أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الهيموت عبدالسلام - على شفا الانفجار الثوري !!! كما تراءى ذات يوم لجون واتربوري














المزيد.....

على شفا الانفجار الثوري !!! كما تراءى ذات يوم لجون واتربوري


الهيموت عبدالسلام

الحوار المتمدن-العدد: 4993 - 2015 / 11 / 22 - 01:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هذا العنوان الملتبس والملتهب والأحمر وربما المغري للقراءة لقارئ لم يعد يقرأ بل فقط يشاهد و يتفرج على ثورات الربيع العربي وقد ُسرقت وتحولت إلى مسلسل طويل من التوحش البشري لم يسبق أن عرفته الإنسانية من قبل ،وهذا الإمعان في تغذية هذا التوحش وإطالة عمره حتى يقنعنا المستبدون وحركات الإرهاب المتذرعة بالدين ومن يقف خلفهما أنه لا خيار أمام الشعوب في منطقتنا فإما الخضوع للاستبداد وإما لوحشية داعش والقاعدة ، ولذلك استبطنت العديد من الأوساط التي شاركت بكثافة وحماسة في حراك 20 فبراير (استبطنت) إجابة جاهزة ومسكوكة وهي أنه كلما طالبتَ بمطلب بسيط ولو كانت فاتورة كهرباء أو بالوعة مختنقة أو سرير بالمستشفى إلا وأشهرت هذه الأوساط قبل الاستبداد في وجهك ورقة سوريا أتريدنا أن نتحول إلى سوريا ؟؟
العنوان أعلاه لن تجده في المقالات الصحافية وبيانات الأحزاب والنقابات والتيارات الراديكالية كما هو الحال في ستينيات وسبعينيات القرن إلا فيما نذر،ربما لتغير المعطيات السياسية العالمية من سقوط جدار برلين ،وسياسة البريسترويكا ،وانتفاء القطبية ،وطغيان النمط الاستهلاكي الرأسمالي،ونشوء أرستقراطية لقيادة الأحزاب والنقابات ،وثورة التكنولوجيا التي تضخ المعلومات بالملايير في الدقيقة الواحدة، وغيرها من العوامل التي عملت على فتور الفكر الماركسي واليساري والاشتراكي وحلول موجة من الإسلام السياسي ،والخلاصة فإن الشعوب كالرجل المريض حين ُيتعبه التنقل بين الأطباء يلجأ للفقيه أملا في العلاج.

للعنوان حكاية طريفة تعود لمنتصف الستينات في المغرب ،هي طريفة سياسية ذات دلالات عميقة تفسر المشهد السياسي المغربي وتوتراته ونخبه وأحزابه ومخزنه وشعبه المغربي ،الطريفة هي لأحد الباحثين الكبار في مجال العلوم السياسية "جون واتربوري" صاحب كتاب "أمير المؤمنين الملكية والنخبة السياسية المغربية " الكتاب هو أطروحة للباحث الأمريكي والتي شكلت مرجعا أساسيا لكل الباحثين في مجال العلوم السياسية والسوسيولوجيا المغربية ،والقيمة العلمية والمنهجية لهذا الكتاب هي أنه استلهم نظرية الانشطارية أو الانقسامية لقراءة المجتمع المغربي في خمسة عشرة سنة الأولى من تاريخ المغرب "المستقل" والتي أخذها أي الانقسامية بدوره من "إميل دوركايم" الذي قارب بها المجتمعات القبلية التي عرفتها أوربا سابقا،النظرية الانقسامية يمكن اختزالها وتبسيطها في مقولة "أنا وأخي ضد ِابن عمي وأنا وِابن عمي ضد عدوي" أي أن المجتمع المغربي يقوم في صراعه على القبلية والعشائرية ووحدة الدم بشكل يتقاطع مع نظرية ابن خلدون حول النسب والعصبية والشوكة والمال ،هذه النظرية لا يستسيغها طبعا الماركسيون الذين يرون أن الصراع الوحيد التي عرفته وتعرفه البشرية هو الصراع الطبقي حول من يمتلك وسائل الإنتاج وهو محرك التاريخ في عملية التحقيب الكلاسيكية المعروفة التي تبتدئ بنمط إنتاج المشاعية البدائية ثم العبودية ثم الإقطاعية ثم الرأسمالية وأخيرا الاشتراكية كمقدمة للمجتمع الشيوعي ،إيرادنا لمسألة التحليل الطبقي هذه ليس عبثا بل لأن الباحث سيتلمس لاحقا-في صيغة الترجمة الفرنسية للكتاب َتَشكّل صيرورة طبقية داخل المجتمع المغربي،وسيستفاد من قبل الباحثين أن الشكل الانقسامي الذي يطبع بنية المجتمع في شخص نخبه الحزبية ،وفي شخص المخزن والأحزاب ،وفي شخص أرض المخزن وأرض السيبة، ومسألة التحالفات كلها عوامل وغيرها ٱ-;---;--عتملت فيها صراع المصالح الاقتصادية والسياسية بأبعاد طبقية لم يستطع الباحث الذهاب بعيدا في هذا التحليل لأنه رسم أهدافا بحثية مسبقة تتحدد في موقع النخبة وتركيبها ومواقفها وسلوكها والمخزن وأدوت تقسيم المجتمع وتكتيكات بلقنة المشهد السياسي وخلق المنافسة والتقريب والإغراء ونبذ بعض الأحزاب إلى غيرها من الأساليب التي اعتمدها المخزن في علاقته بالأحزاب السياسية والنخب إجمالا.

