أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - غزة ما بين المصالحة والإنفصال














المزيد.....

غزة ما بين المصالحة والإنفصال


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4758 - 2015 / 3 / 25 - 17:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندما شنت اسرائيل عدوانها الأخير في تموز/2014 على قطاع غزة،كنا ندرك بان الهدف ليس غزة،بل الإنشغال في الحرب على غزة من اجل الإجهاز على القدس،والمغدور شارون عندما إنسحب من غزة،قال:- بانه إنسحب من غزة من اجل السيطرة على الضفة الغربية والقدس...والآن يعاد طرح مشروع الدولة الفلسطينية المؤقتة بقوة بعد فوز الليكود في الإنتخابات الإسرائيلية،وتصريحات نتنياهو بأن لا دولة فلسطينية غرب نهر الأردن ولا تقسيم للقدس ولا عودة للاجئين.
واضح بأن الحالة الفلسطينية المنقسمة على ذاتها واستمرار المناكفات والتحريض والتحريض المضاد وعدم تحقيق المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية،وكذلك ضعف حكومة الوفاق الوطني،وغياب دورها عن القطاع لأسباب ذاتية وموضوعية منها إهمال وعدم اهتمام بهموم وشؤون القطاع المعيشية والحياتية (المشاكل الإقتصادية والاجتماعية والخدماتية) ومنها عدم تمكين حماس لها من القيام بدورها ومهامها ومسؤولياتها.
كذلك تراكم وتفاقم المشاكل في القطاع بسبب عدم فتح المعابر وعدم رفع الحصار وبطء دوران عجلة الإعمار،وعدم تلقي موظفي سلطة حماس لرواتبهم،مما فاقم من مشاكل وهموم القطاع فقر وبطالة وإنقطاع كهرباء ومشاكل صرف صحي ومياه وغيرها...وهذه المشاكل فاقمت من ازمات حماس المالية والسياسية،وأصبحت حماس تفكر بطريقة كيف تستطيع ان تنجو بنفسها وتحفظ سلطتها،وفيما يبدو انه تحت هذا الضغط قد تقدم على خطوة من شأنها اذا ما نفذت بعيداً عن الشراكة والقرار الوطني،انت تذهب بالقطاع الى خطر الإنفصال،من خلال التوقيع على هدنة طويلة مع حكومة الإحتلال،تلك الهدنة التي ستشكل خطر جدي على المشروع الوطني الفلسطيني،ليس فقط من خلال أن يصبح هناك تمثيل مواز للسلطة ومنظمة التحرير فقط،بل هذا سيضعف الموقف الوطني بشكل كبير،وبالتالي سيسمح بتنفيذ الرؤيا والمشروع الصهيوني بالسيطرة على القدس،وإقامة الكانتونات الفلسطينية المعزولة في الضفة الغربية.
قيادات حماس تتحدث من هنية الى الزهار وموسى أو يحيى وغيرهم عن مشروع الهدنة الطويلة مع دولة الإحتلال،وأنه لا توجد موانع لديهم من تنفيذ هذه الهدنة على ان تشتمل على وقف شامل للأعمال العسكرية والعدوان على القطاع وفتح للمعابر ما بين القطاع والأراضي المحيطة به( الداخل الفلسطيني) ورفع للحصار وإعادة الإعمار والسماح بحرية الإستيراد والتصدير من والى القطاع،يضاف لذلك بناء الميناء وإعادة فتح المطار،وحتى لا نتطير كثيراً أنه في ظل غياب أفق للمصالحة وإستعادة جدية وحقيقية للوحدة الوطنية،فالباب سيصبح مشرعاً على مصرعيه للتدخلات العربية والإقليمية والدولية وحتى الإسرائيلية لفرض حلول على الشعب الفلسطيني،من شأنها قتل مشروعه الوطني وتغيب قضيته وتفكيكها،فما يجري من مبادرات تطرح وتشارك فيها قوى دولية كسويسرا وإقليمية كتركيا وعربية كقطر،ليست بعيدة بمعزل عن التشاور بشأنها مع اسرائيل وأمريكا،وانا اجزم بأن اللقاءات الإسرائيلية – القطرية بهذا الشأن من اجل ربط غزة بالكهرباء الإسرائيلية والسماح بدخول مواد الإعمار عن طريق اسرائيل،والدور التركي في قضية إنشاء ميناء بحري للقطاع كمنفذ على العالم،وحل مسألة الرواتب لموظفي حماس من خلال سويسرا،وربط كل ذلك بالتصعيد العسكري ضد الجيش المصري من قبل القوى التكفيرية والظلامية في سيناء،مع كل فتح لمعبر رفح،يؤشر على أن هناك قوى تسعى الى تنفيذ مخطط يصل في نهاية الى فصل القطاع بشكل نهائي عن الضفة والقدس.
البعض قد يقول هذا كاتب لا يريد أن يرحم ولا أن تنزل رحمة ربنا،فالوضع في القطاع كارثي بكل المعاني،والناس في كرب شديد،والناس تريد ان ترى حلول لمشاكلها المتفاقمة،وما البديل أمام حماس في ظل غياب المصالحة وإهمال حكومة الوفاق للقطاع وتفاقم مشاكل وأزمات القطاع؟ فهموم الناس كبيرة وإقرار حماس للهدنة سيجعلها مثار ترحيب من قبل الشارع الغزي،الذي يريد ان يرى حلاً لمشاكلة.
المخاطر كبيرة والتدخلات كثيرة،والمشروع المعادي يريد أن يستهدف مشروعنا الوطني،فهو سيستخدم حماس في الضغط على السلطة في مفاوضاتها مع الإحتلال والذهاب الى المؤسسات الدولية،من أجل الموافقة على المطالب والإشتراطات الإسرائيلية،فحماس يبدو انها باتت مطلوبة من قبل العديد من الأطراف الدولية وبموافقة العديد من الأطراف العربية والإقليمية،والمأساة بان ضعف السلطة الفلسطينية وتآكل هيبتها،وحرصها على العلاقات مع الأطراف الراعية للمشروع الذي قد يلحق ضرراً بالغاً بالمشروع الوطني الفلسطيني (قطر وتركيا)،والمشروع الوطني لن يكون فقط هو الضحية،فحماس ستدفع ثمناً باهظاً،وان كانت ستستفيد بالشكل الاني،فالمشاريع والمبادرات الغربية المطبوخة في مطابخ "السي آي آيه" وبموافقة الموساد والحكومة الإسرائيلية عليها...ستطلب من حماس وغيرها اشتراطات كبيرة،تفرغها من محتواها كحركة مقاومة،في المقدمة منها حل كتائب القسام ووقف تصنيع وتهريب السلاح وغيرها.
نحن نعرف الإحتلال جيدا لا يلتزم لا بمعاهدات ولا إتفاقيات،فقط مصالحه وامنه،وما دون ذلك يدوس على كل الإتفاقيات والتعهدات،وبالتالي بموقفنا الموحد وتغليب المصالح العليا لشعبنا الفلسطيني،نوقف التدخلات عربية وإقليمية ودولية في شؤوننا الداخلية. إن تفرد حماس بقرار الهدنة مع الاحتلال سيكون أمراً كارثيا بكل معنى الكلمة، ويخدم الإحتلال في مشروع الحدود والدولة المؤقته،أن ما يفكر فيه العدو الصهيوني اتجاه قطاع غزة، لا يخرج من إطار حالة الصراع والاشتباك.
على حماس أن تراجع موقفها ،وان تتصرف بمسؤولية وطنية،عليها أن لا تقدم على توقيع اتفاق هدنة مع الإحتلال بشكل منفرد،عليها ان تعرض المشروع وتنضجه حواراً ونقاشاً من خلال عرضه على الفصائل ومنظمة التحرير للتقرير الجمعي بشأنه.

