أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - دهام محمد العزاوي - العنف ضد المراة والقيم الموروثة














المزيد.....

العنف ضد المراة والقيم الموروثة


دهام محمد العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4779 - 2015 / 4 / 16 - 01:54
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كانت بداية احتلال امريكا للعراق 2003 ، فاتحة لتصور جديد بان المجتمع العراقي قد دخل عصر الحرية والانفتاح والديمقراطية ، ومع هذا التصور بدأت تتعالى الاصوات المنادية بازالة كل اشكال التعسف والاستبداد ومصادرة الحريات التي كانت سائدة ابان النظام البائد ، واعطاء الحرية لكل الفئات والمكونات الاجتماعية المحرومة لتعبر عن واقعها وكينونتها . في هذه الاجواء المفعمة بالتفاؤل كان للمرأة العراقية النصيب الاوفر ، باعتبار انها كانت من الفئات الاكثر تهميشا وقهرا ، وانها تحملت النصيب الاوفى من الابعاد بسبب مادأب عليه النظام من تفعيل للقيم العشائرية التي حجمت من دور المرأة وأعلت القيم الذكورية التي تحط من قدر المراة ومكانتها وتستبيح الاتجار بها وتهميشها اجتماعيا واقتصاديا ونفسيا ، لكن المؤسف حقا ان تلك الدعوات المتفائلة فاتها ان السلوكيات الاجتماعية المناهضة لحرية المرأة لم تكن نابعة من توجه النظام السابق ونمط حكمه القروي فحسب وانما كانت جزءا معتادا من سلوك مجتمعي ووعاء قيمي استمرأ المجتمع العراقي ممارسته في البيت والوظيفة والحياة العامة . ومن هذا المنطلق لم تصمد دعوات الحرية والانفتاح السياسي والاعلامي والفكري ، في فتح المجال امام حرية حقيقية للمراة العراقية تلغي السلوكيات العنصرية والاستلاب الحضاري الذي مورس ضدها ، ولم تشفع مباديء الدستور العراقي 2005 ، التي اقرت للمراة مفاهيم العدالة والمساواة والفرص المتكافئة في المجتمع ولا مباديء الشرعة الدولية التي صادق العراق عليها والتي نادت صراحة الى تمكين المراة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ، في ازالة الموروث المجتمعي المناهض لانفتاح المرأة ، بل على العكس زاد الانفلات بالمشاعر العنصرية والطائفية الذي شهدته الساحة العراقية في خلق اجواء عنصرية وطائفية ، فمع بداية الاحتلال وتصاعد الازمة الطائفية وظهور الاحتقان المجتمعي حصلت حالات طلاق متعددة على اساس طائفي وقومي متبادل ، دفعت المراة ثمنه هجرا وعنفا وتشريدا ، وبقيت الاسر المختلطة الاخرى محافظة على حد ادنى من التعايش الهش المصحوب في احيان كثيرة بسجالات وحالات عنف وتقاطعات نفسية واساليب تهكم وازدراء متبادل ، وخضع الكثير من العراقيين للفتاوى الطائفية المتعصبة التي تحرم الزواج المختلط بينهم وساهمت الحكومات المتعاقبة في زيادة الاحتقان الطائفي بتشريعها لقوانين طائفية وعنصرية كرست الفصام بين العراقيين ووضعت المراة في وضع انساني مهين ، فقد استهل مجلس الحكم الانتقالي عهده بالغاء القانون رقم 188 لسنة 1959 والذي ينظم الاحوال الشخصية لجميع العراقيين وفق اسس حضارية وروابط مدنية ووطنية ، وارتفعت الاصوات المنادية باقرار قانون الاحوال الجعفرية والذي يبيح زواج القاصرات ويعيدنا حسب وصف الناشطة المدنية هناء ادور الى عصر الجواري والعبيد فهو يشرعن اغتصاب الاطفال وبما يخالف احكام الشريعة الاسلامية وحتى المذهب الجعفري حسب وصفها .
