أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد المسعودي - مقال في الادلجة السياسيىة















المزيد.....

مقال في الادلجة السياسيىة


وليد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 4867 - 2015 / 7 / 15 - 23:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كثيرا ما يصاب البعض من الكتاب والمثقفين ، بل حتى بعض الناس العاديين بسيطرة الايدولوجيا على نطاق ومحور تفكيرهم السياسي والثقافي والاجتماعي من خلال اتخاذ مواقف معينة من احداث ووقائع معينة اخرى ، الامر الذي يؤدي الى فقدان صفات الحياد والنظرة العلمية ضمن اطارها النسبي وليس المطلق ، وحضور الايدولوجيا في تفكير البعض ناتج عن التربية الاجتماعية للمقدس ضمن اشكاله الدينية والاجتماعية او ناتج من خلال وجود وهيمنة عامل الرفض المبدئي للوقائع والأحداث المعاصرة ، لما تحمل من مساوئ وانتهاكات سواء ضمن المجال الشخصي او المجال العام للمجتمع ككل او من خلال عملية التوجيه الثقافي لمؤسسات معينة يراد من خلالها عملية تكثيف ثقافي ومعرفي احادي الجانب وزائف ايضا حول احداث ووقائع معينة اخرى ، فيبدأ من خلال ذلك عملية نسج عناصر الادلجة والابتعاد عن تصوير الحقيقة ضمن ابعادها المتعددة وليست الاحادية التي دائما ما يقع فيها المثقف المؤدلج ، ومثالنا هنا يكمن في طبيعة التعامل والتداول مع الازمنة العراقية منذ تشكيل الدولة العراقية الحديثة وحتى هذه الازمنة الراهنة وخصوصا حول ما يجري اليوم في مواقع التواصل الاجتماعي لدى بعض الكتاب والمثقفين من ادانة متواصلة ( لانقلاب – ثورة 14 تموز عام 1958 ) حيث يتم توجيه النقد لهذه الثورة كونها قد فتحت الابواب لمسلسل وحمامات الدم في العراق ، فضلا عن تصويرها للأزمنة الملكية ضمن الطبيعة الديمقراطية ضمن حدود النسبي ، وهنا نقول لهؤلاء علينا ان نأخذ الوقائع ضمن ابعادها الكثيرة والمتعددة وليست الاحادية الجانب تلك التي تخفي الحقيقة التي يقول عنها باشلار كونها خطأ مصحح ، اي انها قابلة للنقد والتجاوز ولا تحمل معايير المقدس ، فثورة او انقلاب 14 تموز لم يأت عن فراغ سياسي واجتماعي وثقافي معين بل هنالك الممهدات الكثيرة سواء تمثلت بطبيعة النظام السياسي الملكي وما يحمل من شكلانية زائفة في طبيعة التداول السلمي للسلطة أو من خلال طبيعة النظام الاقتصادي الذي يرسخ حكم وسلطة الطبقات التجارية والدينية والاقطاعية على حساب الطبقات الاجتماعية الاخرى أو من خلال كيفية التعامل مع الثورا والاحتجاجات والتظاهرات التي حدثت إبان عصر ذلك النظام ، او تعلق الامر بطبيعة التحالفات الدولية مع القوى الرأسمالية الكبرى وهيمنة الشركات الاحتكارية واستغلال الثروة ضمن منافذها المتعددة التي مكنت اقلية ملكية من عدم احداث التغيرات والتطورات في المجتمع العراقي ، الامر الذي ادى الى حصول الرفض والتمرد في عدة انقلابات وانتفاضات وثورات اجتماعية قبل حصول ثورة 14 تموز ، وهنا للذكر انقلابات بكر صدقي عام 1936 وانقلاب الضباط القوميين عام 1941 ، وكذلك انتفاضات وثورات عام 1948 وعام 1956 ، وكل هذه الاحداث كما هو معروف قادت في النهاية الى حدوث انقلاب – ثورة 14 تموز عام 1958 .
ان ثورة عام 1958 لم تكن ضمن تصورنا هي المفتاح الحقيقي لمسلسل الدم في العراق ، ولا يوجد مفتاح واحد بل عدة مفاتيح من ضمنها
1- طبيعة النظام الملكي وما يحمل من ديمقراطية شكلانية زائفة قادت في النهاية الى ترسيخ الجور الاجتماعي لدى الطبقات الاجتماعية الدنيا ، وعدم تمكينها من التطور الديمقراطي والإنساني بشكل عام .
2- وجود الصراع الدولي حول العراق ، الامر الذي قاد وعمل على كبح التغيرات المنشودة للمجتمع العراقي ضمن اشكال تتجاوز النظام الملكي وجميع مخلفاته السلبية السيئة .
3- هيمنة العسكرة الثقافية على قادة انقلاب – ثورة 14 تموز ، فضلا عن الدعم الغير محدود للبعض منهم وخصوصا من القوميين الذين تحالفوا مع البعث في اسقاط الجمهورية الاولى ، وهنا نذكر الدعم الاقليمي والدولي لاسقاط التغيير الذي اخذ مسارات القبول والتاييد الاجتماعي الى حد بعيد .
هذه هي اهم المفاتيح التي قادت وعملت على فتح المسلسل الدموي في العراق والذي تكلل بهيمنة ( حزب البعث العربي الاشتراكي وقائده الضرورة ) ومن ثم تعميق حدود ذلك المسلسل ، وصولا الى ما نشهده اليوم من احداث وتغيرات لا تنفصل وقائعها عن ذلك التاريخ السيئ والدموي سواء تمثل ضمن حدود الزمن الملكي او الزمن الجمهوري .
ان الادلجة السياسية تخفي الوقائع وتنتقي الاجزاء منها خدمة لمصالح طبقية معينة بشكل مباشر او غير مباشر ، فضلا عن كونها تساهم في تضليل الرأي العام وإبعاده عن مسارات الحقيقة ضمن اشكالها المتعددة ، وبالتالي اعطاء صور واحادية للمشاهد العراقي حول ما يجري في العراق من احداث ووقائع سواء تعلقت بالماضي او الحاضر وربما المستقبل ايضا .


