أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - أن تكتب عن جمال عبد الناصر















المزيد.....

أن تكتب عن جمال عبد الناصر


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4696 - 2015 / 1 / 21 - 00:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن تكتب في عهد السيسي عن الثورة وجمال عبدالناصر بمناسبة مولده، فهذا أمر مقبول وممكن ومتاح، لايتطلب بطولة أومجازفة، فالذين خرجوا يطالبون السيسي للتقدم لرئاسة الدولة بعد دوره البطولي في ثورة يونيو، إنما فعلوا ذلك وهم يرفعون صور عبدالناصر، وكأنهم أرادوا إعلان انحيازهم للسيسي علي خطي عبدالناصر وأرضيته التي طالما تقاسمها مع الناس وبسطاء الأمة، وكأنهم أرادوا تسليمه الراية علي شروطها ودلالتها ومعانيها، وكأنهم أرادوا للرمز أن يستحيل فعلاً قائماً فيجسد السيسي حلمهم القديم الجديد، ويتماهي معهم في مشوار التحدي والصمود والاستجابة، الذي قطعوا فيه شوطاً طويلاً مع بطل الأمة الذي غيبته الأقدار بالجسد وأبقته الجماهير حلماً عنيداً استعصي علي الانكسار، ومشروعاً طليعياً للنضال يستهدف الاستقلال الوطني، ومجتمع الكفاية والكرامة والعدل والحرية.
إن من تساءلوا كثيراً عن دلالات استحضار عبدالناصر و23 يوليو وأجوائها وأغانيها لمشهدي الثورة في يناير ويونيو، لم يعوا علي وجه الدقة أن الضمير الجمعي الذي وجه الشعب وقاده، كان يبحث عن رمز تحتشد في تكوينه ومعانيه أهم ملامح هذه الثورة، وهو تحالف قوي الشعب العاملة والحالمة بكل أشواقها للتغيير والنهوض والعدالة واستعادة كيان الدولة وأحلام الناس. لو تأملت الثورات الكبري التي غيرت العالم، ستجد أن الثورة دائماً عبرت عن مصالح وتطلعات وأحلام وصراع طبقة ضد طبقات أخري، وجاءت الثورة لتحسم الصراع، أما 23 يوليو فجاءت تعبيراً عن مصالح كل الفئات، ضد سلطة مثلت بمحاسيبها وزبانيتها واحتكاراتها النصف في المائة، لذلك تحدثت أدبيات يوليو بلسان عبدالناصر عن تحالف قوي الشعب العاملة التي صنعت الثورة، وليس طبقاته المتصارعة، وهو نفسه حال يناير ويونيو، فقد مثلت فيهما الثورة كل قوي الشعب العاملة وتحالفها ضد سلطة وليس ضد طبقة، فكان بديهياً ان يرفعوا صور عبدالناصر رمزاً للثورة، ويرددوا أغانيه ويستحضروا روحه.
في السبعينيات كانت شجاعة لانظير لها أن تكتب عن الثورة وجمال عبدالناصر، أما في الثمانينيات ومابعدها فكانت جسارة لايقدر عليها إلا رجالها، ولقد كان حرصنا دائماً أن نعلن انحيازنا لـ 23 يوليو وقائدها ومشروعها حين كانت أقلام السلطة وزبانيتها يحاصرون ذكري الرجل ويطاردون كل من يجاهر بانتمائه الفكري لهذا العهد ومشروعه القومي. وأذكر أن وجدنا متنفساً لأفكارنا في إصداراتنا الطلابية الجامعية، ومجلات وجرائد، الموقف العربي لعبدالرحمن مناف، والأهالي لفيليب جلاب، والعربي الناصري لعبدالله إمام وعبدالله السناوي وعبدالحليم قنديل، وطليعة لطفي الخولي قبل مرحلة «كوبنهاجن»، ودراسات اشتراكية من دار الهلال، وأدب ونقد لرجاء النقاش، والكاتب لأحمد عباس صالح. ولن ننسي ليوسف السباعي وزير ثقافة السادات رحمهما الله، توقف معظم هذه الإصدارات، التي كان توقفها ومطاردة السلطة في عصري السادات ومبارك لفكر اليسار بأطيافه العروبية والقومية والناصرية، أن دفعنا للعناد ورحنا نكتب عن عبد الناصر، ولم يزعجنا أن ندفع الثمن، وإن استمر حتي اليوم، مرة لغباء السلطة، ومرات لضحالة المناخ العام للفكر والسياسة في بلادنا.
