أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - الطيار الأردني والمغيرة العجلي














المزيد.....

الطيار الأردني والمغيرة العجلي


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4713 - 2015 / 2 / 7 - 01:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لمن لا يعلم .." المغيرة بن سعيد العجلي"..هو أحد متطرفي الشيعة الذين حرقهم الخليفة الأموي.."هشام بن عبدالملك"..حياً..غضب عليه الشيعة ولعنوه قبل أن يلعنه الأمويين، وللإمام الصادق أخبار تفيد لعنه وطرده من مذهب الشيعة ومن الإسلام..حيث ادعى بعض مؤرخي الشيعة أنه كان يكذب على الأئمة ويضع عليهم روايات لتشويه سمعتهم ومكانتهم.

ادعى النبوة وله شطحات غريبة، اعتقلوه وأمر الخليفة بحرقه حياً، فكان إعدامه على يد المجرم الأموي الشهير.."خالد بن عبدالله القسري"..عام 119 هجرية ، وشهرته أنه نفس المجرم الذي ذبح المفكر الشهير.."الجعد بن درهم"..في عيد الأضحى.

في النهاية كان المغيرة العجلي خصماً سياسياً أو دينيا، ولو كانت له عقوبة فليست أعظم من الإعدام دون تعذيب، أما حرقه حياً وتعذيبه بالنار هو فعل متوحش ترفضه الأديان، وهو فلسفة الطغاة والمجرمين في القرآن الكريم، حيث كانت تلك فلسفة قوم إبراهيم الطُغاة بعد أن فشلوا في إقامة الحجة على النبي قاموا بإلقائه في النار حياً، ونفس الفعل مع أصحاب الأخدود، وهذا يعني أن المؤمن يتعفف عن هذا السلوك الغير آدمي الدال على الغِلظة والوحشية.

عندما قلنا أن داعش تُحيي سيرة الأمويين وجرائمهم لم نكن نتكلم من فراغ، فذبح الحسين والتمثيل بجثته فعلته داعش مع ضحاياها، وحرق المغيرة العجلي فعلته داعش مع الطيار الأردني.

وطبيعة أي مجرم يحاول تبرير جرائمه، فالأمويون اتهموا الحسين بالخروج والزندقة وإشاعة الفوضى فذبحوه ، والدواعش اتهموا الطيار الأردني بالردة وقتل الأطفال فحرقوه...وهكذا أي مجرم يبرر جرائمه على الأقل لكي يكون راضياً عن نفسه وفعله.

الأحاديث التي تؤمن بها داعش وضعت في عهد الدولة الأموية وتم تدوينها في العصر العباسي، وتوجد أحاديث لا يعلم الأمويون عنها شيئاً رغم كونهم الأسبق في الزمن، وهذا دليل على أن وضع الأحاديث ظل إلى القرن الثالث والرابع بل توجد أحاديث ظهرت لأول مرة في كتب السيوطي وابن حجر في القرنين التاسع والعاشر، بل والأدهى من ذلك توجد أحاديث تم وضعها في القرن الرابع عشر بعد غزو العراق للكويت..

أي جماعة وأي فرقة تعتمد على التقليد وأقوال السابقين ستمرق من الدين كما مرقت داعش، فكل متدين يختار دينه وفق طبيعته وتكوينه الشخصي، أي أننا في الحقيقة لا نؤمن بإسلام واحد بل ملايين من الإسلام، كل دين مختلف عن الآخر، والتقليد يستدعي أجواء الكراهية التي حلّت في الطبائع الأخرى، فيجري استعادة السلبيات قبل الإيجابيات كون التقليد لم يتم إلا عن حاجة ومنفعة.

وكما يُقال أن فعل الشر أسهل من الخير، وفي التاريخ كان الهدم والشر علامة لبدايات ونهايات الدول، فما من دولة تنتهي أو تبدأ إلا ويشيع معها الشر وكافة صنوفه من الظلم إلى القتل إلى السرقة إلى كل صنوف الطغيان، حتى روي في كتاب .."مقاتل الطالبيين".. لأبي الفرج الأصفهاني أن أبي جعفر المنصور دفن بعض الشيعة أحياء، وهذه جريمة لم نراها بعد عند الدواعش، لكن حرق الطيار الأردني ربما يوازيه استدعاء هذه الجريمة من التاريخ.

وهذا يعني أن نموذج حرق المغيرة العجلي تم استدعائه لحرق الطيار الأردني اعتماداً على نصوص وأحاديث تُجيز ذلك من فعل الصحابة ، أي أننا لن نبرح التاريخ ونصوصه ومآسيه حتى نتخلص من التقليد وقدسية الموتى ونعلن فتح باب الاجتهاد والنظر في الأدلة حتى يتسنى لنا علاج الجريمة في الأفق الديني مرحلياً .

ليس المطلوب الآن أكثر من وقف المذابح باسم الدين، على أن يرافقه تحدٍ آخر وهو النظر العقلي لضمان عدم استدعاء هذه الجرائم مرة أخرى، وقد يحدث ذلك إذا انتقل العرب من حالة البداوة المعاصرة إلى حالة حضارية يكونون فيها أقرب للإنسان من الحيوان، فتمدد السلفية سمح بشيوع نوع من الغرائز الحيوانية فتكت بالبشر قبل أن تفتك بشئ آخر أقل أهمية، وقد حارب الأسبقون الفكر السلفي محذرين من خطورته على الأجيال اللاحقة، وقد وصل التحذير متأخراً مع شيوع العلم والتواصل المعرفي وشبكات الإنترنت.

فَعَلِم العوام لأول مرة أن ما عرفوه دهراً لم يكن سوى رأياً واحداً يقابله آراء أخرى ليست أقل حجة ومنطقية، وما ظاهرة الإلحاد بين الشباب العربي إلا نموذجاً للنظر العقلي في الدين، مع ضعف بائن في مؤسسات الدولة التعليمية والدينية، لم يجد الشباب حُجج مقنعة تحملهم على إعادة النظر، وقد يكون ذلك أحد أوجه انتشار الفكر الفوضوي بين الشباب، بدليل أنهم لا يهتمون بتقلد المناصب أكثر من المعارضة وإطلاق الشعارات، ولو تقلد أحدهم منصباً ربما عَلِم أن ما كان يثور عليه في الماضي لم يكن سوى ثورة على الذات.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعتدلون يقصفون دمشق
- انتفاضة الشباب في معرض القاهرة الدولي للكتاب
- أبنائي والدومينو
- إنها القرية ياعزيزي
- ذكريات في عالم المنتديات
- أسطورة الختان عند شعب دوجون الأفريقي
- عشرة أدلة تنفي حد الحرابة عن الإسلام
- وقفات مع الفكر الأزهري(2)
- وقفات مع الفكر الأزهري
- صفحات من تاريخ التنوير(5)
- صفحات من تاريخ التنوير (4)
- صفحات من تاريخ التنوير (3)
- صفحات من تاريخ التنوير (2)
- صفحات من تاريخ التنوير (1)
- وحشية الثورة السورية الملعونة
- الهوية والطبيعة
- من هم المؤلفة قلوبهم؟
- ماذا يعني تحكيم الشريعة؟
- تهافت البخاري وتحريفه لحديث الرسول
- عشرة أدلة تثبت اختلاق قصة رجم الغامدية


المزيد.....




- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - الطيار الأردني والمغيرة العجلي