أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد علاونه - الصناعة والأخلاق2














المزيد.....

الصناعة والأخلاق2


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4884 - 2015 / 8 / 1 - 19:37
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تصدير: حرب المائة عام التي كانت بين القبائل الإنكليزية لم يكن لها كل هذا التأثير على حركة العلم والاختراعات أو التقدم الأخلاقي, ولكن حرب الثلاثين عاما بين أمراء ألمانيا أثرت على مسيرة العلوم الطبيعية أكثر من حرب المائة عام ومن الحروب الدينية الفرنسية...

إننا فعلا لو نظرنا إلى الملاحظات العلمية التي كُتبت عن ملح البارود في قرن ونصف تقريبا وخصوصا بعد معركة (فور نوفو) لآمنا جميعا بأن ألدمار الذي خلفه البارود والمدافع خلفهما لا يستحق منا أن ننظر إلى علماء تلك المرحلة بالاحترام بل على الأقل بالاشمئزاز من منجزاتهم التي خلفت خلفها المزيد من الأرامل والثكلى والأيتام, رغم أن البحوث العلمية البدائية الخاصة بالمتفجرات لم تكن عن خبث ولآمة العلماء في تلك العصور بل كانت تعبر عن براءة العلماء كبراءة الأطفال ذلك أنهم اخترعوها في البداية من أجل حفر المناجم وليس من أجل تدمير البشرية , ولم يكن أحد يسمح لنفسه بأن يقتل الناس بها وخصوصا مع تعاظم الكنيسة الكاثوليكية ومن بعدها البروتستنتية في أوروبا كلها, ولكن فجأة عمى الطمع قلوب الرجال وتبدلت الأخلاق وتخل رجال الدين عن إنسانيتهم حين تدخل الدين في السياسة وصار يفتي بضرورة أو بعدم تحريم قتل أعوان الشيطان, لقد عزز الدين من سلطة القتل حين تدخل الدين بالسياسة, وضاعت الإنسانية كلها وتلاشت براءة الأطفال وكشر الإنسان عن أنيابه التي كان يخفيها خلف ملح البارود.

في عام 1910م قبل أن تندلع الحرب العالمية الأولى بسنوات بسيطة بلغ إنتاج أوروبا الشرقية والغربية وحدها من الفولاذ والحديد 60 مليون طن , ولم يصدف أن وصل العالم كله إلى هذا الكم من الإنتاج منذ بداية عصر النهضة والإصلاح الديني في أوروبا, وهذا حصل مع تقدم العلم وإسهامات العلم في تطوير الصناعات الحربية, طبعا كانت رؤوس الأموال تتراكم جراء تراكم كميات هائلة من المعادن وتزايد عدد الأفران التي تصهر تلك المعادن, وكانت الأسواق تغرق بالمعادن كأنها سفن تغرق بالماء وحالا سيصبح هذا التراكم خطيرا وسيؤدي فورا إلى اشتعال الحرب العالمية الأولى بصورة بشعة لم تشهد أوروبا مثلها منذ نهاية الحربين, حرب المائة عام وحرب الثلاثين عام , أما النحاس لوحده فقد بلغ إنتاجه ما يزيد على المليون طن لتلبية الطلب الزائد على الصناعات الحربية ,وبعد نهاية حرب الثلاثين عام إبان عصر النهضة والتقدم العلمي لم يكره أحد في التاريخ الحروب أو الحرب كما كان الشعب والحكومة الإيطالية يكرهان الحروب حتى أنهم ملوا وقرفوا من غزوا الأجانب لهم فمالوا إلى تجنيد المرتزقة من أجل مقاومة ومحاربة الأجانب, أما الإيطاليون أنفسهم فقد كانوا ودعاء جدا والمسيحية مؤثرة بهم, تلك المسيحية التي ربتهم على قيم العدل والحب والتسامح, لذلك كانوا يعشقون الحياة ويكرهون القتل ولم تتلوث أيديهم بالدماء بل استأجروا من يقوم بالدفاع عنهم بقوة المال.