في 23 يوليو 2003 كانت مفاجأة أن نشرت ليَ صحيفة الأهرام مقالاً بعنوان «عن الثورة وجمال عبدالناصر»، كان النظام وقتها قارب علي الإفلاس، فلما حاصرته الجماهير حاول التقية بارتداء قميص عبدالناصر، ولم تنطل الحيلة علي مخزون وعي الناس وضميرهم الجمعي، وإن استفدنا بمساحة متاحة، متنفساً لأفكارنا وإعلان انحيازنا لتجربة ومشروع عبدالناصر في التحرر الوطني والاشتراكية والعدالة الاجتماعية، وهي عينها الأقانيم الخالدة في مطالب الشعوب، كل الشعوب وتطلعاتها.
أن تكتب عن عبدالناصر، فلا يسعك فقط الكلام عن كاريزما البطل، إذ ينبغي أن تكتب في هذا الإطار عن مشروعه الوطني، وعقده الاجتماعي، وعدالة توجهاته الإنسانية التي طالت ثورات وحركات التحرر العالمي في محيطنا العربي وإفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية بالرعاية والدعم والإلهام.
أن تكتب عن عبدالناصر الشخص والفكر والزعيم والإنسان في انحيازه ومواقفه، فهذا عمل ضخم، لكن ربما عبرت عن بعض منه، أغنية «مطالب شعب» التي غناها عبد الحليم 1962 من ألحان كمال الطويل وكلمات أحمد شفيق كامل، خصوصاً في مقطعها:»من يــوم مـا انتصرت ثورتنا مع جيشنا وحارس عروبتنا، ويوماتي في نصر جديد طـالع مع كل صبـاح علـي أمتنا، أمة أحرار كلها ثوار ولا كلمة لغير شعبها فيها، ولا كلمة، ياللي العروبة محوشاك لآمال كبيرة، ياللي القدر جايب معـاك أمجـاد كتيرة، النهارده.. النهارده واحنا عايشين الانتصارده، النهارده وكل عامل له نصيبه في مصنعه، النهارده وكل فــلاح لـه قيراطه بيـزرعه، النهارده وخير بلدنا كلها للشعب، للشعب كله بأجمعه»
كان عبدالناصر يعرف الدور الاجتماعي المفروض علي الدولة أداؤه وفاءً لمطالب وحاجات الشعب، كان يعرف أن إدارة الأوطان ليست كإدارة الشركات، فليس فيها حسابات دفترية للمكسب والخسارة، لهذا لم يسمح عبدالناصر لوزرائه أن يخذلوا الجماهير أويمنوا عليها، لم يستوزر عبدالناصر أحداً علي شاكلة د.عادل البلتاجي ليرفع أسعار السماد علي الفلاح، ويرفض شراء القطن منه ويهدده في محصول القصب ويعذبه في سداد أسعار القمح، ولا أعرف من ألقي في طريق السيسي بمثله ليتولي وزارة الزراعة، وهو عراب تسفير الشباب لإسرائيل والسماح بتداول المبيدات المسرطنة أيام يوسف والي، فيحاول إذلال الفلاحين الذين عاهدهم السيسي مخلصاً علي إنصافهم واستعادة حقوقهم. ثم كيف تلقي حكومة المقاولين كل الأعباء علي بسطاء الأمة، جماهير ناصر والسيسي، الذين هم الممول الأول لمشروعات البناء الجديد والمستثمر الصغير الذي قسم «اللقمة» بين أبنائه وبين السيسي ليبني معه الوطن، ثم ترفع عليه الحكومة سعر الكهرباء، وتهدده برفع سعر التذاكر حتي لايخسر المترو، وتتركه يعاني شح البوتاجاز في ليالي الشتاء الباردة. أين أولئك المواطنون من جماهير عبدالناصر، بينما عمال المحلة الكبري والكتان وكفر الدوار والمراجل البخارية وكيما بأسوان والنصر للسيارات والحديد والصلب بحلوان وغيرهم، لا يقدم لهم محلب وحكومته إلا كلمات طيبات ووعودا حين ميسرة. كيف تكتب عن عبدالناصر وماعاد كل فلاح له قيراطه بيزرعه، ولا كل عامل له نصيبه في مصنعه؟.
أن تكتب عن عبدالناصر، فأنت بحاجة لأن تكتب عن نصر جديد طالع مع كل صباح علي جيشنا وحارس عروبتنا، وأن تتسع دوائر الاختيار أمام السيسي لحكومة كفاءات ومناضلين لأن هذا الشعب لاتزال العروبة «محوشاه» لآمال كبيرة



