أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - انهيار الجلاد وانتصار الضحية في ثاني أفلام المخرجة أنجلينا جولي















المزيد.....

انهيار الجلاد وانتصار الضحية في ثاني أفلام المخرجة أنجلينا جولي


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4864 - 2015 / 7 / 12 - 17:06
المحور: الادب والفن
    


اشتركت الممثلة الأميركية أنجلينا جولي منذ عام 1982 وحتى الآن بتسعة وثلاثين فيلماً سينمائياً وتلفازياً مثل "الاستعداد للخروج"، "جورج والاس"، " رحلَ في ستين ثانية"، "، "القلب الكبير"، "سولت"، "السائح" وسواها من الأفلام التي نالت عليها العديد من الجوائز العالمية مثل الغولدن غلوب، والأوسكار، والإيمي، والبافتا، وجائزة نقابة ممثلي الشاشة، وجائزة الجمهور وما إلى ذلك من جوائز عالمية معروفة وقد جسّدت مختلف أدوار الحب، والإثارة، والجريمة، والحركة، والرومانس، والجاسوسية، والفانتازيا السوداء ونجحت فيها جميعاً مستحوذة على اهتمام النقاد والمشاهدين على حدٍ سواء.
لم تشأ أنجلينا أن تتشبث بالتمثيل فقط على الرغم من النجومية الكبيرة التي حققتها في هذا المضمار. ففي عام 2011 قررت أن تتحول إلى الإخراج وتُنجز فيلمها السينمائي الأول الذي أسمتهُ "في أرض الدم والعسل" وهو فيلم درامي رومانسي تتمحور أحداثة على الحرب التي شنّتها صربيا على البوسنة والهرسك حيث تقع امرأة بوسنية شابة في غرام نقيب عسكري صربي الأمر الذي يضعهما في غمار أزمة حقيقية في ظل الحرب المشتعلة آنذاك. وفي عام 2014 وضعت أنجلينا جولي اللمسات الأخيرة على فيلمها الثاني الذي انضوى تحت عنوان "الذي لا يُكسر" وهو فيلم سينمائي يجمع ما بين السيرة الذاتية والحرب والدراما والرياضة ليضع المشاهدين على المحك ويزجّهم في أحداث الفيلم وتفاصيله المروّعة التي تقشعر لها الأبدان في بعض اللقطات المثيرة والمشاهِد اللاإنسانية حينما يتجلّى الوحش داخل روحية الجلاد ليبدأ في تعذيب الضحية بغية سحقها وتحطيم إرادتها الصلبة.

النص المحبوك
على الرغم من أن أنجلينا جولي قد كتبت سيناريو فيلمها الأول"في أرض الدم والعسل" وكانت قصته مُتقنة جداً بحيث استطاعت من خلالها أن تلامس المشاعر الإنسانية وتحرّض المشاهدين على التفاعل معها على مدى 127 دقيقة، إلاّ أنها تركت سيناريو فيلمها الثاني "الذي لا يُكسر" إلى أربعة كُتّاب محترفين وهما الأخوين جويل وإيثان كوين، ريتشارد لا غريفينيز ووليام نيكلسون الذين استوحوا القصة من كتاب لورا هيلينبراند الذي يحمل عنوان "الذي لا يكسر: قصة البقاء والصمود والخلاص في الحرب العالمية الثانية". وهذا إجراء مهني بحد ذاته أمدّ السيناريو بنَفَس احترافي واضح كما أتاح للمخرجة أن تجسّد رؤيتها الإخراجية بوضوح ولا تنهمك في أمور أخرى خارج اختصاصها الدقيق.
