أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عصام شعبان حسن - مصر: عام من قمع الحريات وعودة الدولة البوليسية














المزيد.....

مصر: عام من قمع الحريات وعودة الدولة البوليسية


عصام شعبان حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4699 - 2015 / 1 / 24 - 11:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


فيما يخص الحركة الشبابية والطلابية وموقف السلطة منها، وصل الأمر من السخرية حدود ان يتم القبض على طالب ويتم تسجيل رواية جورج اوريل كحرز ودليل اتهام! أما الحكاية الأكثر حزنًا أن يتم القبض على طالب آخر بتهمة تسجيل وتصوير مواد تروِّج لمظاهرات مناهضة للنظام، بينما المتهم طالب كفيف..

يمكن القول إن العام 2014 هو عام الانقلاب على مكتسبات الثورة المصرية، تلك المكتسبات التي تمثلت في فتح أفق رحب للحركة الشعبية بعد إسقاط رمز النظام مبارك وعدد من رجال أعماله، كما أعادت ثورة يناير الاعتبار جزئيًا لفكرة التنافس السياسي وآليات الانتخاب والحق في التنظيم، كذلك استطاعت الحركة الاجتماعية انتزاع بعض المكتسبات الاقتصادية والاجتماعية، وكسرت حركة الشعب إلى حد بعيد جبروت أجهزة الأمن التي تعودت على استعباد المواطن المصري.
بعد الموجة الثورية في 30 يونيو التي أسقطت محمد مرسي نتاج الفشل الذريع لحكمه هو وجماعته، استطاعت قوى نظام مبارك الصعود مرة أخرى على الساحة مستغلة ظرف غياب كتل سياسية قادرة على فرض إرادة الجماهير، وأدينت الديمقراطية حيث إنها لم تأتِ إلا بنظام متعصب فاشي غير وطني، تحولت موجة الهجوم على الاخوان مباشرة إلى الهجوم على الثورة، ووجدت الدولة وأجهزتها القمعية والإعلامية الفرصة سانحة للانتقام من كل من شارك في الثورة وأعد لها.
اصدرت السلطة قانون منع التظاهر في الفترة الانتقالية في2013 بهدف تجريم أي حراك شعبي يرفع مطالب التغيير كما حدث في الفترة الانتقالية الأولى ما بعد 25 يناير 2011 ، وكانت الحجة جاهزة، هذا القانون موجه لتظاهرات "الإخوان المسلمون" العنيفة، برغم وجود قائمة طويلة في القانون الجنائي تجرم العنف، بهدف إجهاض أي حراك يرفع مطالب تتعلق بتغيير النظام.
شهد العام المنقضي حوادث مؤسفة تدل على رغبة السلطة في إخافة الجميع والعودة إلى حدود ما قبل فترة 2005 وما تزامن معها من حراك سياسي وشعبي طالب بالتغيير.
قمع للطلاب في الجامعات وحرمان من الدراسة وحبس دون العرض حتى على قاضي التحقيقات والتهمة هي الانضمام إلى جماعة "الإخوان المسلمون"، هذا العنوان الرئيسي. فيما يخص الحركة الشبابية والطلابية وموقف السلطة منها، وصل الأمر من السخرية حدود ان يتم القبض على طالب ويتم تسجيل رواية جورج اوريل كحرز ودليل اتهام، أما الحكاية الأكثر حزنًا أن يتم القبض على طالب آخر بتهمة تسجيل وتصوير مواد تروِّج لمظاهرات مناهضة للنظام بينما المتهم طالب كفيف، حالات القبض العشوائي التي اعترفت بها السلطة وصنفتها تحت عنوان "أخطاء سوف يتم التراجع عنها والإفراج عن الأبرياء" تضاف إلى سجل الانتهاكات، 20 ألف معتقل في السجون المصرية منهم. ثلاثة آلاف طالب لم يحكم على أغلبهم ولم نعرف تهمتهم، يتضح مما سبق أن المستهدف من هذه الإجراءات ليس "الإخوان المسلمون" فحسب بل الكتل الشبابية والاجتماعية التي كانت وقودًا للثورة، وان حبس "الإخوان المسلمون" إشارة إلى أن مصير كل محتج هو التصنيف كإرهابي وعدو للوطن لا يستحق حتى المحاكمة بل القتل كما يروِّج إعلام النظام.
والوقائع تشير الى ان هناك مئات الحالات من حبس لنشطاء من تيارات سياسية أو لغير المنتمين سياسيًا، نتيجة تطبيق عقوبة قانون التظاهر ليحكم عليهم بالحبس والغرامة فترات ما بين العامين إلى خمسة عشر عامًا، كل ذلك يأتي فى الوقت الذي خرج فيه مبارك وزبانيته من الجهات الأمنية والفاسدين براءة، يارا سلام ومنى وعلاء سيف وأحمد دومة وأحمد ماهر مجرد أمثلة ممن يعرفهم المصريون كنشطاء وفاعلين في الحركة السياسية والحقوقية، ومنهم من كان يلتقط السيسي معهم صورًا تذكارية في فترة ما بعد ثورة يناير، هم الآن خلف القضبان لا لشيء سوى التظاهر وهي الأداة التي أسقطت مبارك ومرسي. ويخشى السيسي لوهن نظامه ان يتهاوى بفعل احتجاجي مماثل، لذا يقمع بأقسى قوة ليس فقط لتأمين وجوده لفترة محميًا من مطالبات الديمقراطية بل أيضًا لاستمرار النظام الاقتصادي الذي يمارس ويطبق سياسات اقتصادية مفقرة أشد عنفًا من ممارسات مبارك.
لم يقتصر القمع البوليسي على المتظاهرين فقد سجلت حالات اعتداء وقتل للمواطنين ليس لهم علاقة بالعمل السياسي أساسًا، بل إن الكتابة والتعليق على الفيسبوك يمكن أن تصبح دليلا وأداة اتهام، تجاور التضييق والهجوم المستمر على الإعلام والإعلاميين والكتّاب الذين يبدون اختلافًا مع النظام، كل هذا يدور في حالة وهن وضعف لقوى الثورة وشبابها وفى ظل تواطؤ جماعي من أغلب النخب السياسية والإعلامية، التي تقوم السلطة إما باحتوائها أو زيادة معدلات الرعب لديها من خطر عودة "الإخوان المسلمون" للسلطة، ونظرًا ان تلك النخب لا تقدم بدائل ومنفصلة عن الهموم اليومية وفاقدة الاتصال بالجمهور فإنها تستسلم للواقع وتبرر سياسات السلطة طالما لم يطلها القمع حتى الآن.



