أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - الحكومة العراقية والتدخل الإيراني المكشوف














المزيد.....

الحكومة العراقية والتدخل الإيراني المكشوف


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1342 - 2005 / 10 / 9 - 10:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يبدو أن حكومتنا الرشيدة التي تقود العراق في ظل هذه المحنة الخطيرة التي تعصف بالبلاد والعباد تعمل بعدة رؤوس ، وكل رأس يناقض في مواقفه الآخرين حتى بدت الحكومة وكأنها حلبة مصارعة بين أعضائها ، فرئيس الوزراء ما زال يصر على موقفه من إيران حيث ينفي التدخل الإيراني في شؤون العراق ويصرح بأن العلاقات العراقية الإيرانية بأحسن أحوالها ، مكذباً ما صرح به مراراً وتكراراً وزير الدفاع المنوط به دحر النشاط الإرهابي في البلاد بأن إيران تتدخل وبشكل فض في شؤون العراق ، وأنها تدعم المنظمات الإرهابية وترسل الإرهابيين عبر حدودها لتنفيذ جرائمهم بحق الشعب والوطن ، وتدعم مليشيات الإسلام السياسي على المكشوف .
وفي الوقت الذي تتهم القوات البريطانية حكومة طهران بالتدخل وإدخال الأسلحة ودعم مليشيات الأحزاب الإسلامية بالمال والسلاح ، واكتشاف أنواع من الأسلحة الفتاكة الواردة من إيران ومصادرة أعداد منها على الحدود الإيرانية، يبادر وزير داخلية العراق بيان جبر صولاخ بنفي وجود تدخل إيراني ، ويدافع عن المواقف الإيرانية وكأنه أحد وزراء إيران وليس وزيراً لداخلية العراق ، وفي الوقت الذي يهاجم وزير خارجية السعودية بأسلوب خارج عن اللياقة في التعامل يبادر وزير الخارجية بالإعتذار للحكومة السعودية ووزير خارجيتها سعود الفيصل ، وفي الوقت الذي تتهم الولايات المتحدة إيران وسوريا بالتدخل ، وهي التي تتولى قواتها حفظ الأمن والنظام في العراق والتصدي للعصابات الإرهابية التي تمارس أبشع الجرائم بحق شعبنا ، يبادر رئيس الوزراء ووزير داخليته صولاغ بنفي التدخل الإيراني ويدافع عن الموقف الإيراني .
أما العلاقة بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء فقد باتت حديث كل لسان بعد أن كشف رئيس الجمهورية عن تدهور هذه العلاقة متهماً رئيس الوزراء السيد الجعفري بعدم الالتزام ببنود الإتفاق الذي عقد بين أحزاب قائمة التحالف الإسلامية والأحزاب الكردية حتى وصل الأمر إلى التهديد بالانسحاب من الحكومة والمطالبة باستقالة وزارة الجعفري .
إن إصرار السيد الجعفري ووزير داخليته على نفي التدخل الإيراني لا يتفق مع الواقع أولاً ، ويتناقض ومصالح الشعب والوطن ثانياً ، ويثير القلق لدى شعبنا من الدور الإيراني ومحاولة التغطية عليه من قبل السلطة العراقية ثالثاً، مما يشكل أعظم الأخطار على مستقبل العراق .
إن الأخبار الواردة من البصرة تشير إلى الدور الخطير الذي تمارسه المخابرات الإيرانية وما يسمى بحرس الثورة الإيراني فيها ، والتنسيق الجاري بين هؤلاء وبين الممسكين بزمام الأمور في البصرة ابتداءً من محافظ البصرة حتى اصغر شرطي فيها ، وأن قوات الشرطة باتت تدين بالولاء للمليشيات الإسلامية التي تنسق علاقاتها مع عناصر النفوذ الإيراني .
