أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - عبء اخلاقي ومالي على الناس اسمهم المعممون














المزيد.....

عبء اخلاقي ومالي على الناس اسمهم المعممون


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 4848 - 2015 / 6 / 25 - 10:22
المحور: كتابات ساخرة
    


الصورة التالية تنطبق تماما على معظم اصحاب العمائم:
قبل ان يكون معمما كان طالبا يدرس اما في حوزة قم او حوزة النجف او في معهد ديني في احسن الاحوال.
هذا الطالب لايفكر في التعيين بعد التخرج ولايشغله كم سيتقاضى من هذه الوظيفة لأنه استعد للامر وعرف الطريق جيدا.
لايوجد في العالم،عدا العالم الاسلامي، طالبا يتخرج وبعد حفل التخرج ،ان وجد،يهرول الى السوق ليشتري عمامة وخاتمين وملحقاتهما وهي كما هو معروف "عدة "الشغل.
ويعو الى البيت ليعمل "بروفة" على الملابس ليتأكد من القياسات المضبوطة.
في سنواته الدراسية كان قد حفظ معظم آيات القرآن الكريم ولديه الان مسؤولية كبيرة في البحث عن الاساطير وقصص الانبياء وسيرة عظماء المسلمين،ويجب ان يكون حذرا في اختيار هذه السيّر فليس بالضرورة ان يعرف تفاصيل حياة بعض الصحابة بل عليه ان يركز كما علموه في المدرسة ان يشيد دائما بعظماء معينين ولابأس ان ينسج حولهم بعض قصص البطولة والذكاء وقوة الشكيمة في الحروب،ولابأس كذلك اذا وجد في قصص الانبياء الآخرين معجزات وقصص ما يمكّنه من تنسيبها لهذا العظيم او ذاك،ولابأس ايضا ان "يسرق" حكم ومقولات بعض الحكماء والمشهورين في العالم وينسبها كذلك الى هذا العظيم او ذاك (تجولوا في مواقع التواصل الاجتماعي لتروا صحة كلامي).
اذن بات الامر سهلا بل اكثر من السهولة نفسها فالمكتبات عامرة بمئات الكتب التي تحكي عن الانبياء والرسل اضافة الى كتب الحكماء وماقالوه على مر السنين.
بعد ان حفظ معظم ماجاء بهذه الكتب واضافاتها خصوصا اذا كان صاحب خيال خصب ولسان ذرب يستعد للمرحلة التلية.
ماهي المرحلة المقبلة بعد ذلك؟.
تخيل نفسه وهو متعمم بعمامة جديدة ،سوداء او بيضاء لايهم، ومسبحة سوداء اللون ونعال جلدي خفيف ليطوف في القرى ويلتقي الناس هناك.
ايام عاشور مازالت بعيدة وعليه الان ان يبدأ بالتعرف على القوم الذين سيحيوه ويبوسون يده اليمنى ويدعوه البعض الى الغداء والبعض الآخر على العشاء ويحلف بعضهم بالطلاق ان لم يبت عنده هذه الليلة ليتبارك بوجوده.
ويرحل صاحبنا من قرية الى اخرى،صحيح ان المواصلات البرية صعبة ولكن طرق الاهوار متيسرة حين يتبرع احدهم بنقله بمشحوفه الى اي مكان يريد.
وتمضي الايام ويقوى عود صاحبنا ويعرف اصول اللعبة كلها وماعليه الان الا ان ينتظر ايام عاشوراء وما يعقبها من مناسبات دينية والتي سجلها كلها في دفتر خاص.
يبدو سعيدا هذه الايام فهذه المناسبات قد تعدت 150 يوما بالسنة وهي حصيلة جيدة اذا لم ينافسه اخرون في زيارة هذه القرى.
هل عرفتم الان كيف يثرى هذا المعمم او ذاك وكيف يكون عبئا على المجتمع لأنه يعيش على سرد الاساطير والقصص الخرافية ورأسماله لسانه وذاكرته فقط.
الطلاب الذين يتخرجون ويستلموا وظائفهم حسب الاختصاص يبدأون منذ اليوم الاول في تقديم خدماتهم الى الناس لقاء راتب معلوم اما هذا المعمم فهو الوحيد بين الخريجين يسلب الناس اموالهم وطعامهم ويجعلهم يبكون طيلة ساعات حين يسمعوا صوت حنجرته وهي تصدح بالآهات على المظلومين من آل البيت ومن كانوا معهم.
يجب ان يجعلهم يبكون فقد تعلّم حقيقة ان المعمم الذي لايبكي القوم غير مرغوب فيه.
نعم يريدون البكاء والنواح والعويل ودق الصدور وهو جاهز لتقديم ذلك بكل الرحب والسعة.
بين فترة واخرى قد تطول او تقصر يعود الى البيت محملا بالهدايا العينية والمادية وعدد لابأس به من الخرفان الصغيرة.
المرحلة الاولى انتهت بعد ان ثبّت اقدامه بين ناس القرى،والى تحين المرحلة التالية باستلام الخمس والزكاة عليه ان يلتقي باحد البنائين وليكن من اهالي القرى التي التقى بهم ليبني له زريبة للخرفان ملحقة بالبيت بعد ان زاد عددها رغم انه ذبح الكثير منها.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤوس الافاعي
- بصاية الاعرجي،النجاح 100% لجميع الطلاب
- هل رأيتم مخنثون ياسادة؟
- بجاه الله وعباده ياقضاة
- مدرعات زبالة وطلاب يعودون احتيالا الى محو الامية
- هل هي وزارة ثقافة ام وزارة تهريب البشر
- ها اخوتي ها،الجماعة صحيو من النوم
- ذي قار تحتاج الى بنى فوقية وليست تحتية
- الهندي يكول هاذي مسخرة والعراقي يكول هاي هيونطه
- الجبور كلاكيت مرة رابعة لصورة العراق
- لست ناقلا للكفر
- جزنا من العنب ونريد سلتنا
- -قوط- كهربائية
- بدينار باعوني
- سرقوا حتى الامام المنتظر
- شعب العراق جاحد
- ايها اذا المغتربون اذا توفيتم هناك فانتم كفار
- اني ارى روؤسا قد اينعت
- ثالثة الاثافي ورابعهم بهاء الاعرجي
- موسوعة جينيز تتبرأ من العراق


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - عبء اخلاقي ومالي على الناس اسمهم المعممون