أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مروان مجادي - مناخوليا














المزيد.....

مناخوليا


مروان مجادي

الحوار المتمدن-العدد: 4691 - 2015 / 1 / 14 - 06:32
المحور: الادب والفن
    


إلتفت إلى يمينه .. كان الشارع شبه مظلم نافذة مركز الشرطة ضلت مفتوحة ..ضوء خافت ينبعث منها .. أشاح بوجهه سريعا يزعجه رجال الشرطة كثيرا ..
أكثر ما يكره فيهم وجوهم الداكنة و ستراتهم الزرقاء المائلة إلى السواد .. ماذا لو يضعون أحمر الشفاه و يلبسون سترة وردية أكيد سيصبح منظرهم لائقا .. ضحك بصوت عالي .. أعجبته الفكرة .. سمح لخياله أن يذهب بعيدا .. تخيل أن لرجال الشرطة ذيولا .. اصفر وجهه فجأة أرغم استيهاماته على التوقف ، إنقبضت ملامحه ..
شرطي ضخم الجثة يضرب اسفلت الجهة المقابلة من الرصيف بشكل هستيري .. ماذا لو سمع خيلاتة .. ماذا لو عرف ما يجول بخاطره ..؟ اللعنة في هذه البلاد
الله و البوليس يعرفون كل شيء كل صغيرة و كبيرة ..
سمع مرة أن بوليس الاداب إعتقل احدهم لأنه رأى حلما اباحيا .. الله أيضا عاقبه في الدنيا قبل الاخرة .. سلط عليه الجنون فسدت عقله كليا ..
اللعنة أين يذهب ؟ ماذا سيحصل له و هو من قضى ليال بأكملها يحلم بزوجة القاضي الذي يسكن قبالتهم ؟.. حتى الطبيبة لم تسلم من خياله .. ضل يحلم بها أيضا يستمني على ما اسعفته به ذاكرته من صوتها و امتلائها و نفور نهديها ..
اللعنة هو الأن في مواجهة هذا الشرطي .. ماذا لو عرف بما دار بذهنه قبل لحظات ..؟ حكاية الذيل .. سيقتلع عيناه طبعا و ربما سينبت له ذيل بدوره .. ربما سيخصى عقابا له ..
ركض هاربا .. تعثر سقط على وجهه .. مسح الدم النازف من فمه بكف يده و كم معطفه المتسخ .. رفع سرواله إلى مافوق سرته .. لقد وقع الخيط الذي كان يشد به حزامه .. لم يكترث بجزء من بطنه و الريح تعبث بشعره الغزير .. لم يشعر بالبرد و لا بالجوع رغم أنه لم يأكل منذ البارحة .. لا يعود إلى منزلهم إلا متى عثروا عليه
كل ما يشده إلى هنالك القهوة الساخنة الممزوجة بالشكولا المذوبة في الحليب التي كانت تعدها له أمه العجوز .. و تتعمد دس خليط من الأدوية فيها ..
يزعجه أبوه كثيرا .. ربطة عنقه و ملامحه المنقبضة تجعله يفر من البيت .. ليس مجنونا كما يظن الناس .. هو أذكى من ذلك بكثير .. كل ما في الأمر أنه يرى أشياء لا قبل لهم بها و يسمع أصواتا لا يسمعونها هم .. يدرك هذا جيدا ..
.. اللعنة أين المفر .. في هذه المدينة الله و البوليس يعرفون كل شيء ، كل صغيرة و كبيرة .. ماذا لو سمعوا ما يجول بخاطره ، ماذا لو علموا بأمر صديقه رجل الماء و حبيبته الفراشة ،؟ نعم حبيبته في شكل فراشة تأتي متخفية .. سيصلب إذا علم الناس بهذا السر و ربما إعتقل البوليس حبيبته و صديقه ...
...
نزع ما فوق رأسه اشبك يده في شعره ضل يتمتع بالمطر المنهمل ..ضحك من قلبه وحده يرى صديقه رجل الماء .. خلع نعله الممزقة .. ركض حافيا ، تمرغ في الوحل و غدائر الماء المتجمعة هنا و هناك .. صفق و غنى ..
كان صوت حذائها يصل إلى مسمعه .. من هي .. ؟ خاف كثيرا .. لملم باقيا معطفه على نفسه .. لم تخف منه كانت ثملة جدا .. ارادت أن تشاكسه ..
" اجا نعطيك سويقر يا غول .. "
تجمد في مكانه .. إنسحب إلى الخلف ..ألصق ظهره بالحائط .. إنكمش .. غطى وجهه بيديه .. " سيبو ... ميحبش .. ميحبش .. ميحبش .. خليه وحدو خليه .. "
لوحت له بعلبة السجائر .. و بعلبة شكولا " ايجا خيرلك يا غول "
أغراه العرض قليلا .. لكنه لم يبرح مكانه ضل صامتا خائفا .. ألقت له بعلبة الشكولا و السجائر .. تقدمت نحوه .. إنتفض كالمصعوق .. التقط العلبتين و غادر مسرعا .. لم يتوقف عن الركض إلا حين لم يعد دوي قهقهتها يصل إليه.. لمح حماص لا زال مفتوحا " شعول .. يحب يشعل .. أعطيه .. وقيدة .. يتكيف " تلقف علبة الكبريت بلهفة .. تخير ركنا بعيدا عن الطريق العام .. انزوى يدخن بصمت غير عابيء بالمطر النازل و لا برأسه المبتلة كليا .. و لا برائحة البول المنبعثة من المكان ..
شعر بقليل من الغضب .. ركل أكداس القمامة بعنف نثرها في كل مكان .. حاول أن يقتلع عمود الإنارة .. إنه مثلهم يتجسس عليه .. لماذا يكرهه الناس ؟؟
جلس القرفصاء .. أخذ يبكي و يعوي و يلطم خديه .. إستلقى على بطنه .. شعر برغبة ملحة في النوم .. أغمض عينيه
و إستسلم للنعاس ..



#مروان_مجادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهوة رجل ميت
- خريف آذار الفصل الأول (1)
- قراءة في تكتيك الإرهاب بتونس (2) خطوة ضرورية لإرهاب الإرهاب ...
- قراءة في تكتيك الإرهاب بتونس (1) خطوة ضرورية لإرهاب الإرهاب ...
- حمى ..
- في الأبعاد الإشكالية لقضية الجمود العقائدي (1) الفرق بين الم ...
- وهم اشكال الموضوعية في العلوم الإنسانية .. أو حتى لا تقتل ال ...


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مروان مجادي - مناخوليا