أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إكرام يوسف - العمل حياة.. بجد!















المزيد.....

العمل حياة.. بجد!


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4936 - 2015 / 9 / 25 - 23:36
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


باكلم صاحبتي ابارك لها على كتب كتاب بنتها اللي ماقدرتش احضره قبل العيد..وسألتها عما اذا كانت البنت اشتغلت؛ عشان عارفة انها اتخرجت تقريبا من سنتين أو أكتر.. قالت لي هي مش عايزة تشتغل، مع ان اختها اللي اتخرجت من نفس كليتها اشتغلت!! قلت لها كلام، حبيت انقله هنا يمكن بناتنا يفكروا فيه.
صحيح سوق العمل ضيق وفرص العمل تكاد تكون نادرة.. لكن ضروري جدا البنت تشتغل، حتى لو ما كانش في نفس تخصصها لغاية ما تلاقي اللي في تخصصها.. مش عشان شعارات زي اللي كنا بنسمعها عن ان العمل شرف وواجب وحياة!! ولا عشان تبني الوطن!! ولا عشان حتى تشارك في تكاليف المعيشة الصعبة!! صدقوني، كون البنت يكون عندها وظيفة، او مشروع خاص يدر عليها دخل مهما كان ضئيل، مسألة مهمة لصحتها النفسية ولاستقرار اسرتها.. في الستينيات كان معظم البنات المتعلمات، بتشتغل وكانت شعارات "العمل حق، العمل واجب، العمل حياة" مكتوبة على الجدران في الشوارع، وعلى ضهر كراسات المدرسة. وكان اعلام الستينيات بيركز على اهمية العمل للمرأة بالذات، عشان دورها لا يقل اهمية عن الرجل..وكان نادر قوي تلاقي بنت متعلمة وتقول انا ست بيت!! أما في جيلنا اللي اتخرج اواخر السبعينيات، ومع ظهور الجماعات الإسلامية، بقت الموضة ان البنت تقول انا حاتخرج لكن مش حاشتغل، الرجال قوامون على النساء!! صديق لنا مهندس، اتجوز طالبة في كلية الطب، وكانت ترهقه ماليا بطلبات الكلية وكتبها..وفي نفس الوقت شايفة انها لما تتخرج حتقعد في البيت تجيب أولاد وتربيهم!! وطلب مني احاول اقنعها تحول لكلية مصاريفها في حدود إمكانياته. سألتها "طيب حتكملي تعليم ليه؟" قالت: "عشان اربي الولاد كويس”.. قلت لها طيب ايه لازمة كلية مصاريفها كتيرة، ما تحولي كلية نظرية آداب، واللا التربية، واللا اقتصاد منزلي، وتتعلمي تربي الولاد.. قالت ان مجموعها جاب طب ومن حقها تدرس طب، وزوجها يتولى الإنفاق على تعليمها لغاية ما تتخرج!!وكان فيه شباب يقول "أنا عايزها ست بيت، ودخلي يكفيها"!!
أيامها كنا بنستغرب المنطق، وشايفينهم رجعيين وخلاص.. لكن بعد مرور الزمن اكتشفت ان المسألة اخطر بكتير.. احنا اشتغلنا واتمرمطنا وتعبنا آه (أكل العيش مر، قطيعة، ماحدش بياكلها بالساهل!) لكن اكتسبنا خبرات حياتية واجتماعية، مستحيل واحدة قاعدة في بيتها كل السنوات دي، مهما كانت وظيفة جوزها، او بتسمع من التليفزيون او بتقرا كتب، ممكن تتعلمها من غير ممارسة!! العمل والاختلاط بنماذج من الزملا والرؤساء ـ مهما كانوا مقرفين او رخمين أو منفسنين، أو معقدين، أو ظلمة ـ بيصقل الشخصية، بشكل مستحيل يتم داخل البيت والنادي، والعلاقات العائلية!!
فيه حاجة تانية اهم.. الست اللي قعدت في البيت دي، اكيد كانت مشغولة طول الوقت بالبيت وتربية الأولاد، اللي بمجرد وصولهم لسن الشباب، بيبقوا عايزين يكون لهم حياتهم المستقلة، و أصدقاؤهم، واهتمامتهم اللي مش لازم تكون نفس اهتمامات الوالدين. وبيبقوا مش مستحملين تدخل الأم ـ الفاضية من وجهة نظرهم، والأقل خبرة وتعليما برضه من وجهة نظرهم، وغير المواكبة او المطلعة على تطورات العصر ـ بالنصيحة، أو حتى ابداء الرأي في اي موضوع يخصهم!! وبتبتدي الهوة تزيد بين الأم، وأولادها.. خصوصا بعدما يتجوزوا وتبقى لهم بيوتهم الخاصة.. وبيبقوا محتاجين "الماما" تكون موجودة بصحة كويسة ومستقلة ماديا ـ عشان ما يتحملوش مسئولية رعاية او انفاق ـ لكن على مسافة بعيدة عن حياتهم! يعني يبقوا ضامنين يلاقوها وقت ما يحتاجوا، وما تفرضش نفسها على حياتهم وقت احتياجها هي.. لأن غالبا الأم بتربي الأولاد على ان مالهاش هي شخصيا احتياجات، وانها مش عايزة حاجة في الدنيا غير سعادتهم اللي هي اهم عندها من حياتها!! فبيبقوا شايفين انهم حققوا لها حلمها، بانهم يحققوا سعادتهم الخاصة..
