أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - رسائل جاسم المطير ( 16 ) إلى السيد بان كي مون / الامين العام للأمم المتحدة














المزيد.....

رسائل جاسم المطير ( 16 ) إلى السيد بان كي مون / الامين العام للأمم المتحدة


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 4785 - 2015 / 4 / 23 - 15:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رسائل جاسم المطير ( 16 )
إلى السيد بان كي مون / الامين العام للأمم المتحدة.
لكم التحية والاحترام:
لا شك أنكم تعرفون الظروف القاسية لكل مظاهر الظلم الاجتماعي الواقع على ما يقرب من مليوني نازح عراقي هجروا مدنهم وقراهم بعد يوم 10 – 6 – 2014 بحثاً عن مكانٍ آمن يقيهم من بطش وجبروت تنظيم الدولة الاسلامية (داعش). النازحون ،الآن، يعيشون تحت خاصية ظالمة ، معاناة وتوترات، ناتجة عن ظروفٍ قاهرةٍ ، لاإنسانية. جلّهم يعيش في مخيمات تفتقر إلى أبسط الخدمات . كثير منهم ينشغل في الشتاء البارد والحر القاسي بدفن موتاه من الأطفال والشيوخ ، بل أنهم يدفنون حتى فتياناً أقدموا على الانتحار .
معاناة النازحين العراقيين أقسى وأبشع من معاناة الناس، الذين واجهوا نفس التصنيف البائس إثر سقوط الامبراطوريات العثمانية والنمساوية والجرمانية، وفي اثناء الحروب النابليونية ، والغزوات الصليبية . لقد ازداد وضع اللاجئين والمهجرين والنازحين عن ديارهم انحطاطاً خلال الحربين العالميتين الاولى والثانية ، مما دفع الضمير الانساني إلى تشكيل لجنة اللاجئين الدولية عام 1943 لرعاية وحماية جميع الاشخاص أيـّاً كانوا ، ممن اضطرتهم الحوادث في أوربا إلى أن يرحلوا أو ممن ازمعوا الرحيل عن بلدان إقامتهم تفادياً للخطر على أرواحهم وحرياتهم بسبب عرقهم أو ديانتهم أو مذاهبهم السياسية.
لكن مشكلة النازحين العراقيين بدأت في بلادنا متفاقمة من أولها ، لأن الجهات المعنية بقضاياهم ليست مؤهلة حيث (وزارة الهجرة والمهجرين ) ما زالت تعاني نقصاً في مجهودها . ليس عندها أي نظام متكامل لخدماتها إضافة إلى أن الوضع المالي في خزينة الدولة العراقية أصبح غير مؤهل، تماماً، بسبب أزمة العائدات الريعية بعد انخفاض اسعار النفط ، حيث اعتمدت الوزارة على تكديس النازحين في مدنٍ من خيام ومدنٍ من كرفان، مدنٍ بلا خدمات انسانية ملائمة لتوفير حاجاتهم الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية.
واقع حياة النازحين العراقيين صار مؤلماً جداً. لم تعد مدنهم وسكانها عاملاً من عوامل التغيير الاجتماعي بعد فقدانهم شرط استقرار حياتهم . توقف دورهم في (التنمية الانتاجية). اصبح افراد المليونين النازحين فاقدين للروح الخلاقة ، فاقدين القدرة على التفكير الحر، والابتكار الحر، والعطاء الحر . استسلموا جميعاً أمام صعاب الحياة اليومية لأسباب لا عقلانية.
صار المواطن التكريتي او الدليمي او الموصلي او الكركوكلي أو من ديالى غريباً في وطنه العراق . صار يشعر أنه غير محمي في (مخيّم) يعاني من سلب وثائقه ، التي قام بها (تنظيم داعش). صار لا يستطيع إثبات هويته ، مما قد يؤدي حتى إلى صعوبات جديدة بعد عودته إلى مدينته ، لفقدانه وثائقه الاصلية ، خاصة وأن وزارة الهجرة والمهجرين تفتقر إلى الخبرة والمناهج الصحيحة بــ(إدارة اللاجئين) وتنظيم (معسكرات اللجوء) المتوفر لدى جمعية اسعاف اللاجئين الدولية (الاونروا) التي كانت هيئة الامم المتحدة قد شكلتها قبل نهاية الحرب العالمية الثانية .
مراكز (احتشاد النازحين) في بلادنا انيطت ادارتها بسلطات وجهات ولجان، كل واحدة منها تتهم الاخرى بالفساد المالي والإداري و سرقة اموال الغذاء والماء والدواء والكساء. لا حماية من الامراض السارية ولا ضمان ضد امتهان كرامة الانسان المنافية للمادتين 13 و14 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان .
ليس للنازحين ، الآن، معين حقيقي غير المنظمات العالمية الانسانية، ايها السيد الامين العام. النازحون ينتظرون منكم موقفاً إنسانياً لم تتداولونه ،حتى الان ، كواجب من واجباتكم الاساسية.. ينتظرون من منظماتكم خيراً ملحاً لمعالجة مصاعب حياة حوالي مليونين من الناس، الذين تدفقوا من مدنهم الاصلية الى مدن (الضيافة) و(الحماية) بسرعة وخوف، لم يجدوا فيها ،حتى الان، استقراراً نسبياً مطلوباً توفيره إلى حين تسمح الظروف بعودتهم إلى مسكنهم الاصلي قبل أن تفتك ببعضهم امراض معدية .
في بلادنا، أيها الامين العام، توجد سلطات حكومية (منفعلة) ليست (فاعلة). لديها (منظور اجتماعي) لمشكلة النازحين لكنها لا تملك ا(لقدرة) على صياغة ثقافة، انسانية، عملية ، تنتشل النازحين من بؤس ما يعانون. لذلك فأن نقــّاد ما بعد البؤس، يتوقعون أن تتحول منظماتكم من منظمات سلوكية تعني فقط بالأقوال الكثيرة دون مستوى الافعال الكثيرة ، وإلاّ فأن استمراركم ، ايها الامين العام ،على حال الانغلاق والتردد والقبول بواقع اجتماعي، مادي ونفسي، بائس وخطير، في أحوال النازحين العراقيين، لا يؤدي لغير الافراط في بؤسهم واغترابهم ،مما يرفضه ضمير الانسانية في كل زمان ومكان .
ختاماً اسمحوا لي بتذكيركم أن الإجراءات البدائية، يا سيدي الأمين العام ، لا تتمكن من القضاء على العسف البربري ونتائجه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ بصرة لاهاي في 20 /4/2015