كيف يمكننا تجاوز العقل المؤدلج سياسيا ؟
من خلال مجموعة طرق وإمكانيات ندرجها كالتالي :
1- تتبع مسارات الحقيقة ضمن ابعادها المتعددة وعدم الركون الى تصور واحد ووحيد يحذف ويلغي العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتاريخية ..الخ منشأة الحدث ومسببة الفعل ، اذ ان عملية الاخذ بكثرة العوامل السالفة الذكر يحررنا من العقل المؤدلج ويبعد عنا تتبع مسار الحقيقة ضمن شكلها الاحادي الجانب .
2- التدريب اليومي على ثقافة الشك بجميع المضامين والاطروحات السياسية والثقافية من اجل نقدها وايجاد الثغرات ومكامن الخلل فيها كي لا تمارس عملية الاحتواء او النمذجة ( عملية خلق النماذج ) لثقافات وآراء تمارس وتؤسس لحقيقة واحدة ومطلقة الى حد بعيد .
3- التجميع اليومي لمصادر ثقافية وسياسية مختلفة مع الاخذ بنظر الاعتبار اهمية وجود العاملين الاوليين اعلاه في تتبع مسارات الحقيقة والتدريب اليومي لثقافة الشك ، فكل ذلك يخلصنا من آثار الادلجة السياسية ويجعلنا في مأمن من انغلاق الرؤى والتصورات وبالتالي بناء ذهنية علمية قادرة على النقد والتجاوز بشكل دائم .
4- الترسيخ المتواصل لمفهوم الحقيقة بعيدا عن اطار المقدس فالأخير كثيرا ما يؤثر في مجال ادلجتنا السياسية ومن ثم سحب بقية النماذج الثقافية والدينية والاجتماعية الى مجال الادلجة أيضا ، فتصبح الحقيقة عنصرا مركبا يمارس حضوره الذهني ويصعب التخلص والفكاك من تأثيراته اليومية والمستقبلية على حد سواء . فالحقيقة بلا مقدسات قادرة على النمو والتطور والتغيير بشكل مستمر ، فضلا عن كونها لا تدع او تزيل وتلغي عملية الهيمنة الطبقية والمعرفية والسياسية والثقافية التي تعمل مع المقدس على تكرار وترسيخ عامل الادلجة السياسية لدى المتلقي الاجتماعي .



#وليد_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاهدات من عصر الزنابير
- غثيان يومي
- زقاق بلا صبايا
- نقد المعرفة التاريخية في المنهج الدراسي التربوي العراقي 5-5
- نقد المعرفة التاريخية في المنهج الدراسي التربوي العراقي 4-5
- نقد المعرفة التاريخية في المنهج الدراسي التربوي العراقي 3-5
- نقد المعرفة التاريخية في المنهج الدراسي التربوي العراقي 2-5
- نقد المعرفة التاريخية في المنهج الدراسي التربوي العراقي 1-5
- مقدمة حول المعرفة التاريخية
- مقدمة حول المعرفة التاريخية 4-4
- مقدمة حول المعرفة التاريخية 3-4
- مقدمة حول المعرفة التاريخية 2-4
- مقدمة حول المعرفة التاريخية 1-4
- دائرة الاحوال المدنية
- مظاهر التخلف التربوي في العراق ( وسائل العلاج والتغيير ) 1-2
- مظاهر التخلف التربوي في العراق ( وسائل العلاج والتغيير ) 2-2
- ظاهرة عمالة الأطفال في العراق ( الأسباب ، المخاطر ، الحلول )
- انتخابات ؟!
- ظاهرة التحرش الجنسي ( الاساليب ، المؤثرات ، العلاج )
- البديل المناسب للمالكي


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد المسعودي - مقال في الادلجة السياسيىة