أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - أيها القوم كلكم أبرياءُ.!















المزيد.....

أيها القوم كلكم أبرياءُ.!


جعفر المهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 4709 - 2015 / 2 / 3 - 17:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أيها القوم كلكم أبرياءُ.!
جعفر المهاجر.
حين نرى بيئة ملوثة نوجه أصابع الاتهام إلى الإنسان الذي تجنى عليها فنقول إنه عدو لبيئته نتيجة لجهله. ويمكن أن تقوم الجهات المختصة بعلاج هذا الضرر أو التخفيف منه. ولكن ماذا سنقول حين نرى بيئة مشحونة بالصراعات السياسية لسنين طويلة وما يترتب عليها من أوجاع وأضرار فادحة تصيب الوطن والمواطن نتيجة تصلب مواقف من يقود البلد دون أن تلوح أية بارقة أمل لإنقاذه من نتائجها الكارثية؟ ولا نبالغ إذا قلنا إن السياسي الملوث بالفساد والازدواجية والنرجسية يترك أثرا سيئا على المجتمع يفوق خطر تلوث البيئة.
والذي يتبادر إلى الذهن إن الكثير من السياسيين المتصارعين داخل العراق قد ركبهم الغرور وأخذتهم العزة بالإثم، وجحدوا حقوق شعبهم من خلال ماشاهده المواطن العراقي على شاشات الفضائيات من تهم متبادلة . وكل واحد منهم تصور له نرجسيته إنه الأفضل والأصلح ولابد أن يفرض آراءه على من ينافسه وعلى الطرف الآخر أن يرضخ لآرائه،ويتراجع عن مواقفه لكي يلتقي معه وهي حلقة مفرغة عقيمة لايبدو منها أي خلاص في المستقبل المنظور. وكأن كل مالحق بالعراق وشعبه من مصائب سببته قوى غيبية لاترى بالعين. فلا توجد في العراق ثقافة الإعتراف بالخطأ من قبل أي مسؤول سياسي كباقي دول العالم حين يفشل السياسيون أو يخطأون بحق شعوبهم.
إن السياسي الذي يقول كلاما جميلا منمقا أمام الناس ، ويعلق صوره الجميلة الملونة في الشوارع ، ويرفقها بجمل ووعود خلابة ليفوز بالمنصب الذي يحلم به ، وحين يظفر بذلك المنصب ويجلس على الكرسي ، ويحاط بالحمايات، وذوي النفوس الضعيفة من الطفيليين الذين تعودوا على مسح الأكتاف ، ينسى تلك الوعود الخلابة ، وتملأ أبواق سيارات حمايته الطريق ضجيجا حين تمر في أحد الشوارع. ثم يعزل نفسه عن الناس الذين أوصلوه إلى منصبه بتغيير رقم هاتفه ، ويضع نصب عينيه فقط المكاسب والإمتيازات التي سيجنيها من خلال منصبه الذي حصل عليه، ويسابق الزمن من أجل هدفه الغير مشروع فإنه يعتبر بحق خائنا للأمانة التي أقسم على أدائها. ونسى هذا النمط من السياسيين الذين يعتبرون أنفسهم قادة المجتمع بأن الكثير من الكفاءات العلمية والثقافية والتربوية أفضل منهم ولكنهم أبعدوا أنفسهم عن السياسة لأنهم رأوا بأمهات أعينهم إن العديد ممن آمتهنها حولها إلى كذب وتضليل وخداع في هذا الزمن. ومن شاهد فلما عربيا قديما عنوانه (أرض النفاق ) يشعر إن العراق صار ساحة لنفاق بعض السياسيين ودجلهم حيث سمع المواطن البسيط آلاف الوعود التي أطلقت وذهبت مع الريح تماما. وما يحدث في العراق اليوم يشبه إلى حد كبير أحداث ذلك الفلم حين يخاطب بطل الفلم الفنان الراحل فؤاد المهندس الذي أجاد صورة السياسي المخادع الجماهير قائلا في أحد مقاطع الفلم: (نياط فلبي تكاد تتشقق ، وفصوص كبدي تتمزق من هول مآسيكم ، وشدة بلاويكم.) وهو لايقدم لهم إلا الكلمات المعسولة التي توصلهم إلى الخواء التام.
