أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - بشرى رسوان - ليس هذا بزمن الأوائل















المزيد.....

ليس هذا بزمن الأوائل


بشرى رسوان

الحوار المتمدن-العدد: 4700 - 2015 / 1 / 25 - 16:49
المحور: مقابلات و حوارات
    


الشاعرة : ربيحة الرفاعي
حاورتها : بشرى رسوان


أين رأت النور ربيحة الرفاعي ؟وكيف كانت طفولتها ؟
ولدت في مخيم الزرقاء بكرا لأبوين لاجئين، ولم يكن لي شرف النشأة في مخيم يبني إرادتي ويشكّل شخصيّتي فقد تركت أسرتي المخيم وتنقلنا بين الزرقاء وعمان منذ السنة الثالثة من عمري، في جوّ من الإخاء كان يشيع بين الناس في الأحياء، لم أنتبه معه لكوني فلسطينية الأصل حتى كانت حرب أيلول الأهلية في الأردن، فصعقتنا المجازر بين الأخوة بــ" امتازوا " وأصبح الشعب شعبين والبلد حزبين وقلبين وكفر بالقضية أناس كانوا يؤمنون بها كأهلها واختلت الموازين.
عشت طفولتي فيما عدا ذلك بين تسعة من الإخوة والأخوات، بسيطة بريئة ككل صغارنا، بين جد ولعب وتوجيهات لا تنتهي وعيب وممنوع وإياك وإلى آخر القاموس التأديبي الذي نعرفه جميعا.

الكتابة كانت اختيار أو مهنة؟
الكتابة الصحفية مختلفة تماما عن الكتابة الأدبية، وقد تعطلها أو تؤثر بها أحيانا لما فيها من المباشرة والتقريرية والجفاف، لكنها صادفت عندي رصيدا للأدب أعجزها، فقد كنت قارئة نهمة، أقرأ كل ما يقع تحت يدي، وربطتني بالقلم علاقة وطيدة، منذ تعلمت الكتابة، وقد كتبت أول خربشاتي الشعرية في التاسعة من عمري وكنت طالبة في الصف الرابع الابتدائي . وأرسلتها يومها أعرضها على أسرة برنامج في الإذاعة الأردنية كان بعنوان )أقلام واعدة(، وقد قرأها مشرف البرنامج الأستاذ )جبر حجات (رحمه الله وأطراها، الذي ناداني في رده بالأخت ربيحة متصورا أني شابة، واعتبرها بشارة بميلاد شاعرة.

يقال "ستعرفُ أنك قرأت كتاباً جيداً عندما تقلب الصفحة الأخيرة وتحس كأنك فقدت صديقاً ” متى شعرت ربيحة أنها فقدت صديقا؟
كنت كلما قرأت رواية تقمصت واحدة من شخصياتها، وعشتها بأدق تفاصيلها، فإذا انتهيت من قراءتها شعرت كأني أفقد عالمي كلّه، حتى يأخذني منها الكتاب الذي يليها رواية كان أو غيره ..

متى يستفز قلم ربيحة الرفاعي ؟
يستفز البوح عندي شعوري بالخيبة أكثر من أي شعور آخر، وما أكثر ما نعيش الخيبات على المستوى الشخصي والوطني والقومي والإسلامي، وما أكثر ما خيّبتنا رموز

هل سبق وتعرضت الشاعرة ربيحة الرفاعي لمضايقات ونقد في غير محله؟
كثيرا ما كان ذلك ..فمن دعيّ نقد مجرّح يقصد البروز بتسلق حرفك، لمترصد يترقب لك عثرة لفظ أو "كي بورد" لينقضّ عليك متصورا أنه أتى بجمل ..
لكن هذا لم يشكل لي مضايقة أبدا، لإيماني أن مجرد نشر الكاتب حرفه، يعني منحه الحق لكل من يقرأه بقول ما يرى فيه وافق رؤيته أو خالفها

لماذا ابتعدت عن الصحافة ؟
هي جملة أسباب قد يكون أهمها أن الصحافة كمهنة تستغرق وقت الصحفي تماما، وأنا أم قبل كل شئ، وقد بدأت أقرأ في عيون صغاري كلاما لا يقولونه، واستيقظت عندها لحقيقة كدت أغفلها وهي بلوغهم سن المراهقة، حيث تزيد الحاجة للأم صديقة تملك من الوقت فسحة لاستدراجهم للقول .. فتركت الصحافة وانتقلت للعمل الإداري.

