أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - قراءة في فكر المستفيدين من الاسلام سياسيا (7)















المزيد.....

قراءة في فكر المستفيدين من الاسلام سياسيا (7)


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 4720 - 2015 / 2 / 14 - 10:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الظواهر والتركمات ومقولات المستفيدين من الاسلام سياسيا في الماضي البعيد أو القريب، وكل ما حصل فيها على شراسته وغرابته، يمكن تفهمها وادراكها وبحثها ودراسة اسبابها ورصد بواعثها، واين السياسة فيها؟ واين الهلوسة؟ واين تكمن المطامع الدنيوية وإلى ما أدت وامتدت؟
لكن الغليان الحاصل منذ ما يقرب من خمس وثلاثين سنة، وتصعيده الدموي المستهجن في آخر عقد، امر يحيّر أي مدقق يرصد كل ظواهره وبواعثه، ويجعل الدارس في حيرة تسمية ابطاله كافة على المسرح؛ هل الخوميني فقيه أو سياسي أو عسكري أو إمام؟ السؤال نفسه ينطبق على الملاّ عمر واسامة بن لادن وأيمن الظواهري وأبو مصعب الزرقاوي وعبود الزمر وحسن نصر الله. اختلطت الامور وتشعبت بين الحق والباطل. بين ما يقولوا وخفايا سجلاتهم في الاستخبارات العالمية. بين اتفاقات التآمر وبروتوكولات الصمت المتفق عليه. بين المعقول والخيالي وما يكرره ويردده الناس في المنتديات. بين ما نراه على الارض، وما ينقله صحافيون كبار عن مصادر موثوقة. بين ما هو إستفادة من الدين وما هو سياسة وما هو مصالح دنيوية.
اختلطت الامور فعلا مع ترديد ما يُقال بعد طرد صوت العقل وحجة المنطق. وبمجرد ان يمسك أي دارس بخيط ويعتقد انه التقط اوله ليصل الى طريق ما، سرعان ما يجد نفسه ضائعا في تفاصيل جانبية، ويجد اوراقه اختلطت مرة اخرى، ويندهش من ان كل ما عرفه مجرد تفاسير ناقصة؛ في لحظة يجد نفسه ممسكا بخيط استخبارات، ومرة بخيط المال، واخرى بالجنون واحلام الالوهية، ورابعة بصراع اقليمي، أو تأجير ارض وطن لعمليات عسكرية، لصالح عدو ظاهر للعيان لكنه مجرد لاعب آخر في الشبكات المتقاطعة، واخيرا بالربيع المشبوه إياه ومحاولات المستفيدين من الاسلام سياسيا الاستيلاء على اراض بعيدة عن سلطات دول تضعضعت لممارسة القرصنة، مثلما يحدث في سورية والعراق، أو اراضي اهملتها الدولة وتعاملت مع مواطنيها على انهم مزدوجي الولاء مثل سيناء بمصر.
وفي كل طريق يمشي الباحث فيه لابد ان يجد نفسه بالحدس والقرائن والحاصل وسيناريو الذي سيحدث لأنه تكرر من قبل، امام ايادٍ خفية تدير وتدفع حمم هذا البركان باتجاهات يبدو انه مرتب لها مسبقا، لكن المتوقع ان تفلت من ايادي مدبريها ومموليها ومُنفذّيها وتحرق الجميع، لأن اللعب بورقة الدين لا يمكن التحكم فيها كلعبة سياسية أو كمبيوترية مثلما يظن صانعو الخرائط السياسية وهما.
التعليل الناقص
قال راصدو الحركات المستفيدة من الاسلام، انها عادت للظهور في سبعينات القرن الماضى. هذا متفق عليه، لكن تعليل ظهورها يحتاج مناقشة، لأنهم وضعوا الاصل لظهورهم، حين تخلى العالم العربي عن الاسلام في صراعه مع إسرائيل، التي تقوم على اساس ديني توراتي، ما دفع البعض ان يجعلوا الامر صراعا دينيا بين مسلمين ويهود، وجعل مسيحي العالم العربي على درجة مستشار لا يلتزم احد بكلامه على أحسن تقدير داخل الصراع، أو لإلقاء كلمات في مناسبات، تنال التصفيق ويكون نصيبها النسيان.