القدس المحتلة – فلسطين
25/3/2015
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعود اوباما مجدداً للفلسطينيين شيكات بدون رصيد
- ما الذي يجري....غزة في خطر...؟؟؟
- ليبرمان :- الموت لعرب الداخل بالفؤوس...والإعدامات للأسرى
- لماذا زيارة ناصر جوده لطهران الان...؟؟
- نتنياهو حاكماً -فعلياً- للولايات المتحدة الأمريكية
- الجهاد الإسلامي ....حاضرة في الأزمات
- من المسؤول عن تدمير الدولة القومية وضياع الهوية..؟؟
- مصر....السعودية ونهاية شهر العسل
- غزة ....برميل بارد سينفجر
- لماذا كل هذا الإجرام والقتل الوحشي ..؟؟
- لماذا عملية شهداء القنيطرة ..؟؟
- الأردن و -داعش-
- إسقاط الطائرة الأردنية وحرق الطيار الأردني مخطط مدروس
- هل حسمت حماس تأرجحها..؟؟
- عقلية واحدة حرقت الشهيدين أبو خضير والكساسبة
- -داعش- تتغول في الإرهاب
- هل يجد الإرهابيون أنفسهم في بطالة ..؟؟
- هل وصلت رسائل السيد حسن نصر الله..؟؟
- عملية شبعا رد.....أم بداية رد.....؟؟
- القنيطرة والرد...بسيط إستراتيجي وفتاك


المزيد.....




- حفل -ميت غالا- 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمر ...
- خارجية الصين تدعو إسرائيل إلى وقف الهجوم على رفح: نشعر بقلق ...
- أول تعليق من خارجية مصر بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطي ...
- -سأعمل كل ما بوسعي للدفاع عن الوطن بكل إخلاص-.. مراسم تنصيب ...
- ذروة النشاط الشمسي تنتج شفقا غير مسبوق على الكوكب الأحمر
- مينسك تعرب عن قلقها إزاء خطاب الغرب العدائي
- وسائل إعلام: زوارق مسيرة أوكرانية تسلّح بصواريخ -جو – جو- (ف ...
- الأمن الروسي: إسقاط ما يقرب من 500 طائرة مسيرة أوكرانية في د ...
- أنطونوف: روسيا تضطر للرد على سياسات الغرب الوقحة بإجراء مناو ...
- قتلى وجرحى خلال هجوم طعن جنوب غرب الصين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - غزة ما بين المصالحة والإنفصال