أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - فنّ الشارع بين الدعاية والتحريض














المزيد.....

فنّ الشارع بين الدعاية والتحريض


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4858 - 2015 / 7 / 6 - 10:16
المحور: الادب والفن
    


كثيرة هي الفنون التي يستقطبها الشارع بوصفه مكاناً حيوياً يكتظ بالحركة ليل نهار ويضجُّ بالمتلقين الذين يتطلعون إلى كل ما يصادفهم في هذه الشوارع التي تتخلل جسد المدينة وتلتّف على الميادين والساحات العامة، وتشقُّ الحدائق والمتنزهات طولاً وعرضا. من هنا تنبع أهمية الشارع كبؤرة مكانية مُستقبِلة للفنون التي يمكن أن يحتويها هذا الحيّز بأرضيته وأرصفته وأبنيته العمارية وفضائه المفتوح الذي يستطيع أن يضمّ جملة من هذه الفنون، وليس كلها. فمن بين فنون الشارع الرئيسة يلاحظ المُتلقي أعمالاً فنية عديدة تمتد من الغرافيتي والملصقات، مروراً بالبوسترات وفن الإنترفينشن، وانتهاءً بالمنحوتات والفنون التركيبية التي تحتل الأمكنة الحيوية في قلب المدينة وساحاتها العامة الأخرى.
سنركز في هذا المقال على فن الغرافيتي الـ "Graffiti" وبعض الفنون المقاربة له كفن "الإسْتِكر" وفن الـ "Intervention" وذلك لاشتراكهما في مساحة محددة من الدعاية والتحريض وتنوير ذهنية المتلقين.
يغطّي الغرافيتي مساحة كبيرة وواسعة جداً تبدأ من الحروف البسيطة المشحونة بالرموز والإشارات والدلالات وتنتهي باللوحات الكبيرة التي قد تبزّ أحجام الجداريات الضخمة. أما فنا الـ "Sticker" والـ "Intervention" فيتضمنان غالباً صورة أو رسالة ما موجهّة لعامة الناس وهي تهدف في جوهرها إلى الترويج لأجندة سياسية محددة. أما فن الأنترفينشن فيهدف إلى تغيير مواقف سياسية أو اقتصادية، كما أنه يحذِّر الناس من المواقف والحالات والموضوعات التي لم يعرفها المواطن من قبل، لذلك فإن هذا الفن يتدخل في صلب عملية تفكير المتلقي ويحاول حمايتها من الزلل أو ارتكاب الأخطاء التي لا تُحمد عقباها.
يذهب بعض المؤرخين ونقاد الفن التشكيلي إلى أن جذور الغرافيتي تمتد إلى الحضارات القديمة كالفرعونية والأغريقية والرومانية، وقد يكون هذا الأمر صحيحاً، لكن المهم بالنسبة لنا هو جوهر هذا الفن وقدرته التحريضية في الوقت الحاضر لأنه انتشر وتوسع بشكل لافت للنظر فيمكنك أن تراه في كل مكان تقريباً على عربات القطارات، وحافلات نقل الركّاب، وأسيجة الأبنية الكبيرة، وفي أنفاق قطارات المترو، وعلى جدران غالبية الأبنية التي يراها أكبر عدد ممكن من المُشاهدين. أما الغاية الرئيسة لرسوم الغرافيتي أو خربشاته في بعض الأحيان فهي الدعاية، وإيصال الرسائل السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، كما تنطوي على نوع من التحريض، أو إعِمال الذهن في الأقل بغية تحريك النفوس الخاملة التي تستجيب لغالبية ما تقدمه السلطة أو مؤسساتها الحكومية للسواد الأعظم من الناس.
وعلى الرغم من إدراج الغرافيتي في "خانة" الفن الحديث، وهو بالفعل كذلك، إلا أنه يمكن أن يكون نوعاً من التخريب المتعمَّد للممتلكات العامة والخاصة، الأمر الذي يضع فنان الغرافيتي تحت طائلة القانون لأنه نفّذ هذه القطعة الفنية أو تلك من دون إذن مسبق من السلطات المحلية المعنية بهذا الأمر. فلا غرابة أن يتخفى معظم فناني الغرافيتي بأسماء مستعارة كي يظلوا مجهولين للناس ويمكن أن نشير في هذا الصدد إلى أبرزهم أمثال (ABOVE, VHILS, ROA, C215, TITI FREAK, BLU" وآخرين كثر فضّلوا الاختباء وراء هذه الأسماء والرموز المضللة. ومع ذلك فإن وسائل الإعلام لم تقف مكتوفة الأيدي، بل اندفعت بكل قوتها لمعرفة هذه الأسماء المستعارة، وفكِّ طلاسمها، وتبديد الغموض الشديد الذي يحيط بها لسنوات طويلة. وبغية توضيح الأبعاد الشكلية والمضمونية لفن الشارع عموماً وليس الغرافيتي لوحده سوف نورد بعض الامثلة لتعزيز صحة ما نذهب إليه. فالفنان الأميركي "ABOVE" وهو للمناسبة من مواليد كاليفورنيا عام 1981 رسم العديد من اللوحات التي تنطوي على ثيمات شديدة الحساسية منها لوحة "الصرّاف الآلي" التي تحيلنا مباشرة إلى محاولات روبن هود الذي "كان يسرق الأموال من الأغنياء ويوزِّعها على الفقراء" فثمة شخص في اللوحة يشهر مسدسه على مجموعة من الناس الواقفين أمام الصرّاف الآلي ويأخذ نقودهم ليعطيها إلى امرأة فقيرة تستجدي النقود من المارة. الفنان البريطاني بانكسي ظهرت رسوماته في مدينتي بريستول ولندن قبل أن ينتقل إلى الضفة الغربية حيث رسم أعماله على الجدار الحاجز في محاولة لدمغ هذا الجدار بالعنصرية. ومن أبرز لوحات بانكسي المثيرة للجدل هو رسمه للموناليزا وهي تحمل قنبلة في يدها. بعض فناني الشارع رسموا أسماك وحيوانات بحرية مثل "TITI FREAK" المولود في ساو باولو وهو ذو خلفية يابانية حيث انهمك لمدة ثلاثة أشهر كي يرسم سمكة الـ "KOI" الملونة. أما الفنان الأرجنتيني "HYURO" المقيم في فالنسيا الاسبانية فقد انقطع لرسم الأعمال التي تضج بالحركة مستعملاً اللونين الأسود والأبيض فقط. فيما آمن الفنان الفرنسي كريستيان غيمي برسم الوجوه المحلية حيثما يسافر وذلك لقناعته الشديدة بأن "الوجوه تعكس شخصية المدينة".



