أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - المَدة















المزيد.....

المَدة


ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 1312 - 2005 / 9 / 9 - 07:20
المحور: الادب والفن
    



سلطان .. رجل في العقد الرابع من عمره يعمل في التجارة وكافة أعمال النصب والاحتيال .. كان مناضلا في بداية حياته الا ّ أنّ ضغوط الأجهزة الأمنية دفعتـــــــه
للمشـاركة في عملية تكتل داخل حزبه والاعلان عن حزب لم يكتب له الحياة لأكثر من سنة واحدة انتهت بعدها العلاقة حتى مع رفاق الطريق الذين أصدروا بحقه أمر
في مقاطعته .. لقب باســـــــــــمه( ســــلطان) تشبها باسـم جده المجاهد الوطني ضد الاســتعمار الفرنسـي ، والذي حاول ذات مّرة أن يختن القسيس في طريق معربا ..

أبو باســل .. حرامي ومشــلّح ، في العقد الثالث من عمره ،زير نساء ، سـجن لأكثر من مرّة بتهم تعاطي المخدرات وخطف نسـاء في بدايات مراحلهم الفنية ..
يقول بأنه غير مستعد أن ينام ليلة واحدة في معتقل سياسي ، ولكنه يفدي النساء بروحه ولذلك أطلق على نفسه اســـم أبو باسـل ..

القطرميز .. مدير عام (سـابقا) لاحدى شـركات التأمين في القامشـلي ، يعمل أجيرا
في معمل للبلاط لأنه في حالة من التخفي بعد أن قبض على شــــــركائه في عمليات اختلاس لفترة طويلة من الزمن .. قصير القامة ، بدين حتى ولكأنك تخاله اسـطوانة بعجلات تتحرك الى الأمام والى الخلف ، يدور في أعلاها بؤبؤان لعينان يمملؤهما طمع شـره لكل ما حوله من خصوصيات الآخرين التي أنعم الله بها عليهم ،في حين أنهما تثيران الشك والريبة بالرجل الاسـطوانة تبعا لريبته الدائمة بمن حوله رغم أنه يغطيهما بنظارتين تخفيفا لشـعور الكراهية المنبعث منهما ..
رائحة متميزة تنبعث من ملابسـه المشبعة برائحة الدخان المتخمر ..
ســمي بالقطرميز للشبه الحاصل بينه وبين قطرميزات مصر ، التي لارقبة لها ولاخصر ..
رمزي .. رجل في الثلاثينات من عمــــره .. كثير الحركـــة والكلام ( هكذا كتب عنه أستاذه في نتيجة العام الدراســــي في احدى مراحل تعليمه الابتدائي ) لم يتزوج رغم الحاح رفاقه المستمر عليه بضرورة الزواج ليعقل ، ويهدأ ، بعيدا عن التأجج الثوري الذي لا يهدأ في داخله ..

افترشــوا أرض بســتان بمدّة قماشـية زينوها بصحن ســـــلطة ، وصحن مسـبحّة ، وصحن فول بطحينة ، وقليل من البزورات ، وطنجرة عرق تداولوا الشـرب منها لأنهم نسوا أن يجلبوا معهم كؤوســـــا للشرب وكان هذا الخطأ من سلطان الذي أخذ على عاتقه مسـؤولية تأمين لوازم ( الســـــــكرة ) في حين أنه لم ينسـى كل ما يتعلق
بلوازم ( الشــوي ) من اللحم الضاني المعد للكباب والشقف ، و البصل والبندورة ، والملح .. وأنواع عديدة من البهارات ..
بالقرب منهم طفل يتســلق شــجرة مشمش بغية قطف قرعونها الأخضر ..

غبّ رمزي غبّـة من طنجرة العرق وصاح مغنيا :

يادار ليلى بالشـــــــــــــــآم تكلمي وعمّـي صباحا دار ليلى واسلمي
ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمـــــــــــــي
فوددت تقبيل الســــــــيوف لأنها لمعت كبارق ثغــــــرك المتبســـــم

سأله القطرميز على الفور : أوبدّلت عبلة العبسية بليلاك ؟
صاح الطفل من أعلى الشــجرة : أيها المواطنون واظبوا على أكل الخبز والزيتون .
ناداه سلطان : انزل ياعم ، هلق بتوقع وبتنكســر رقبتك .
فردد الجمع مغنين :
" مابنزل ، مابنزل ياروحي مابنزل
الا ّ بحلق ألماس مابنزل ، مابنزل "
التفت أبو باسل الى الجمع وقال : كلّوا من أميركا ، والاســــــتعمار .. أنا شايف أن
العرب جابوا الدب لكرمهم لمّـا تعاونوا مع الانكليز ضد الخلافة العثمانية فـســـــلّموا فلسطين مجانا لليهود ..
ردد الجمع ثانية : " مابنزل ، مابنزل ياروحي مابنزل
الا بحلق المـاس مابنزل ، مابنزل "
مجّ أبو باسـل ســـيكارته الغليظة والملفوفة باتقان وقال : ليش عم تتهربوا من حديث
السياسة ؟
ردّ عليه القطرميز : لأن السياسيين الذين حكمونا كلـّن حرامية .. ســــرقونا يارجل.