واقترابا من الطريفة يخلص الكتاب/المرجع أن المشهد السياسي المغربي يمكن أن ترى البرامج واللجن والإجراءات والتدابير والمخططات والسياسات ولن تجد شيئا على أرض الواقع كما يمكن أن تتوتّر الأوضاع وتحتدّ إلى نقطة اللاعودة ، فسرعان ما تعود
الأمور إلى نقطة الانطلاق وبدايتها الأولى كأن شيئا لم يحصل،المشهد السياسي المغربي كل شيء فيه يتحرك حتى لا يتحرك أي شيء،في هذا المشهد دائما الكل يطالب بتغيير للأوضاع والكل يريد في تواطؤ غريب وغير معلن الحفاظ على هذه الأوضاع ، العديد من القضايا ُتقتل نقاشا ولاشيء ُُُُيحسم ،الغموض وعدم الحسم هو السمة العامة للمشهد السياسي كما يقول شارل أندري جوليان في قراءته للكتاب...

الطريفة بالحرف كما أوردها الباحث الأمريكي تقول:
"عندما وصلت إلى المغرب خلال صيف سنة 1965 ،حيث مازالت أحداث الدار البيضاء الدامية حاضرة في الأذهان،وقد تم تعليق البرلمان،وإعلان حالة الاستثناء،وفي أكتوبر تم اختطاف المهدي بن بركة وسارع الفرنسيون إلى تحميل الجنرال أوفقير مسؤولية القضية، وكنت أترقب ردود فعل جماهيرية داخل المغرب،ألم يكن بن بركة أحد الزعماء السياسيين الأكثر شعبية ؟ وقد ظهرت على جدران مدينة الرباط بعض الشعارات المكتوبة على عجل "أوفقير السفاح"،وألقي القبض على عدد من الطلبة خلال مواجهات مع الشرطة.وبعد الظهر ذات يوم ،سمعت من شقتي صخبا وأناشيد جماهيرية قادمة من الجامعة القريبة من مسكني،فقلت في نفسي إن الانفجار قريب ولا شك ،فودعت زوجتي القلقة ،وطلبت منها أن تنبه السفارة الأمريكية إذا لم أعد بعد أكثر من ساعتين،وكلما اقتربت بحذر من مصدر الصخب،زادت حدته،وعندما وصلت لم تكن هناك لا شرطة ولا طلبة ،لكن وجدت في الميدان الرياضي المقابل لمحمد الخامس مباراة رياضية حامية لكرة القدم بين فرقة رباطية في مواجهة مع فرقة من الدار البيضاء،إن لهذه القصة مغزى وحيدا مفادها أن ما يحدث بالمغرب في مستوى الواقع لا علاقة له مع ما ينتظر وفق أي منطق".



#الهيموت_عبدالسلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هجمات 13 نوفمبر على باريس : السياق والتداعيات
- أمانديس : تدبير مفوض أم سرقة موصوفة للشعوب
- -محمد العريفي- يخدم الدين الإسلامي أم يستخدمه؟
- حتى لا نشيع جنازة العقل
- أثرياؤنا وأثرياؤهم والعمل الخيري
- حكاية صور مغربية...والوهابية
- داعش : عودة إلى التوحش
- تونس الثورة التي تولد كل يوم
- تقرير تركيبي لمجريات ندوة حول التقاعد
- أضواء على الوهابية
- علي أنوزلا الصحافة الإرهاب
- فصل المقال فيما بين العمل السياسي والثقافي والحمار من اتصال
- حين ينتصر منطق حرب الكل ضد الكل
- الصحافة مهنة من لا مهنة له
- لشكر في -90 دقيقة للإقناع- ونهاية حزب عتيد
- حقيقة الصهيونية ومخاطر التطبيع
- رسالة مفتوحة من تازة إلى عبدالإله بن كيران حول أحداث تازة
- حتى لاننسى فنان الشعب المغربي أحمد السنوسي -باز-
- مهداة إلى حركة 20 فبراير
- لمحات حول الثقافة والمثقفين


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الهيموت عبدالسلام - على شفا الانفجار الثوري !!! كما تراءى ذات يوم لجون واتربوري