أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - ليس محض صدفة انتشار المرجعية الفكرية الظلامية على امتداد البلاد!!!














المزيد.....

ليس محض صدفة انتشار المرجعية الفكرية الظلامية على امتداد البلاد!!!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4859 - 2015 / 7 / 7 - 20:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس محض صدفة انتشار المرجعية الفكرية الظلامية على امتداد البلاد!!!
ما كنت في يوم من الأيام أتخيل أن تصير الأمور في يوم من الأيام أن نعيش واقعاً مريراً، ومأساة مروعة غير مسبوقة ، جراء الكم الهائل من الفتن المتلاحقة والمتداخلة التي أصبحنا ننام ونصحو على ما تطال علينا به وسائل الإعلام المختلفة أنواعها ، من أخبار حوادثها المنكدة ، التي لا شيء منها وفيها يسر القلوب أو يفرح النفوس ، بل كلها تدميها وتقرحها ، وتملأ البلاد بالأسى واللوعة من طنجة إلى الكويرة ، ومن بين تلك الأخبار المقرفة ، التي عصفت ببلادنا مؤخرًا ، خبر ما اصطلح على تسميته بـ "فتاتي إنزكات" ، التي ثار بها مجموعة من تجار السوق القارين منهم والجائلين على لباس فتاتين ، مكبرين مهللين ضاربين شاتمين ، دون سند شرعي أو قانوني ، لمجرد أن الفتاتين ارتديا "الصاية" التنورة ، وبعدهما بأيام قليلة ، وفي سوق آخر من نفس المدينة ، رجم زملاء لهم في الله ، عفوا في التجارة الجائلة ، إعلامية بالطماطم ، لا لشيء إلا أنها سافرة الشعر ، وفي مدينة فاس التاريخية ، التي حملت في زمن ما لقب "العاصمة العلمية للمملكة " تعرضت مجموعة بلا هوية ، لمثلي ثلاثيني ، بالضرب والتنكيل ، مازجين في ترديداتهم التكبير بمقولات الجهالة الفجة على الذوق السليم، والعبارات الرديئة والإيحاءات السخيفة البذيئة التي تمجها الأسماع والعقول ، لمخالفتها لما جاءت به الشرائع السماوية والقوانين الوضعية و الذوق السليم ، مثل ذلك حدث في شمال المغرب حيث تعرض وأحد ممن كلفوا أنفسهم بالنهي عن المنكر حيث تعرض ليسدة تسير في الشارع العام بلباس عادي ، لكنها غير محجبة ..
لقد أعادت هذه الأحداث - التي لا تتسع المقالة لسردها لكثرتها – إلى الأذهان همجية طالبان وجماعات النهي عن المنكر والأمر بالمعروف ، وذكرتنا ، مع الأسف الشديد ، بما حدث في مثل هذا الشهر من سنة 1997 وبالضبط في السابع عشر من شهر رمضان ، حيث قام إرهابي من الجماعة الإسلامية الجزائرية ، بإنزال "الزهرة أمال زنون زواني" ذات 22 ربيعا طالبة في كلّية الحقوق بالعاصمة الجزائر والتي كانت في طريق العودة إلى بيتها ، وقام بذبحها قبيل آذان المغرب ، دون رحمة أو شفقة وأمام باقي الركاب بعد أن وقعت الحافلة التي تقلّهم في قبضة حاجز مزيّف للجماعة الإسلامية المسلّحة ، وقد كان ذنبها الوحيد أنها لم ترتدي الحجاب الذي فرضته هذه الجماعة على النساء باسم الله ...
إن ما آلت إليه الأمور في بلدنا مؤخرا ، هو تجسيد حقيقي وفعلي لواقعنا المغربي ، حيث باتت هذه المشاهد في صورها البسيطة والخطيرة في نفس الوقت ، سباً وشتماً وضربً ، تتكرر يوميا في كل مكان ، في الشوارع ، وداخل المواصلات العامة ، وفي المدارس والجامعات ، وحتى داخل الأسرة ،وفي المساجد ..
