أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الزبيدي - من هو المستهدف ... داعش أم العمال الكردستاني ؟














المزيد.....

من هو المستهدف ... داعش أم العمال الكردستاني ؟


خليل الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4887 - 2015 / 8 / 4 - 10:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل شيء يتغير في المنطقة ، معادلات سياسية وعسكرية كثيرة تتغير بسرعة فائقة ،قواعد اللعبة تتغير ،ادوار اللاعبين تتغير،كل هذا يحصل في الشرق الاوسط ،إيران أصبحت نووية والسعودية أمست غارقة في وحل اليمن وسوريا لاتزال تحاول ان تبقى صامدة في مواجهة الإرهاب والتشرذم ،والعراق في دوامة الأزمات الأمنية والإقتصادية ،مصر تخوض معارك دموية في سيناء وبدأت تصحو صباح كل يوم على أصوات السيارات المفخخة والعبوات الناسفة ،ليبيا لم تعد دولة وانما كيان بدوي فاشل فقط ، هذا هو حال الشرق الاوسط ، فمالذي يدعو لأن تظل تركيا آمنة ومستقرة ومزدهرة سياحياً واقتصادياً ؟
بعد أحداث التفجير الإرهابي الذي ضرب مدينة سوروتش التركية قبل اسبوعين والذي هز تركيا وحكومتها ،بادرت الطائرات الحربية التركية بهجوم عاجل كرد فعل ضد مواقع داعش في سوريا وللمرة الأولى منذ الأزمة السورية وتألق نجم داعش . فهل أصابت تركيا الأردوغانية صحوة من خطورة داعش وما يشكله من تهديد حقيقي وإن جائت هذه الصحوة متأخرة ؟ ولكي نعطي للموضوع أبعاداً إستراتيجية أكثر ،عودة معنا بالذاكرة الى الاتصال الهاتفي الذي حصل بعد تفجير سوروتش بين الرئيسين الأميركي والتركي والذي تبلورت خلاصته عن ضرورة إنضمام تركيا الى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية بعد إن كانت مترددة في الإنضمام الى هذا التحالف، الأمر الذي أعقبه تغيّر كامل في الموقف التركي تماماً ، فها هي تفتح قواعدها العسكرية أمام طيران التحالف الدولي وخصوصاً قاعدة أنجرلك الجوية القريبة من الحدود العراقية فما الذي حصل في السياسة التركية ضد داعش ، وكلنا يعرف من يقف خلف داعش ومن يسهل مرور عناصرها الإرهابية الى كلاً من العراق وسوريا ومن يدعمها ،فضلاً عن معرفتنا بإن هذا التنظيم هو مجرد أداة يستخدمها الآخر في مهام تدميرية لتحقيق أغراض لا شك في أنها مشبوهة ، فهذا التنظيم الإرهابي حين يطرح برنامجاً غير واقعي وغير قابل للتطبيق فهذا يعني وجود أهداف غير معلنة لا تخلو من الريبة والشك . فمن يحرك ماكنة داعش هو من يريد تغيير ديموغرافية المنطقة والقضاء على وحدة مجتمعاتها ،فإذا ما عرفنا ذلك وتمحصنا فيه بشكل دقيق سنعرف ما ستؤول اليه الأوضاع في المنطقة وانها ماضية نحو خارطة جديدة تعيد أمجاد سايكس بيكو وتُحيَ ذكراها . فالدلائل والأشارات كثيرة على مدى عمق الصلة بين حكومة تركيا الإسلامية الطائفية وتنظيم داعش الإرهابي من حيث تسهيل مرورهم الى الأراضي العراقية والسورية وصولاً لتزويدهم ومدهم بالأسلحة عبر الحدود ... مرة أخرى ما الذي حصل .... ما الذي تغيَر ؟
