أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة التاج - العارفون بأمر الله















المزيد.....

العارفون بأمر الله


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 4799 - 2015 / 5 / 7 - 14:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العارفون بأمر الله


سطوة الوعظ :

لعل من بين تمظهرات أمراضنا الاجتماعية تلك السطوة الحاضرة في كل زمان ومكان للعارفين بأمر الله ,,,,,
هذا النموذج "البشري" الذي تكاد لا تخلو منه أية تفاعلات ذات طابع جماعي فينبري بمناسبة أو بغيرها بجبة "الواعظ " أو"الناصح " أو "الحاكم " ليدلي بدوله بطلب أو بدونه حتى وبلهجة من يحسم الأمور
بنبرة سلطوية متعالية أو إطلاقية توحي بمنبعها المقدس :
وبجرة لسان يطغى عليها "العنف الرمزي " : تتناسل سيوف المحاكمة أو السب أو الشتم محولين التركيز من موضوع النقاش إلى شخص صاحب النقاش ,,,,,,
فيتكهرب الجو و تتوتر الأعصاب و قد يتحول الحوار او النقاش إلى ملاسنات تختلف في حدتها أو على الأقل فإن التوتر والانفعال قد
يلقي بعتمته على صفاء الفكر وبالتالي على صفاء الحوار الجاري
فتعم الطاقة السلبية الفضاء ,,,,

مشكلتنا نحن العرب وربما المسلمون عموما أننا لم نتعلم فنون الحوار البناء لأننا لا نعترف بالاختلاف ولا بنسبية الحقائق
مشكلتنا أننا نتقمص بسهولة رداء الواعظ ولو في مجالات لا تخضع لمنطق الوعظ بل لمنطق المحاججة والإقناع ,,,,
مشكلتنا ان اغلبنا "جاهز "وعلى الدوام لاستعمال "صولجان " المفتي
في كل تفاعلاته بما فيها الافتراضية ، يقدم النصائح لمن لم يطلبها أصلا وفي مجال قد لا يعنيه نهائيا ،يقتحم الحياة الخاصة للآخرين بعنف يسبب الإحراج وربما توترا يضطر صاحبه أو صاحبته إلى كظمه مراعاة للأعراف الاجتماعية و أصول التعامل الاجتماعي ليس إلا ,,,,
قد تتعامل مع شخص ما لأول مرة ومع ذلك لا يتحرج في اقتحام حميمياتك و يشخص وضعا ما قد يكون عاديا لديك باعتباره مشكلة تتطلب الحل كذا ,,,,ويعطيك الوصفة كذا ,,,,,,ويفرض عليك تقييمه لأمور لا تعنيه ,,,,,
ومن الأمور المتداولة جدا والتي قد تكون خطيرة على الصحة أن الكل يتقمص دور الواعظ الطبيب فيبدأ بإعطاء مخاطبه وصفات لمرض كذا أو كذا ,,,,من الأعشاب الطبية أو حتى من العقاقير الطبية علما أن الأطباء أنفسهم لا يجرؤون على الخوض في اختصاص خارج اختصاصهم ,,,,

وقد تستقبل آخر في بيتك ولأول وهلة يعطي لنفسه حق نصحك بضرورة إجراء تغييرات في البناء أو في الأفرشة أو ,,,,وقد لا يكون أصلا ذا خبرة في المجالات التي ينصح بها ,,,بل إن طبيعة علاقتك معه لا تسمح له بالخوض فيما لا يعنيه ,

مشكلتنا أننا لا نعرف المساحات المسموح بالتحرك داخلها كمعارف أو أصدقاء أو كأقارب حتى ,,,,,,,
لا نعترف بالحدود الفاصلة ما بين الخاص والعام ,,,,,
لا نعترف بحق الفرد في حميميته و في صفاء مجاله الحيوي
فحتى السيارات كي تسلم من الحوادث يلزم أن تبقى مسافة ما بين السيارة والأخرى على الطريق ,,,,وكذلك البشر ،فالتعامل والتفاعل لا يعني الاقتحام والهجوم على حميميات الآخرين بدون أن يعلن صاحبها عن رغبته في اقتسامها مع هذا أو تلك ,,,,
نعم ، منهج الوعظ يتخلل تفاصيل حياتنا ، والكثيرون منا لا يجد غضاضة في لعب هذا الدور والتحول لناصحين في مجالات غير متخصصين فيها فقط للظهور بمظهر "العارف بأمر الله ",


نقاش تراكمي أو تخريبي ؟؟؟

في ندواتنا أو نقاشاتنا العمومية قلما نناقش بشكل يمكن من تحقيق تراكم حول موضوع النقاش بل العديد منا يتدخل ليقول ما قاله سابقوه بطريقة أخرى لا تضيف جديدا إلا كون هذا الأخير يحرص على الكلام من أجل الكلام ليس إلا فيضيع الوقت في التكرار والإسفاف وتضيع معه طاقة التركيز والانتباه ,,,,,

وهناك نمط آخر يتكلم فقط ليلغي ما قاله السابق أو السابقون بدون تقديم أية إضافة تذكر ,,,,
ونمط أكثر طرافة يحاسب الآخر ليس على ما أدلى به بل على ما لم يقله ويفترض منه أن يقوله بناء على أولوياته الخاصة ويذيل ملاحظته بحكم نهائي يسحب منه صفة الباحث أو الديموقراطي ,,,,وكأنه يسحب من محاوره شهادته الجامعية أو صفته السياسية أو الفكرية فقط لأنه لم يقارب الموضوع من الزاوية التي يراها هو ,,,,,