أنا كمواطن عراقي بسيط لاأريد أن أجرح أحدا،أو أزايد على أحد، أو أنافسه على منصب حين أدون كلماتي الصادقة الصريحة ، وأعكس صورة السنوات الثقيلة التي مرت . والوجوه التي طفت على سطح الساحة السياسية العراقية وتصريحاتها الكثيرة التي لو جمعت لتحولت إلى مجلدات. تلك الوجوه التي لم تلئم جرحا واحدا من جراحات هذا الشعب الكثيرة. وإنما كان همها الوحيد الظهور على الفضائيات وتنزيه نفسها عن أي خطأ أو زلل وتوجيه التهم للآخرين بأنهم سبب البلاء ورأس الداء. وأحيانا يتهم أحدهم الآخر بالعمالة والخيانة فآنطبق عليهم بيت الشاعر الراحل أحمد شوقي الذي خاطب أصحاب الأمر والنهي في زمنه متهكما حين قال:
لايلم بعضكم على الخطب بعضا- أيها القوم كلكم أبرياءُ.
لقد وقع عراقنا العزيز تحت نير أحزاب سياسيه لم تقدم للشعب العراقي منذ سقوط الصنم ولغاية يومنا هذا غير الخطب الرنانة ، والكلمات المعسولة،والشعارات الزائفة، ونزيف الشعب العراقي مستمر، وجراحاته تتعمق يوما بعد يوم.فكانت الموازنات الضخمة تمر مرور الكرام ، والطبقات المحرومة لاتشعر بوجودها. أما اليوم وبعد انهيار أسعار النفط بدأت حكومة العراق العتيدة تطالب الشعب بشد الأحزمة على البطون، وتفرض الضرائب على السلع مطالبة الشعب العراقي بأن يكون معها في هذه المحنة،وأؤكد بأن الذي سيدفع الثمن هم الفقراء رغم نفي ذلك.ولم يتذكر الشعب يوما بأن إحدى حكوماته قد وقفت معه في أية محنة من محنه الكثيرة. وكما يقول المثل الشعبي العراقي:
(بخيرهم ماخيرونه ، وبشرهم عموا علينه.)
إن عقد الشراكة بين الحكومة والشعب هو شعور المواطن بأنه يعيش في وطنه مصان الكرامة،ومن حق المتقاعد الذي أفنى زهرة شبابه في خدمة وطنه أن يحصل على راتب ينقذه وعائلته من غوائل الزمن .ومن حق الطفل اليتيم أن يرى الرعاية من حكومته إلى أن يشب عن الطوق ويكون مواطنا صالحا ، وكذلك ذوي الإحتياجات الخاصة ، والفقراء عموما. حتى تشعرهذه الطبقات الفقيرة بأن الحكومه هي الأم الرؤوم لها بعد أن قست عليها الحياة .وهذا هو عقد الشراكة الحقيقي بين الشعب وحكومته. لكن الأمرلاوجود له في العراق الذي أصبح فيه الإنسان أرخص من أية سلعة رخيصة،ولا يسمع المواطن العراقي المحروم غير الكلام النظري عن ( الديمقراطية ) و( حقوق الإنسان ) و( دولة الإنسان .) إلى آخر القائمة الطويلة .
لقد شاهدت قبل فترة وزير حقوق الإنسان يتحدث عن هذه الثقافة النظرية في أحدى الفضائيات .وحين سألته محدثته عن كيفية شعور المواطن بالمواطنة الحقة أجاب ( نحتاج إلى وقت طويل لتثقيف الموظف والسياسي والشرطي وغيرهم على إحترام حقوق المواطن . ولكن بعد أيام إعتدت حماياته على شرطة المرور في أحد شوارع بغداد لأن موكب سيادة الوزير قد تأخر بضعة دقائق. وهذا مثل على الإزدواجية الصارخة التي يتصف بها بعض المسؤولين.حيث يقول الشاعر أبو الأسود الدؤلي :
لاتنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك أذا فعلت عظيم.
وحين لايشعر السياسي بأي حرج أو خجل من أدعا آته ويظل يكررها ويزيد عليها وهو يرى شعبه يتلوى ألما وحزنا يوما بعد يوم ولا يلوح أي بصيص في أي إصلاح فالبيئة ملوثة ، والتعليم والخدمات الصحية والإجتماعية في تدهور مستمر، والأرامل والأيتام والنازحون يزدادون يوما بعد يوم وتتعمق مآسيهم ولا يوجد من يمسح الدمعه عن وجوههم والفساد الإداري والمالي يضرب مفاصل الدولة ، والمحاصصات والنعرات الطائفية على أشدها. فالوطن ينحدر شيئا فشيئا نحو الهاوية. ترى هل يصدق كل هذا في بلد يسبح على بحار من الذهب الأسود الذي تجاوز برميله يوما 130 دولارا. وحكوماته لم تقدم له شيئا يذكر للشعب الذي يعيش على هذه الأرض المعطاء.؟ وليس لي كمواطن عراقي الا أن أعزي نفسي بالبيت الشعري الذي يقول :
