أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد حمدي سبح - دعوه داعية















المزيد.....

دعوه داعية


احمد حمدي سبح

الحوار المتمدن-العدد: 4900 - 2015 / 8 / 18 - 18:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان موضوع الداعيه الاسلامي فلان وعلان ، يعد تجارة كبيرة جدآ وعالم من الاعمال التي تدر عشرات الملايين سنويآ على أصحابها ، لاتوجد مهنة على سطح الارض اسمها داعيه ديني أيآ كان هذا الدين ، الدين حينما ان أنزله للبشر كان ولازال لهداية الانسان وفلاحه في الدنيا والآخرة ، ولم يتقاضى نبي أو رسول أجرآ من الناس أو الأتباع نظير دعوته وهدايتهم ، فالأنبياء والرسل جميعآ كانوا يعملون في مهن الدنيا ما بين حداد وراعي ونجار وتاجر ليتكسبوا رزقهم ويطبقوا ما يدعون اليه على أنفسهم وفي أعمالهم ، وحين يدخل المال الى عالم الدين والهداية (هذا اذا افترضنا ان ما يدعوا اليه هؤلاء الداعيون يعتبر هدايه حقيقية ) فلا يجب أن نتوقع أبدآ أن تكون الأمور والخطابات مستندة تمامآ الى العقل الواعي ونابعة من الضمير الحي ، فالدعاية للدين تكون بالفعل والعمل الصالح والقول الفالح المجرد عن الهوى ولا تخالجه شهوة المال ولايخاف من كلمة الحق على الحساب البنكي واعلانات المعلنين وتوجيهات المخرجين ومباركة الرعاة ودعم الممولين .

والا فان من سيعمل على تغيير الثقافة المتخلفة ونسف المتوارث الفاسد فسيواجه بالريموت كنترول وتغيير المحطة وبالتالي عزوف الاعلانات والمعلنين فيسقط البرنامج وجلسات ما يعرف بالدروس الدينية وسيمتنع سمو الشيخ طويل العمر في الخليج عن ارسال الشيكات ويتوقف سيل الاموال الى البنك ، وهو ما يدفع الكثيرين الى التشكيك في فتاوى هذا أو ذاك أو اظهار الاعتراض عليه اما لعلمهم بحقيقة هذا أو ذاك ومصادر تمويله أو لرفضهم فتوى تمس مصلحتهم الخاصة ، ومن المدافعين عن أمثال هؤلاء من يقول يا أخي الا تنفق لتسمع كلام الله أم تنفق لتشاهد الراقصات والافلام ، هذا الرد في حد ذاته يؤكد معنى ونتيجة ما وصلنا اليه فقد ساوينا بين من يدعو الناس الى الله ومن يدعوهم الى غير ذلك كلاهما يدفع له (اذا ما استثنينا الافلام الهادفة والفن الراقي الذي يسمو بالروح والعقل والكلم فهذا في حد ذاته دعوة الى الله فكل رقي هو ارتقاء الى طريق الله ) .

كان أحد الدعاة الجدد والذ اشيع عنه انه تم نفيه الى انجلترا من قبل نظام مبارك قد عقد ما يسمى بدرس ديني في الصالة المغطاة بعمان في الاردن فاذا بالناس تتهافت على حجز التذكرة وكانت بمبلغ كبير قرابة 25 دينارآ أردنيآ وكان وقتها يساوي تقريبآ أكثر من 75 جنيها مصريآ ويقفون طابورآ طويلآ للدخول ، فتخيلت لو أن أحدآ من الملحدين او غير المسلمين عامة تصادف ومر على هذا الطابور فسيظن أنها حفلة غنائية أو مباراة بين فريقين فما أن يعلم أن هؤلاء جميعآ في انتظار دورهم للدفع والدخول فانه لن يتواني عن التفكير في مسألة أن الطريق الى الله وفقآ لدين هؤلاء لا يتأتى الا بالدفع ، أي ادفع وادخل الجنة ولو لم يكن معي لبت قريبآ من النار ، هذا ما قدمه لنا هؤلاء الدعاة دون الغوص في حقائق الدين والمرادات الالهية النهائية المتمثلة في الحرية والعدالة والسلام بشقيه الاجتماعي والدولي ، بل مرسخين لفكرة الدين الشكلي والمظهري والأفكار الرجعية والثقافة الوهابية ونمط الحياة المتخلف في عقول الناس ملقين كثير من النالس لأسر الخوف من التغيير والمسير للأمام وادراك حقيقة أن الماضي بتراثه الحلو والمر لأبنائه الذين قضوا قرونآ طويلة في غياهب قبورهم ولكن تجار الدين يريدون لنا أن نسكن القبور فيما لهم سكنى القصور محدثون أتباعهم ومريديهم عن فضائل الفقر وعظمة الصبر على الفاسدين من الحكام والمسؤولين .

