أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد علاونه - الصناعة والأخلاق1














المزيد.....

الصناعة والأخلاق1


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4884 - 2015 / 8 / 1 - 09:45
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بعد نهاية حرب المائة عام 1453م أدى الاستقرار السياسي إلى استقرار اقتصادي وتنامت الثروة بيد بعض الدول الأوروبية وخصوصا في إسبانيا والأراضي المنخفضة الواقعة تحت سلطتها وانصرف الناس على تطوير الصناعات وبالتالي تحسين صناعة المعادن وازدادت أعداد الناس نتيجة تحسين مائدة الغذاء ووضع أصناف جديدة من الطعام عليها, وهذا أدى إلى تلاشي ملامح الحياة القديمة وأصبح للحياة العامة مظاهر جديدة وأخلاق جديده إذ لم يعد معدن الناس مهما بل المعدن الذي في جيوبهم وتراكضت الناس على زيادة الانتاج وعلى زيادة النقود في جيوبها وظهرت المصارف والبنوك وانتشرت الرذيلة بسبب التراكض على زيادة حجم رأس المال وضج من هذا رجالٌ ونساء تهمهم سمعتهم ومعدنهم الأصيل الذي في نفوسهم وليس في جيوبهم, المهم أن تحسين الصناعة خصوصا صناعة المعادن إلى إلى تحسين ظروف الحياة لفترة وجيزة أعقبها اشتعال حرب أو حروب أطاحة بأوروبا كلها من شرقها إلى غربها وهي حروب المائة عام والثلاثين عام وكل ذلك بسبب تطور صناعة المعادن وظهور المدفع والبندقية والمسدس.

وهذا الاستقرار الوجيز الذي غير الأخلاق لم يدم طويلا كما قلنا فسرعان ما نشبت حرب الثلاثين عام وتغيرت الأخلاق مرة أخرى فقد انخفضت إعداد السكان- بعد أن ازدادت- خلال مائة عام أخرى من 1550-1650م من حوالي واحد وعشرين مليون 21 مليون نسمة إلى 13 مليونا 13 مليونا ونصف المليون وهذه إحصائيات موثوق بها 99%؟,وبعض المدن فقدت جميع سكانها بشكل نهائي, فبعض المدن في ألمانيا مثل (كارلسبار) في بوهيميا والتي كانت تعتبر أكبر مركز لإنتاج النحاس كان عدد السكان فيها من سنة 1530-1539م 20 عشرون ألف نسمة لم يبقى منهم خلال 9 سنوات إلا مائتين أو ثلاث مائة نسمة , لقد غيرت الفلوس النفوس وغيرة التجار أدت إلى تغيير أخلاقهم .

وشعر بعض الأغنياء بالمقاطعات الألمانية أنهم أقل حظا من غيرهم من الأغنياء لذلك دعموا لوثر (مارتن هانز لوثر) في ثورته الإصلاحية ضد إيطاليا والفاتيكان عموما ودعم هؤلاء المطبوعات وتغيرت نظرة الناس للحضارة وللتطور وتبدلت الأخلاق العامة بطباع وسلوكيات جديدة لم يألفها الناس, هذه الحياة العامة كانت مدعومة برغبة الأمراء والملوك بالانقسام على الكاثوليك لذلك بدأنا نعرف عالمين مسيحيين مختلفين واحد كاثوليكي وآخر ثورجي بروتنستنتي في عام 1596م أصدرت الحكومة البريطانية أوامرها بتحويل رماة القوس إلى رماة بنادق...إلخ, وبلك شيئا فشيئا تحول الحرس الوطني إلى الأسلحة والبنادق بدل الأسلحة التقليدية , علما أن الإسبانيين قد سبقوهم إليها بثمانين سنة ولو هاجمت إسبانيا إنكلترا في ذلك الوقت لكسبت الحرب ضد المملكة الإنكليزية التي كانت غارقة في استعمال الأسلحة التقليدية مثل الرماح والقوس والشفرة والخطاف , منذ ذلك التاريخ بدأت أوروبا كلها باستبدال أسلحتها القديمة بأسلحة حديثة الصنع وتغيرت قواعد اللعبة وموازين القوى ولم تعد دروع الفارس الأوروبي تحميه في المعركة ولم يعد الدرع الذي يغطي صدر الحصان وساقيه يحميه في المعركة من البنادق والبارود, وتطورت الأسلحة شيئا فشيئا وبدأت الحصون التي يزيد سمكها عن 20 قدما تنهار أمام فوهات المدافع التي تطورت وظهرت بتطور صناعة المعادن, لقد سقط الفارس الأوروبي عن صهوة جواده أمام المسدس والبندقية وسقطت معه أخلاقه التي كان يفتخر بها وبهذا انتهى زمن عصر الفروسية وأخلاق الفروسية ليظهر لنا دون كيشوت بجسمه الهزيل وصورته الهزلية ليخبرنا الراوي(سرفانتس) بأن عصر الفروسية قد انتهى وبأن أخلاق الفرسان والأخلاق الفروسية قد انتهت ولم يبقى منها إلا صورة كاريتورية مضحكة يتندر الناس عليها في سهراتهم الماجنة وغير الماجنة, لقد تغيرت أخلاق الشعوب.

