أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - مَنْ هي سكينة يعقوبي؟














المزيد.....

مَنْ هي سكينة يعقوبي؟


عبدالله المدني

الحوار المتمدن-العدد: 4993 - 2015 / 11 / 22 - 09:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انشغلت وسائل الإعلام المحلية والعالمية طويلاً بحكاية الفتاة البشتونية الباكستانية «ملالا يوسف زاي»، ولاسيما بعد محاولة اغتيالها الفاشلة في أكتوبر 2012 من قبل حركة «طالبان»، بل إن جهات دولية عدة تسابقت لمنحها الجوائز، فحصلت مثلاً على جائزة نوبل للسلام لعام 2014 مناصفة مع الهندي «كايلاش ساتياري»، وجائزة السلام الدولية للأطفال التي تمنحها مؤسسة «كيدس رايتس الهولندية»، وجائزة «آنا بوليتكوفسكايا»، التي تمنحها منظمة «راو إن ور» البريطانية غير الحكومية. قد تستحق «ملالا» هذه الجوائز وما رافقها من اهتمام إعلامي واسع بسبب شجاعتها، ونشاطها الحقوقي، وتنديدها المستمر بانتهاك حركة «طالبان» باكستان لحقوق الفتيات في التعليم والعمل وحرية الاختيار. غير أن هناك غيرها - من الشخصيات الطبيعية والاعتبارية - ممن عملن طويلاً، وربما أكثر منها، في مجال الدفاع عن حقوق النساء الباكستانيات والأفغانيات في التعليم، دون أن تسلط عليهن الأضواء.

ففي باكستان، التي يعاني أكثر من 70 بالمئة من نسائها من الأمية ولا يذهب 50 بالمئة من أطفالها إلى المدارس (وفقا لإحصائيات اليونيسيف) بسبب ندرة فرص التعليم، هناك «مؤسسة المواطنين» وهي منظمة تأسست في عام 1995 على يد مجموعة من الباكستانيين المعنيين بالحالة المأساوية للتعليم في بلادهم، وصارت اليوم توفر التعليم الجيد لأكثر من مئة ألف طفل وطفلة من مختلف أنحاء البلاد وفق برامج تعليمية مفتوحة للجميع بغض النظر عن الأصل أو الدين أو العرق أو الجنس، مستهدفة في المقام الأول إزالة الحواجز بين الطبقات الاجتماعية وإعطاء الذكور والإناث فرصاً متساوية في التعليم، وقد نجحت هذه المنظمة في تحقيق إنجازات غير مسبوقة. فخلال فترة زمنية وجيزة تمكنت من تحميس الأسر، التي كانت أسيرة لمفهوم عدم جدوى تعليم الإناث، لإرسال بناتها إلى المدرسة، كما نجحت في خلق كادر تعليمي نسائي ضخم (في حدود 5400 مُدرّسة ومديرة) لقيادة العملية التعليمية.

مثل هذه المنظمة لم يتم إبراز دورها وإنجازاتها إعلامياً، ولم تنل أي جائزة عالمية، على غرار ما حدث مع «ملالا يوسف زاي». لكن من حسن الحظ أنه تم الانتباه مؤخراً إلى السيدة «سكينة يعقوبي» ــ من بعد تهميش طويل ــ وذلك من خلال تكريمها في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز) في دورته السابعة التي عقدت في الدوحة أوائل نوفمبر الجاري، ومنحها جائزة «وايز» للتعليم لعام 2015. فمن هي هذه السيدة؟ وماذا فعلت كي تستحق التكريم؟

سكينة يعقوبي (65 عاماً)، التي يطلق عليها الأفغان لقب «أم التعليم في أفغانستان»، هي المؤسسة والمديرة التنفيذية للمعهد الأفغاني للتعليم، وهي منظمة أفغانية غير حكومية تدير اليوم أكثر من 150 مشروعا في التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية في مختلف أنحاء البلاد، علما بأن 83 بالمئة من العاملين فيها هم من النساء. أما أهداف المنظمة، فتشمل تطوير التفكير النقدي، وتعزيز الوعي الصحي لدى النساء، وتشجيع المرأة الأفغانية على تحدي التقاليد البالية، وغرس الثقة في نفوسهن بقدرتهن على منع استغلالهن من قبل العقلية الذكورية المحافظة.