و مصيبتنا الكبرى أننا لا نقيم الأمور بمعاييرها الموضوعية المناسبة ومع ذلك نتشدق بالموضوعية ولا نلتزم بالأعراف الديموقراطية التي غالبا ما تحضر كمصطلحات تملأ الفضاء ضجيجا
وأكثرنا يميل لمحاكمة الآخرين عن أفكارهم أو سلوكاتهم أو ,,,,,,
والفرق شاسع ما بين التحليل والنقد وما بين المحاكمة والوعظ ,,,,,

مشكلتنا أن الكثير منا لا يقوم بشيء تجاه وضع ما بل ينتظر أن يقوم أحدهم بفعل أو مبادرة ما كي يعلن عن تواجده من خلال تبخيسها ,,,,,وتقزيم صاحبها والبحث عن النواقص المحتملة ,,,,,والتشهير بها
مقابل تجاهل المنجزات ,,,,,
و في نقاشاتنا الفكرية غالبا ما نزيح عن الموضوع ليتمحور النقاش حول صاحب الموضوع فنشخصن النقاش ونغوص في متاهات بعيدة عن الأهداف المحددة سلفا وتكون النتيجة أننا ندور في الفراغ ,,,,,
,,,,
نحن فردانيون وبشكل أناني لا يسمح بانصهار الأفكار أو الآراء داخل بوتقة جماعية منسجمة ومفتوحة على أهداف كبرى وعامة
حتى وإن ادعينا أننا أكثر جماعية من الغرب
مصيبتنا أن فردانيتنا تطغى عليها "نرجسية " لا تعترف بالآخر بل تلغيه وتحطمه ,,,,
مشكلتنا أننا لا نؤمن بالتكامل ,,,بل بالتعارض والإلغاء ,,,,
وهذا ما قد يفسر سيرورة التشظية اللامتناهية للأحزاب والنقابات والجمعيات والكثير من المؤسسات ،بل الدول إلى دويلات
حيث تغيب التناقضات الرئيسية ويصبح رفيق أو صديق الأمس هو الخصم ,,,,وهلم جرا, وتذوب الهواجس الكبرى أمام سطوة الهواجس الفردانية الضيقة ذات الطابع التخريبي والكارثة أننا لا نجد تفسيرا منطقيا لما يحدث غير مشجب نظرية المؤامرة ،
فالآخر هو المسؤول دائما وأبدا وهذه مصيبة أخرى تستحق النقاش العميق ,
مصيبتا :أننا لم نتعلم كيف نبني ونراكم مجهوداتنا الجماعية بشكل تكاملي
لم نتعلم أن كل شيء نسبي ولا أحد منا يملك الحقيقة ،بل هناك حقائق تستحق كلها الاهتمام والتمحيص والاحترام قبل ان يتم دحضها علميا وبالدليل والبرهان
وأن للمجتهد حتى وإن أخطأ أجر الاجتهاد وليس على الآخرين إلا
اتباع أسلوب المنافسة البناءة والمحاججة التي لا تخلو من محبة ,,,



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم هي قاهرة يد المنية
- الزواج المتعدد والمشاعر المطاطية
- الحكامة بصيغة المؤنث : ولوج وممارسة السلطة
- فوز فرقة اليخت الشرقي الفلسطينية بالباز الذهبي
- زمن الحب
- هل تدخل الحوادث الإرهابية على فرنسا ضمن مخطط صدام الحضارات ؟ ...
- اعتصار الذات
- دفء الحبال
- النزوع نحو التدمير
- الثقافة ما بين التمطط والابتذال
- الشعوب المغاربية و الوحدة المعلقة
- أنا و تونس و المشاعر العميقة ,
- هل تواصل -أمل صقر- جرأتها وتطالب بمحاسبة وزراء التعليم بالمغ ...
- تصحر المشاعر
- رحم الله أحلامنا المجهظة
- الغيرة والحسد كانفعالات سلبية : الآثار النفسية والاجتماعية .
- تأبطت شظايا الروح
- زخات من أمل
- نحلة تلعق عسلها
- وخز حد النزف


المزيد.....




- سلاف فواخرجي تدفع المشاهدين للترقب في -مال القبان- بـ -أداء ...
- الطيران الإسرائيلي يدمر منزلا في جنوب لبنان (فيديو + صور)
- رئيس الموساد غادر الدوحة ومعه أسماء الرهائن الـ50 الذين ينتظ ...
- مجلس الأمن السيبراني الإماراتي يحذّر من تقنيات -التزييف العم ...
- -متلازمة هافانا- تزداد غموضا بعد فحص أدمغة المصابين بها
- ناشط إفريقي يحرق جواز سفره الفرنسي (فيديو)
- -أجيد طهي البورش أيضا-... سيمونيان تسخر من تقرير لـ-انديبندت ...
- صورة جديدة لـ -مذنب الشيطان- قبل ظهوره في سماء الليل هذا الش ...
- السيسي يهنئ بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية
- الفريق أول البحري ألكسندر مويسييف يتولى رسميا منصب قائد القو ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة التاج - العارفون بأمر الله