برأيك هل استطاعت وسائل التواصل الاجتماعي أن تضعف من احتكار الحكومات لوسائل الاعلام السمعية و البصرية ؟
إلى حد كبير في الشرائح المثقفة من المجتمعات، لكنها في غيرها لم تتعد ميدانا للشغب والتسلية والبحث عن الإثارة، لهذا فقد نجحت في إشعال ثورة 25 يناير في مصر، و فشلت في منع انقسام الصف المصري الخارج من ثورة كانت صفحة فخر في سجلات التاريخ.

ولي وطن آليت ألاّ أبيعه وألا أرى غيري له الدهر مالكا
ماذا تعني لك كلمة وطن ؟

الوطن كيان يسكننا قبل أن نسكنه، لهذا نجد أبناء المهجر غرباء في أوطان اختاروها واجتهدوا ليصلوها فهجروا الأهل والوطن وسكنوها، لكنها لا تصير لهم – مهما حاولوا- وطنا، لأن سكناهم فيها سبقت فلم تسكنهم ..

برأيك هل تناسينا القضية الفلسطينية في ظل الشتات الذي يعرفه العالم العربي ؟
هذا أمر يعرض على المستويين الرسمي والشعبي وليس أحدها، والقضية الفلسطينية على المستوى الرسمي كانت وما تزال مجرد مجموعة من الشعارات يتسلقها هذا ويشهرها ذاك في معارك ترويجية محليا ودوليا، ولم يكن تبنيها رسميا إلا في حالات محدودة في محاولة حصرها فتح لأبواب الجدال
أما على المستوى الشعبي فهي القضية الأساس يعتنقها كل الأحرار سواء من كان عمقه عروبيا أو إسلاميا، وتتوحد عليها القلوب وإن اختلفت العقائد السياسية والتّحزبات.

عقب الثورات العربية هل تمكنا -ك مجتمعات - من رفع سقف الحريات ؟
نحب أن نتصور أن سقف الحريات ارتفع بما قدّمت الأمّة من تضحيات في هذه الفوضى التي دخلت أتونها طامحة لربيع لم يظهر من خضرته الموعودة طيف بعد، لكن الحقيقة أن سقف هيبة الأنظمة والخوف من عسسها انخفض، يوم وعى الناس بما سفح من دم أن هذا أقصى ما يستطيعون، واستيقظوا لحقيقة ما قالوا ولم يدركوه دهورا وهو أن الرب واحد والعمر واحد..
برأيك لماذا فشلت التجربة الاخوانية في مصر ؟ وهل وفق النظام الحالي في ارساء دعائم الديمقراطية؟
لأنها لم تع المرحلة ولم تعتبر معطياتها، وقد حاول الدكتور محمد مرسي استنساخ الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه في شخصه كرئيس دولة -وليس هذا بزمن الأوائل- فأرخى الزمام لمناوئيه، وترك لهم المنابر الإعلامية الأكثر انتشارا، وليس كالإعلام موجها للجماهير. تركهم يصولون عبر المنابر ويجولون بحجة الديمقراطية والحريات، وانشغل بمحاولة رتق الخروق القائمة وتلك التي يصنعون فربحوا المعركة وكانت دلائل هذا ظاهرة منذ بدأت الجولة بينهم ..
فهل وفّق النظام الحالي في إرساء دعائم الديمقراطية؟ والجواب لا، فقد بدأ النظام الحالي أول ما بدأ بتجنب ما أسقط سابقه مما يمكن اعتباره أخطاء، فأغلق الفضائيات التي تخصه والتي يمكن أن تتعاطف معه، وأفلت عليه كارهيه واختلق معه الأزمات فالمواجهات فضرب بقبضة من حديد ليعيده للمربعات الأولى التي ينشغل فيها في حماية رأسه للبقاء على قيد الحياة ..
وهذا في حد ذاته دليل على انعدام الديمقراطية بأي معنى، غير أن سقف الحريات هنا ارتفع بشكل مهول في ما لا علاقة له بالخصم السياسي متمثلا بالاتجاه الإسلامي عموما وليس الإخوان فقط .

