أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عرفات البرغوثي - ما بين ضحية وبطل كما بين نعجة وأسد ...














المزيد.....

ما بين ضحية وبطل كما بين نعجة وأسد ...


عرفات البرغوثي

الحوار المتمدن-العدد: 4995 - 2015 / 11 / 24 - 08:20
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما بين ضحية وبطل كما بين نعجة وأسد ...
يحاول بعض الفلسطينيين رفع شعار " قوتنا في ضعفنا كما رفع في لبنان قبل انتصارات المقاومة ، بحجة الواقعية والعقلانية والاستسلام المتماهي مع حالة نكران الفعل المقاوم مع الاحتلال . لدرجة ان البعض بات يفضل ويعمم ان يكون الفلسطيني مجرد ضحية تقتل بيد الاحتلال دونما اي مقاومة كنعجة تذبح باستسلام وتنتظر من ذابحها ان يشفق على لحمها في الشوّاء .
فمنذ بداية الهبة الحالية في مدن الضفة والقدس وفي كل حالة استشهاد تحدث يتم تصوير الموقف وكان الشهيد قتل دون ان يقاوم ودون ان يحمل في قلبه نيّة العملية حتى تأتي صور الاحتلال وتثبت ان الشهداء كانوا يحملون سكينا او اداة مقاومة ... ولسنا هنا نبرر للعدو قتل ابطالنا ولا نسقط فعل الاعدام بل نؤكده بقوة لان المحتل في كل الحالات كان قادرا ان يشل حركة الشهيد ويعتقله ولكن اجرامه كمحتل عنصري حاقد يجعله يقتل بوحشية وينكل بالجثامين ابشع تنكيل ..
والسؤال المطروح لكل ابطال الواقعية الذين يقتلون الشهداء مرة اخرى عندما ينكرون بطولتهم في الاصرار على المقاومة وحماسهم ودافعهم المخلص حتى لو " فشلت عمليتهم " باصابة العدو . من اجل من تحاولون جعل الصورة بهذا الشكل ؟ أمن اجل عالم لم يسمع صرخات الاطفال تحت ردم غزة ؟ ام من اجل مجتمع دولي لم يدن الاحتلال منذ العام 1948 ادانة فعلية ؟ ام انكم ما زلتم مقتنعون ان المحافل الدولية تنشد العدالة لكم ؟
اما المطالبات بمنع الاطفال من الانحراط في اعمال المقاومة الفردية والتي تأتي بحجة ان اطفالنا يجب ان يعيشوا كبقية اطفال العالم فهو ايضا محاولة لتبرير الاستسلام بالدعوة لاعادة الاعتبار للطفولة الفلسطينية ... فاطفالنا ليسوا كاترابهم في اي مكان من العالم لانهم وحدهم من يعيشون احتلال وحشي . وربما انهم ارادوا ان يكونوا كاطفال العالم ولكنهم وجدوا كبارهم ومثقفيهم واحزابهم عارقون في التحليل والتنظير والسلطة الوهمية منجزين لهم حالة فراغ وانقسام ، فأدركوا ان عليهم قرع الخزان علنا نسمعهم وهم يتحملون مسؤولياتنا ويتقدمون اعمارهم ليبلغوا الرشد باكرا . ومع ذلك فاننا خذلناهم مرة اخرى لدرجة ان البعض بات يرى في ظاهرة انخراط الاطفال في عمليات الطعن آفة قد تقضي على براءتهم الطفولية .. اولم نكن نفخر باطفال الار بي جي في بيروت وننشد لهم الاناشيد ؟؟ اولم نكن انفسنا اطفال الحجارة الذين كناهم في الانتفاضة الاولى عندما كان الطفل يجلس بجانب شباك صفه المدرسي ليكون اول من يرى اقتحام الجيش لقريته فيسارع بالخروج اولا لرشق الحجارة كي يشعر ان اغاني الانتفاضة التي تمجّد اطفال الحجارة تعنيه شخصيا ؟؟؟ ان نكران مشاركة الاطفال التي اصبحت واقعا تفرضه حالة الاحباط والياس من المستقبل التي ادركها الطفل الفلسطيني محاولة من الكبار لتبرير عجزهم عن خلق مستقبل افضل لاجيالهم . وهي حصاد لغزو مؤسسات " الان جي اوز" التي اغرقتنا بكل برامجها " الانسانية " فبتنا نتقمصها ونحن نظن انفسنا مجتمع اوروبي لا احتلال ولا ظلم اجتماعي فيه. واصبح الحديث عن مشاركة الاطفال في مقاومة المحتل كالحديث عن التسرب من المدارس او عمالة الاطفال وتدخينهم المبكر .
لا احد يرغب ان يرى اطفال فلسطين بدمائهم ولا احد يشجع اطفال فلسطين بان ينخرطوا في المقاومة ولكن قبل ان ندعوهم للابتعاد علينا ملئ الفراغ لنعيد لهم الامل والثقة بان اصحاب المسؤوليات قد تحملوها والا لنسكت جميعا بخجل .
قبل ان ندع العائلات " لتوعية " اطفالها علينا ان نجد لهم البديل الذي يشكل القائد والحامي والاب الوطني الذي يناضل من اجلهم . لا ان نخلق لهم فصائل متكلسة شاخت وتحنطت الا في خطبها الجماهيرية . علينا ان نخلق لهم سلطة وطنية قادرة على اتخاذ موقف يشعرهم بالكرامة الوطنية بدل الاستمرار في انقسامها وفسادها واستكبارها على شعبها . وقبل ان تقتلنا مشاعرنا المرهفة ونحن نرى اطفالنا يذبحون وهم يحاولون نخليصنا من عارنا علينا ان نتقدم صفوفهم فالطفل لو وجد اباً قويا يوفر حاجياته اليومية لما خرج للعمل .



#عرفات_البرغوثي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيح يولد مرة اخرى في فلسطين
- حزنك يا فضل الخالدي اعاد الينا قيمة الشهادة
- تصاعد الخطاب الديني لدى احزاب اليسار الفلسطيني - الجبهة الشع ...
- في مستقبل - الربيع العربي-...
- عملية سيناء المستفيد والخاسر ... يقودنا للمنفذ


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عرفات البرغوثي - ما بين ضحية وبطل كما بين نعجة وأسد ...