وتنعم دول العالم بين الفينة والأخرى بالسلام وبالهدوء وهذا ما حصل سنة 1474م عندما كتب سفير الدوق فيرارا إلى فلورنسا قائلا: " القد بلغ الاستقرار حدا لا يطاق حتى أنه إذا لم يحدث شيئا فإننا سنسمع في المستقبل عن معارك مع الطيور والكلاب أكثر مما سنسمع في المستقبل عن معارك بين الجيوش" وهذا لم يكن تفاؤلا وإنما هو الهدوء الذي كان يسبق العاصفة , فبعد سنة 1525م لم يحافظ على لبس الدروع إلا بعض الهواة فقد تخلى الفرسان عنها ومشوا خلف المدافع التي كانت تجرها الأحصنة, وعلينا أن نفهم حقيقة واحدة وهي أنه لولا وجود المعادن وخصوصا الحديد والنحاس ما كان للحروب أن تشتعل وللعلوم أن تتطور وللأخلاق أن تتغير, حتى أن العلم تخلى عن الأخلاق, حتى العلماء تخلوا عن التحلي بأخلاق الفرسان, ليس مهما ما تصنعه من كرات المدافع وفوهات المدافع المهم أن تأتي هذه الصناعات بنتائج وتغير الواقع الذي تسعى حرب النبلاء لتغييره كانت الرغبة في الحصول على المزيد من الأسلحة وتطويرها الدافع وراء البحث عن المعادن وغزو بقاع جديدة من الأرض تتوافر فيها المعادن مثل النحاس الأحمر والبرونز والنحاس الأصفر والحديد والفضة, أما بالنسبة للذهب فقد كان رغبة عارمة قديما وحديثا وفي كل الظروف, كان من يدعم سياسة البحث عن المعادن هم النبلاء والإقطاعيون الكبار وذلك لكي يشنوا بواسطتها حروبا على بعضهم البعض, طبعا وبمجرد تطور صناعة الفولاذ والنحاس والحديد وتراكمه بكميات كبيرة وصناعة المدافع منه وكرات المدافع الحديدية أدى كل هذا إلى ظهور عصر الاستعمار وذلك بهدف تامين المعادن من الدول المتخلفة الغنية بالمعادن والفقيرة بالعلم التي لم تصنع أسلحة تحميها من الدول القوية التي استفادت من توافر الكميات الهائلة من المعادن, تلك الدول لم تكن تعرف من المعادن غير الصناعات المنزلية وأغلبها في أدوات المطبخ والطهي, هذه الشعوب لم تكن تعرف المدافع الفولاذية والنحاسية والحديدية بقدر ما كانت تعرف الطناجر والصواني والصحون النحاسية قبل أن يغزوا الألمنيوم المطابخ الأوروبية, على كل حال هذه الدول لم تأكل من ثمار الجنة مرة أخرى كما أكلت أوروبا, أوروبا أكلت من شجرة الحكمة التي نهاهم الرب عنها , أكلوا منها مرة أخرى وعرفت أوروبا العلم والحكمة والاختراعات وعاقبها الله كما قال أحد المؤرخين حيث عاقبها بكثرة الحروب والدمار والقتل والتعذيب, ولم تكن المكتشفات في المعامل والمختبرات سرية بل كانت على مرأى من الجميع من أجل إخافة العدو, وإذا جاز لنا التعبير المسيحي فإننا سنقول: بأن الإنكليز أو الشعوب الأوروبية المسيحية قد ذاقوا مرة أخرى طعم فاكهة الجنة واستحقوا العقاب الذي ألم بهم من الحروب, لقد ذاقوا طعم المعرفة وتغيرت أخلاقهم بسبب قوة المعرفة التي أعطاهم الرب إياها, ومرة أخرى لم تساهم تقدم العلوم بسعادة البشرية إلا بعد أن دفع أسلافنا من الرجال ثمنا باهظا من أرواحهم.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصناعة والأخلاق1
- الحياة العامة في الأردن-1978-1988
- مصر الملكية
- مافيش بالفلسفة فكر صحيح وفكر غير صحيح
- لو اتحدت الدول العربية
- لست مملوكا لأحد
- صفات أصحاب الوجوه الجميلة(محمد)
- الإسلام من الفرات إلى النيل
- يجب أن يعتذر المسلمون من اليهود
- أعطوني جرعة من الحشيش
- أحمد لطفي السيد أول ليبرالي عربي
- نفسي أزور الأردن اللي بشوف دعايته على التلفزيون
- كائن غريب
- كوب شاي
- الحمد لله على نعمة أمريكا
- العيش داخل الوطن العربي أكبر مذلة
- يهدي من يشاء ويضل من يشاء
- من سيدخل الجنة نحن أم هم؟
- رفض التراث
- أبنائي


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد علاونه - الصناعة والأخلاق2