لقد زجّنا هؤلاء الكُتّاب الأربعة في قلب الحدث منذ اللقطة الافتتاحية للفيلم فعلى مدى ثماني دقائق ونصف الدقيقة الأولى من الفيلم كنا نشاهد طاقم الطائرة القاصفة وهم ينفِّذون المهام المُسندة إليهم في الاشتباك الجوي الذي حصل فوق جزيرة ناورا المحتلة من قِبل اليابان في أبريل 1943 خلال الحرب العالمية الثانية. وبما أن الفيلم في جانب كبير منه هو سيرة ذاتية للرياضي الأولمبي الأميركي لويس زامبريني فلابد من عودة إلى طفولته وصباه حيث يختصر الكُتّاب الأربعة تلك المرحلة الأساسية المهمة في نحو اثنتي عشرة دقيقة نتابع فيها لوي بشغف، هذا الصبي الذي لا يتورع عن النظر إلى مفاتن النساء وهو جالس مع أفراد عائلته في الكنيسة. كما نراه وهو يمارس السرقة، ويشرب الكحول، ويدخن السجائر، ويتشاجر مع الصبيان الذين كانوا يستفزونه بسبب أصله الإيطالي فيجلبه شرطي إلى أهله الذين لا يجدون ضيراً في معاقبته بقسوة الأمر الذي ينعكس سلباً على سلوكيته ومزاجه الشخصي. ربما تكون مرحلة الصبا هي من أجمل المراحل التي مرّ بها لوي حيث نرى شقيقه بيتر وهو يدرّبه على الركض كي يكون عدّاءً ماهراً لأنه اكتشف قابليته الكبيرة على الركض وبالفعل ينجح في هذه المهمة ليتحول خلال مدة قياسية إلى أسرع عدّاء في المدارس الثانوية لعموم الولايات المتحدة الأميركية حيث يلقّب بـ "إعصار تورانس" ومنها يتأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية في برلين عام 1936 حيث يسجل رقماً قياسياً حينما يقطع مسافة الـ 500 م خلال ست وخمسين ثانية، فيصبح أشهر من نار على علم ومادة خبرية دسمة لمختلف وسائل الإعلام المسموعة والمكتوبة آنذاك.
وبالعودة إلى مشهد الطائرة التي تتعرض إلى إصابة شديدة في كوابحها لكن الطيار "فيل" ينجح في إيقافها عند نهاية أحد المدارج على الرغم من تمزق إطاراتها فيبتهج الجميع بسلامة الهبوط الاضطراري. ثم يُزوَّد الطاقم بطائرة جديدة تواصل مهمتها لكن تتعرض ثانية إلى إصابة بالغة فتسقط في مياة المحيط الهادئ حيث يموت ثمانية أفراد من طاقم الطائرة وينجو منها ثلاثة فقط وهم لوي الذي يجسد دوره الفنان البريطاني المتألق "جاك أوكونيل"، و ماك، الذي أدى دوره الممثل الأميركي "فِن وتروك"، وفيل، الذي لعب دوره الممثل الآيرلندي "دومنول غليسون" حيث جسّد دور الطيار ثم تنعطف الأحداث كلياً لتحطّ من عليائها في السماء المشتعلة بالنيران إلى سطح الغمر الذي يبدو كابياً، موحشاً وشديد الخطورة لكن الثلاثة يتعلقون بخيط الأمل الذي قد يمتدّ إليهم من شبح الموت الذي يكاد يهيمن على اليابان والجزر المتناثرة في لجج المحيط الذي لم يعد هادئا خلال سنوات الجحيم.

شبح الموت
يأخذ الموت أشكالاً متعددة حينما يكون الإنسان تائهاً على سطح الغمر، فالأنهار والبحار والمحيطات تنطوي دائماً على جوانب جمالية ورومانسية كثيرة لكنها تضمر في أعماقها مكامن أخطار لا تُحصى إذا انقطعت السبل بالإنسان وأصبح ضحية لأسماك القرش المفترسة أو للجوع والعطش، بل غالباً ما يلجأ الإنسان لافتراس أخيه الإنسان حيث ينقلب خلال لحظة واحدة إلى آكلٍ للحوم البشر وقد رأينا العديد من الأفلام الكانيبالية، إن صح التعبير، التي يقلع فيها الإنسان قفازاته الحريرية ليكشف عن مخالبة الحيوانية التي خبّأها في أعماقه لسنواتٍ طوالا.
لم تقع أنجلينا جولي في مطب التقليد، بل حوّلت انتباه الضحايا الثلاث إلى التحلي بالصبر والجلَد والمقاومة، وفسحت لهم المجال كي يعتمدوا على قدراتهم الذهنية الخاصة في سدّ غائلة الجوع الذي يفتك بهم ليل نهار. فما من أحد يلوح في أفق الصحراء المائية المنبسطة على مدّ النظر ولا تتركز عينا المشاهد إلاّ على الطوفين المطاطيين العائمين على سطح المحيط حيث يسترخي فوقهما ثلاثة أشخاص لا غير جمعهم قدر غامض لا نعرف نهايته. فبعد ثلاثة أيام من التيه والضياع وسط لُجج المحيط تمر في سمائهما طائرة حربية لكن قائدها لم يلتفت إليهم فيتركهم كي يواجهوا مصائرهم المحتومة.