ماذا يمثل لك ( الاتحاد العالمي للابداع )؟
الاتحاد العالمي للإبداع الفكري والأدبي كيان عظيم القيمة بدأ حلما منذ سنين، تعمق بازدياد عمق حاجة الأمة إليه في خضم ما تعيش اليوم من تضييع قيمي وتمييع ثقافي يشعرها بالدونية الفكرية والثقافية تجاه الآخر، ويخلق بما يستدعيه ذلك من خوف على الهوية تحفزا استعدائيا وتوجها إقصائيا نحو هذا الآخر بخيره وشرّه، ويكون التقوقع والانغلاق فالتراجع عن ركب أمم ما فتئت تتقدم بإنجازات وإبداعات تقفز بها للأمام بتسارع مهول، وتتسع الهوة الثقافية وتضيق إمكانيات اجتيازها بالنسبة له إلا وهميا كمستقبل اسفنجي يمتص كل ما يصل إليه حتى أضيعه لهويته، وهذا واضح بما نراه اليوم وما نعيشه ثقافيا وحضاريا ..
فكيف يكون للمبدع العربي المؤمن بتاريخ أمته الحضاري العظيم، ودورها في بناء الحضارات الأخرى أن يسعى لإثبات وجوده وإرساء قدم أمته بقوة وتمكن من جديد في ساحة التأثير الحضاري الإيجابي عالميا، في غياب التواصل والتفاعل مع الحضارات، وغياب الدعم المؤسسي لذلك !
هنا كانت رسالة اتحادنا .. تضع الأمور في موازينها الصحيحة، عبر مد جسور التواصل الحضاري والتفاعل الثقافي من خلال كيان يقف فيه كل مؤمن بأمته مدرك لإمكاناتها قادر على رفدها بما يصحح ما اختلق لدى الآخر من نظرة معادية ورفض واتهام، فيقدم بأعماله أمته العربية والإسلامية بما يليق بعراقتها ونقائها ونظرتها السامية للإنسانية والحياة وعمارة الأرض.
ومن هنا فهو يمثل لي أمل الأمة باستعادة مكانتها على الخارطة الحضارية

تنشطين في موقع ( ملتقى الواحة) ﺇ-;-لى جانب أسماء بارزة ك ( العمري بهجت الرشيد أمال المصري )برأيك لماذا تلتصق صفة ( اخواني ) بالموقع ؟ وهل أصبحت صفة (اخوان) مريبة؟
الموقع هو ملتقى رابطة الواحة الثقافية، وهو واحد من أنشطة الرابطة تلتقي فيه نخبة من المبدعين العرب من كل مكان سعيا للتواصل والتناصح الذي يرتقي بأداء الجميع، وقد تخرّج منه/ا جلّ من تصدح بأسمائهم المنابر الثقافية اليوم، وكان جلّ المواقع الأدبية الموجودة على الشبكة اليوم انشقاقا عنه/ا . وعندما نقول انشقاقا يكون بإمكاننا تصور ما قد يجدّ من ادعاء لترهيب الراغب بالانضمام والموجود غير المطلع على التفاصيل الإدارية، وهل من اتهام كــ" إخوان" المجرمة هنا والمحاربة هناك والمشكك في أمرها هنالك!
نعم .. لقد أصبحت إخوان صفة مريبة لا لعيب فيهم بل في المرجعية الدينبة العاجزة عن لم الصف المسلمة من ينشط ويوشك على تحقيق كسب للإسلام من أبنائها لعسس السلاطين ..
وهنا أقول أن رابطة الواحة الثقافية كيان مستقل غير ذي تبعية لأية جهة سياسيا أو فكريا أو حزبيا أو ماليا، يعرف هذا كل من كان من أبنائها وانشق عنها لاكتفائه من عطائها أو لتغير في هوى في نفسه أو في رؤيته ومشاريعه ، حتى وإن روّج غيره.

