أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحسين أيت باحسين - الرحيل في زمن المحرمات الثقافية الكبرى بالمغرب (تكريما للمرحوم قاضي قدور في الذكرى الأربعينية لرحيله)














المزيد.....

الرحيل في زمن المحرمات الثقافية الكبرى بالمغرب (تكريما للمرحوم قاضي قدور في الذكرى الأربعينية لرحيله)


الحسين أيت باحسين

الحوار المتمدن-العدد: 4924 - 2015 / 9 / 13 - 17:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أيها الإخوان،
باسمي الخاص ونيابة عن المكتب الوطني للجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، أقف أمامكم بكل خشوع وابتهال لأترحم على روح فقيدنا جميعا: الأستاذ الباحث قاضي قدور؛ فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه؛ وألهم ذويه وأسرته الصغيرة والكبيرة الصبر والسلوان، "وإنا لله وإنا إليه راجعون".

أيها الإخوان،
إن مبادرة إحياء الذكرى الأربعينية من طرف "جمعية إلماس الثقافية"، لأحد أقطابها المؤسسين لها، ولتقاليد البحث العلمي في مجالات اهتماماتها، قصد تكريمه والتعريف بجهوده وأعماله على الساحة الثقافية ببلادنا، ليعد حدثا ذا أهمية يستحق منا التنويه والتقدير والإعجاب، فبارك الله فيكم - أعضاء جمعية إلماس الثقافية – وفي صنيعكم، وجزاكم الله خير جزاء؛ فما أحوجنا إلى تقدير وتقييم جهود وعطاءات رجالاتنا ومفكرينا وهم أحياء، فما بالك وهم أموات.
إن للمرحوم قاضي قدور فضلا كبيرا علينا. فلو أردنا أن نوفيه حقه في مثل هذه المناسبات لما استطعنا، فقد ارتبط اسمه في حياته باللغة والثقافة الأمازيغيتين في وقت لم تجرؤ فيه إلا قلة قليلة على أن يراهنوا - نضالا وبحثا ودراسة - على اختيار الاهتمام في مجال كان يعتبر آنذاك من المحرمات الثقافية الكبرى ببلادنا، ألا وهو فك الحصار عن اللغة والثقافة الأمازيغيتين.
إن ما خلفه المرحوم قاضي قدور، في مجال اللغة والثقافة الأمازيغيتين من بحوث ودراسات، وما ساهم فيه من ندوات وما ألقاه من محاضرات، وما حضره أو شارك في تحضيره من لقاءات ومهرجانات سيبقى شاهدا حيا على تضحياته وأعماله الجليلة من أجل تنمية الأمازيغية لغة وثقافة وحضارة.
يكفيه فخرا أن نقول عنه، أنه من الرعيل الأول للحركة الثقافية الأمازيغية ببلادنا: فقد اكتسب، وهو لا زال شابا يافعا، وطالبا مجدا، الوعي بذاته الأمازيغية، فاستيقظت همته باكرا ليدافع عن الأمازيغية دفاع الصرحاء والمناضلين المقتنعين بأهمية ومشروعية ما يدافع عنه، وليمارس هذا الوعي في مجال الواقع الثقافي والاجتماعي من خلال عمله ضمن "جمعية الانطلاقة الثقافية" بالناضور، ومن خلال حضوره الدائم وتواجده المستمر في كل الأنشطة المتعلقة بالأمازيغية في ربوع الوطن وخارجه.
فقد شارك في تحضير لقاءات الجامعة الصيفية بأكادير التي كانت منبرا للحوار الجاد والمسؤول، ليس فقط بين المهتمين والمشتغلين داخل الحركة الثقافية الأمازيغية، ولكن بين هؤلاء المهتمين بهما أكاديميا وبين فئة من ممثلي بعض الهيئات السياسية وبعض الفعاليات الثقافية التي لم تكن الأمازيغية ضمن برامجها واهتماماتها. وكان حضوره في لقاءاتها حضورا نضاليا واستراتيجيا يستند على الاقناع العلمي، والنضال المستمر ابتداء من لقائها الأول سنة 1980، حيث الصرخة المدوية الأولى ضد الحصار حول اللغة والثقافة الأمازيغيتين، وانتهاءا بلقائها في سنة 1991، حيث ساهم بفعالية في مناقشة ميثاق أكادير قبل توقيعه من طرف مجموعة من الجمعيات الثقافية الأمازيغية، كأرضية مشتركة لنضالاتها في مختلف توجهاتها وعطاءاتها ومواقفها. كما أنه واكب بحضوره كل التظاهرات الثقافية الكبرى التي قامت بها "الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي"، حيث يستلهم أعضاؤها من الحوار معه ما من شأنه أن يجدد روح النضال الثقافي الأمازيغي باستمرار.
إن المرحوم قاضي قدور ما كان له أن يقوم إلا بمثل هذه الممارسات والتقاليد النبيلة في سبيل فك الحصار عن المركب اللغوي الثقافي الأمازيغي، نظرا لتكوينه ولتجربته العميقة في مجال البحث العلمي داخل الجامعة المغربية وفي أنشطة كثيرة هنا وهناك، داخل المغرب وخارجه كمثقف عضوي.
من أجل كل هذه المجهودات واعترافا له بالجميل بادرت جمعيتنا في إحدى تظاهراتها الوطنية بتسليمه شهادة تقدير على نضالاته وجهوده وأعماله في الحقل اللغوي والثقافي الأمازيغي، سلمت له خلال حفل أقامته بمناسبة ذكراها الفضية هو وثلة من من أبرز المفكرين والمبدعين بالأمازيغية.