إن أي إنكار لوجود هذا التدخل لا يتفق مع الحرص على الأمانة التي تسلمتها حكومة الجعفري بالحفاظ على حرية واستقلال العراق ومنع التدخل الأجنبي بكل صوره وأشكاله في شؤون العراق الداخلية ومن أي جهة كانت ، وعلى الحكومة أن تكون صريحة مع شعبها الذي أولاها هذه الثقة في هذا الموضوع ، وإن العلاقة التي ربطت الأحزاب الإسلامية بإيران أيام النضال من أجل إسقاط النظام الصدامي لا تعني مطلقاً السماح لحكام إيران التدخل في الشأن العراقي ، وأن هذا الموقف يضر بالغ الضرر بسمعة ووطنية هذه الأحزاب وولائها للعراق .
إن الشعب العراقي لا يضمر العداء للشعب الإيراني ، ولا يرمي الإضرار بالمصالح الإيرانية ، لكنه يحرص على منع أي تدخل في شؤونه الداخلية ، وهو يتطلع إلى إقامة علاقات حسن الجوار والمصالح المشتركة بين الشعبين الجارين قائمة على أساس الاحترام المتبادل لسيادة واستقلال البلدين ، وإن أي إخلال بهذه العلاقة قد يقود البلدين إلى عواقب وخيمة لا أحد يتمناها ، وعلى الحكومة العراقية أن تحرص على قيام علاقات سليمة بين البلدين والشعبين ، وأن تكون أكثر حرصاً في إصدار التصريحات المتناقضة من قبل أعضائها لكي لا تثير السخرية وتفقد ا لاحترام ليس من قبل الشعب العراقي وحسب ، بل ومن قبل المجتمع الدولي كذلك .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهي حقيقة أزمة الفرطوسي والجنديين البريطانيين في البصرة ؟
- الأكثرية السنية الوطنية مغيبة ، وصالح المطلك لا يمثل سوى حزب ...
- بمناسبة طرح موضوع اصلاح منظمة الأمم المتحدة ، هذاهو الطريق ل ...
- حقوق المرأة العراقية والدستور
- الدين والدولة وضرورة الفصل بينهما
- ماذا أعدت قوى اليسار والديمقراطية والعلمانية للانتخابات القا ...
- فاجعة الكاظمية ومسؤولية الحكومة
- خاب أمل الشعب بالأمريكان وبكم يا حكام العراق
- حسناً فعل سماحة السيد السيستاني فهل يلتزم الآخرون ؟
- التصدي للإرهاب مسؤولية المجتمع الدولي
- إلى أين تقودون العراق وشعبه أيها السادة ؟
- جرائم الإرهابيين وضمائر الأشقاء العرب
- أما آن الأوان لكي يتحسس المثقفون العرب مواقع أقدامهم؟
- في الذكرى السابعة والأربعين لثورة 14 تموز المجيدة - الزعيم ع ...
- صدور كتاب صفحات من تاريخ العراق الحديث للباحث حامد الحمداني
- حول خطاب السيد رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري ، وخطاب القسم
- حول المقبرة الجماعية الجديدة المكتشفة قرب السماوة
- إلى متى يستمر التلاعب بمصير الشعب والوطن
- ذكريات عمرها نصف قرن مع الشهيدين صفاء الحافظ وعبد الجبار وهب ...
- في ذكرى حملة الأنفال المجرمة ضد الشعب الكوردي


المزيد.....




- ما هي الامتيازات التي حصلت عليها السلطة الفلسطينية بعد قرار ...
- بقيمة 400 مليون دولار.. واشنطن تعتزم الإعلان عن حزمة مساعدات ...
- البنتاغون يوعز إلى جميع الأفراد العسكريين الأمريكيين بمغادرة ...
- مصر.. نجيب ساويرس يرد على تدوينة أكاديمي إماراتي حول مطار دب ...
- الإمارات.. تأجيل جلسة الحكم في قضية -تنظيم العدالة والكرامة ...
- وسائل إعلام: فرنسا زودت أوكرانيا بصواريخ -SCALP- هي في نهاية ...
- مدفيديف يصف كاميرون بالبريطاني -الموحل ذي الوجهين-
- ناشطتان بيئيتان تهاجمان تحاولان إتلاف نسخة من -ماغنا كارتا- ...
- -لعنة الهجرة-.. مهاجرون عائدون إلى كوت ديفوار بين الخيبة وال ...
- معجم الانتخابات الأوروبية ومصطلحاتها الأكثر شيوعا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - الحكومة العراقية والتدخل الإيراني المكشوف