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رافد جبوري يمارس أبسط أنواع السعادة الصحفية..!
- رسائل جاسم المطير (14)
- إلى السيد قائد القوة الجوية العراقية
- الفن الروائي وسيلة جدلية في البحث عن حرية المرأة..
- مغص في معدة الوزير‏.. وصداع في رأسه ..!
- الوزير العراقي يتعلم كشخة الاجانب ولا يتعلم لغتهم..!
- مهنة شقيق الرئيس عامل مجاري..!
- ديمقراطية المرور والعبور في مطار بغداد..!
- مطر البصرة ليس هولندياً ..!
- أفكار عن مفاهيم وثقافة تشكيلات الحرس الوطني
- انتبهوا: النفط مثل الهر يلعق ويخربش ..!
- معظم المصائب الحكومية تأتي بعد مائة يوم..!
- مشكلة (البول) في (مرحاض) البرلمان العراقي..!
- النواب العراقيون يناقشون فوائد الزبيب..!
- سيارة رئيس الجمهورية فولكس واكَن موديل 1987
- الفاسدون مواطنون من الدرجة الأولى..!
- إلى وزير الثقافة : نظرة فابتسامة فأمر بالطباعة..!
- التواتر السيكولوجي المتواصل والتجاوز الفني المتاح في رواية ح ...
- حكاية نادرة في البرلمان عن 3 خصاوي مفقودة ..!
- الديمقراطية تنتصر حين يستيقظ الديمقراطيون..!


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - رسائل جاسم المطير ( 16 ) إلى السيد بان كي مون / الامين العام للأمم المتحدة