لا شك في أن مشاهدي هذا الفيلم يتعاطفون مع هؤلاء الثلاثة التائهين، بل ويندمجون معهم، وربما يأخذوا أدوارهم، ويتصورون أنفسهم على تلك العوامات المطاطية الصفراء التي بدت منسية إلاّ من إوزة حطت عندهم فسارع لوي إلى الإمساك بها وذبحها علّها تكون وجبة غذائية تسدّ رمقهم لكن مِعدهم الخاوية سرعان ما لفظت هذا اللحم المقزز والغريب فاستعاضوا عنها بصيد السمك الذي يمكن أن يؤكل نيئاً، بل تجاوزوا السمك إلى صيد سمكة قرش كبيرة كانت تحوم حولهم ليأكلوا بعضاً منها. وفي اليوم السابع والعشرين لمحهم قائد طائرة يابانية فأمطرهم بوابل من الرصاص غير مرة لكنه لم يصب أي واحد منهم. وفي اليوم الثالث والثلاثين يفارق ماك الحياة تاركاً لوي وفيل يواجهان أيام قاسية لا تُحتمل. وفي اليوم السابع والأربعين تقبض عليهما القوات اليابانية ليصبحا أسرى حرب. وفي التحقيقات الأولية يسألهما ضابط ياباني كان منهمكاً طوال مدة التحقيق بتناول الطعام إن كانا يعرفان شيئاً عن قوات التحالف لكن لوي ينفي معرفته بحجم القوة المهاجمة لأنه كان عالقاً مع صديقيه في عوامة مطاطية على سطح المحيط منذ قرابة خمسين يوماً. ثم يتعرضان للتعرية والتعذيب الأولي قبل أن يُرسلا إلى معسكر لأسرى الحرب حيث يلاقي لوي شتى أصناف التعذيب والإهانة والحطّ من الكرامة الإنسانية.

قوّة الإرادة
تعتبر قوة الإرادة هي الثيمة الأساسية للفيلم ولكِتاب السيرة الذاتية أيضاً. ولربما تُذكِّرنا هذه الثيمة بالفكرة المهيمنة على نوفيلا "الشيخ والبحر" لأرنست همنغوي التي تقول:"إن الإنسان لم يُخلق للهزيمة. ممكن أن يتحطم الإنسان ولا يمكن هزيمته". وهذا الأمر ينطبق كثيراً على شخصية لوي التي لا تخلو من إشكالات معقدة يعود بعضها إلى طفولته وصباه لكن هذه الإشكالات عركت حياته وخلقت منه إنساناً شجاعاً لا يسكت على ضيم، بل كنا نراه يقاتل أربعة صبيان دفعة واحدة، وقد تعلم من والده وشقيقه بيتر أشياء كثيرة جعلته يتقدم على الكثير من أقرانه وأصدقاء طفولته. وقد شاءت الأقدار أن يقع بين يدي موتسوهيرو وتانابي الملقب بـ "الطائر" وقد برع في تأدية هذا الدور الفنان الياباني تاكاماسا إيشيهارا الذي يرأس معسكر الأسر. ونظراً للشهرة الواسعة التي يتمتع بها لوي كعدّاء أولمبي سابق فإن واتانابي يعاملة معاملة فظة قاسية يحاول من خلالها أن ينتهك كرامته ويحطم إرادته الإنسانية الصلبة. فغالباً ما يوسعه ضرباً بالعصا واليدين، وركلاً بالقدمين فينهار على الأرض لكن إرادته لم تنكسر الأمر الذي يغيظ الجلاد ويجعل دمائه تغلي في عروقه كلما رآه في أروقة المعسكر.
