أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عامر صالح - داعش والبيشمركة وفنون قتل الأسرى والدروس المستخلصة !!!














المزيد.....

داعش والبيشمركة وفنون قتل الأسرى والدروس المستخلصة !!!


عامر صالح
(Amer Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4729 - 2015 / 2 / 23 - 17:43
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



عامر صالح

أن الإمعان في القتل والتفنن في الإبادة لأسرى داعش من مقاتلين يقعون في حوزتهم والتلذذ بوسائل تعذيبهم يعبر بكل الأحوال عن ظاهرة السادية التي تعبر عن التلذذ في إيقاع الألم في الطرف الآخر والتلذذ بالتعذيب عامة. وإذا كان البحث جاري لدى داعش وغيرهم من المجرمين لإيجاد مبرر ديني وإضفاء قدسية على فعل الجريمة المرتكب بحق الأسرى, فأن الأمر هنا لا يتجاوز حالة الهستيريا المرضية التي يعاني منها تنظيم داعش والناتجة من الكبت الطويل ذو النشأة الشاذة لدى أفراد التنظيم والذي يتحول بدوره إلى إحباط حياتي مزمن والإحساس بعدم الجدوى من الوجود المقترن بالعدوان على الآخر بشتى صنوف الأذى وتقنياته اللاانسانية !!!.

لقد تفننت داعش بوسائل الرعب والإبادة الفردية والجماعية بما يندي جبين الإنسانية ويهز كرامتها, فقد استخدمت قطع الرأس, والرمي بالأشخاص من المرتفعات العالية, وتفجير الرؤوس, والرجم, والحرق بوسائل وتقنيات تثير الرعب والخوف لدى مشاهدي أفلامها الهوليودية المنشورة على ألنت, والعضة الداعشية للنساء لحد الموت’ والمقابر الجماعية للضحايا بعد استعراضهم بطريقة وحشية وكذلك الاغتصاب الجنسي للنساء والأطفال من الإناث بواجهات شرعية مزيفة مثل " جهاد المناكحة " وغيرها من وسائل القتل والإذلال !!!.

وبعد حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة في الثالث من فبراير أمام أعين العالم تستعد داعش في فلم آخر مرعب لحرق ما لا يقل عن 17 أسيرا من مقاتلي البيشمركة الأبطال, وقد تم استعراضهم في أحياء مدينة الحويجة في جنوب غرب مدينة كركوك الغنية بالنفط, مكبلين بالأقفاص الحديدية ومرتدين الملابس البرتقالية, رمز داعش في القتل, كما انتزعوا منهم اعترافات قصريه تحت وطأة التعذيب والتهديد وكما هو معروف, واستخدموا في ذلك أكرادا متواطئين مع داعش باستخدام اللغة الكردية معهم وليست الترجمة الغير مباشرة لأقوالهم, في محاولة للتأثير وزرع الرعب والاستمالة لداعش من خلال نصائح الأسرى في الكف عن محاربة داعش ولإضعاف معنويات قوات البيشمركة البطلة وتسفيه تضحياتها في مقاتلة الإرهاب وداعش بوجه خاص !!!.

أن العمليات الإرهابية لداعش وأخواتها تنسجم كثيرا مع رؤى البروفسور بروس هوفمان في قوله : " إن الإرهاب هو الخلق المتعمد للخوف واستغلاله في تحقيق التغير السياسي , وبالتالي فهو دون شك شكل من أشكال الحرب النفسية ", ويؤكد أيضا أن الناس كثيرا ما يتعرضون للقتل والإصابات المأساوية في هجمات الإرهابيين, إلا أن الإرهاب بطبيعته يرمي لأحداث آثار نفسية بعيدة المدى بشكل يتجاوز الضحية أو الضحايا المباشرين وما استهدفه عنفهم, فالإرهاب يرمي إلى غرس الخوف في داخل النفوس وبالتالي إلى إرهاب المجموعة التي يستهدفها الإرهابيون وللتأثير على سلوكها. أن الإرهاب في العراق يجسد هذا النمط من التصور للفعل الإرهابي في محاولة لإعادة بناء التحالفات السياسية وفق أجندة خارجية وداخلية وفي ظل ظروف غياب ملموس لسلطة الدولة والقضاء العادل وضعف الممارسة الديمقراطية, وضعف المؤسسة العسكرية وانهيارها المؤقت أمام داعش, والخلافات والتوجسات بين سلطة إقليم كردستان والسلطة الاتحادية, يقابلها في الطرف الآخر مواطنا مخترق في الأمن والخدمات والعيش الكريم !!!.

