والابتسامة تملأ وجهي وهي فائضة من بين شفاهي. واليوم حالتي غير, يعني هظاك اليوم كانت لخياره في إيدي...بس اليوم الصبح كنت لابس بدلة فوتيك ومعي مسطرين وكريك وبانتظار بكم غرفة وحده من أجل أن ينقلني إلى الورشه.
الدنيا معي مثل الخياره.
قبل 3 أيام روحت على الدار ورائحة العطر تفوح من بين أرداني ومن عنقي ومن تحت أزرار قميصي.
اليوم روحت على الدار وريحتي دخنه وشوي بطاطه.
الدنيا بتلعب بي...أنا بلعب فيها دقيقه وحده وهي بتلعب بي 12 ساعه.
أنا بلعب فيها دقيقه وهي بتلعب بي أيام وشهور وليالي.
أنا بفتح خزق(ثُقب) وبمقابل ذلك بنفتح بوجهي 100 خُزق.
أنا بضرب خصمي كف واحد على وجهه وبمقابل ذلك خصمي بضربني 100كف, على وجهي وعلى رقبتي وعلى ظهري وبوكسات على بطني وشلاليط على خلفيتي.

الأسبوع اللي فات تعشيت بفندق الرجنسي مع صديق مجنون بي وبكتاباتي..أثناء حضوري مؤتمر علمي.
وثاني يوم اتغديت بتكية أم علي مع الفقراء والعجزة والمعاقين..فعلا لو أحكي هذه القصه لأي صديق غير يقلي دنياك مثل الخياره يوم بأيدك وباقي الأيام انتوا عارفينها وين بتكون.
العام الماضي اشتريت من أجل فصل الشتاء جاكيت من عمان وبالذات من شارع الوكالات, وبكره بدي اشتري جاكيت من سوق الباله والميزانية محدودة بحيث يكون الحد الأعلى المسموح به فقط 5 دنانير.
مش بقلكوا الدنيا عامله معي زي لخياره.
يوم بكون أنا الفاعل.
وعشرة أيام أنا المفعول.
يوم واحد أنتصر فيه وشهر كامل بنام وأنا مغلوب على أمري.
يوم بنام وأنا متعشي عشاء فاخر في أفخم المطاعم بعمان وفي افضل الفنادق وشهرين بنام وأنا متعشي حمص وفلالفل أو زي ما بحكوا المصريين فول وطعميه...يعني مش كل الأيام (قَمرهْ وربيع)!!.
بحكم مرتي(زوجتي) ربع ساعة واحدة وباقي النهار والساعات أنا المحكوم.
بحكم أولادي دقيقة وحده وباقي الوقت أنا المحكوم.
أنا المغلوب.
أنا المهزوم.
أنا المقهور
أنا اللي لخياره يوم واحد بإيده وباقي الأيام مش بإيده.
يوم بتكون الجيبه عمرانه والطاسه مليانه.
وشهرين أو 3 الجيبه فاضيه والطاسه فاضيه....والبكسه فاضيه...والثلاجه فاضيه, بالرغم من إنه بمر على الثلاجه يوم بتكون مليانه سمك ولحم وجاج(دجاج) بس بتقعد اسابيع أحيانا أو شهر كامل وهي فارغة من الجثث والقتلى أمثال السمك واللحم والدجاج, حتى احيانا لما بشوفها فارغة لعدة اسابيع بخطر على بالي ابيعها.
وحياتي كلها شعتله.
يوم في عمان بمكتب الأمين أو الوزير.
ويوم في الأغوار الشمالية.
يوم بكون في عمان بعبدون سهران ونايم وبعد يوم أو يومين بكون بوادي الرمم سهران ونايم, على جنبي اليمين.
الدنيا غريبه.
مش مفهومه.
واحنا كلنا فيها أغراب.
غرباء في المنفى.
وغرباء في الوطن.
احيانا اغنياء لا نملك وطنا.
واحيانا فقراء ونملك وطنا.
يوم بنكون اساتذة ويوم الناس بحكوا عنا جهلاء.
يوم بنكون مثل الملائكه وثاني يوم بنكون مثل الشياطين.
يوم بنركب في الطائرات ويوم بنسافر على الحمير.
يوم بنسكن القصور وبنام فيها ويوم بنسكن الخيم.
يوم بنكون في عمان وراكبين سيارات امريكية فارهة أو المانية أو يابانية وشهر كامل كل يوم على دوار الداخلية وما بكونش معي أجرة التكسي ل(طبربور )
يوم الناس بنادوني يا باشا.
وشهر بنادوني يا معلم...يا أسطه.
يوم بنادوني يا اعظم كاتب...وشهر يا عاطل عن العمل.
الدنيا خداعه وانا وانتوا مخدوعين فيها وماكلين فيها أكبر مقلب وسكرانين فيها مش من العرق ولا الوسكي بل من رائحة أرجلنا, حين نمسي ونصبح باشوات وأغنياء و حين نصحوا في صباح اليوم التالي ونحن مفلسون.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أجمل الأيام!!
- قصة حقيقية حصلت معي في الأردن
- على قد ما بنحب بعض!
- من هم الذين يريدون تطبيق الشريعة الاسلامية؟
- الهوس بالموساد
- جائزة الإعلام السياسي في تشجيع ثقافة الاختلاف، من المنتدى ال ...
- زوج رومنسي
- ردود الزوجات على رسائل الأزواج
- كلام الليل يمحوه النهارُ.
- دولارات مسمومة
- الحمد لله على نعمة المسيح
- نعشق الموت والجنون
- الله يسعد يسوع اللي علم إنجلينا على المحبة
- تحقيق العدالة
- قلق الملك هنري الثامن
- أمريكيا هي السبب
- كل عام ونادين البدير بخير
- اغلاق مضيق هرمز وخطورته والبحث عن بديل
- المرأة الثرية المُعنفة والفقيرة المُعنفة
- يعيرونني بيسوع


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الدنيا مثل حبة الخيار