إن أخشى ما يخشى ، هو تطور هذه السلوكات غير السوية ، إلى ما لا يحمد عقباه ، فتصير أمرا طبيعيا وعاديا ، إلى درجة يقف معها المتطرفون المغالون ، وأمام الملأ ودون وجل أو حياء ، ضد حرية الغير ، ويعارضونهم باسم الله ، في لباسهم وتصرفهم الشخصي الذي لا يخالف الدين ولا القانون والأعراف ، وما يفقد الناس الثقة في إمكانية رجوع الحقوق بالقانون ، ويفقدهم الأمل في عودة الحياة داخل الدولة ، ويرسخ لديهم الإيمان بأنهم باتوا يعيشون في غابة البقاء فيها للأقوى ، إذا ما نحن لم نتفق على أن أملنا الوحيد في النجاة هو اتفاقنا على العودة لنحيا كبشر في دولة يحكمها قانون يكفل للجميع الحياة الكريمة الآمنة ، ويحميها من الموقعين باسم الله على الدفاع عنه ، والنيابة عنه في الدود على حرماته ، وإصلاح عيوب عباده باسمه ، تلك العيوب التي ينسون أو يتناسون إصلاحها في نفوسهم ، والتي لن تستقيم أمور الدين والأمة بدون إصلاحها وتغيير نقائصها وعيوبها ..
فإن إيماننا القوي بالله وثقتنا الراسخة في حب المغاربة لوطنهم ، لهو تأكيد قدرتنا على تخطي المصاعب ومهما التطرف وتجاوز عقبات قدراته المزعومة ، والتي لا يمكن أن يكون انتشار مرجعيتها الفكرية الظلامية على امتداد بلادنا ، محض صدفة ، بل هو نتاج تخطيط مسبق ومؤامرة خبيثة لقوى عدوة تتربص بأمتنا الدوائر وتبث سموم الفتن والقلاقل ، لثني مغربنا الحبيب عن تبوأ المكانة الأسمى المؤهل لها بين البلدان المتحضرة كما كان على مر التاريخ ، رغم قلة الإمكانات وشح الموارد .
لقد آن الأوان وقبل فوات الأوان، أن نغلّب مصلحة الوطن على ما عداها من المصالح الخاصة المغلفة بالدين والتدين المزيف ، الذي هو في حقيقته سم ناقع وداء قاتل ، لأنه لا مجال للتسويف أو التأجيل النأي بالوطن عن الفتن والأحقاد والخصومات،
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقابرهم ومقابرنا ؟؟ -المقابر المَشَاهد-cimetières paysage نم ...
- ظاهرة التطوع لنشر حب المطالعة وثقافتها..
- شياطين الإنس أشد ضررا من مردة الجن ..
- على هامش تكريم مولاي مسعود
- رحيل نقابي متميز ..
- الجنين إلى الطفولة !!
- الاعتذار للأقوياء الذين يتحملون مسؤولياتهم ...
- استديو -باب جنان السبيل طالع وهابط- بفاس الجديد ..
- مراسلة عاجلة تكريم المقاوم مولاي مسعود اكوزال
- قصص سائقي الطاكسي بباريس 2 ..
- مسلكيات مجتمعية مناقضة للفطرة السليمة والذوق الرفيع ..
- قصص سائقي الطاكسي بباريس ..
- إلغاء منصب الوزير من الحكومات .
- صبيحة يوم جميل في إحدى ضواحي باريس .
- الاسقالة (2)
- الاسقالة (1)
- ما أبشع طعم الديمقراطية في البلاد العربية ، 4
- فاتح ماي وذكرى مقتل إبراهيم بوعرام !!
- خطاب سياسي لا يحمل برنامجا ثوريا للتغيير !!
- وزراء لا عهد لهم بالمناصب، فكيف يسيرون ؟


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - ليس محض صدفة انتشار المرجعية الفكرية الظلامية على امتداد البلاد!!!