أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تيسير عبدالجبار الآلوسي - في اليوم العالمي للاجئين: مطلوب رعاية وطنية للاجئ العراقي














المزيد.....

في اليوم العالمي للاجئين: مطلوب رعاية وطنية للاجئ العراقي


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 4843 - 2015 / 6 / 20 - 20:23
المحور: حقوق الانسان
    



تمنح الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين لعام 1951 على وفق قرار الأمم المتحدة في ديسمبر 2000، الرعاية التامة والمتساوية مع مواطني دول الاستقبال للاجئين. ومع ذلك فإنّ حجم اللجوء وتفاقم الظاهرة بوصولها إلى حجم عشرات الملايين، جعل من إمكانات الاستقبال جد معقدة ودفع للتمحيص والمراجعة وولَّد ظروفاً قاسية في الإمكانات المتاحة لاستقبال مزيد اللاجئين؛ مع ظروف الكامبات ودخول تجار البشر الذين ألقوا بعشرات آلاف طالبي اللجوء لتلتهمهم البحار والمحيطات و-أو تفترسهم الغابات بوحوشها الحيوية والبشرية..


لقد نجم عن تضخم ظاهرة اللجوء كثيراً من المشكلات الإنسانية التي تتطلب مراجعة مواقفنا تجاه من اضطرته الظروف العامة بكل انهياراتها ومعضلاتها للتوجه نحو طلب اللجوء. ولأن العراق بات اليوم من بين أكبر الدول الطاردة لمواطنيها بسبب اتساع جرائم الإرهاب وميليشياته وبسبب حجم جرائم الفساد والميليشيات الطائفية المصطرعة بجناحيها وعنفهما، وجب علينا اتخاذ مواقف جدية مسؤولة تجاه مواطني البلاد بخاصة من المجموعات الدينية والقومية المهمشة والمطاردة بشبح التصفية والإبادة..

إن أغلب الذين تضطرهم الظروف لطلب اللجوء هم أتباع الديانات والمئاهب ممن يجري بحقهم جرائم إبادة جماعية و-أو جرائم ضد الإنسانية وباتوا يخشون على من تبقى من عوائلهم وعلى حيواتهم ومصائرهم وهم يتعرضون فوق ذلك في الطريق نحو بلدان اللجوء لأبشع حالات الاستغلال من مافيات الاتجار بالبشر..

ولذا يجب أن تتخذ المنظمات الدولية والإقليمية قرارات تتناسب وطابع الظاهرة وحجمها المهول بخاصة بظرف استثنائي للعراقيين يتلاءم وحجم الظاعرة هنا.. كما يجب على الحكومة العراقية وعلى منظمات المجتمع المدني العراقية في الوطن والمهجر أن يلعبا دوريهما في التصدي لما يتهدد أولئك المتجهين نحو مستقر يلجؤون إليه هربا من مأساة تصفيتهم ونجاة بجلودهم تاركين كل ممتلكاتهم وذكرياتهم خلفهم، لكن بمجابهة مع مصائر تخبئ لهم مزيدا من مخاطر الطريق!

إن حجم اللجوء العراقي إلى دول المنطقة ودول الاتحاد الأوروبي وأستراليا يأتي في مقدمة التسلسل بعد أن انهارت مؤسسات الدولة العراقية وتراجعت إمكانات ضمان حياة مواطنيها بخاصة في المناطق التي انسحبت منها لتتركها نهبا لقوى الإرهاب وميليشياته الهمجية ووحشيتها.

في اليوم العالمي للاجئين لابد لنا من خطط استراتيجية تضمن سلامة ظروف المواطنين في المحافظات التي مازالت تحت سلطة الدولة بإنهاء يلطجة الميليشيات الطائفية وتعزيز دور المؤسسات الحكومية الرسمية وسلطة القانون وباستيعاب ملايين النازحين الثلاثة بطريقة تشعرهم بوجودهم بحماية وبمساواة مع مواطنيهم الآخرين ومنع التمييز الواقع عليهم كونهم من نازحي محافظات بعينها أو كونهم من أتباع ديانة أو مذهب آخر..

وبهذا الإطار يجب توفير أفضل فرص العيش البعيدة عن جرائم الاستغلال والابتزاز وهذه هي الطريقة الأنجع عن تحولهم إلى مصدر كبير للجوء مع ملايين أخرى يئنون من الفقر والحرمان ليصل الحجم إلى 6 مليون عراقية وعراقي في داخل البلاد حتى هذه اللحظة.