كيف كانت تجربتك (أنسام وعواصف ) مع المتميزة كاملة بدرانة ؟
فكرة الكتاب كانت مفاجأة من أجمل ما عشت وإصداره كان هدية غالية على قلبي من الأديبة الكبيرة والصديقة الأثيرة كاملة بدارنة، ولعل من أهم ما يميزه كإصدار مشترك أنه لم يكتب لذلك، فقد كان تجميعا لتلك الجذى الفكرية البديعة التي برعت فيها الأستاذة كاملة، والتقاطا لأخواتها من أبيات في قصائدي ، جمع لكل ما وافقها في موضوعه وإن اختلف نبضه، ولأنها في حرفها وروحها رقيقة كالنسمة ، ولأن بي شدّة .. كانت أنسامها وعواصفي

قضايا المرأة في أدب ربيحة الرفاعي ؟
قد تظهر المرأة في نصوصي بقضية يرى بعضهم أنها تعنيها، غير أنها عندي جزء من المجتمع، لها قضاياه وبها جراحه ، ولأني مؤمنة أنها مصنع رجاله فلن تكون لها باعتقادي قضية منفصلة عنه.

هناك الكثير من الكاتبات حققن شهرة لابأس بها ك (جمانة حداد أحلام مستغنامي نوال السعدواي ) لماذا برأيك ؟
بعيدا عن الأسماء التي تفضلت بذكرها، والتي قد يصبح لردي بوجودها شيء من الشخصنة والأمر غير ذلك، أرى أن الشهرة تكون بتبني المنابر الإعلامية للمبدع، وهذا التبني ينتشر بينها بسرعة انتشار الفيروس إن إصيبت به الكبيرة منها كالفضائيات المشهورة والمؤسسات الثقافية الرسمية صاحبة الفعاليات التي تغطى إعلاميا على مستوى واسع .. ولهذا مسالكه كالعلاقات الشخصية التي تفتح أبواب المحلّي منها، أو التحرش بالمقدس أو بالقيم والمثل وهو ما يلفت إليه أنظار الخارج فيكون تبني المحلّي انعكاسا، وما يتبناه الإعلام يعتنقه العوام فيعترف به أدعياء الثقافة وأنصاف المثقفين استجابة ويصير واقعا .. وتبقى الفضائحية التي تستقطب العوام دون حاجة لإعلام ولا مؤسسات ثقافية و لا غيره.

برعت ربيحة في القصة كما الشعر ماذا عن الرواية و السيرة الذاتية ؟
أنا ممن يؤمنون بأن للأدب رسالة وغايات وأن لكل نص أثر ينتظره الكاتب بتغيير في لا وعي المتلقي أو وعيه، وبهذا الفهم أكتب، وكنت كتبت رواية في شبابي متأثرة بمفاهيم انقلبت عليها، فخشيت أن أموت وتبقى بعدي .. وأحرقتها
أما عن السيرة الذاتية فليس ثم في سيرتي الذاتية ما يقدم إضافة فكرية أو قيمة تزيد لدى المتلقي، اللهم إلا أن تكون قصة ككل القصص وليس هذا باعتقادي كافيا لإرهاق الناس بقراءتها

هل أنت راضية عما قدمته خلال مشوارك الأدبي ؟
ليس بعد .. أنا لم أقدم شيئا بعد، وما زلت في أول الطريق، غير أني راضية عن مضمون ما قدّمت، مؤمنة بما فيه وآملة أني كون له أثره عند المتلقي .

ماهي طموحات ربيحة الرفاعي؟و ماهي مشاريعها القادمة؟
أحلم بأن تتمكن النخب الثقافية من خلال الاتحاد من التأثير على المشهد الثقافي العربي لتمكينه على المستوى الخارجي من الحضور عالميا بشكل مؤثر، وعلى المستوى الداخلي من التأثير بالمناهج التعليمية الموضوعة بما يرتقي بذائقة الشباب وفهمهم للأدب وللثقافة .
أما عن مشاريعي فلدي مخطوطات شعرية ونثرية تنتظر إصدارها، وقصائد وقصص لم تكتب بعد ..