الطرح غير مقنع، لأن اسرائيل وإن قامت على اساس ديني فهي دولة علمانية. ولو اخذنا مصر على سبيل المثال، وسألنا: هل تركت مصر الدين ما قبل 1967 وعادت له في 1973 فسنجد ان الامر غير صحيح تماما. فمصر منذ عشرة الاف سنة على دين أرضي أو إبراهيمي، وايمان عميق بالخلود والروح والبعث قبل ان تنادي به المسيحية والاسلام بقرون طويلة. ثم ان ظاهرة الاستتفادة من الاسلام سياسيا تصاعدت بعد نصر تشرين/اكتوبر.
قيل من جهة اخرى ان العالم العربى تشّبه بالحضارة الغربية، وبدأ الذوبان وانحصرت حضارته، وهي مقولة تحتاج إلى مناقشة، لانها تخلط بين الحضارة والثقافة. وقالوا ايضا ان ارتفاع اسهم المستفيدين من الاسلام سياسيا سببه الحالة الاقتصادية المتراجعة، وهي مقولة تحتاج الى الكثير من التروي لان الظاهرة وجدت في دول غنية مثل السعودية ودول الخليج وماليزيا، ودول تعاني مشاكل اقتصادية مثل مصر والسودان واليمن.
اذا تركنا جانبا الاسباب التي اوصلت ظاهرة الاستفادة من الاسلام سياسيا الى حالتها الراهنة، لانها أبعد وأعمق من المقولات المطروحة، التي يكوّن بعضها خليفة الصورة، لكنه ليس المقصود نفسه، نجد ان هناك ظواهر لا تخطئها العين، منها ان هذه الظاهرة تداخلت وتشعبت، وجعلت بعض اصدقاء الامس اعداء اليوم، كما جعلت إسرائيل ليست عدو العالم العربي الاول كما كانت في زمن العسكرتاريا. كما بدأت عملية تلقين إنزواء الوطنية بالايحاء في عقول الناس، وتمثلت علانية في قول مشهور جدا لمرشد الاخوان المسلمين مهدي عاكف: "طظ في مصر وأبو مصر وألي عايشين في مصر. انا ميهمنيش يحكم مصر واحد ماليزي".
لا جواب واضحا سوى ما نراه على الارض واقعيا اليوم على اسباب الصداقة.. ولماذا العداوة.. وأسباب إنزواء الوطنية. كما يشعر الانسان بالحدس والقرائن والملابسات، بالايادي التي لعبت وعبثت ودفعت هذه الظاهرة لتأخذ حجمها الشرق أوسطي والدولي. وأخطر ما في الامر ان الاوراق الدينية هذه المرة فاقت اوراق بونابرت، ونزاعات القرن التاسع عشر، واصبح المال ذا ارقام فلكية، وأصبح أهل القِبلة يتحدثون عن دم بينهم لا يمكن ان يُنسى.
المال والسيف
كانت بدايات القرن العشرين استكمالا ليقظة العالم العربي التي بدأت من التاسع عشر. وشارك فيها كل رجال الفكر العربي، من أقصى يمينه إلى أقصى يساره، وحاولت كل مجموعة فكرية ان تنشر افكارها وتدعو لها. فمنهم من كان متمسكا باحلام الخلافة العثمانية، ومنهم من نادى بثقافة حوض البحر المتوسط.، وطلب آخرون قطع كل علاقة مع الماضي والاتجاه نحو الغرب. وظهرت مع الشيوعية كل درجات الاشتراكية. كما ظهرت حركات الفاشية، وظهرت حركة الاخوان المسلمين المستفيدة من الاسلام سياسيا .
