أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - النضال بالمقلوب !














المزيد.....

النضال بالمقلوب !


السيد شبل

الحوار المتمدن-العدد: 4994 - 2015 / 11 / 23 - 07:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النضال بالمقلوب!

(إشاعة الخطأ، عوضًا عن مقاومته)

النضال على صعيد السياسات الداخلية كان يعني فيما مضى، مقاومة توسع السلطات التنفيذية في استخدام صلاحياتها، والوقوف كجدار صدّ أمامها إذا حاولت خرق القانون أو تطويعه أو مد اليد لمنافقيها للقفز عليه؛ وهذا نهج نضالي مثالي طالما راعى الظروف الموضوعية، وربط ما هو داخلي بقضية الأمة في صراعها مع قوى الاستعمار الغربي.

أما العمل السياسي اليوم، في ظل طغيان المنطق الأعور لـ"الليبرالية الحديثة"، فأهدافه لم تعد كسابق عهدها، وإنما أصبحت توسيع رقعة الفوضى والانفلات والتفكك، ليصير الجميع (بلا استثناء) فوق القانون، وليس التنفيذيون وحدهم!. وهذا طبعًا لا يعني (وفقًا لهذا المنطق) وضع التنفيذي في مواجهة غيره، والعمل حتى على المساواة في الظلم، وإنما يعني الحشد والتوجيه في سبيل هدم سائر صور السلطات المحلية (وليست سلطات الشركات متعدية القارات، مثلًا)، وبالتالي يصير القفز على القانون عادة صباحية، يمارسها الناس ضمن طقوسهم اليومية.

ويتم تعميم هذه الرؤية باعتبارها مرادفًا لـ"العدالة"، ويمتد الخط على مافيه من اعوجاج، فتصير الفوضى مرادفًا للحرية، ويصير التناحر بديلًا عن التفاعل المطلوب بين القوى المجتمعية، وتصير الحقوق الفردية في معزل عن الحقوق الجماعية (العائلة، الوطن، الأمة..)، ويصير النضال معناه إشاعة الظلم وتعميم الخطأ وليس مقاومته!. وتصبح كل نقابة وكل جماعة وكل طبقة وكل فئة وكل طائفة، في صدام مع غيرها، تريد أن تكتسب لنفسها استثناءات لا حق لها فيها. (تريد ذلك، وهي ترفع شعارات العدالة!).

فإن قال بعض الذين أفلتوا بعقولهم بعيدًا عن هذا الجنون الذي يلعن كل سلطة على الإطلاق، باستثناء سلطات (جورج سورس وبيتر آكرمان وأحفاد روتشيلد وروكفلر وكارنيجي...): أن المطلوب هو مقاومة الخطأ (المتمثل في تجبر السلطات التنفيذية، إن وقع)، وحصاره، مع الحفاظ على النظام العام، وليس إشاعة الخطأ وتعميمه وتكثيره ليصير كمحل مخبوزات بعد أن كان مجرد كعكة، يتقاسم إثم مخبوزاته الجميع. يتم اتهامهم بدعم الاستبداد!!.

وقد صار هذا الاتهام الجاهز والمعلّب عند دعاة "الحريات" في العصر الاستعماري الحديث وسيلة معتمدة لإرهاب خصومهم والتنكيل بهم ومنعهم من طرح أي نهج معاند لهم. (يفعلون ذلك، وهم يرفعون شعارات الحرية!)

والحقيقة أن نفي هذا الاتهام، لم يعد يجدي مع هؤلاء، والأنسب القول بأن مدلوله في هذا الزمن وبهذا الترتيب وبالنظر لنوايا قائلية ليس فيه ما يُخجل!، وأن الآخر "الليبرالي" هو من عليه الخجل والحياء (إن كان لديه بقية من اتصال بضميره) من إدمانه خدمة مشروع الفوضى وتقديسه للسلطات العالمية في مقابل بغضه لكل صورة يمكن عبرها تنظيم المجتمع داخليًا وضمان وحدته، وقبل ذلك عليه أن يخجل من قلبه للموازين وتلبيسه مفاهيم "النضال" إلى هذا الحد المزري !.

من باب بالمناسبة، فقط:

أولئك الفوضويون هم الرصيد الاستراتيجي الذي يمكن لأي سلطة الاستناد إليه في حال أرادت التنكيل بخصومها ووصم سائر معارضيها والاستبداد بالأمر، فهم على مزاجها ويعزفون معها معزوفتها المفضلة، وإليهم يعود الفضل في تشبث الجماهير أكثر بالسلطات القائمة، على فسادها، وعزوفهم عن أي تغيير.

فمن فعليًا المدان بتهمة بدعم الاستبداد سواء في نسخته المحلية أو الدولية ؟!.



#السيد_شبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن -الحقوقي- الذي أثار قلق -بان كي مون-!
- عن شرم الشيخ التي سحرتنا، نتحدث.. بقلم: السيد شبل
- رسائل غير مشفرة !
- المثقفون العرب!
- سبع معلومات لا تفوتك عند الحديث عن الأمم المتحدة !
- كيف توظف أوروبا قضية اللاجئين السوريين لصالحها ؟.. بقلم: الس ...
- لا بديل عن دور الدولة
- الجمهورية العربية المتحدة تنتصر
- من يتهم الغرب بالإبادة الجماعية ؟!
- الجزر المنعزلة داخل المجتمع الواحد!.. بقلم السيد شبل
- الإنسان قبل الأيدولوجية
- الربيع العربي وفقًا للمفهوم -الثوري- الأمريكي
- الدولة لا تزال في قبضة النظام السوري.. لأنه لم يفقدها من الب ...
- أوكرانيا.. وما تكشفه من أسرار اللعبة الدولية
- وكالة المخابرات الأمريكية.. تاريخ حافل من التجارب في البشر
- بعد لطمة اليونان.. القارة العجوز ليست عصية على التأديب
- العرب يشهدون حربًا عالمية.. ولا أقل
- لا تخنقوا النَفس الثوري بالكلية.. هكذا!
- أزمة غياب البديل
- مصر وروسيا.. من جديد


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - النضال بالمقلوب !