بطاقة الشاعرة
شاعرة و قاصة أردنية من أصول فلسطينية
مواليد الثاني من شهر أكتوبر عام 1962م

الأعمال والإنجازات
حائزة على جائزة رابطة الكتاب الأردنيين للأدباء من غير الأعضاء عن مشاركتها في مجال القصة القصيرة.
نشر العديد من القصائد والقصص والمقالات الاجتماعية في الصحف العربية.
من رواد القصة الشاعرة التي تعتبر لونا أدبيا مبتكرا
نشطة القضايا الاجتماعية وشؤون التوعية النسوية.
المشاركة في العديد من ورش العمل التنموية والتدريبية


الاصدارات
• " أنسام وعواصف" إصدار مشترك مع الأديبة الكبيرة كاملة بدارنة
• اصدار مشترك مع نخبة من شعراء الواحة " سنابل الواحة 2"
• إصدار مشترك مع نخبة من أدباء الواحة " خمائل الواحة 2"


اقتباسات
نحن الذين بنينا بسكوننا كل تلك الأصنام القابعة على صدورنا ونحن قادرون على إسقاطها وتحطيمها.
نص للشاعرة ربيحة الرفاعي
عيون الشمس
مَا بَالُهَا أَعْمَلَتْ فِي الْقَلْبِ مِعْولَهَا = فَأَخْرَسَتْ مِنْ حُرُوفِ الْبَوْحِ أَقْوَلَهَا
تــِلْكَ الَّتِي زَلْزَلَتْ جورًا مُغَالَبَتِي = لِدَمْعَتِي، وامْتِشَاقُ الْقَوْلِ أثْقَلَهَا
أَنَا الَّتِي غَرَّدَتْ أَطْيَارُ قَافِيَتِي = سَمَا الْجَّمَالُ بِهَا حَرْفَاً وَدَلَّلَهَا
وبَايَعَتْنِي الْمَعَانِي والْقَصِيدُ رِضَى = لأَمْتَطِي مِنْ خُيُولِ الْبَوْحِ أَجْمَلَهَا
فَــذَا جَوَادِي مُرُوجُ الْسِّحْرِ تَعْرِفُهُ = وَذِي أَيَائِلُهَا بِالْحُبِّ أَثْمَلَهَا
وَقِيلَتِي وَاحَةٌ يَعْدُو بِدَوْحَتِهَا = وَمِنْ وَمِيضِ قَرِيضِي الْحُلْوِ سَرْبَلَهَا
وَذَا يَرَاعِي شَدَا وَانْصَاعَ لِي جَذَلا = وخَطَّ فِي صَفْحَةِ الْأَحْلَامِ أجْمَلَهَا
بِنَزْفِهِ فِي بُحُورِ الْشِّعْرِ مُنْشَرِحَا = مَرَاكِبَ الْسِّحْرِ أَرْسَاهَا وَأَرْسَلَهَا
وَغَرَّدَتْ بِالْقَوَافِي الْغِيدِ دَمْعَتُهُ = وطَارَ صَوْبَ شُمُوعِ الْحِسِّ أَشْعَلَهَا
كُنَّا نَبُثُّ الْمُنَى لِلْكَوْنِ مِنْ دَمِنَا = لِجَنَّةِ زُنْبُقِ الْأَحْلَامِ جَمْلَّهَا
مَا غَابَ عَنْ شَمْسِنَا فِي اللَّيلِ حَرْفُ سَنَا = إلَّا وَعَادَ جَوَىً فَجْرًا وَقَبَّلَهَا
وأُغْنِيَاتِي الَّتِي فِي لَحْنِهَا وَلَهٌ = وَهَبْتُهَا لِلْهَوَى فَضْلاً فَرَتَّلَهَا
وَصَرْخَتِي غَضْبَةً فِي يَوْمِ جَلْجَلَةٍ = لَصَوْتُهَا أَرْعَبَ الْدُّنْيَا وزَلْزَلَهَا