مع تصاعد حركة القومية العربية، ووصول العسكر الى أغلب كراسي حكم الدول العربية، انحسرت معظم الافكار الاخرى، وقُمعت قمعا عنيفا. وبطبيعة الحال كان لابد ان يُفرض الصراع بين التيار المستفيد من الاسلام سياسيا والعسكر الذين وصلوا الى الحكم، وحدث في مصر الصراع بالسجن والاعتقال. وفي سوريا بدك المدن على البشر. وتكرر المشهد في العراق مع مزيد من الوحشية، ولم يتوان العقيد القذافي عن وصف الاخوان المسلمين باخوان الشيطان، ما دعا الجماعة إلى مغادرة بلادهم تحت وطأة العنوان الكبير الذي رفعه العقيد، فهربوا الى الخليج واوروبا. وفيها وصفوا انفسهم بالمهاجرين، كما حصل ايام النبي محمد حين كانت الهجرة إلى حاكم مسيحي في الحبشة. أما في الخليج، والسعودية حصن الوهابية، فلم يُرصد إلى الان ماذا يدبرون هناك رغم وضوح النوايا، وانهم مع بداية سبيعينات القرن العشرين كانوا اصحاب دور من خلف الستار في تمويل ومساعدة كل الحركات التي تشبههم وتستفيد من الاسلام سياسيا.
قبل ذلك وطوال خمسينات وستينات القرن نفسه، لم يُرصد أي فكر مستفيد من الاسلام سياسيا على درجة كبيرة من العنف، بعد تحجيم الاخوان المسلمين، نزل على الارض للتطبيق سوى سيد قطب، الذي يمكن مراجعة كتبه "في ظلال القرآن" و "معالم على الطريق"، وكان الامن المصري متيقظا للامر، وأفشل المخطط قبل تنفيذه، ومنع بث الحياة في تنظيمه الخاص، الذي كان ينوي تفجير القناطر الخيرية، الذي لو تم لمات حوالي مليون شخص في القاهرة. والمؤكد ان هذا الامر، لم يعط الرئيس عبد الناصر أي هامش تسامح مع قطب ومجموعته التي قُدمت إلى المحاكمة وتم اعدامهم، رغم التدخلات والتمنيات من بعض الدول الاسلامية بعدم اعدام قطب شخصيا.
كذلك لم ُترصد أي محاولة لنشاط أصولي أو نشاط من الاخوان في مصر، سوى محاولة احياء "الجهاز الخاص" المعروف عنه تنفيذ الاغتيالات السياسية للاخوان لمن يعارضهم. وفي ادبيات الاخوان مقولة من يعادي الله يعادي الأخوان. وقال مرشدهم العام مصطفى مشهور علانية: من يعادي الاخوان يعادي الله ورسوله.
ثم لعب المال دورا عظيما في نشر التطرف في الفورة الاخيرة، خصوصا منذ السبعينات، وأصبح في كثير من الدول وكلاء ومعتمدو قبض ومتعهدوا تنفيذ، ومع طفرة اسعار البترول بعد حرب تشرين/اكتوبر، اصبح المال يتسع للكثيرين، ودخل إلى حقل الاعلام المتعاظم ولعب دورا كبيرا فى فرض الواقع فرضا، وحجب الحقائق عن الناس.
ذكر الرئيس ريتشارد نيكسون رأيا جدير بالتأمل في كتابه "نصر بلا حرب" في سياق ما يحدث، وقد كتب الرئيس نيكسون "على الولايات المتحدة ان تعمل على تحويل الطاقة النووية للاغراض الصناعية التكنولوجية، بديلا عن البترول حتى تتخلص اميركا من ادمان بترول الشرق الاوسط".

للموضوع صلة



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (6)
- قراءة في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (5)
- قراءة في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (4)
- قراءة في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (3)
- قراءات في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (2)
- قراءات في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا
- التنويريون والمرأة اعداء المستفيدين من الاسلام سياسيا
- إذا كان الله لا يخاف فالبشر يخافون


المزيد.....




- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...
- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - قراءة في فكر المستفيدين من الاسلام سياسيا (7)