قبل أن أبحث في هذا التساؤل علينا أن نفهم الأهداف السياسية التي تقف خلف الحلف الأردوغاني ـ الداعشي ، فتركيا (أردوغان المتعاطف مع الجماعات السلفية الإرهابية هو وحزبه المتسلط على عرش تركيا منذ 13 عاماً ) يدعم الجماعات الإرهابية في سوريا لمنع تكرار تجربة الأكراد في العراق وحصولهم على إقليم مستقر وإستقلال ذاتي كجزء من تطلعاتهم وأحلامهم ، وبالتالي فأن حالة الفوضى الموجودة الآن ستمنع أو ستسهم على أقل تقدير في إبعاد شبح الطموحات الكردية في المنطقة فضلاً عن الدور الذي تلعبه تركيا كأحد خيوط لعبة تقسيم المنطقة. بقي ان نعود الى التساؤل الأخير ما الذي تغيَر في سياسة تركيا ؟
بموجب الإتفاق الأميركي ـ التركي الأخير فإن تركيا ستسمح للطيران الحربي الأميركي بإستخدام قاعدة أنجرلك الجوية لضرب عناصر داعش في كلاً من سوريا والعراق في مقابل إنشاء منطقة عازلة بعمق 50 كم كدرع واقي تفرضه دواعي الأمن القومي التركي ، وعلى ضوء ذلك سوف يعطي هذا الإتفاق مبرراً للقوات التركية بالتوغل في هذه المنطقة وبالتالي تصفية عناصر تنظيمات حزب العمال الكردستاني التركي تحت ذريعة مواجهة داعش والقضاء عليه وهذا ما يحصل الآن بالضبط في مناطق شمال العراق . فحزب العدالة والتنمية الحاكم قد خسر الأغلبية في الإنتخابات التشريعية مؤخراً يقابله حضور برلماني مميز للقوى السياسية الكردية المتمثلة بحزب الشعوب الديمقراطية من خلال حصوله على (80) مقعداً في البرلمان التركي وهذا يدل على قوة الصوت الكردي داخل المجتمع التركي، لذا ما يحصل هو محاولة أردوغانية بأمتياز لقمع الصوت الكردي في البرلمان من خلال إبعاد كل النواب الأكراد المتعاطفين مع عناصر حزب العمال الكردستاني، وسوف تعطي المنطقة العازلة تفويضا دوليا غير معلن بمهاجمة عناصر تنظيم حزب العمال في شمال العراق وهذا هو جوهر مايحصل فداعش ليس على قائمة المطلوبين لحكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم وانما المطلوب هو إنهاء وجود الانفصاليين الأكراد الأتراك ، فهل تم سحب أقدام تركيا الى هوة عميقة بلا قاع لإعادتها الى الجحيم الذي يريده الغرب أي الدولة غير المستقرة خصوصاً بعد ان إنتعشت اقتصادياً وهي خارج الإتحاد الأوربي وهناك دولة عضو في الإتحاد الأوربي وهي اليونان قد أشهرت إفلاسها بالكامل ، لذا أعتقد ان على اردوغان وحزبه أن يقرأو الغرب ونواياه بشكل أكثر دقة وواقعية ، فتركيا ليست بمعزل عن المشاريع التي رسمها سياف الشرق الأوسط برنارد لويس، فلا زلت متمسكاً برأي ثابت يقول إننا سنصحو يوماً ما لنرى خارطة جديدة للشرق الأوسط غير التي لازمت أعيننا منذ نعومة أظفارنا وعند ذاك سنكون أمام واقع جديد وتحديات جديدة .



#خليل_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إتفاق فيينا بين الأمنيات والقراءات الصحيحة
- بين الإرهاب السُني والنووي الشيعي ... إيران الحليف الجديد
- مفاوضات فينا ... صمود يستحق الإحترام
- تفجير الكويت والنفاق الديني
- ويكيليكس إحدى أدوات رسم خارطة الشرق الاوسط الجديد
- أبحثوا عن وردة أخرى في مكان آخر
- استراتيجية جديدة ... كذبة كبيرة
- القطيف ثم الدمام ... بداية الانهيار
- أحلام نقية مبعثرة ... بعيداً عن نجاسة السياسيين
- البارزاني وحُلم الإنفصال!!
- مثال الالوسي بين سندان الاحلام ومطرقة دول القانون


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الزبيدي - من هو المستهدف ... داعش أم العمال الكردستاني ؟