أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - الوجه الآخر لنيلسون مانديلا














المزيد.....

الوجه الآخر لنيلسون مانديلا


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 19 - 09:46
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



كنت أدرس فى جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك عام 1966، وأشارك فى مظاهرات الشعب الأمريكى ضد الحرب فى فيتنام، وأيضا المظاهرات من أجل الإفراج عن المناضل الافريقى نيلسون مانديلا.
تعرفت بعد ذلك على عدد من المناضلين والمناضلات ضد الحكم العنصرى فى جنوب افريقيا وخارجها، كانت المظاهرات الشعبية فى الغرب والشرق لا تكف عن المطالبة بالإفراج عن البطل الافريقى نيلسون مانديلا، لم أشهد مظاهرة واحدة فى مصر، كنا نعيش الغربة عن قارتنا الافريقية منذ حكم السادات ومبارك، حين عادت مصر الى عهد الاستعمار والتبعية حتى ثورتى يناير 2011، و30 يونيو 2013، ونجاحهما فى إسقاط حكم مبارك والاخوان المسلمين، ويستمر الشعب المصرى فى النضال من أجل الاستقلال رغم المؤامرات الخارجية والداخلية لإجهاض الثورة.
نيلسون مانديلا مناضل ثورى عظيم نال تقدير العالم شرقا وغربا، أمضى بالسجن 27 عاماً ثم أطلق سراحه بعد مظاهرات شعبية كبيرة فى معظم البلاد، خرج قويا كما كان، قاد بلاده للتحرر من الحكم العنصرى وأصبح أول رئيس أسود لجنوب افريقيا من 1994 الى 1999. كما أصبح الأمين العام لحركة عدم الانحياز من 1998 الى 1999. وهى حركة هامة كان يمكن أن تقود الشعوب الافريقية والآسيوية الى الاستقلال عن القطبين الأمريكى والسوفيتي، لولا الهزائم التى أضعفت قياداتها الثلاثة: جمال عبدالناصر وتيتو ونهرو. وقد سافرت الى جنوب افريقيا فى مناسبات متعددة، تعرفت فيها على بعض الأدباء والأديبات، بعضهم من الطبقات الوسطى والعليا يؤيدون سياسة نلسون مانديلا الاقتصادية الليبرالية، وسعيه من أجل الوحدة الوطنية والمصالحة أو احتضان العدو بلغة مانديلا حينئذ.
لكن البعض الآخر من الفقراء والشباب السود، اختلفوا مع مانديلا فى السنين الأخيرة، ورأوا أن المصالحة والتسامح لا يعنيان اطلاق سراح الجانى الذى تلوثت يداه بالدم، أو احتضان الأقوياء البيض والتضحية بالسود والفقراء والنساء، رأى بعض الشباب والشابات أن مانديلا فقد ثوريته الأولي، وكان فى شبابه معاديا شرسا للقهر الطبقي، متعاونا مع الاشتراكيين ضد الاستعمار داخل بلده وفى العالم. وفى أوائل الخمسينات من القرن العشرين تأثر مانديلا بأفكار كارل ماركاس وجواهر نهرو، لكنه بعد أن أصبح رئيس الدولة لم يعد يتحدث عن الثورة ضد النظام الطبقي، بل يتحدث عن الفقر بصفة عامة، على غرار كارتر وكلينتون، وأوباما والرؤساء الرأسماليين، أصبح مانديلا يؤمن بالبراجماتية الليبرالية، مما أدى الى تفاقم الفقر والبطالة والمرض فى بلاده، وعادت تقاليد الأبارثايد العنصرية، وبسبب تقدمه فى العمر ضعف مانديلا، وانشغل بالنساء الصغيرات أملا فى العودة الى الشباب، مثل أغلب الرجال العجائز فى ظل النظام الأبوي.
قال لى أحد الأدباء الشباب فى جوهانسبرج أثناء زيارتى لجنوب افريقيا منذ عامين، طفولة مانديلا ونشأته لعبتا دورا فى تشكيل شخصيته، حيث تعرض لعملية الختان حسب العادات الافريقية، وورث المسيحية عن أمه وخضع للتقاليد فى صباه، فى أول يوم بالمدرسة أعطته المعلمة اسما انجليزيا "نيلسون" وكان اسمه الأصلى "روليهلا هلا مادينا" كان يميل للرياضة والرقص والفن، كتب مسرحية عن ابراهام لينكولن، كان يظن أن الاستعماريين البيض يحبون الفقراء السود، ترسخ فى وجدانه الانبهار بتفوق الرجل الأبيض، لكنه فى أول شبابه بدأ يدرك الاستغلال الاستعمارى والقهر العنصري، ثم أدرك القهر الاقتصادى وأصبح مناضلا ثورياً.
وقالت لى احدى الأديبات: كنت أحب نيلسون مانديلا حتى علمت عام 1992 أنه طلق زوجته "ويني" بعد أربعين عاما من زواجهما، منها 27 سنة قضاها فى السجن. ظلت زوجته "ويني" مخلصة له، تقود المظاهرات للافراج عنه ولم تكف عن الحركة حتى أطلق سراحة عام 1990، بعد كل هذا تنكر لها واتهمها بالفساد مع انها مناضلة عظيمة، ثم تزوج للمرة الثالثة وهو فى الثمانين من عمره.
قال الأديب الشاب: هذه تقاليد الرجولة، أغلب الرجال يفخرون بغزو قلوب العذراى. ردت الأديبة الشابة: نيلسون مانديلا ليس رجلا عاديا، أنه مناضل ثورى كان عليه أن يغير التقاليد الخاطئة، وان يتمسك بالمباديء الانسانية فى حياته الخاصة وليس فقط فى حياته العامة.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منذ اكتشف الرجل -الإسبرماتوزوم-
- إنه الدم -2-
- بشائر صوت الكروان
- لم يعد يراها
- من وراء ظهرها فى فراشها؟
- فتيات الصين والثورة الثقافية
- الإبداع والثورة والحدس باللا معقول
- ثقافة الخرافة فى تونس
- زينة وهدى ودموع التماسيح
- الثورات والتحرر من اللامعقول
- تاريخ الشعوب غير المكتوب
- جبل الثلج تحت الماء
- ثلوج النرويج ونساء العالم
- داعش ومخ الإيبولا
- الاشتراكيون فى لندن وغاندى
- مقطوعات الرؤوس والوجوه
- اللا محسوس أخطر الأنواع
- الخوف من حرية العقل والمرأة
- من يذكر زينب فواز وأروى صالح؟
- النساء المقاتلات فى جبال كردستان


المزيد.....




- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - الوجه الآخر لنيلسون مانديلا