وَإنْ أَهَمَّ بِثَغْرِ الْضَّعْفِ مُرْتَجِيًا = مُغَانِمًا فِي الْبِلَادِ الْوَغْدُ أَمَّلَهَا
فَرَعْدُ قَوْلِي كَحَدِّ الْسَّيْفِ هَبَّ لَهُ = يَرُدُّهُ عَنْ مُنُىً بِالْوَهْمِ سَهَّلَهَا
قَدْ حِرْتُ مِنِّي وَإنِّي الْشِّعْرُ ملْكُ يَدِي = سَاقَ الْقَوَافِي يَرَاعِي ثُمَّ غَرْبَلَهَا
أُعَالِجُ الْيَوْمَ حَرْفًا لَا يُطَاوِعُنِي= وَعَيْنُ نُطْقِي أَرَى الْكِتْمَانَ جَلَّلَهَا
أَتُوقُ لِلْقَوْلِ لَكِنْ لَيْسَ يُسْعِفُنِي = فَسَائِلِي فِي الْجَمَالِ الْحُزْنُ أَذْبَلَهَا
وَالنَّظْمُ أَجْفَى وَجَفَّ الْشَّعْرُ فِي زَمَنٍ = لَلْصَّلِّ طَلَّ دِمَانَا ثُمَّ حَلَّلَهَا
صَهِيلُ قَوْلِي عَهِدْتُ الْمَجْدَ يَنْشُدُهُ = فَعَاجَلَتْهُ مَنَايَا مَا تَعَجَّلَهَا
مِنْ أَيْنَ أَبْكِي الْمَعَانِي الْيَوْمَ فِي وَطَنٍ = دُمُوعُهُ مِنْ عُيُونِ الْشَّمْسِ سَلْسَلَهَا
وأُمَّةٍ سَاقَهَا وَغْدٌ مُكَمَّمَةً = والسَّعْدُ مَرَّ بِهَا سَهْوًا وأَغْفَلَهَا
شَعْبِي الْأَبِي الَّذِي كَانَتْ تَهَيَّبُهُ = شُعُوبُ وَاطِئَةٍ أَضْحَى مُغَفَّلَهَا
تَنَازَعَتْ فِيِه أَهْلُ الْأرْضِ تَقْتُلُهُ = وَرَقَّ فَانْدَقَّ عُنْقٌ كَانَ أَطْوَلَهَا
وَسَدَّدَتْ مِنْ سِهَامِ الْغَدْرِ تَطْلُبُهُ = ذَاكَ الَّذِي بِالْهُدَى والعِلمِ كَمَّلَهَا
إِنْ جَاءَهَا نَاصِحًا أَوْ فَاتِحًا فَلَهَا = سَتَائِرَ الْصَّفْحِ يَوْمَ الْنُصْحِ أَسْدَلَهَا
رُؤْيَايَ فِي مَجْدِهِ يَومَ انتَصَرتُ لَهُ = أَصَابَ أَوَّلَهَا حُكْمًا وأَوَّلَهَا
بِثَوْرَةٍ تَطْلُبُ الْأنْذَالَ مَنْ رَهَنُوا= حُقُوقَهُ، مَلَّكُوا الْأَعْدَاءَ كَلْكَلَهَا
مِنْ أَيْنَ تُؤتَى الْمَعَانِي؟ ذَابَ فِي خَجَلٍ= بِي مَنْطِقِي وَانْحَنَى لِلْآهِ أْنَّ لَهَا
فَإنْ أَرَدْتُ قَصِيدِي حَالِمًا وَلِهًا = عَيْنَ الْرِّضَى بِالْنَدَى والْعِشْقِ كَحَّلَهَا
أَتَى عَلَى غَفْلَةٍ مِنِّي يُزَلْزِلُنِي = وصَاحَ لا مُعْلِنًا وَجْدًا وَلَا وَلَهَا
بَلْ غَضْبَةً تَسْحَقُ الأنْذَالَ ثَائِرَةً = عَلَى عُهُودٍ خُؤُونٍ بِالْدِمَاءِ لَهَا







#بشرى_رسوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب يدوم ثلاث سنوات
- نبيل محمود و المغردون خارج السرب
- قلم وفنجان
- جسر السراب


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - بشرى رسوان - ليس هذا بزمن الأوائل