#عصام_شعبان_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأجور والثورات
- نهب الفلاحين وتدمير الزراعة في مصر.. أزمة الأسمدة نموذجاً
- من يرفع أسعار الغذاء؟
- أكتوبر موعد مع الثورة... فالسكر مر يا خرطوم
- عصام شعبان حسن - كاتب وباحث و عضو السكرتارية المركزية للحزب ...
- عن منجهة المنهج وفلسلفة التبرير (1)
- جيفارا الرمز والانسان والمناضل *
- الشعب يريد تغيير نمط الحياه ...الشعب يريد تغيير نمط الانتاج
- نحلم بحجم الوطن ... نحلم بحجم الثورة لا لبتر الثورة ..نعم لم ...
- المحجوب مناضلا لأخر لحظة ......... معلما على درب النضال
- الفيس بوك وحركة التدوين مدخل فى قراءة واقع مأزوم
- مدخل لعلم الاقتصاد السياسي
- حول الاضراب ….
- صيف حافل بالاحتجاجات العمالية
- مشاكل عمال النقل بالغربية واضراب عمال السويس
- الاضراب كحق وسلاح للطبقة العاملة
- هل تراجعت الحركة الاحتجاجية للعمال فى الشهرين الماضين ؟
- صلاح حسين - شاهندة مقلد ثنائى الحب والثورة
- لماذا اضرب عمال المحلة ..... !! ؟؟ تتنوع الاسباب والقهر واحد ...
- فلاحى مصر تحت وطاة القهر الطبقى و البوليسى


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عصام شعبان حسن - مصر: عام من قمع الحريات وعودة الدولة البوليسية