خليلي ماأحرى بذي اللب أن يرى
صبورا ولكن لاسبيل إلى الصبر .
إن مصيبة العراق الكبرى هي إن الكل يدعي وصلا بليلى وليلى تئن وتصرخ أحيانا من جراحاتها وعندما نلقي نظره على رؤوس السياسيين التي تحولت إلى مزرعة بصل يختلط الحابل بالنابل ويفقد التمييز بين الصالح والطالح لأن الطالح كثير. والصالح قليل. وكما يقول المثل الشعبي العراقي ( يحترك الأخضر بسد اليابس.)
فهل ينهض العراق بهذا النوع من السياسيين الذين نوهت عنهم في مقالي وهم الغالبية. أقول كلا وألف كلا .وإذا بقيت الحال هكذا سيقول لكم كل عراقي كما قال الشاعر :
يمينا لأبغض كل امرئ - يزخرف قولا ولا يفعلُ
إن العراق اليوم بحاجه لمن يعمل ولا يزخرف القول في الفضائيات فلا تبرؤا أنفسكم من الأخطاء الفاحشة التي وقعتم فيها منذ سقوط الصنم وألى يومنا هذا كما قال أحمد شوقي
لايلم بعضكم على الخطب بعضا
أيها القوم كلكم أبرياء !
إن دماء العراقيين مستباحة نتيجة خلافاتكم ومهاتراتكم وتسقيط بعضكم البعض وما زالت أرواح الشهداء تعج
دماءها وهي تواجه أشرس هجمة بربرية على أرض العراق.وهناك أجزاء واسعة من أرض العراق العزيزواقعة تحت براثن الإحتلال الداعشي المجرم.
إذا كانت هذه الأخطار الكبرى لاتهز ضمائركم فمتى ستهتز؟ وإلى متى تقولون مالا تفعلون والعراق ينزف ويصرخ الا من مغيث ؟ والبعيد يتعاطف مع شعبكم وأنتم غارقون في الحصول على المكاسب والإمتيازات. ولسان حال الشعب يردد قول الشاعر أمرئ القيس :
وليل كموج البحر أرخى سدوله
على بأنواع الهموم ليبتلي
فياأيها السياسيون لا تقولوا شيئا وتعملوا شيئا آخر وكما قال
إن الوطن أمانة في أعناقكم فلا تضيعوه ولات ساعة مندم. الكثيرون منكم اليوم يسير في الاتجاه الخاطئ ويعمل ضد رغبة الشعب العراقي وطموحاته المشروعه فمتى ستصححون مسيرتكم وتنحازون ألى شعبكم وليس إلى طوائفكم وأحزابكم أيها السياسيون .؟؟؟
جعفر المهاجر / السويد.
3/2/2015م



#جعفر_المهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلبي على وطني.
- الإرهاب الصهيوني ، والعواقب الوخيمة.
- مابين المحبة والبغضاء.
- توقٌ إلى مدن الخراب.
- وطن جريح ، وعام ميلادي جديد.
- ثلاث قصائد.
- بغداد يانبض السنا.
- المرأة العراقية والطريق الطويل من الكفاح والمعاناة .
- بين زمن القهر والحرمان ، وبارقة الأمل.
- براكين الغضب العراقي المقدس قادمة ياداعش.
- طائفية العمق وأهدافها الخبيثة
- الشيخ محمد باقر النمر نبض الرجال الصادقين.
- لتشحذ الأقلام الخيٍرةِ ضد زمر الظلام.
- الديمقراطية الإسلامية ، وطريق ذات الشوكة.!!!
- السلطان العثماني أوردغان ، ونهج العدوان.
- جمراتُ الروح السبعينية.
- هل ستنتهي دوامة (شراكة الشركاء ).؟
- الإنقلابات والحروب لن تغادر عقولهم المريضة
- الحرب الداعشية ، والإزدواجية الأمريكية الغربية.
- تلعفر ذبيحةُ العصر


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - أيها القوم كلكم أبرياءُ.!