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا مانع لدى الملا أوباما أن يضرب فرنسا فى طريقه إلينا
- مصر بين سياسات الاحتواء وتجسيد الفكرة
- هل تعيين خالد فوزى عنواناً لمرحلة جديدة؟
- إتجاه مصر نحو الشرق ضرورة استراتيجية
- رؤية المفكر وحيرة النخبة: لويس عوض دراسة حالة
- لئلا يرقص البيض مع الحجارة
- حكومة محلب والعقل المؤسسى المفقود
- المسئولية الوطنية للجامعة من محمد عبداللاه إلى خالد الطوخى
- بيت الأسماك فى التراث والإرهاب والسياسة
- الأزهر ينعى ويشجب ويغط فى سبات عميق
- سياسات الجرى فى الشوارع والأفق البليد
- هانى سرى الدين ومصطفى الفقى وجيل الوسط
- وليام روجرز والثعلب فى مصيدة جمال عبدالناصر
- داعش: حصان طروادة الأمريكى الجديد
- أخبار اليوم.. من المؤسسة إلى فضاء الدولة
- أرامل المخططات الأمريكية والأمن القومى
- مصر فى إطار رؤية استراتيجية: من رد الفعل إلى تخطيط المبادرة
- أبو العز الحريرى: عندما يكون النضال ديناً للوطن
- الخارجية المصرية وفضيحة فيرجسون الأمريكية
- محمود درويش... كزهر اللوز أو أبعد


المزيد.....




- -حماس- تصدر بيانا بشأن تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار
- بعد مرور عام.. المئات يحيون ذكرى ضحايا أول حادث إطلاق نار في ...
- أمريكا تُقر بقتل مدني عن طريق الخطأ في غارة جوية بسوريا بدلا ...
- ما تأثير حرب إسرائيل وحماس على الأردن؟
- البيت الأبيض: بايدن يستقبل العاهل الأردني -الأسبوع المقبل-
- زعيم حركة 5 نجوم الإيطالية: ماكرون ارتكب خطأ فادحا بدعوته لإ ...
- بوريل يعلن أن الولايات المتحدة فقدت مكانتها المهيمنة في العا ...
- -حماس- تعلن توجه وفدها للقاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى صفقة ...
- -حزب الله-: ضغط بايدن على إسرائيل نفاق ومحاولة لتلميع صورته ...
- ردا على وزير الآثار الأسبق.. أستاذ فقه بجامعة الأزهر يؤكد وج ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - أن تكتب عن جمال عبد الناصر