من وراء كومة الجمر ردد سلطان مقطعا من أغنية : " أروح لمين ؟؟ "
ردّ عليه الجمع بصوت واحد : لبيت خالتك ، ومن أعلى الشجرة صاح الطفل : رح
يطعموك هنيك لحمة مشوية على قضيب الرمّـان .
ردد الجمع : " خدلك غفوة ..
فوق الربوة بشوية .. ســــرقوا الغلـّة
تحت الربوة بشوية .. نهبوا الغلـّة
خدلك غفوة ..
رفع سلطان الطنجرة عاليا وقال : بصحتكم يارفاق ، وغبّ غبة عرق تقلصت على
اثرها عضلات وجهه المثلثي الشكل وأردف قائلا :" ولي على على هالعرقات وعلى صاحب الكركي * ، اســــــق الله أيام الملوكي والنديم تبعات زمان .. ) ولك انزل ،صاح على الطفل .
ردد الجمع :
مابنزل ، مابنزل ياروحي مابنزل ..
مرّ بجانبهم فلاح على كتفه معول ردد محدثا نفســه ( وبصوت مســـــــموع ) :
اللي مابيخاف الله ، خاف منـّو ..
صاح الطفل من فوق مؤذنا : " الله أكبر .. الله أكبر "
ترك سلطان سيخ الكباب فوق الجمر وركض الى الشجرة .. رفع رأســه وصاح بالطفل : ولك اسـكوت .. هلق بيجوا بيمسـكونا .
ردّ عليه الطفل : اذا مسكوك ، رح يساووا جلدك درّبكّات .
أردف رمزي : ورح ترجع أفكح ..
فقال القطرميز : قدّ القرد .. مامســـخ الله ..
حكّ أبو باسـل رأســه وقال مغنيا :

اي خدلك ســــيكارة وعود لنتفاهم
مي حلوة نتخانق قدّام العالـــــــــم
خدلك ... سيكارة ، وعود لنتفاهم

التفت رمزي اليه قائلا : رح تختنق ، على مهلك ، طلعوا العرقات من عيونك ..
ردّ الجمع : " اي خدلك سيكارة وقعود لنتفاهم ..
قال سلطان وقد أتى بالشواء : الله يرحم أبو كاميران ، لو كان عايش لكان عصرن وسكر عليهن ..
وساواهن مازة كمان ، عقـّب رمزي .

بعد الأكل ترك الجمع المدّة على حالها وذهبوا الى القهوة الواقعة خلف التلـّة لشرب الشاي لألا تفرغ الطنجرة ( الوعاء الوحيد) الذي يملكونه ..

لمـّا عادوا لم يكن قد تبقـّى من المدّة وعدة السيران الا الطنجرة .
قال القطرميز وقد بحلق في وجوه الرفاق : ألم أقل لكم كلـّن حرامية ؟؟.

********************
الكركي : جهاز تقطير العرق .












#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ارأت الحركة الكردية
- حالة السيد علي المصري وحالات كذب أخرى ..
- كذبة علي المصري وحالات كذب أخرى
- وحدة - انشطار - وحدة
- الحركة الكردية ترفض الإشارة إليها
- قراءة في كتاب (مجالس الشوك والورد) للأستاذ ابراهيم محمود
- عندما تهوي الكواكب
- الرمز الذي لم يمت - غيفارا
- بعض الأخطاء التي أودت بحياة الحزب الشيوعي
- ليش النرفزة المفبركة
- بمناسبة مرور 105 سنوات على استشهاد سليمان محمد أمين
- بعض الأخطاء التي أودت بحياة الحزب الشيوعي السوري
- رشـــــــــــــــــــــــّـو وروشـــــــــــــــــــــن
- خطوة .. خطوة في طريق الإصلاح
- على هامش إحتجاجات الجالية الكردية في آذار
- على هامش احتجاجات الجالية الكردية في الخارج
- تعاطفوا مع شعبنا
- المرأة في عيدها
- النضال السلمي يؤتي نتائجه في لبنان
- الوطن - الكاتب - الإغتراب


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - المَدة