إن صناعة المعادن قد طورت الحروب واستخدام نترات البوتاسيوم في صناعة المتفجرات من أجل شق5 الجبال كل ذلك قد أدى إلى تغير كبير في نمط الأخلاق العامة وتغيرت مظاهر الحياة العامة, تراكمت الأموال بيد التجار وتسارع النمو الاقتصادي وتطورت الحياة العامة بسرعة وبدأت أواني المطبخ في أوروبا بالتغير السريع وتغيرت النفوس وانتشرت الرذيلة وتسابق وتهافت الناس على الكسب السريع, كل هذا أدى على تغير كبير بالمظهر العام للحياة العامة, وخسر الفرسان دروعهم أمام البنادق والمسدسات وظهر فرسان جدد غيروا من قواعد اللعبة ولم يعد النزال يقتصر على فارس مقابل فارس بل على المعادن والأملاح المتفجرة التي تقتل وتشوه أكبر عدد من الجنود دون رحمة ودون أخلاق, أين ذهبت أخلاق الفرسان؟ إنها تلاشت منذ أن كحل المدفع والمسدس والبندقية محل أدوات الحرب القديمة المستخلصة من أدوات الفلاحين المزارعين والبدو الصيادين, سقط الفارس عن صهوة جوداه وأصبحت أخلاقه من الذكريات التي يتندم على أيامه القلة من الناس وخصوصا كبار السن الذين كانت تستهوهم أخلاق الفرسان كما إستهوت كاتب رواية دون كيشوت الذي ناطح طواحين الهواء , صارت القذيفة تقتل دون رحمة ودون تمييز بين من يستطيع حمل السلاح وبين من لايستطيع, هذا السلاح لم يعد يسيطر عليه الجندي ولم يعد الجندي قادرا على التحكم بسلوكه وأخلاقه تماما كما فعلت القنبلة الذرية بهوريشيما ونكازاكي في اليابان بعد ذلك بأربعة قرون, فلم يميز السلاح الذري بين الطفل وبين العجوز وبين الرضيع وبين المعاق حركيا لقد تغيرت الأخلاق بتغير وتطور المعادن والأملاح جملة وتفصيلا



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة العامة في الأردن-1978-1988
- مصر الملكية
- مافيش بالفلسفة فكر صحيح وفكر غير صحيح
- لو اتحدت الدول العربية
- لست مملوكا لأحد
- صفات أصحاب الوجوه الجميلة(محمد)
- الإسلام من الفرات إلى النيل
- يجب أن يعتذر المسلمون من اليهود
- أعطوني جرعة من الحشيش
- أحمد لطفي السيد أول ليبرالي عربي
- نفسي أزور الأردن اللي بشوف دعايته على التلفزيون
- كائن غريب
- كوب شاي
- الحمد لله على نعمة أمريكا
- العيش داخل الوطن العربي أكبر مذلة
- يهدي من يشاء ويضل من يشاء
- من سيدخل الجنة نحن أم هم؟
- رفض التراث
- أبنائي
- معظم الحروب حروب أهلية


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد علاونه - الصناعة والأخلاق1