أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إلهامي الميرغني - اللحم الرخيص














المزيد.....

اللحم الرخيص


إلهامي الميرغني

الحوار المتمدن-العدد: 1330 - 2005 / 9 / 27 - 11:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


رعبُ أكبر من هذا سوف يجيء
لن ينجيكم منه أن تختبؤا بأعالي جبل الصمت
أو في بالوعات الحمامات

عرضت لنا وسائل الإعلام المرئية أمس محاولة اغتيال الإعلامية اللبنانية مي شدياق المذيعة في المؤسسة اللبنانية للإرسال ، ورأينا جميعاً رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود يذهب للمستشفي للاطمئنان على صحتها ، ورأينا فؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبناني يذهب للمستشفى أيضاً وفى مشهد مؤثر شاهدنا السنيورة وهو يحتضن والدة مي ويطمئنها على صحة أبنتها فهذه حكومات تقدر وتحترم شعوبها رغم الظروف الخاصة التي تمر بها لبنان.

وتذكرت أين كان الرئيس مبارك حين حدثت محرقة بنى سويف لقد كان مشغولا بمسرحية التجديد في فصولها الأخيرة ، بينما كان نظيف يلعب الأتاري والبلاي استيشن في القرية الذكية،وفاروق حسنى مشغول باختيار الألوان المناسبة لفساتين سيدة مصر الأولى،أما مصطفى علوي فكان مشغول على الفضائيات يحلل الانتخابات ولا يهتم بما حدث وانتزع من بيننا نخبة من المبدعين.

لقد هانت عليهم لحومنا التي انصهرت على مسرح قصر ثقافة بنى سويف وتفحمت ، فلحومنا رخيصة ونحن مكبلين ومعروف ما سنفعله ، لذلك لم يكلف رئيس الدولة نفسه بالنزول إلى موقع الكارثة كما فعل عند حدوث انفجارات شرم الشيخ فحملة الدعاية انتهت وصناديق الأصوات تم تجهيزها ولايوجد ما يستحق السفر للصعيد المحروم من الخدمات ، ونظيف وباقي عصابته مشغولين بأعمال أخري ولحم هذا الشعب لا يعنيهم.ويكفى إرسال وزير الصحة بعد خراب مالطة كما يقال.إن شهادات الناجين من محرقة 5 سبتمبر وحديثهم عن المسشتفى الخاص الذي رفض استقبال المصابين في الحادث يدفعنا لنهتف معاً " لتحيا الخصخصة " ، ومستشفى بنى سويف الغير مجهز للتعامل مع الحروق والتي قضى بعض المصابين بها نتيجة الإهمال يجعلنا نهتف " ولتحيا الصحة " ( صحة السيد الرئيس طبعاً ) فهي المهمة الوحيدة التي تشغل وزير الصحة.

لقد كشف الحادث للرأي العام وضع المحافظات المحرومة من الخدمات وكيف وصلت أول سيارة إطفاء بعد 45 دقيقة ، وكيف غابت سيارات الإسعاف فاضطر بعض المصابين لركوب سيارات ميكروباص للمستشفى وهم مصابين بحروق كبيرة.وأدركت لماذا أضرب عمال إسعاف القاهرة وهددوا بالانتحار اعتراضاً على فساد مدير إسعاف القاهرة.وهو ما يدفعنا لتحية وزير الصحة ووزير الإدارة المحلية وطبعاً محافظ بنى سويف!!!. لقد دفعنا الحادث للتساؤل عن دور الأمن والدفاع المدني والميزانيات التي تنفق عليهم ، أين تذهب ؟! هل هي فقط لتأمين مواكب الرئيس واللصوص الكبار؟! أم لتأمين حفلات نانسى عجرم وهيفاء وهبي فقط ؟!

لقد أكدت محرقة بنى سويف أن الفساد عم وانتشر ولا يوجد إنسان بسيط في مصر بمنأى عن أضراره ، وكلنا معرضين للموت تسمماً بالمبيدات المسرطنة التي جلبتها وزارة الزراعة أو جوعاً بدون عمل ، أو تحت أنقاض مبنى منهار بناه مقاول فاسد ودفع المعلوم للفسدة الكبار، أو ضمن ركاب القطارات والأتوبيسات العامة ، فقبل المحرقة بيوم قضى 33 شخص من بين ركاب أتوبيس على طريق أسيوط ـ المنيا ، وبعدها 17 آخرين على طريق مصر ـ الإسكندرية فلحومنا رخيصة!!!.
إن السمكة عادة تفسد من رأسها ، ولا يجب أن ننشغل كثيراً بقضية فاروق حسنى فهو مجرد موظف تنفيذي في جمهورية رئاسية فاسدة ، والفاعل الحقيقي هو رئيس الدولة الذي جاء بفاروق حسنى وغيره وتركهم يعيثون في مصر فسادً بحماية من الرئيس. يجب ألا ننشغل بشاذ واحد وننسى أن النظام كله شاذ مغتصب للسلطة والثروة منذ سنوات.
إن دماء مدحت أبو بكر ومحسن مصيلحي وحازم شحاتة وصلاح مهران ، و بهائي الميرغني ونزار سمك و حسن عبده وكل شهداء محرقة بنى سويف يطلبون الثأر.ليس فقط من فاروق حسحس ولكن من النظام الفاسد الذي جاء بفاروق حسنى ويمكن أن يقيله ويأتي بحسحس جديد.يجب أن نعيد قرأة المشهد ونتوجه للقاتل الحقيقى.

ولاموت ها أموت
حتى إن جابوني
وكفنوني بألف توب
أو حتى هدمة ممزقة
هأكتب بعضمى على الكفن
أشعار بتحكي عن العفن
وعن الأمان اللي أندفن



#إلهامي_الميرغني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول ورقة من أجل حزب اشتراكي جديد
- لماذا وأين نتظاهر؟
- تحرير الأسواق كطريق للتنمية
- كلام أبو لبدة
- الإصلاح الاقتصادي في مصر
- الفقر في بر مصر
- ديون القطاع العام وديون القطاع الخاص
- مفاهيم ديمقراطية مغلوطة
- شكراً للرئيس مبارك
- حكاية الأسد العجوز
- تاريخ الحركة الشيوعية الثالثة - ضرورات التوثيق
- النقابات المهنية بين الأزمة الهيكلية والقانون 100
- أبناؤنا في الخارج
- هوامش على دفتر الأزمة
- البطل الأوليمبي كرم جابر ، ولكن للإبداع شروط
- قبل أن نتكلم عن الحكومة الإليكترونية
- تحية تقدير وإعزاز لقداسة البابا شنودة الثالث
- هل توجد فرص أمام العمل المشترك بين قوى اليسار المصري؟
- تعددت الأسباب والموت قهراً !!!
- خوازيق على طريق الاصلاح السياسى


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إلهامي الميرغني - اللحم الرخيص