الأم هنا لما بيكون عندها شغلها، او مشروعها الخاص، أو اهتماماتها الخاصة، مش بتحس بنفس الألم والتعاسة اللي بتحسها الأم ست بيت.. لما تتلفت حواليها، تلاقي زميلاتها في الدراسة او قريباتها اللي من جيلها، كل واحدة متحققة في حياتها، ولها مركزها الوظيفي والاجتماعي، أو مشروعها الخاص الناجح المشغولة بيه.. فتبتدي تحس ـ بعد فوات الأوان ـ انها ضيعت عمرها وتعليمها.. وصعب تلحق تلاقي لنفسها عمل، من ناحية لأن الشباب مش لاقيين عمل أصلا، ومن ناحية تانية لانها إما نسيت اللي اتعلمته في تخصصها، أو إن التخصص نفسه، تطور مع تطور التكنولوجيا، وبقى محتاج مهارات تكنولوجية وأدوت، هي ما درستهاش ولا اتعلمتها!! ساعتها الندم مش حيفيد، وحيتحول لسخط على الحياة، وعلى الزوج، والولاد اللي سرقوا عمرها، واتحققوا وهي ما اتحققتش!!
ياريت كل بنت وهي بتحلم بالراحة في كنف زوج يعيشها هانم، عشان عنده الامكانيات المادية، تفكر في حالها بعد ما يكبروا العيال بعد عشرين او تلاتين سنة.. حتى لو ما كانتش محتاجة ماديا.. وياريت اي شاب عنده الإمكانيات المادية، يفكر مليون مرة قبل ما يقول انا عايزها ست بيت!! حتى لو ربنا اداله العمر، وعاش معاها لغاية ما ربوا العيال وجوزوهم ـ ودي حاجة بايد ربنا، وآدينا شايفين شباب في عمر الزهور، بتنتهي حياتهم فجأة ويسيبوا زوجاتهم ومعاهم اطفال، لحمة حمرا زي ما بيقولوا ـ ياريت يفكر في حالها بعد ما يجري بيها العمر، وتلاقيه هو اترقى في وظيفته او حقق نفسه في مشروعه، وهي انتهى بيها الحال لواحدة قاعدة في البيت مستنية حد يتعطف عليها بزيارة أو خروجة، وتلاقي زميلاتها ماعندهمش وقت يضيعوه معاها، لأن نص وقتهم ضايع، في الشغل والنص التاني اولادهم واحفادهم اولى بيه!!
وساعتها مش حتكون نفس البنوتة الغندورة اللي بتدلع، وعايزة حد يدلعها ويفسحها!! ساعتها حتبقى ست كبيرة، مزعجة لأولادها اللي مش فاضييـن، او زوجها اللي وراه شغل، او خروجات مع اصحابه، اتعود عليها وهي مشغولة بالولاد!! أحيانا قرار غير مدروس كويس، ممكن يكون سبب تعاسة اسر بكاملها، عمر بحاله.. صدقوني البنت محتاجة الشغل اكتر من الشاب.. حتى لو اضطرت تشتغل جليسة أطفال، أو بياعة في محل، او اي مهنة مالهاش دعوة بتخصصها.. المهم تخرج للدنيا، وتتعامل مع الناس، لغاية ما تلاقي الكارير اللي يرضيها.. الفرصة مش حتيجي لغاية عندك.



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمع -يلمع أُكر-
- أكان لا بد يا -لي لي- أن تزوري الفيل؟
- لمصر..لا من أجل ليليان
- آآآآآه.. يا رفاقة
- بنتك يا مصر!
- رفقا بجيشنا!
- دفاعا عن شرطتنا
- مطلوب ثورة!
- حصنوا أبناءنا
- اختيار رباني!
- السحر والساحر
- العصفورة.. والدروع البشرية
- بين الهيبة والخيبة
- المخلوع شامتًا!
- مؤامرة على الإسلام
- هذا الرجل نحبه
- أمهات السادة الضباط!
- القصاص القادم ممن؟
- شافيز..زعيم تحبه الشعوب
- تأدبوا في حضرة الشعب!


المزيد.....




- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إكرام يوسف - العمل حياة.. بجد!