وصمتت الحكومات العراقية عن قواعد قانونية اقرها قانون العقوبات النافذ ، كرس الواقع الاجتماعي المتدني للمراة واعطى علوية للقيم الذكورية السائدة في المجتمع كضرب الزوجة للتاديب ( المادة 41 /أ ) اوالقتل غسلا للعار(المادة 128 ، 129 ، 130 ، 131 ) او قتل الزوجة او احدى المحارم لأرتكاب الفاحشة ( المادة 409 ) اوانتحار المرأة وعدم معاقبة من تسبب في انتحارها ( المادة 408 / 1 ) او أغتصاب المرأة وتخفيف العقوبة بعذر قانوني مخفف اذا تزوج الجاني من المجنى عليها ( المادة 398 ) . أو زواج الفصلية او ختان النساء الذي تقره بعض الاعراف الاجتماعية والقبلية وغيرها من الامثلة التي تزخر بها القوانين والاعراف الاجتماعية في العراق والتي تصب جميعها في دائرة العنف ضد المراة نتيجة التسط الذكوري والعشائري الذي جعلها اسيرة لمعتقدات واعراف بالية . ان هذه القيم الاجتماعية والنصوص القانونية احيطت بتفسيرات مغالية وجانحة لنصوص دينية جعلت المراة تقبع في الخانة المتاخرة من سلم الحياة الاجتماعية ، فهي ناقصة عقل ودين وهي عوجاء خلقت من ضلع اعوج وان الرجال قوامون على النساء حتى في طموحاتهن واحلامهن ، وان المرأة لاتصلح للخدمة العامة وان محلها البيت والطبخ والغسيل وتربية الاولاد ، اما الولاية الكبرى اي الحكم والسياسة فحرام عليها دخولها او حتى الاقتراب منها ، ومعلوم ان النص الديني في عموم مجتمعاتنا له مكانته من التطبيق حتى وان خضع للتشديد والتشويش والتدليس والتعصب والاوهام حسب وصف الشيخ عبد الرحمن الكواكبي . عقد من زمن التغيير مضى وواقع المرأة في تراجع ، والحركات والمنظمات النسوية المطالبة بالتغييراصبحت محاصرة ومغيبة بل ان بعضها مشلول بحكم نقص الاموال وضعف الدعم الحكومي والمجتمعي ، فضلا عن قلة الناشطات النسويات ذات التاثير والفاعلية ، والطامة الكبرى في مجتمعنا اليوم ان قلة الوعي وضعف التعليم والفهم الناقص للدين ، جعل كثيرا من نسائنا يؤمن يقينا بغلبة قيم الذكورة وان الرجل اولى بالسيادة المجتمعية ، وان لامحل للمراة في القيادة حتى وان شكل النسوة 60% من المجتمع ، كانت الانتخابات البرلمانية التي جرت 2014 ، والتي ذهبت فيها جل اصوات النساء للمرشحين الرجال ، انتكاسة كبيرة لجهود بث الحياة لواقع المرأة المتخلف في مجتمعنا ، هذه الانتكاسة وان كان الواقع لايعفي من تكرارها في مواطن اخرى مستقبلا ، الا انها لايجب ان تحبط محاولات ومساعي ناشطي المجتمع المدني ومثقفي المجتمع العراقي بكل اطيافهم لتغيير واقع المرأة حتى وان بقيت عجلة المجتمع تدور الى الوراء .



#دهام_محمد_العزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنصرية بين قيم المجتمع والسياسة
- في ذكرى النكبة : اسرائيل التي قهرت ارادتنا
- رجال الطين وتبلد القيم الدينية في المجتمع العراقي
- العدالة الاجتماعية
- الامن الانساني : المفهوم والدلالة
- من تركيا الى العراق .... دروس وعبر
- العلاقات العراقية الخليجية :ارث الماضي وتحديات المستقبل
- فشل المأدلجون ونجح تويتر وفيسبوك


المزيد.....




- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - دهام محمد العزاوي - العنف ضد المراة والقيم الموروثة