والسيدة «يعقوبي» لم تستحق التكريم لهذا السبب وحده، وإنما أيضاً بسبب قرارها الشجاع في منتصف التسعينات، حينما هجرت حياتها المريحة ورفاهيتها كطبيبة في الولايات المتحدة، وقررت العودة إلى بلادها المنهكة من الحروب الأهلية والتدخلات الخارجية والصراع القبلي من أجل المساهمة في إنقاذ بنات جنسها من قسوة ورعونة النظام «الطالباني». وقد تمثلت بداية نشاطها في إنشاء 80 مدرسة سرية تحت الأرض لتعليم نحو 3000 فتاة حرمتهن حركة «طالبان» من حقهن في التعليم. وهؤلاء الفتيات تم إعدادهن في الوقت نفسه لقيادة دفة تعليم غيرهن من نساء أفغانستان، فكانت النتيجة تخريج نحو عشرة آلاف مدرسة في تلك الحقبة المظلمة من تاريخ البلاد. ويمكن القول إنه منذ عام 1996 استفاد ما يقارب ثمانية ملايين أفغاني وأفغانية من برامج السيدة يعقوبي التعليمية والصحية، الأمر الذي شجع بعض الجهات على ترشيحها في عام 2005 ضمن 99 امرأة أخرى لنيل جائزة نوبل للسلام، لكن دون جدوى.

تقول السيرة الذاتية المنشورة للسيدة «يعقوبي» إنها من مواليد ولاية هرات، وأنها في السبعينات من القرن الماضي تركت وطنها إلى الولايات المتحدة حيث نالت درجة بكالوريس في علوم الأحياء من جامعة باسيفيك، ثم درجة الماجستير في الصحة العامة من جامعة «لوما ليندا»، وهو ما أهلها لتعمل كاستشارية لبعض الوقت قبل أن تقرر في عام 1990 الذهاب إلى باكستان لتكون بالقرب من وطنها ولتساهم في تخفيف آلام مواطنيها في مخيمات اللاجئين الكئيبة في شمال باكستان. وفي هذ المنعطف الصعب من حياتها قـُدر لها العمل في منظمات الإغاثة وإعادة التأهيل التابعة للأمم المتحدة فتعلمت وأنجزت الكثير، وصار لديها خبرة عملية كافية استثمرتها لاحقا في بلدها على نحو ما أسلفنا.

لقد نقلت «يعقوبي» قضية أطفال أفغانستان ونساء بلدها المضطهدات، وحاجتهن للتعليم والصحة والرعاية والإنقاذ من براثن تجار البشر والحروب إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا واليونان وتايلاند وكوريا الجنوبية وكوستاريكا وكل مكان آخر دعيت إليه للمشاركة في مؤتمر أو ندوة، فهاجمت بشدة الجماعات المسلحة التي تغسل أدمغة الأطفال وتورطهم في صراعاتها وجرائمها الإرهابية، أو تقوم بالاعتداء على المدارس والمستشفيات ودور الرعاية. وطالبت بالإبلاغ عن خروقاتها، ومعاقبتها بتجفيف منابعها المالية، وضمها إلى قوائم العار الدولية، ومحاصرتها في كل زمان ومكان.



#عبدالله_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الميريتوقراطية والديمقراطية
- هل ستنتقل عدوى الإنتفاضة المصرية إلى شرق آسيا؟
- التقسيم .. هل هو مناسبة للفرح أم لذرف الدموع؟
- هل باعت تركيا قضية تركستان الشرقية؟
- الفساد حينما يتحول إلى مرض مزمن : الفلبين مثالا
- الصين وإنفصال جنوب السودان
- سلمان تيسير .. دفع حياته ثمنا لتسامحه
- الإرهاب هو الإرهاب أيا كان مصدره أو هدفه
- بزوغ نجم سياسي قوي في تايلاند
- في بورما التعيسة .. لا يزال الوضع على ما هو عليه
- الهند تحتل الموقع الثاني عالميا في صناعة الدواء
- جمهورية الخوف والغموض تقصف جمهورية الفرح والشفافية
- التنافس على جزر الكوريل .. يعود إلى الواجهة
- ماذا يجري بين الصين وسريلانكا
- مأزق في كوريا الجنوبية بسبب -رؤوس الأخطبوط-
- الهند تدخل عصر بطاقات الهوية البيومترية
- ردود فعل بكين على منح نوبل للسلام لمنشق صيني
- -شمس القرن 21- يختار ولي عهده
- في الأزمة المتفجرة بين ثاني وثالث أقوى إقتصاديات العالم
- كارثة الفيضانات تعزز نفوذ العسكر في باكستان


المزيد.....




- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال 24 سا ...
- طبيبة تبدد الأوهام الأساسية الشائعة عن التطعيم
- نتنياهو يعيد نشر كلمة له ردا على بايدن (فيديو)
- ترامب: انحياز بايدن إلى حماس يقود العالم مباشرة إلى حرب عالم ...
- إكسير الحياة وطارد الأمراض.. هذا ما تفعله ملعقة واحدة من زيت ...
- المبادرة المصرية تدين الحكم بحبس المحامي محمد أبو الديار مدي ...
- مقابل إلغاء سياسات بيئية.. ترامب يطلب تمويلا من الشركات النف ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف آثار تعليق شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إ ...
- -حماس- تعلن مغادرة وفدها القاهرة إلى الدوحة
- الملوثات الكيميائية.. القاتل الصامت في سوريا والعراق


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - مَنْ هي سكينة يعقوبي؟