أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الغوّار - الحراك الجماهيري ... الى اين ؟














المزيد.....

الحراك الجماهيري ... الى اين ؟


طلال الغوّار

الحوار المتمدن-العدد: 4891 - 2015 / 8 / 9 - 02:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحراك الجماهيري .... إلى أين ؟

بقلم: طلال الغوّار
الحراك الجماهيري الواسع الذي شهدته بغداد وبعض المدن العراقية يعّبر عن حالة نفاذ صبر طال أمده منذ أكثر من عقد عاشه العراقيون في ظل أوضاع شاذة وغريبة في كل مجالات الحياة , وإذا كان انقطاع الكهرباء المتزامن مع حرارة الصيف الملتهبة دفع بالعراقيين للخروج إلى الشارع والمطالبة بتحسينها ومحاسبة المقصرين فهم يدركون جيدا أن أزمة الكهرباء ليس هي المشكلة الوحيدة الذي يعانون منها فهي جزء من أزمة كبيره تعصف بالبلاد وعلى كل الأصعدة من أقصاه إلى أقصاه فضلا عن ما نواجهه من إرهاب منظم يخرب ويدمر في مساحة واسعة من العراق وما تمخض عنه من وضع مأساوي يعيشه النازحون اليوم وانعكاساته على الوضع العام
أن هذا الحراك الجماهيري الواسع والذي تعدى بمطالبيه تحسين الكهرباء إلى الكشف عن المفسدين وبؤر الفساد المختلفة إلى المطالبة بحل البرلمان ..الخ قد وضع الحكومة وأطراف العملية السياسية في الزاوية الحرجة مدركين أن هذه الجماهير محقة وصادقة وكذلك أيضا تحسبا منهم من أن هذه المظاهرات ربما ستستمر ويخشون من أن العراقيين لن يتراجعوا إلا بالإصلاح الجذري الذي سينتزع منهم ما استأثروا به وما نهبوه وإنهم من أشاعوا الفساد وإنهم معرضون للمحاسبة يوما, لهذا نجد اغلبهم من نزال إلى الشارع مع المتظاهرين وهناك من يصرح عبر القنوات الفضائية ليعلن تضامنه معهم وكأنهم ليسوا في موقع المسؤولية عن كل ما حدث من فساد وخراب وتقصير طيلة هذه السنوات , وان في تصرفهم هذا لا يمكن أن ينطلي على أحد وانه احد أساليب المخادعة والتضليل التي تعلموها وتدربوا عليها ومارسوها خلال وجودهم في مواقع السلطة.
أن الاستجابة لمطاليب المتظاهرين بإصدار بعض القرارات متعلقة بإقالة هذا الوزير وتعين ذاك ومحاسبة بعض المقصرين والمفسدين يندرج ضمن محاولات امتصاص غضب الجماهير وان لم يكن كذلك فأنها تبقى إجراءات ترقيعية لا تنهي الأزمات ولا تفضي إلى الطريق الصحيح الذي يوصل العراق إلى الاستقرار , فمن وجهة نظرنا أن انعدام الخدمات واستشراء الفساد بأنواعه المختلفة وكثرة المفسدين والسارقين في كل مفاصل ومؤسسات الدولة وانعدام الامن والتخريب الذي طال كثير من البني الاجتماعية والثقافية والاقتصادية مرده الأساس المغلوط الذي بنيت عليه العملية السياسية القائمة على (المحاصصة الطائفية )التي لا يمكن لها أن تبني مؤسسات ومرافق الدوله بمضمونها الوطني والمهني مهما حالوا تجميلها بمسميات كثيرة كالشراكة أو التوافق وغيرها وبالتالي لا يمكن لها أن تؤسس دولة وطنية تقوم على مبدأ المواطنة ويجد الجميع بمختلف معتقداتهم وتنوعهم الثقافي ضالتهم فيها وهذا ما أراد لها المحتل في تأسيسه لها أن تكون كذلك ,فالمحاصصة على أساس الطائفة والمذهب والأثنية يضعف عمل المؤسسات بل ويشلها بسبب انكفاء المتحاصصين على الذات وعلى انتمائهم الطائفي والأثني مما يغيب نظرتهم إلى المواطنة والوطن ناهيك عن ما تنتجه الانتخابات القائمة هي الأخرى على الاصطفافات الطائفية والأثنية والمذهبية من برلمانين يفتقدون إلى الرؤية الوطنية والوعي الثقافي الذي يؤهلهم لان يكون في السلطة التشريعية , حيث نجد من يمثل أحزاب وكتل هذه المكونات بتنوعها إلى الاستئثار بالسلطة ومغانمها هو ومن يمثلهم حتى نكاد أن نرى بروز شريحة أن لم نقل طبقة غنية ومترفة وذات سلوك متعالي يمكن أن نطلق عليه (البرجوازية الحزبية )على حساب حقوق الناس واستحقاقاتهم الإنسانية , وقد دفع العراقيون ثمن ذلك من حرمان للخدمات وفقدان للأمن بسبب هولاء وثلة من المفسدين ليصبح العراق الأول من الدول المصنفة بالفساد.
أن خروج العراقيين إلى الشارع والتظاهر من اجل التغير والإصلاح بالطريقة السلمية الحضارية أصبح حالة ضرورية فرضها هذا الواقع المرير منذ 2003 والى يومنا هذا وان لا يتوقف عند حدود مطالب معينة بل ليكن سقفه الأعلى هو الإصلاح الجذري واستئصال لكل مسببات هذا الخراب الذي حل بالبلاد,كأن المطالبة بحل البرلمان وتشكيل حكومة تنكقراط وتعديل قانون الانتخابات تغير أو تعديل الدستور إصدار قانون الأحزاب لنضع العراق في الطريق الصحيح ويؤسس لدولة المواطنة , ولكي يستمر هذا الحراك لا بد من أن يفرز قيادات وطنيه ومخلصه غير محكومة بالانتماءات الضيقة المقيتة تقود هذا الحراك الشعبي وتساهم في تحصينه من محاولات الاختراقات التي يحاول أكثر من طرف ركوب موجة هذا الحراك من اجل توجيهه بالاتجاه الذي يخدم مصالحها فقط .



#طلال_الغوّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذات وداع
- ترانيم
- بيان :قوى وتجمعات سياسية وثقافية عراقيه(انتخاب الاسد صفعة قا ...
- قصيدتان
- أدباء وكتاب في العراق يصدرون بيانا: إدانة العدوان الأمريكي ع ...
- لن يلدغونا مرتين
- طفل انا
- أزهار المعنى
- احتفاء بصباح شاغر
- انت المصيء بحزنه
- قصائد حب
- طفولة
- تواقيع
- العراق ...ومفترق الطرق
- تحالف الاغبياء
- لا ربيع في الربيع العربي
- انتصرت سوريا ...وسقطت الاقنعه
- التخريب تحت غطاء الديمقراطية
- حرريني من قبضتك
- ملاحظات اولية عن المشهد الثقافي العراقي


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الغوّار - الحراك الجماهيري ... الى اين ؟