أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ابداح - الصفر العربي














المزيد.....

الصفر العربي


محمد ابداح

الحوار المتمدن-العدد: 4957 - 2015 / 10 / 16 - 10:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصفر العربي
يعد الصفر رقما عجيباً ، فهو لاقيمة له بذاته ، غير ان أهميته تكمن في تأثيره على كافة العمليات الحسابية في أي حقل من حقول المعرفة ، ويتمثل دور الصفر تماماً كما تحدث عنه الخوارزمي قائلاً (( في عمليات الجمع والطرح إن لم يكن هناك باق تضع (صفرا) ولا تترك المكان خاليا حتى لا يحدث لبس بين خانة الآحاد وخانة العشرات )) ، ويوضح الخوارزمي أيضا قيمة الصفر وأهميته في تغيير الرقم من خلال قوله (( يجب أن يكون الصفر عن يمين الرقم لا عن يساره ،لأنه في حاله وجوده إلى اليسار لا يغير من قيمته)).
وكأني بحال العرب قديماً وحديثاً ( باستثناء العصر الأموي والعباسي) ، يُمثلون هذا الرقم العجيب ( أي الصفر ) ، ففي كافة العمليات الحسابية السياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية ، للدول العظمى على مر التاريخ ، منذ زمن الامبراطورية الرومانية والفارسية ، وصولاً إلى عصرنا الحالي ، فإنه إذا لم يكن ثمة باقٍ من ناتج العمليات الحسابية سابقة الذكر فيجب ان يوضع ( العرب ) ، فلايُترك المكان خالياً ، كيلا يحدث أي لبس ، بين خانات الدول العظمى وصاحبة النفوذ.
غير أن الخوارزمي قد أوضح جلياً أهمية وقيمة الصفر ( العرب ) حين يتم وضعه على يمين المعادلة ، فعلى سبيل المثال حين أطيح بالرئيس المصري السابق ( حسني مبارك ) ، أصبح المكان خالياً من الأصفار ، فحدث لبس ، باعتبار أن خليفته ( محمد مرسي ) ، لا يُعد صفراً ، وإنما رقماً صحيحاً يُرجّحُ كفة أيّ جهة يميلُ إليها ، بخلاف الصفر، فهو يرجح كفة جهة واحدة فقط ، فكان لابد من أن يأتي ( السيسي )، وهكذا عاد الصفر العربي لمكانه الطبيعي ، وفي ذات السياق يأتي التدخل الروسي العسكري في سوريا ، بهدف حماية الصفر العربي ( بشار الأسد ) ، وإبقاءها في يمين المعادلة السياسية ، كيلا يحدث لبس في حسابات الآحاد والعشرات الدولية .
غير أن الأعجب من ذلك كله ، هو صفر المثقفين العرب ، فهو رقم لا يُستهان به على الإطلاق ، حيث يُمْكِنُ اعتباره أكبر صفر في تاريخ الإنسانية، فإذا كانت الثقافة العربية تعاني من أزمة إخفاق حضاري ، فإن المثقفين العرب هم أدواتها.
وبالعودة لتاريخ الإنسانية ، فإن إي مشروع فكري ونهضوي وحضاري يخلو من القيم الانسانية الحقيقية وليست الصورية ، كالعدالة والمساواة وقائمة الحقوق الطويلة ، يتخذ من حقوق الإنسان محوراً وليس جسراً ، فهو بلا ريب مشروع محكوم عليه بالفشل .
إن مانراه من تسيّد للثقافة الغربية المعاصرة للمشهد الدولي ، ليس إلاّ نتيجة لما أفرزته من قيمٍ شكلت انتصارات لحقوق الإنسان وخصوصا فيما يتعلق بحق الحياة الكريمة والتنقل والعمل والتعليم والصحة وحرية الرأي ، والتداول السلمي للسلطة ، وفي مواجهة الاستبداد والقمع .
إن من أهم أسباب الإخفاق الثقافي العربي هو ارتباط المثقف العربي برؤيةٍ باطنها سياسي وظاهرها ديني مزيّف ، بهدف تمرير مشاريع سلطوية وليست نهضوية، والنتيجة هي تحول المثقف العربي إلى أداة من أدوات السلطة.
وعليه فحتى لايبقى العرب مجرد صفراً يملأ فراغات المعادلات السياسية الدولية فعلى المثقف العربي أن يعلم بأنه وعلى الرغم من أهمية المصلحة القومية عنده ، إلا أن دوره في الدفاع عن القيم الإنسانية التي تعتبر في فكر المثقف الحقيقي مقدسات ثابتة ، أهم من تمجيد زعيم الدولة ، حينها فقط سيخرج العرب من مجرد كونهم صفراً في كافة المعادلات الدولية.
محمد ابداح



#محمد_ابداح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تعجبي من صمتي
- على صفحة الذاكرة
- ميلاد الشيطان
- التديّن .. هذا العالم الجميل !
- عيون القلب
- القيم الأخلاقية
- القيم الدينية
- التطرف الفطري
- للحرّ خيارات
- أسرع من نكاح أم خارجة
- تغذية الشر
- الخضوع الفكري
- أدركتُ النجوم
- موسوعة القيم الإنسانية ج1
- ياليت قومي يعلمون
- فؤادي
- أحزاني الجميلة
- عينيكِ
- حاضرة إذا غبتِ
- وعد بلفور


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ابداح - الصفر العربي