أن جرائم داعش تستند إلى أرضية عراقية هشة, قوامها الصراعات الطائفية والمحاصاصاتية والفساد الاقتصادي والإداري والمالي والذي يخترق بطبيعته وطنية الفرد وانتمائه النزيه للوطن والمواطنة, وتأتي جرائم وتفنن داعش في القتل والإبادة لتزرع مزيدا من الردة النفسية وخلق حالة الرعب لدى المقاتلين من البيشمركة والجيش والحشد الشعبي والفصائل " السنية " المقاتلة ضدها, وحذار من نتائج حرق ال 17 او 21 من البيشمركة الأسرى أن لا يؤدي ما تتمناه داعش وتسعى أليه من إضعاف لمعنويات المقاتلين ضدها وخلق حالة تمرد وانكفاء وإحباط داخل إقليم كردستان, وفي صفوف القوى الأخرى المحاربة لداعش !!!.

وعلى ما يبدو فأن الحرب ضد داعش لا سقف زمني لنهايتها وكما توقع الغرب وأوربا وبغض النظر عن أسباب إدامتها والاستفادة منها في تنفيذ أجندة داخلية وخارجية, فأن العامل الوطني الداخلي هو العامل الحاسم ويقلب كما يفشل كل الأجندة التي تختفي وراء إبقاء نهاية داعش إلى اجل غير معلوم. والنصر لكل الجهود الوطنية المخلصة للحد من تمدد داعش في التراب العراقي. فالقضاء على داعش أولا والبقية تأتي !!!!.



#عامر_صالح (هاشتاغ)       Amer_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام السياسي والشوفينية العرقية لا تبني مستقبلا كريما !!!
- العضة الداعشية في الميزان السيكولوجي !!!
- نحو إعادة التذكير بنكسة الثامن من شباط/1963 وأبعادها التربوي ...
- لماذا دول الشرق الأوسط هي الأكثر نسبة في رفد تنظيم داعش بالإ ...
- إعادة إنتاج العبودية الثقافية والسلوكية !!!
- نحو حشد شعبي عراقي عابر للطوائف لدحر داعش !!!
- جموع الحشد الشعبي الشيعي بين مقاتلة داعش ودعاوى الشكوى منه ! ...
- الإرهاب ضد الصحافة الفرنسية إنكار لأبسط القيم الإنسانية وقيم ...
- ملاحظات أولية حول السرقات الفكرية في ألنت منظومة التواصل ال ...
- - انهيارات - الشاعر سعدي يوسف في السيكولوجية المعاصرة !!!
- التجارب الميدانية للإسلام السياسي تستدعي مزيدا من التحييد ال ...
- السب والتهجم على الرموز الدينية بين - الجرأة - والثقافة الضح ...
- الفرق بين محاربة الدين ومحاربة الإسلام السياسي !!!
- في سيكولوجيي العشيرة وثوار العشائر بين مفهوم الثورة وتصدع ال ...
- داعش ودلالات قطع الرؤوس بين القدسية والبحث عن قرينة تاريخية ...
- التعصب والاحتقان الطائفي وصعوبة بناء حكومة وطنية مهنية !!!
- التعليم العالي والبحث العلمي: الصعوبات ومبررات الإصلاح ومهمة ...
- أطرح مجددا أمام الحكومة الجديدة والبرلمان: المرتكزات الأساسي ...
- الخلفية الدينية المقدسة لفهم ظاهرة الهوس الجنسي والملذاتي لد ...
- حيدر ألعبادي بصيص أمل في وسط عتمة لا تطاق في الأخلاق والسياس ...


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عامر صالح - داعش والبيشمركة وفنون قتل الأسرى والدروس المستخلصة !!!