في هذا اليوم الأممي علينا أن نحتفي باللاجئ كونه إنسانا كامل الأهلية ما يضعنا أمام واجبات تخص توفير الرعاية ومتابعة ظروف العراقي أينما حل واينما ارتحل.. لأنه لا يهرب من نظام الحكم كما حصل مع نظام الطاغية قبل عقود ولكنه يهرب من مشكلات تجابه الحكومة متجسدة في ثالوث ((الطائفية، الفساد والإرهاب)) الأمر الذي يلزم الحكومة بوضع برامج تتخلص من تأثيرات هذا الثالوث وتعيد للعراقي حقه في العيش الكريم وتدفع عنه غائلة الشتات ودول اللجوء وظروفها المركبة المعقدة بكل ما تتضمنه من مخاطر هي الأخرى.

إن منظمات حقوق الإنسان العراقية في دول المهجر للجاليات العراقية المستقرة هي الأخرى معنية بأن تكون أكثر فاعلية في العلاقة مع اللاجئين وتدخل مع جهات رسمية لتلك الدول كي تتحمل واجباتها الإنسانية في التعريف بالظروف والمستجدات والبيئة المجتمعية الجديدة وبتجنيبهم مشكلات تنشأ عن عوامل ليس أدناها مشكلة اللغة المحلية…

فما علاقات تلك المنظمات بالمحامين؟ وما علاقتها بمخيمات اللجوء؟ وما علاقتها بمنظمات اللجوء بتلك الدول؟ وما هي إمكانات عملها؟ تلك أسئلة واجبة ومنتظرة..

إن ممارسسة الواجبات تعيد الثقة بالهوية الوطنية وتصنع ظروفا أفضل للتخلص من أشكال السحق والتشويه للشخصية الإنسانية وتعرضها لمزيد من نكسات بظروف انقطاعها عن المجتمع الذي جاءت منه، حتى تتحول المشكلة نوعيا وتصبح ليست هربا من الوضع العراقي بل الهرب من الذات والتخلص من الهوية بطريقة تمزق الشخصية وتجعلها عرضة لانتهاكات خطيرة من أفعالها الخاصة قبل أفعال الآخر..

أجدني بهذه المناسبة أكثر تركيزا على واجباتنا تجاه إنسانية الإنسان وبعض تلك الواجبات والمهام تتعلق بهوية اللاجئ وأولى بنا أن نبدأ من اللاجئ العراقي بطريقة تتناسب ومسؤولياتنا الأخلاقية الإنسانية بأوسع معانيها..

ولربما وجدنا في مؤتمرات متخصصة فرصة لوضع معالم الحل والتقدم بجهودنا نحو أفضل الحلول..

وقبل أن أتوقف عند حد في معالجتي أتساءل عن معرفة الجهات الرسمية العراقية والمجتمعية المدنية بحجم الجاليات العراقية وبحجم طلبات اللجوء في شتات العراقيين بدفعتهم الجديدة التي تسببت بها موجة الحرب مع الإرهابيين والحروب مع الطائفية والفساد وقواهما التخريبية؟؟

وهل هناك توجه جدي فاعل ومؤثر لصنع استراتيجيات أو حتى حلول عاجلة وآنية تصل إلى العراقيين المنكوبين باللجوء؟؟؟



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام الاستبدادي للطاغية المهزوم والنظام الكليبتوقراطي الطا ...
- السيادة وقرارات المساعدة من دول أجنبية
- نازحو الأنبار ومخاطر سياسة التمييز الطائفي: نداء من أجل معال ...
- العراق وشرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية كافة
- الأمن الغذائي والرعاية الصحية التامة الكاملة واجب مجتمعي رسم ...
- الرسالة السنوية لمسرحيي العراق في اليوم العالمي للمسرح 2015
- عراقياً، ماذا قالت مؤشرات الفساد لعام 2014!؟
- أوهامٌ وتأثّراتٌ طائفية!؟
- حقوق العراقيات في اليوم العالمي للمرأة، ما زالت في مهب الريح ...
- متحف نينوى: جريمة التخريب والدلالة
- حول هجرة العقول العلمية خارج الوطن
- كرنفال الصحافة العراقية بدورته الثالثة ينعقد مجددا يومي 5-6 ...
- نداء من أجل المشاركة بوقفة التضامن مع النازحات والنازحين ببغ ...
- كلمة افتتاح احتفالية اليوم العراقي للمسرح في لاهاي
- الإحصاء والشفافية بين الحق والأداء وفرص اتخاذ القرار الأنجع
- من بوابة المسرح سنطلق مسيرة بناء الدولة المدنية ومؤسساتها في ...
- بِئْسَ ما تَخطُّهُ أقلامٌ حبرُها دماءُ الفقراء
- رسالة مفتوحة إلى مؤتمر مناهضة جرائم الإبادة والتطهير العرقي ...
- مخاطر جديدة تهدد بانهيار سد الموصل متسببة بكوارث مفتوحة بلا ...
- العيش في الماضي تغريب عن الواقع وانكفاء مرضي خطير النتائج


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تيسير عبدالجبار الآلوسي - في اليوم العالمي للاجئين: مطلوب رعاية وطنية للاجئ العراقي