وان كان ما يسمى بالداعية هذا أو ذاك يشارك في أعمال خيرية أو يتصدق بمال هنا وهناك ، فالزكاة واجبة ولم يأتي أمرآ عجبا ويظل ذلك من قبيل الوجاهة المجتمعية والدعاية الذاتية لمزيد من الرعاة والدعاة وفتح آخر لمزيد من الحسابات البنكية ، وما مصدر هذه الأموال فآخرون غير شرفاء أيضآ يتزكون كتجار المخدرات والسلاح بل ورجال الأعمال الفاسدون صغيرهم وكبيرهعم والتاجر والموظف الفاسدين اللذين لا يغلقون اذاعة القرآن الكريم في أماكن عملهم ووضع الاغاني الدينية كرنات لهواتفهم المحمولة وهم يدمرون المجتمع ويسرقون ويرتشون ويغشون ويتهربون من الضرائب ويسيئون لموظفيهم وعمالهم ويمنعونهم الحياة الكريمة بالأجرالكفيل بها ، كل هؤلاء أيضآ يتزكون ويتصدقون في اطار الممارسة العامة للدين الشكلي على أنفسهم وزوجاتهم وأبنائهم ، ولايملون من التوبة والاستغفار غير مغادرين لما فيهم يظنون بذلك أنهم يتطهرون ويغتسلون وما بمائهم من طهور ، وتجار الدين المسمون دعاة الذين يدعون للتخلف ويتقاضون أجورآ فلكية هم أسوأ من كل هؤلاء فهم معبدون لكل ذلك سبلآ وفاتحين أبوابآ بالتعاون الأزلي مع حكام ومسؤولين فاسدين .

الدين من المفترض بل هو الواجب أنه أرقى وأعظم ولايقدر بمال وان كان هناك مال ينفق في سبيله فهو للفقراء والمساكين والغارمين ونهضة الدولة والمجتمع وتمويل البحث العلمي والمستشفيات .ان هؤلاء لأخطر على المجتمع من تجار المخدرات والسلاح والارهابيين ، فهم يخدرون عقول الناس بمعسول الكلام وابتسامات الشفاه ودموع العيون من أجل لوث الأفكار ووهابية المبادئ ويجعلون من كثيرين من الناس معاول هدم ومدافع تدمير لنهضة مرادة وتقدم مفقود وأحزمة ناسفة في وجه الرافضين من أبناء المجتمع لمستنقع التخلف وغابات الخراب التي نعيش فيها ، انهم ينفون المجتمع الى صحراء جرداء بين تلال الكبت وكثبان الجنون جاعلين المجتمع في مواجهة متبارية ضد ثقافة التطور والمنطق والرقي وهي ثقافة الدين الحقيقي على اختلاف مسمياته الذي أراده الله لنا .

قال تعالى... ذَٰ-;-لِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۗ-;- قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ-;- ۗ-;- وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ-;- إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ، وكذلك قال... مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ، وغير ذلك قال تعالى... ادْعُ إِلَىٰ-;- سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ-;- وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ-;- إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ-;- وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ... اذا أجر الرسول مبلغ الدين كان المودة في القربى وأجره على الله جل في علاه فلم يكن الرسول يتقاضى لنفسه ولأهله على دعوته صررآ من الدنانير من الداخلين خيمته سائلين اياه أن يرشدهم الى الهداية وطريق الحق ، و من المؤكد أن الدعوة تكون بالحكمة والموعظة الحسنة لا بالسيف ولا بالغضب والقسر والمال ، اذآ فأي حكمة هذه التي تتجلى في الدعوة بالأجر والمال وأية موعظة الهية حسنة تلك تنجلي من شيكات الرعاة والممولين والالتقاء بعد الفاصل الاعلاني .



#احمد_حمدي_سبح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوكرانيا .. وعالم جديد على الطريق
- استراتيجيات التحرك المصري مابعد رابعة العدوية
- علاقات شائكة
- لاتضغطوا على المجلس العسكري


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد حمدي سبح - دعوه داعية