أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد طولست - الاعتياد على الشيء يفقد الشعور بوجوده !!














المزيد.....

الاعتياد على الشيء يفقد الشعور بوجوده !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4878 - 2015 / 7 / 26 - 01:03
المحور: الادب والفن
    


الاعتياد على الشيء يفقد الشعور بوجوده !!
يقولون: إنّ النفس الكئيبة تجد راحة بالعزلة والانفراد فتهجر الناس بحتا عن راحة البال ، وأرد على قولهم: بأنه رغم يقيني بأن السعادة وراحة البال ، لا تكونان أبدا باعتزال الناس ولا بالانفراد بعيدا عنهم ، ....فإن وباء التطفل "التبركيك"على خصوصيات الناس ، المنتشر في مجتمعنا ، يجعل الهجر والانعزال ضرورة ملحة ، تخلص روح ونفس المرء مما يلحقه من أضرار التدخل في شؤونه ؛ إذ كيف للمرء ألا ينفرد بنفسه ولا ينعزل بها عن مجتمع لا يعجب ناسه العجب ولا الصيام في رجب ، وكيف له ألا يهجر أناس لا يرون فيما يفعل ويصنع إلا العيب ، ويعتبرون كل الآخر مخطئ في كل أحواله ، ويقابلون كلما يصدر من أفعاله بالنقد والسخرية ، مهما كانت درجة الجودة فيها والإتقان ، ولو كان فعله صوابًا ، فإنه يبقى محل عيب واستهجان ، وحتى إن رأوا في فعله صوابًا ، فيبقى محل نقد أيضًا ، لأنه– في رأيهم- لم يفعله كما ينبغي ، أو لأنه فعله رياءً ، أو أنه غير مخلص في فعله ، أو لأنه فعله بطريقة غير صحيحة ، وفي أحسن الأحوال أنه فعله خارج الوقت المناسب ، المهم أن فعله كيفما كان ، وبأي شكل فُعل ولأي غاية صدر ، ولو تعلق بميولات شخصية ، في المأكل والمشرب والملبس ، فإنه لن يسلم من تدخلاتهم غير الموضوعية ، حتى لو تعلق الأمر بمجال الكتابة ، التي لا يفرقون فيها بين "الليف والزرواطة" ، فإنهم يحشرون أنوفهم فيها ، بالنقد والتعليق ، بغير منطق سليم أو حجة مستقيمة ، فإذا كتب كاتب بحزن عن مصائب الناس وأتراحهم ، قالوا انه يعيش خيبة حب أو مأساة سياسة ، وإن كتب بسعادة عما يصله من أفراح الناس ، حسبوا أنه واقع في عشق وحب ،أو أنه فاز في "التيرسي" ، وإذا كتب عن الدين اعتبروه ملحدا ، وإذا لم يكتب بالمرة واختلى بنفسه ، قالوا إنّ به اكتئابا .. فمتى يفهم الناس بحق ، معنى الحرية الشخصية ، ويحترموها ،ويعرفوا أن الكتابة ذوق وموهبة وإبداع في نقل واقع الإنسان وأفكاره وحفظها ، وليست تعبيرا عن مشاعر الكاتب وأمنياته ، وغضبه ، وسخطه ، ورضاه وفرحه ، فقط ..
ــــــ قال محدثي بعد أن استعرضنا معا مساوئ واحدة من أخطر الظواهر غير السوية التي تعم مجتمعنا ، وتدفع في اتجاه هجر الناس والانزواء بعيدا عن شرورهم : وما الذي يجب فعله لمواجهة حالة فساد الذوق وانعدام الأخلاق هته ؟ قلت: إننا لا نملك أمام سفه أولئك الذين يقول فيهم إيليا أبو ماضي: "والذي نفسُه بغير جمالٍ لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً "، سوى الصبر والابتسام والمضي في الطريق دون التفات لمن يحاول تعويقنا أو تشتيت انتباهنا وتركيزنا أو جرّنا إلى مجادلات عقيمة لا جدوى منها ، وألا نلقي بالاً للذين يخلقون لدينا إحساس الهجر والانزواء ، الذين لا يرون إلا القبح والبشاعة في كل شيء الذين إذا لم يجدوا في الورد عيبًا عيِّروه باحمرار خديه. دون إغفال الاستفادة من كل نقد بنَّاء وعملي، وتجاوز كل صيحات النقد الخالية من المضمون الحقيقي، وذلك بالاعتياد عليها ، لأنه لا دواء يشفي من وباء "التبركيك" ويخلص مجتمعنا من وجعه ، ويقتلعه من طقوسه ، غير الاعتياد عليه ، وذلك لأننا كلما اعتدنا على الشيء ، فقدنا الشعور بوجوده ، وعندها فقط يختفي من حياتنا بهدوء.
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات العيد التي لا تبلى ..
- إنما هي قضية أخلاقية بالمقام الأول !!
- تشابه الفكر الظلامي واختلاف طرق تصريف المواقف..
- ليس محض صدفة انتشار المرجعية الفكرية الظلامية على امتداد الب ...
- مقابرهم ومقابرنا ؟؟ -المقابر المَشَاهد-cimetières paysage نم ...
- ظاهرة التطوع لنشر حب المطالعة وثقافتها..
- شياطين الإنس أشد ضررا من مردة الجن ..
- على هامش تكريم مولاي مسعود
- رحيل نقابي متميز ..
- الجنين إلى الطفولة !!
- الاعتذار للأقوياء الذين يتحملون مسؤولياتهم ...
- استديو -باب جنان السبيل طالع وهابط- بفاس الجديد ..
- مراسلة عاجلة تكريم المقاوم مولاي مسعود اكوزال
- قصص سائقي الطاكسي بباريس 2 ..
- مسلكيات مجتمعية مناقضة للفطرة السليمة والذوق الرفيع ..
- قصص سائقي الطاكسي بباريس ..
- إلغاء منصب الوزير من الحكومات .
- صبيحة يوم جميل في إحدى ضواحي باريس .
- الاسقالة (2)
- الاسقالة (1)


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد طولست - الاعتياد على الشيء يفقد الشعور بوجوده !!