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرحيل تحت جنح الظلام 1
- حُب وعنف في المتاهة الملحيّة
- بناء القصة السينمائية
- امرأة صينية تدجِّن شراسة الصحراء
- أطفال كورد يحلمون بالوصول إلى الفردوس المفقود في المحار المك ...
- اصطياد اللقطات اللونية المدهشة في صحراء نيفادا
- التطرف الفكري في رواية -الأشباح والأمكنة- لذياب الطائي
- تكريس الدعاية الرأسمالية في فيلم-صُنع في الصين- لكيم دونغ-هو
- الرسم بالضوء لاصطياد اللحظات الهاربة
- كُتّاب بريطانيون يعيشون على حافة الفقر
- هشاشة البناء الدرامي والرؤية الإخراجية المشوشة
- قدحٌ من الدموع المجففة إلى أوديت
- توثيق شامل للأفلام الروائية الطويلة في العراق
- تحت ظلال السنديان الإيطالي لموسى الخميسي
- اغتصاب الطفولة في -جراح الروح والجسد- لمليكة مستظرف
- شاهندة . . . أول رواية إماراتية
- الواقعية في السينما المصرية (2- 2)
- الواقعية الإيطالية الجديدة وموجاتها الثلاث (1 - 2)
- التعويل على الحوار في فيلم سُبات شتوي لنوري بيلكَه جيلان
- الشاعر السعودي حيدر العبدالله يتأهل للمرحلة الثالثة في مسابق ...


المزيد.....




- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - فنّ الشارع بين الدعاية والتحريض