أيها الإخوان،
لقد فقدت الحركة الثقافية الأمازيغية الأستاذ الباحث قاضي قدور في ظروف ما أحوجنا إليه وإلى أمثاله. لقد شاءت الأقدار أن يموت قبل الأوان، شاءت أن يغادرنا ومطالب الحركة الثقافية الأمازيغية بالمغرب لا زال جلها حبرا على ورق، ولم ينتقل ما قُبِل منها بعد إلى حيز التطبيق، وطال ما قُبِل منها، على مستوى التطبيق، نوع من الارتجال والتشويه.
لقد مات قاضي قدور قبل أن تتحقق بعض أحلامه ونتائج نضالاته الطويلة، كإقرار اللغة الأمازيغية في الدستور المغربي لغة وطنية ورسمية، وتدريسها في المؤسسات التعليمية، وجعلها تتبوأ مكانتها في الهيئات القضائية والمؤسسات الإدارية بالمغرب؛ لتساهم بدورها في التنمية الاقتصادية وفي السلم الاجتماعي، وفي الأمن الثقافي ببلادنا؛ وما أحوج بلادنا إلى هذه الأشياء في الوقت الراهن ضمن التحديات الدولية التي هي سمة اليوم، خاصة في هذه المجالات التي ليست فقط رهانات مثل بلادنا، بل هي رهانات كل المجتمعات المعاصرة اليوم.
في هذه الظروف شاءت الأقدار أن تخطف منا الباحث والمناضل قاضي قدور، وحيث أنه لا مرد لقدر الله؛ فلنبقى أوفياء لمُثُل فقيدنا المرحوم قاضي قدور.
"وإنا لله وإنا إليه راجعون".

الحسين أيت باحسين
نائب الكاتب العام المكلف بالتواصل والتبادل الثقافي،
الذكرى الأربعينية لرحيل الدكتور قاضي قدور،
الناظور، 22 أكتوبر 1995.
نشرت في جريدة "تامونت" السنة الثانية، عدد 10، فبراير 1996، ص.11.
("تامونت" جريدة كانت تصدرها الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي،
وذلك من سنة 1994 إلى سنة 1998، تهتم بالسياسة الثقافية وصدر منها 14 عددا).



#الحسين_أيت_باحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «الولوج إلى عالم الغناء المقرون بطرد واقتناص الوعول في الجبا ...
- تأخّر القانون التنظيمي للأمازيغية أمْلاه -التجويد التشريعي- ...
- -كهفنة- القضية الأمازيعية (-Guettoisation de l’Amazghe-)
- من أجل شمولية العمل الثقافي الأمازيغي
- محمد شفيق: -إن زمن الشجاعة الجسمانية قد انتهى وجاء زمن الشجا ...
- قراءة في مسار الحركة الثقافية الأمازيغية (1)
- الأمازيغية بين الوساطة النضالية والثقافية (تكريما للأستاذ إب ...
- الأمازيغية بين سراب ... وشاطئ الأمان ...
- درس العلوم الإنسانية ومن هو أحق بالتكريم ؟
- لا ديمقراطية في مغرب المستقبل بدون أمازيغية ممأسسة (حوار مع ...
- آفاق ورهان الفاعل الأمازيغي بعد ترسيم الأمازيغية في دستور 20 ...
- من أطباق السنة الأمازيغية: أكلة -تاكَلاّ- (Tagwlla) (جد الرخ ...
- الاحتفال بالسنة الأمازيغية له بعدان: تقويمي واحتفالي
- على آثار الجذور الثقافية والتاريخية للسنة الأمازيغية احتفالا ...
- وضعية الأمازيغية بعد 13 سنة، من خطاب أجدير وإحداث المعهد الم ...
- التلفزة والخدمة العمومية (القنوات التلفزية الوطنية المغربية ...
- مناضل خلف الواجهة المرئية (شهادة في حق المناضل إبراهيم أقديم ...
- المرحوم الحسين عبد المالك أوسادن صاحب -دار الندوة الأمازيغية ...
- تاريخية مطالبة الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي بدستر ...
- -الهوية الأمازيغية- في ضوء دستور فاتح يوليوز 2011: أية آفاق ...


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحسين أيت باحسين - الرحيل في زمن المحرمات الثقافية الكبرى بالمغرب (تكريما للمرحوم قاضي قدور في الذكرى الأربعينية لرحيله)