لم يكن الترهيب هو الأداة الوحيدة التي يتبِّعها الجلاد لتحطيم إرادة الضحية وربما يكون الترغيب في بعض الحالات أكثر قوة من الترهيب نفسه، لكن هذا الأمر قد يصحّ على الشخصيات الضعيفة المتهرئة أخلاقياً حيث يؤخذ لوي إلى الإذاعة اليابانية كي يبعث رسالة إلى أهله وذويه الذين يعتقدون أن ولدهم قد مات أو فُقد في الحرب فيوافق على بث الرسالة الصوتية التي يخبرهم فيها بأنه حيّ يُزرق، ويتمنى لهم عيد ميلاد جديد وسنة سعيدة لكنه يرفض بثّ الرسالة الثانية التي تنطوي على نفس مضاد لأميركا لسبب واحد لا غير وهو أن ما في الرسالة برمتها غير حقيقي لذلك يُعاد ثانية إلى المعسكر حيث يكون في انتظاره واتانابي الذي يأمر كل السجناء بضربه على الوجه حتى يسقط من الإعياء في غيبوبة بحجة أنه لا يحترم الأوامر الصادرة في المعسكر. لقد أغروه بالطعام الشهي والحياة المرهفة لكنها رفضها جملة وتفصيلاً ليعيش مُجدداً تحت وطأة واتانابي وسلوكه الوحشي الذي لا يليق بأي كائن بشري.
بعد سنتين من التعذيب المتواصل الذي لم تنكسر خلاله إرادة لوي الفولاذية يخبر الجلاد ضحيته بأنه قد رُقي إلى رتبة أعلى وأنه سيُنقل قريباً إلى معسكر آخر للأسر لكن لسوء الحظ أن المعسكر الذي يقيم فيه لوي يتعرض إلى القصف فتصدر الأوامر العليا بنقلهم إلى مكان آخر أكثر أمناً حيث يسخّر الأسرى لتعبئة البوارج اليابانية بالفحم. كانت مفاجأة كبيرة كبيرة حينما اكتشف لوي ذات صباح أن قائد المعسكر هو نفسه جلاده السابق واتانابي الذي أعاد نفس الكليشة السابقة بأن الجنود في هذا المعسكر هم أسرى حرب وأنهم سوف يُعاملون وفقاً للاتفاقات الدولية لكنهم يظلون أعداءً لليابان وأن من لا يعمل في هذا المعسكر سوف يُعدم. ثم يقترب من لوي ويقول له: لماذا لا تنظر في عيني؟" فيضربه بالعصا على رأسه لتبدأ بعد ذلك متوالية التعذيب حيث يأمره في إحدى المرات أن يحمل لوحاً خشبياً ثقيلاً وإذا فشل في ذلك فإن أحد الجنود المتأهبين سوف يُطلق النار عليه. وعلى الرغم من الآلام المبرِّحة التي يعاني منها لوي إلا أنه تمكن رفع اللوح الخشبي. وحينما اشتد به الألم أطلق صرخة مدوية طويلة تردد صداها في أرجاء المعسكر ثم رفع اللوح إلى الأعلى مغيظاً عدوه اللدود الذي انكسر وجثا على قدميه لينهي هذه اللعبة التي استمرت على مدى سنتين ونصف السنة. فلقد انهزم الجلاد أمام ضحيته في خاتمة المطاف.
لم يمض وقت طويل حتى وضعت الحرب أوزارها وعاد الأسرى إلى أوطانهم ليلتقوا مع أهلهم لقاءً حميماً لا يوصف. ثم نفهم من المقتطفات الخبرية التي دُونت على الشاشة أن لويس زامبريني قد التقى عام 1946 حبيبته سنثيا أبل وايت وتزوج منها وقد رزقا بطفلين وهما سيسي ولوك. أما رَسل فيليبس "فيل" فقد نجا من الحرب وتزوج من حبيبة قلبه ساساي. وبقي هو ولوي صديقين لمدة طويلة بعد الحرب. فيما ظل موتسوهيرو واتانابي مختبئاً عن الأنظار لعدة سنوات كمجرم حرب حتى صدور العفو العام من قبل الولايات المتحدة كجزء مهم من مشروع المصالحة مع اليابان.
يبدو أن نظرات الشك الموجهة من لوي إلى صورة السيد المسيح وهو يستمع إلى خطبة القس ويقوم بالكثير من الحركات المزعجة التي أحرجت والده ودفعته لأن يصفعه غير مرة، هي نظرات مقصودة من الناحية الدينية فلقد أرادت المخرجة ومعها كُتّاب السيناريو الأربعة أن يقدِّموا لنا صبياً آثماً أو متمرداً في أضعف الأحوال. وحينما عركته الحياة، وصقلته سنوات الأسر، ووقف على حافات الموت غير مرة لكنه بقي على قيد الحياة الأمر الذي غيّره جملة وتفصيلاً فأصبح ذلك السارق الكحولي المتلصص مؤمناً وداعية للخير والتسامح والسلام. فبعد سنوات ما بعد الصدمة النفسية التي تعرّض لها جراء الحرب والأسر وتداعياتهما المرعبة قطع لوي عهداً على نفسه بأن يعبد الله الذي حفظ حياته، وحماه من الموت، ويقدّم خدماته للكنيسة التي كان يتذمر من دخول أروقتها لذلك فإن أول شيئ أقدمَ عليه عند زيارته لليابان هو السماح والغفران وليس الانتقام من آسريه وجلاديه وقد التقى بالجميع ما عدا "الطائر" الذي رفض هو نفسه اللقاء بضحيته. وبعد مدة من الزمن حقق لوي حلمه في دورة الألعاب الأولمبية في اليابان عام 1998 وهو في سن الثمانين من العمر حيث شاهدناه يركض بين المواطنين اليابانيين المبتهجين بحضوره. ثم نفهم أن لويس زامبريني قد عاش منذ 1917 وفارق الحياة في عام 2014، ولم تنكسر إرادته الصلبة، وقد تحول في خاتمة المطاف إلى أنموذج للتسامح والغفران والنبل البشري الذي يتجلى عند الناس الأنقياء المتصالحين مع أنفسهم من جهة ومع العالم من جهة أخرى.
يعتقد الكثير من النقاد أن أنجلينا جولي قد نجحت في هذا الفيلم وقدمت قصة محبوكة ساهمت هي الأخرى في بناء الفيلم بطريقة رصينة لا يعتورها الخلل. كما ساهم الأداء المُبهر للشخصيات الرئيسة مثل لوي "جاك أوكونيل" وواتانابي "تاكاماسا إيشيهارا" اللذين هيمنا على مجمل الشخصيات الأخرى وكان أداؤهما معبراً جداً بحيث استحوذا على مشاعر المتلقين وهو يتابعون ثنائية الجلاد والضحية التي أسفرت في خاتمة المطاف عن انهيار الجلاد وانتصار الضحية التي عادت إلى وطنها برأس مرفوع وإرادة لم تنثلم على الإطلاق.
لا تكمن قوة هذا الفيلم في القصة المحبوكة، والبناء الرصين، والأداء المبهر فقط وإنما تعود أيضاً إلى التصوير الساحر الذي تقف وراءه عبقرية الفنان روجر ديكنز وموسيقى ألكساندر ديسبلات ومونتاج الفنان تيم سكوايرز إضافة إلى فريق واسع من العاملين في مجال المؤثرات الصوتية والبصرية آخذين بنظر الاعتبار أن هذا الفيلم قد رُشح لعدة جوائز أوسكار لأفضل تصوير، وأفضل مونتاج ومكساج صوت. وهو يستحق جوائز أخر أقلها لأفضل سيناريو، وأحسن أداء، وأجود رؤية إخراجية.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجنّب عادة الاستظهار واللجوء إلى تحليل القصائد
- فنّ الشارع بين الدعاية والتحريض
- الرحيل تحت جنح الظلام 1
- حُب وعنف في المتاهة الملحيّة
- بناء القصة السينمائية
- امرأة صينية تدجِّن شراسة الصحراء
- أطفال كورد يحلمون بالوصول إلى الفردوس المفقود في المحار المك ...
- اصطياد اللقطات اللونية المدهشة في صحراء نيفادا
- التطرف الفكري في رواية -الأشباح والأمكنة- لذياب الطائي
- تكريس الدعاية الرأسمالية في فيلم-صُنع في الصين- لكيم دونغ-هو
- الرسم بالضوء لاصطياد اللحظات الهاربة
- كُتّاب بريطانيون يعيشون على حافة الفقر
- هشاشة البناء الدرامي والرؤية الإخراجية المشوشة
- قدحٌ من الدموع المجففة إلى أوديت
- توثيق شامل للأفلام الروائية الطويلة في العراق
- تحت ظلال السنديان الإيطالي لموسى الخميسي
- اغتصاب الطفولة في -جراح الروح والجسد- لمليكة مستظرف
- شاهندة . . . أول رواية إماراتية
- الواقعية في السينما المصرية (2- 2)
- الواقعية الإيطالية الجديدة وموجاتها الثلاث (1 - 2)


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - انهيار الجلاد وانتصار الضحية في ثاني أفلام المخرجة أنجلينا جولي